مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #11  
قديم 19-08-2001, 04:57 PM
أسعد الأسعد أسعد الأسعد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2001
المشاركات: 47
Lightbulb

الأخ الكريم صالح عبد الرحمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من خلال تعقيبك الأخير يبدو لي أنني لم أوفق في عرض ما أردت عرضه بالأسلوب الصحيح أو بالأسلوب الذي يسهل على القارئ فهم ما كنت أود بيانه ولعل ذلك يعود لتواضع قدراتي في الكتابة مما أدى إلى عدم وضوح الفكرة لديك وفي هذه المرة سأحاول قدر الإمكان توضيح ما عجزت عن توضيحه في المرة السابقة ..

فقد أخذت عليك أيها الأخ الكريم أنك اعتبرت العقل والفكر شيئاً واحدا وفي تعقيبك التالي أضفت أن التفكير هو أيضا يأخذ نفس معنى العقل والفكر ثم أضفت موضحا أن الفكر قد يطلق على عملية التفكير وقد يطلق على نتيجة التفكير. من ذلك نفهم أنك ترى أن العقل والتفكير والفكر ( الذي هو بمعنى عملية التفكير ) شيئا واحدا.
ثم أخذت عليك أنك حصرت مجال العقل في المحسوسات.

فأما ما يخص النقطة الأولى ولتوضيح أن العقل والتفكير شيئان مختلفان أرى من المناسب أن أشبه العقل بالميزان وأشبه التفكير بعملية الوزن التي تتم بواسطة ذلك الميزان فكما أن بواسطة الميزان تتم عملية الوزن فإن بواسطة العقل تتم عملية التفكير وأنت عندما تعتبر العقل والتفكير شيئا واحدا تكون كمن اعتبر الميزان والوزن شيئا واحدا. من ذلك تستطيع أن تلاحظ أن العقل ليس عملية إجرائية كالتفكير بل هو الأداة التي بواسطتها تتم عملية التفكير وينطبق ذلك على الميزان أيضا فإن الميزان ليس عملية إجرائية وإنما هو الأداة التي بواسطتها تتم عملية الوزن .. لذلك لا ينبغي أبداً أن نخلط بين الأداة وبين العملية التي يقوم بها.

وأما تعبيري عن العقل تارة بأنه أداة وتارة أخرى بأنه ملكة وتارة ثالثة بأنه ميزان فقد كان القصد منها الزيادة في التوضيح ولكن يبدو أنني فشلت في ذلك .. وقد كنت أتوقع أنني حينما أستخدم تلك التعبيرات المختلفة أكون كمن يعبر عن الميزان تارة بأنه أداة وتارة أخرى بأنه جهاز وتارة ثالثة بأنه آلة ولا أرى في ذلك أي خلل في هذه الاستخدامات ولو عدنا إلى تلك الاستخدامات نراها على النحو الأتي : ( ملكة وأداة وميزان ) فأما استخدامي لكلمة أداة فلأنه ( أي العقل ) الشيء المستخدم لأداء عملية التفكير وأما استخدامي لكلمة ميزان ففيه تشبيه العقل بالميزان وهو كما أراه تشبيه قريب جدا وأما استخدامي لكلمة ملكة فأقصد بها أنه نوع من القدرات التي زودنا بها الخالق سبحانه وتعالى.

وفي الحقيقة فأنني لم أكن أرى أن الكلمة كانت تحتاج لتوضيح أكثر من بيان أنها نوع من أنواع القدرات وبذلك لن أستطيع أن أبين حقيقتها وكنهها وماهيتها بأكثر من ذلك فكما يملك الإنسان القدرة على الحركة والقدرة على السمع والقدرة على النطق والقدرة على الإبصار يملك أيضا القدرة على التفكير .. وكما أن أداة السمع هي الأذن وأداة الإبصار هي العين وأداة النطق هي اللسان فإن أداة التفكير هي العقل.

كما أنك أيها الأخ العزيز تستطيع أن تلاحظ الفرق بين العقل والتفكير من خلال أنك لا تستطيع أن تستخدم كلمة العقل محل كلمة التفكير في عباراتك التي تنشئها فلو كان العقل والتفكير شيئا واحدا لأمكنك أن تستخدم كل كلمة منهما محل الأخرى فيؤديان نفس المعنى.
من ذلك يتضح أن العقل والتفكير شيئان مختلفان.

وأما المثال الذي أتيت به لتوضيح عملية التفكير وهو مثال ( الكتاب ) فإنك ذكرت فيه أن العملية التفكيرية التي حصلت حينما أردت أن تجيب على ذلك السؤال جرت على النحو الآتي : ( انتقل واقع الكتاب الى دماغي بواسطة حاسة البصر على سبيل المثال، وفي دماغي يوجد قدر معين من المعلومات التي تفسر ما هو هذا الشيء الذي سألتني عنه، وبفعل خاصية الربط التي في الدماغ ترتبط صورة الواقع المطبوعة في الدماغ بالمعلومات السابقة التي تفسر الواقع فيحصل من عملية الربط بين الوقع والمعلومات التي تفسره ادراك ما هو هذا الشيء، أي ادراك أنه كتاب، وهذا الادراك لواقع الكتاب هو الحكم الذي يصدره الدماغ على الواقع ، فهذا الحكم هو نتيجة العملية التفكيرية)

ولو تأملنا قولك هذا لوجدنا أن معظم فقراته تعاني من خلل معين أو أنها تحتاج إلى بيان أوضح وأدق ..
فأما قولك ( انتقل واقع الكتاب إلى دماغي ) فإني أتصور أنك لو قلت بدلا من ذلك ( انتقلت صورة الكتاب إلى دماغي ) لكان ذلك أدق وأسلم إذ أن واقع الشيء لا ينتقل إلى الدماغ بل تنعكس صورة منه فقط.

واما قولك : ( وفي دماغي يوجد قدر معين من المعلومات التي تفسر ما هو هذا الشيء الذي سألتني عنه ) فيفهم منه أن المعلومات السابقة هي التي تفسر الواقع وهذا ما لا يمكن قبوله فليس لأي معلومة أي قدرة على فعل أي شيء بل ينحصر دورها في أنها تكون أحد المرتكزات التي يعتمد عليها العقل في فهم الواقع فعندما يكون لدينا معلومتان على الشكل الآتي : المعلومة الأولى وهي أن ( أ ) أكبر من ( ب ) والمعلومة الثانية هي أن ( ب ) أكبر من ( ج ) ثم نسأل أيهما أكبر ( أ ) أو ( ج ) فإن العقل باستخدامه هاتين المعلومتين كمعطيات أولية أو كمقدمات أو كمعلومات سابقة يستطيع أن يدرك أيهما أكبر وبذلك تتكون لدينا معلومة ثالثة وهي أن ( أ ) أكبر من ( ج ) .. وهنا نلاحظ أننا بالعقل استطعنا أن نصل إلى المعلومة الثالثة وأدركنا العلاقة بين ( أ ) و ( ب ) وذلك بالاعتماد على المعلومتين السابقتين لا أن المعلومتين السابقتين هما اللتان توصلتا للمعلومة الثالثة أي أن المعلومتين السابقتين هما من العناصر التي اعتمد عليها العقل للوصول للمعلومة الثالثة لا أنهما بنفسهما قد توصلتا إلى المعلومة الثالثة. لذلك فإن قولك في هذه الفقرة بأن المعلومات السابقة هي التي تفسر الواقع قول خاطئ.

كما أننا من خلال هذه العبارة نفهم أنك تعتبر وجود معلومات سابقة شرطا لابد منه كي تتم عملية الفهم وهنا أتساءل ما هي المعلومات التي ينبغي أن تتوفر في الدماغ لكي ندرك أن النقيضان لا يجتمعان ؟

بل لو كان وجود المعلومات السابقة شرطا لما أمكننا معرفة أي شيء لأننا قد خرجنا من أمهاتنا وليس لدينا أي معلومة فكيف أمكننا أن ندرك تلك الأمور التي أدركناها في بداية طفولتنا ولم يكن لدينا أي معلومات سابقة ؟
كما أن اشتراط وجود معلومات سابقة كي نستطيع أن نفهم يعني أننا لا نستطيع أن ندرك أي شيء جديد لا يرتبط بالمعلومات التي في حوزتنا. والحال أننا قادرين على تعلم ونفهم أموراً كثيرة غير متعلقة بأي معلومة سابقة. فمثلا نستطيع أن نتعلم لغة جديدة حتى لو لم يكن لدينا أي معرفة سابقة بها.

وهنا لابد أن نفرق بين إدراكنا القانون أو القاعدة وبين تطبيقاتنا لتلك القاعدة فمثلا إدراكنا لاستحالة أن يطالبنا الله بالصوم والإفطار في يوم واحد يعتبر تطبيقا للقانون العقلي الذي يقرر استحالة اجتماع النقيضين فلو قلنا لأي إنسان عاقل عليك أن تصوم غدا نهارا وعليك أيضا أن تفطر غدا نهارا فإنه سيدرك أن ذلك مستحيل وسيظل مدركا لهذه الاستحالة حتى لو فشل في التعبير عنها .. كذلك لو قلنا لطفل يدرس في الصف الأول الابتدائي عليك أن تذهب غداً إلى المدرسة ولكن عليك أن لا تذهب غداً إلى المدرسة فإنه سوف يدرك أن الجمع بين الذهاب وعدم الذهاب في آن واحد مستحيل لأنه يدرك بعقله أن الجمع بين النقيضين مستحيل حتى لو لم تسعفه قدراته على التعبير بأن يوضح لماذا الذهاب وعدم الذهاب لا يجتمعان وحتى لو لم يسمع بكلمة ( النقيض ) أو بعبارة ( النقيضان لا يجتمعان ). إذن فالقوانين العقلية الأولية نستطيع إدراكها تلقائيا ودون الاستعانة بأي معلومات سابقة.

وأما قولك : ( وبفعل خاصية الربط التي في الدماغ ترتبط صورة الواقع المطبوعة في الدماغ بالمعلومات السابقة التي تفسر الواقع )

فإنك قد كررت قولك بأن المعلومة هي التي تقوم بالتفسير ولا أدري هل للمعلومات أي عقل أو إحساس أو أي قدرة تمكنها من تقديم أي نوع من التفاسير ؟

من هذه الملاحظات يبدو واضحا أن وصفك لعملية التفكير غير دقيق بل غير صحيح .. بل أستطيع القول أن المثال الذي أتيت به غير صالح ليكون مثالا على الفهم أو التفكير فهو لا يعدو عن كونه مثلا للاسترجاع أو ما يسمى بالاستظهار وهي عملية استرجاع أو استظهار معلومة سابقة وهذا ليس فيه أي فهم.
ولزيادة توضيح ذلك نتساءل ماذا لو أنك قد نسيت تلك الكلمة والتي هي ( كتاب ) ولم تستطع الإجابة على ذلك السؤال فهل ذلك يعني أنك لم تعرف هذا الشيء الذي أمامك ؟ بالتأكيد أننا نستطيع أن نحتمل أنك استطعت التعرف على هذا الذي أمامك ولكنك نسيت تلك الكلمة التي تدل عليه وتعبر بها عن معرفتك ؟ والعكس أيضا صحيح فقد تجيب على السؤال وتقول أنه كتاب ولكنك لا تفهم معنى الكتاب مطلقا. وهذا يحصل في كثير من الأحيان فهناك من الأجهزة الطبية مثلا لا نعرف عنها أي شيء سوى أننا نعرف أسماءها فقط فهل ذلك يعتبر فهما ؟
من ذلك يتضح أن التعرف على الأشياء لا يعتبر فهما لذلك نقول أن هذا المثال غير صالح لتوضيح عملية الفهم .. أما الفهم الذي هو إدراك معنى الشيء ( لا التعرف عليه فقط ) فإن مثالك لم يأت به مطلقا وخير مثال للتفريق بين الاسترجاع والفهم هو أن نقارن بين من يحفظ القرآن وبين من يفهمه وأرى أن الفرق هنا واضح.
بعد هذا العرض نستطيع أن ندرك الفرق بين العقل والتفكير والفكر فأقول أن العقل هو تلك القدرة التي تجعلنا قادرين على التفكير والفهم .. وأما التفكير فهو العملية التي يجريها العقل للوصول لفهم معين .. وأما الفهم فهو النتيجة التي ندركها من خلال التفكير.

وتبقى النقطة الأخرى التي أخذتها عليك وهي حصرك مجال العقل في المحسوسات فقط وسوف أقوم ببيانها قريبا إنشاء الله تعالى وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
__________________
فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م