مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 08-05-2004, 03:28 AM
عدنان حافظ عدنان حافظ غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 91
إفتراضي هل تسمع الرياض أنين أطفال العراق؟ تحليل اتجاهات الرأي العام في السعودية

دراسة تحليلية لاتجاهات الاعلام والرأي العام في السعودية: هل تسمع الرياض أنين أطفال العراق؟
د. مضاوي الرشيد
كشفت المقاومة التي دارت رحاها في مدينة الفلوجة ضد قوات الاحتلال الأمريكية عدداً من الأكاذيب. أما الأكذوبة الأولي فهي الأسطورة الأمريكية بأن المقاومة يديرها قتلة وقطاع طرق جاءوا من الخارج، وأما الأكذوبة الثانية فهي أن القوات الأجنبية الوحيدة في العراق ـ ألا وهي القوات الأمريكية والمرتزقة الذين جلبتهم معها ـ يشار إليها في دوائر النفاق بعبارة قوات التحالف . وأما الأكذوبة الثالثة ـ وهذا هو موضوع هذه المقالة ـ فتتعلق بالنظام السعودي الذي كشفت مقاومة أهل الفلوجة ليس فقط صمته وتورطه، وهو النظام الذي يدعي حراسة مصالح المسلمين والسهر عليها وإنما كشفت أيضاً انعدام كفاءته وتلكأه لما يزيد عن عام بشأن الأزمة العراقية. إذا ما قارنا احتلال أفغانستان من قبل الاتحاد السوفييتي باحتلال العراق من قبل الأمريكيين فإننا نجد أن المملكة العربية السعودية ومنذ الوهلة الأولي كانت علي استعداد لاستنفار شعبها في جهاد مناصر للمصالح الأمريكية خلال الحرب الباردة. بالمقابل تلتزم المملكة العربية السعودية الصمت تجاه الاحتلال الأجنبي لبلد عربي، ليس هذا فحسب، بل تجدها في نفس الوقت تقيد الجهود المبذولة من قبل شعبها لنصرة إخوانهم في العراق ضد هذه الهجمة غير المسبوقة من قبل أعتي القوي العسكرية وأشرسها علي الإطلاق.
لربما كان الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 هو التحدي الأصعب الذي تواجهه الحكومة السعودية منذ حرب الخليج عام 1990 ـ 1991. لقد شكل الانهيار السريع للنظام البعثي في العراق نتيجة للتدخل العسكري المباشر من الخارج، ودون موافقة الأمم المتحدة، سابقة ستؤدي بلا أدني شك إلي عواقب جسيمة ليس فقط فيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية ولكن أيضاً علي مستوي الشرق الأوسط بأسره.

خلفية تاريخية

في حرب الخليج الأولي 1990 ـ 1991 كان هناك إجماع تام داخل الحكومة السعودية علي ضرورة تحرير الكويت، هذا مع أن الرأي العام السعودي كان منقسماً حول وسيلة تحقيق هذا الهدف. لقد تعاونت المملكة العربية السعودية بشكل تام مع الولايات المتحدة الأمريكية في مشروعها الحربي بل ومولت العمليات العسكرية، الأمر الذي تمخض عن نتائج غير مواتية وعواقب غير مرغوب فيها، بما في ذلك العبء الاقتصادي الهائل الذي تنكبته المملكة وتراكم الديون عليها لصالح الولايات المتحدة الأمريكية. أما علي المستوي السياسي المحلي فقد أطلق التعاون السعودي التام مع الولايات المتحدة الأمريكية معارضة إسلامية محلية كانت بذورها قد نثرت في البلاد قبل غزو صدام حسين للكويت. كان السبب في استقواء المعارضة الإسلامية هو لجوء المملكة العربية السعودية إلي الاعتماد الكامل علي القوات الأجنبية، والتي تشكلت بالدرجة الأولي من القوات الأمريكية، في تحرير الكويت وفي الدفاع عن المملكة مما اعتبر في حينها هجوماً عراقياً وشيكاً. وذلك أن الإسلاميين السعوديين يعتبرون قبول حكومة بلادهم بالوجود الأمريكي أمراً مرفوضاً دينياً وسياسياً أخذاً بعين الاعتبار الموقع المقدس للمملكة العربية السعودية بوصفها أرض الحرمين الشريفين. ويري معظم الإسلاميين بأن وجود القوات الأمريكية ما هو إلا مؤشر علي اتكاء المملكة علي هذه القوة العظمي (الولايات المتحدة) فيما هو أكبر من ذلك، الأمر الذي ينال من استقلال المملكة ومن سيادتها.
واجه المملكة العربية السعودية تحد رئيسي آخر إبان الحرب التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد أفغانستان عام 2001. فقد كانت المملكة العربية السعودية أكثر من سعيدة وهي تري انتهاء نظام الطالبان واحتمال انهيار مقر تنظيم القاعدة التابع لأسامة بن لادن، إلا أن الحكومة السعودية كانت مترددة في الإعلان علي الملأ عن دعمها الكامل للهجوم علي أفغانستان رغم أن القواعد العسكرية الأمريكية في المملكة استخدمت كمنصات انطلاق للعمليات العسكرية طوال خريف عام 2001. كان الدعم لحرب الولايات المتحدة الأمريكية علي أفغانستان ضمنياً علي المستوي الرسمي إذ كانت الحكومة تنتظر بفارغ الصبر أن يتم إلقاء القبض علي أسامة بن لادن الذي شكل خطراً علي استمرار واستقرار النظام السعودي بشكل لم يسبقه إليه أي معارض آخر في تاريخ الدولة السعودية. فقد امتزج خطاب بن لادن الإسلامي مع أفعاله ليخلق مناخاً سياسياً متطيراً في المملكة العربية السعودية حيث يظهر بوضوح تمتعه بشعبية كبيرة لدي بعض علماء الدين وفي أوساط الشباب في البلاد. وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر أصبح جلياً أن بن لادن نجح أيما نجاح في تقويض ما يسمي بـ العلاقة الخاصة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وقد جند خمسة عشر سعودياً واستخدمهم في تنفيذ الهجوم علي مدينتي نيويورك وواشنطن، إذ بدأت الولايات المتحدة بعد الهجوم مباشرة في الاستعداد لتقليص وجودها العسكري في المملكة العربية السعودية لصالح الدويلات الخليجية المجاورة. واليوم، أكثر من أي وقت مضي، يستمر بن لادن في مطاردة الحكومة السعودية ليس بسبب العنف فحســــب وإنما أيضاً بســبب ما يتمتع به من جاذبيــة وشعبية في مجتمع سئم قيادته السياسية غير الكفؤة.
وأما الغزو الأمريكي للعراق في ربيع 2003 فقد كان غير مسبوق، وغير مبرر، وغير مدعوم لا عربياً ولا دولياً. لقد شنت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب بذريعة الحاجة إلي تدمير أسلحة الدمار الشامل التي ادعت حيازة صدام حسين لها وكذلك بذريعة ضرورة قطع الصلات بينه وبين القاعدة، والأمران ما يزالان حتي كتابة هذه السطور غير مثبتين. كان الرسميون في المملكة العربية السعودية يتمنون رؤية نهاية صدام ونظام حزب البعث، إلا أنهم كانوا يخشون العاقبة، وهذا ما جعل المملكة العربية الســـعودية تنزع إلي موقف غير حاسم، تختبئ وراء خطاب مرتبك يعلن معارضته للحرب في اللقاءات والمنتديات العربية الإقليمية ولكنه في نفس الوقت يوافق ضمناً علي ما يجري، بل ويسفر عن تعاون هام من خلال السماح لمراكز القيادة العسكرية التابعة للولايات المتحدة الأمريكية بإدارة الحرب انطلاقاً من الأراضي السعودية. وبينما لم يصل جندي أمريكي واحد إلي العراق مروراً بالأراضي السعودية إلا أن العمليات الإلكترونية والكومبيوترية كانت تتخذ من الأراضي السعودية مقراً لها. ولعل من المفيد بل والمهم ـ حتي يتسني فهم الموقف السعودي تجاه الحرب علي العراق ـ استعراض تاريخ العلاقات السعودية العراقية ولو بشكل مختصر.

المملكة العربية السعودية والعراق: الجوار العسر

منذ ولادة الدولتين الحديثتين، العراق عام 1921 والمملكة العربية السعودية عام 1932 ـ وكلاهما خرجتا من تحت المظلة البريطانية في مطلع القرن العشرين ـ لم تنعم الدولتان بفترة طويلة من الاحترام المتبادل والتعاون الحقيقي. ورغم أن المواجهة العسكرية ظلت متجنبة حتي قيام العراق بغزو الكويت في عام 1990، شهد تاريخ البلدين تعاوناً حميماً أملته المصالح المشتركة فقط في أوقات الأزمات، مثل ذلك التعاون الذي تم بينهما أثناء الحرب الإيرانية ـ العراقية منذ عام 1980 وحتي عام 1988. وبالفعل فقد ساد علاقات التعايش القلق بين البلدين التنافس والتنابز وحتي العداوة المبطنة. وما من شك في أن عدداً من العوامل ساهم في تشكل هذا الوضع الصعب. ولعل أولها كان التنافس فيما بين آل سعود من جهة والهاشميين من جهة أخري في النصف الأول من القرن العشرين حول زعامة العالم العربي، الأمر الذي عرقل التقارب بين البلدين. وأما العامل الثاني فيكمن في السياسة الموالية للغرب بهدوء التي انتهتجتها المملكة العربية السعودية في النصف الثاني من القرن العشرين. فتلك السياسة التي روج لها الملك فيصل في السبعينات تصادمت مع الخطاب الثوري المختلف للزعامات العراقية المختلفة (الضباط الأحرار، الشيوعيون، والبعثيون). والعامل الثالث منشؤه أن العراق يقطنه منذ القرن الثامن عشر عدد كبير من الناس أصولهم من الجزيرة العربية ولكن انتهي بهم المطاف أن تحيط بهم حدود الدولة العراقية الحديثة. في الظروف الطبيعية كان يمكن لهذا العامل أن يشكل قاعدة صلبة لبناء علاقات اقتصادية وسياسية وثيقة يروج لها ويعززها المواطنون علي جانبي الحدود السعودية ـ العراقية الذين تربط بينهم شبكات هامة من علاقات التكافل والقرابة. إلا أن التنافس السياسي في أعلي المستويات وما يرافقه من تناقضات أيديولوجية بين المملكة العربية السعودية والعراق سمح بتحويل هذه الشبكات إلي مواطن إفراز للتهديد وانعدام الاستقرار وحتي المواجهة وخاصة خلال العقود الأولي من القرن العشرين، أي قبل تثبيت الحدود بين القطرين.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م