مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 18-08-2006, 02:58 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي بانت سعاد فقلبي اليوم متبول لكعب بن زهير

قصيدة البردة لكعب بن زهير




بـانَتْ سُـعادُ فَـقَلْبي اليَوْمَ iiمَتْبولُ * مُـتَـيَّمٌ إثْـرَها لـم يُـفَدْ iiمَـكْبولُ
وَمَـا سُـعَادُ غَـداةَ البَيْن إِذْ iiرَحَلوا * إِلاّ أَغَـنُّ غضيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ
هَـيْـفاءُ مُـقْبِلَةً عَـجْزاءُ iiمُـدْبِرَةً * لا يُـشْتَكى قِـصَرٌ مِـنها ولا iiطُولُ
تَجْلُو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا iiابْتَسَمَتْ * كـأنَّـهُ مُـنْـهَلٌ بـالرَّاحِ iiمَـعْلُولُ
شُـجَّتْ بِـذي شَـبَمٍ مِنْ ماءِ iiمَعْنِيةٍ * صـافٍ بأَبْطَحَ أضْحَى وهْوَ iiمَشْمولُ
تَـنْفِي الـرِّياحُ القَذَى عَنْهُ iiوأفْرَطُهُ * مِـنْ صَـوْبِ سـارِيَةٍ بِيضٌ iiيَعالِيلُ
أكْـرِمْ بِـها خُـلَّةً لـوْ أنَّها iiصَدَقَتْ * مَـوْعودَها أَو ْلَوَ أَنَِّ النُّصْحَ iiمَقْبولُ
لـكِنَّها خُـلَّةٌ قَـدْ سِـيطَ مِنْ iiدَمِها * فَـجْـعٌ ووَلَـعٌ وإِخْـلافٌ iiوتَـبْديلُ
فـما تَـدومُ عَـلَى حـالٍ تكونُ iiبِها * كَـما تَـلَوَّنُ فـي أثْـوابِها الـغُولُ
ولا تَـمَسَّكُ بـالعَهْدِ الـذي iiزَعَمْتْ * إلاَّ كَـما يُـمْسِكُ الـماءَ iiالـغَرابِيلُ
فـلا يَـغُرَّنْكَ مـا مَنَّتْ وما iiوَعَدَتْ * إنَّ الأمـانِـيَّ والأحْـلامَ iiتَـضْليلُ
كـانَتْ مَـواعيدُ عُـرْقوبٍ لَها iiمَثَلا * ومــا مَـواعِـيدُها إلاَّ iiالأبـاطيلُ
أرْجـو وآمُـلُ أنْ تَـدْنو iiمَـوَدَّتُها * ومـا إِخـالُ لَـدَيْنا مِـنْكِ تَـنْويلُ
أمْـسَتْ سُـعادُ بِـأرْضٍ لا iiيُـبَلِّغُها * إلاَّ الـعِتاقُ الـنَّجيباتُ iiالـمَراسِيلُ
ولَـــنْ يُـبَـلِّغَها إلاَّ iiغُـذافِـرَةٌ * لـها عَـلَى الأيْـنِ إرْقـالٌ iiوتَبْغيلُ
مِـنْ كُلِّ نَضَّاخَةِ الذِّفْرَى إذا iiعَرِقَتْ * عُـرْضَتُها طـامِسُ الأعْلامِ iiمَجْهولُ
تَـرْمِي الـغُيوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرَدٍ iiلَهِقٍ * إذا تَـوَقَّـدَتِ الـحَـزَّازُ iiوالـمِيلُ
ضَـخْـمٌ مُـقَـلَّدُها فَـعْمٌ iiمُـقَيَّدُها * فـي خَلْقِها عَنْ بَناتِ الفَحْلِ iiتَفْضيلُ
غَـلْـباءُ وَجْـناءُ عَـلْكومٌ iiمُـذَكَّرْةٌ * فــي دَفْـها سَـعَةٌ قُـدَّامَها iiمِـيلُ
وجِـلْـدُها مِـنْ أُطـومٍ لا iiيُـؤَيِّسُهُ * طَـلْحٌ بـضاحِيَةِ الـمَتْنَيْنِ iiمَهْزولُ
حَـرْفٌ أخـوها أبـوها مِن مُهَجَّنَةٍ * وعَـمُّـها خـالُها قَـوْداءُ شْـمِليلُ
يَـمْشي الـقُرادُ عَـليْها ثُـمَّ iiيُزْلِقُهُ * مِـنْـها لِـبانٌ وأقْـرابٌ iiزَهـالِيلُ
عَـيْرانَةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عَنْ iiعُرُضٍ * مِـرْفَقُها عَـنْ بَـناتِ الزُّورِ iiمَفْتولُ
كـأنَّـما فـاتَ عَـيْنَيْها iiومَـذْبَحَها * مِـنْ خَـطْمِها ومِن الَّلحْيَيْنِ iiبِرْطيلُ
تَـمُرُّ مِـثْلَ عَسيبِ النَّخْلِ ذا iiخُصَلٍ * فـي غـارِزٍ لَـمْ تُـخَوِّنْهُ الأحاليلُ
قَـنْواءُ فـي حَـرَّتَيْها لِـلْبَصيرِ iiبِها * عَـتَقٌ مُـبينٌ وفـي الخَدَّيْنِ iiتَسْهيلُ
تُـخْدِي عَـلَى يَـسَراتٍ وهي لاحِقَةٌ * ذَوابِــلٌ مَـسُّهُنَّ الأرضَ iiتَـحْليلُ
سُمْرُ العَجاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصَى iiزِيماً * لـم يَـقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكْـمِ iiتَـنْعيلُ
كــأنَّ أَوْبَ ذِراعَـيْها إذا iiعَـرِقَتْ * وقــد تَـلَـفَّعَ بـالكورِ الـعَساقيلُ
يَـوْماً يَـظَلُّ به الحِرْباءُ iiمُصْطَخِداً * كـأنَّ ضـاحِيَهُ بـالشَّمْسِ مَـمْلولُ
وقـالَ لِـلْقوْمِ حـادِيهِمْ وقدْ iiجَعَلَتْ * وُرْقَ الجَنادِبِ يَرْكُضْنَ الحَصَى قِيلُوا
شَـدَّ الـنَّهارِ ذِراعـا عَيْطَلٍ iiنَصِفٍ * قـامَـتْ فَـجاوَبَها نُـكْدٌ iiمَـثاكِيلُ
نَـوَّاحَةٌ رِخْـوَةُ الـضَّبْعَيْنِ لَيْسَ لَها * لَـمَّا نَـعَى بِـكْرَها النَّاعونَ iiمَعْقولُ
تَـفْرِي الُّـلبانَ بِـكَفَّيْها iiومَـدْرَعُها * مُـشَـقَّقٌ عَـنْ تَـراقيها رَعـابيلُ
تَـسْعَى الـوُشاةُ جَـنابَيْها iiوقَـوْلُهُمُ * إنَّـك يـا ابْـنَ أبـي سُلْمَى لَمَقْتولُ
وقــالَ كُـلُّ خَـليلٍ كُـنْتُ iiآمُـلُهُ * لا أُلْـهِيَنَّكَ إنِّـي عَـنْكَ iiمَـشْغولُ
فَـقُـلْتُ خَـلُّوا سَـبيلِي لاَ iiأبـالَكُمُ * فَـكُلُّ مـا قَـدَّرَ الـرَّحْمنُ iiمَفْعولُ
كُـلُّ ابْـنِ أُنْثَى وإنْ طالَتْ iiسَلامَتُهُ * يَـوْماً عـلى آلَـةٍ حَـدْباءَ iiمَحْمولُ
أُنْـبِـئْتُ أنَّ رَسُـولَ اللهِ iiأَوْعَـدَني * والـعَفْوُ عَـنْدَ رَسُـولِ اللهِ iiمَأْمُولُ
وقَـدْ أَتَـيْتُ رَسُـولَ اللهِ iiمُـعْتَذِراً * والـعُذْرُ عِـنْدَ رَسُـولِ اللهِ iiمَقْبولُ
مَـهْلاً هَـداكَ الـذي أَعْطاكَ iiنافِلَةَ * الْـقُرْآنِ فـيها مَـواعيظٌ وتَـفُصيلُ
لا تَـأْخُذَنِّي بِـأَقْوالِ الـوُشاةِ iiولَـمْ * أُذْنِـبْ وقَـدْ كَـثُرَتْ فِـيَّ iiالأقاويلُ
لَـقَدْ أقْـومُ مَـقاماً لـو يَـقومُ iiبِـه * أرَى وأَسْـمَعُ مـا لـم يَسْمَعِ iiالفيلُ
لَـظَلَّ يِـرْعُدُ إلاَّ أنْ يـكونَ لَهُ iiمِنَ * الَّـرسُـولِ بِــإِذْنِ اللهِ iiتَـنْـويلُ
حَـتَّى وَضَـعْتُ يَـميني لا iiأُنازِعُهُ * فـي كَـفِّ ذِي نَـغَماتٍ قِيلُهُ iiالقِيلُ
لَــذاكَ أَهْـيَبُ عِـنْدي إذْ iiأُكَـلِّمُهُ * وقـيـلَ إنَّـكَ مَـنْسوبٌ iiومَـسْئُولُ
مِـنْ خـادِرٍ مِنْ لُيوثِ الأُسْدِ iiمَسْكَنُهُ * مِـنْ بَـطْنِ عَـثَّرَ غِيلٌ دونَهُ iiغيلُ
يَـغْدو فَـيُلْحِمُ ضِـرْغامَيْنِ iiعَيْشُهُما * لَـحْمٌ مَـنَ الـقَوْمِ مَـعْفورٌ خَراديلُ
إِذا يُـسـاوِرُ قِـرْناً لا يَـحِلُّ iiلَـهُ * أنْ يَـتْرُكَ الـقِرْنَ إلاَّ وهَوَ iiمَغْلُولُ
مِـنْهُ تَـظَلُّ سَـباعُ الـجَوِّ iiضامِزَةً * ولا تَـمَـشَّى بَـوادِيـهِ iiالأراجِـيلُ
ولا يَــزالُ بِـواديـهِ أخُـو iiثِـقَةٍ * مُـطَرَّحَ الـبَزِّ والـدَّرْسانِ iiمَأْكولُ
إنَّ الـرَّسُولَ لَـسَيْفٌ يُـسْتَضاءُ iiبِهِ * مُـهَنَّدٌ مِـنْ سُـيوفِ اللهِ iiمَـسْلُولُ
فـي فِـتْيَةٍ مِـنْ قُـريْشٍ قالَ iiقائِلُهُمْ * بِـبَطْنِ مَـكَّةَ لَـمَّا أسْـلَمُوا iiزُولُوا
زالُـوا فـمَا زالَ أَنْكاسٌ ولا iiكُشُفٌ * عِـنْـدَ الِّـلقاءِ ولا مِـيلٌ iiمَـعازيلُ
شُــمُّ الـعَرانِينِ أبْـطالٌ iiلُـبوسُهُمْ * مِـنْ نَـسْجِ دَاوُدَ في الهَيْجَا iiسَرابيلُ
بِـيضٌ سَـوَابِغُ قـد شُكَّتْ لَهَا iiحَلَقٌ * كـأنَّـها حَـلَقُ الـقَفْعاءِ iiمَـجْدولُ
يَمْشونَ مَشْيَ الجِمالِ الزُّهْرِ iiيَعْصِمُهُمْ * ضَـرْبٌ إذا عَـرَّدَ الـسُّودُ التَّنابِيلُ
لا يَـفْـرَحونَ إذا نَـالتْ iiرِمـاحُهُمُ * قَـوْماً ولَـيْسوا مَـجازِيعاً إذا iiنِيلُوا
لا يَـقَعُ الـطَّعْنُ إلاَّ فـي iiنُحورِهِمُ * ومـا لَهُمْ عَنْ حِياضِ الموتِ iiتَهْليلُ
__________________
السيد عبد الرازق

آخر تعديل بواسطة محمد العاني ، 19-08-2006 الساعة 01:01 AM. السبب: للتنسيق
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 29-08-2006, 04:20 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

قدوم كعب على الرسول وقصيدته اللامية

قال ابن إسحاق : فلما بلغ كعبا الكتاب ضاقت به الأرض وأشفق على نفسه وأرجف به من كان في حاضره من عدوه فقالوا : هو مقتول فلما لم يجد من شيء بدا ، قال قصيدته التي يمدح فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر فيها خوفه وإرجاف الوشاة به من عدوه ثم خرج حتى قدم المدينة ، فنزل على رجل كانت بينه وبينه معرفة من جهينة ، كما ذكر لي ، فغدا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى الصبح فصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أشار له إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذا رسول الله فقم إليه فاستأمنه .

فذكر لي أنه قام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس إليه فوضع يده في يده وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرفه فقال يا رسول الله إن كعب بن زهير قد جاء ليستأمن منك تائبا مسلما ، فهل أنت قابل منه إن أنا جئتك به ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نعم " ، قال أنا يا رسول الله كعب بن زهير .

قال ابن إسحاق : فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة : أنه وثب عليه رجل من الأنصار ، فقال يا رسول الله دعني وعدو الله أضرب عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه عنك ، فإنه قد جاء تائبا ، نازعا ( عما كان عليه ) فقال فغضب كعب على هذا الحي من الأنصار ، لما صنع به صاحبهم وذلك أنه لم يتكلم فيه رجل من المهاجرين إلا بخير .
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 29-08-2006, 04:23 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

فقال في قصيدته التي قال حين قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول

متيم إثرها لم يفد مكبول

وما سعاد غداة البين إذ رحلوا

إلا أغن غضيض الطرف مكحول

هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة

لا يشتكى قصر منها ولا طول

تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت

كأنه منهل بالروح معلول

شجت بذي شيم من ماء محنية

صاف بأبطح أضحى وهو مشمول



تنفي الرياح القذى عنه وأفرطه

من صوب غادية بيض يعاليل

فيا لها حلة لو أنها صدقت

بوعدها أو لو إن النصح مقبول

لكنها خلة قد سيط من دمها

فجع وولع وإخلاف وتبديل

فما تدوم على حال تكون بها

كما تلون في أثوابها الغول

وما تمسك بالعهد الذي زعمت

إلا كما يمسك الماء الغرابيل

فلا يغرنك ما منت وما وعدت

إن الأماني والأحلام تضليل



كانت مواعيد عرقوب لها مثلا

وما مواعيدها إلا الأباطيل

أرجو وآمل أن تدنو مودتها

وما إخال لدينا منك تنويل

أمست سعاد بأرض لا يبلغها

إلا العتاق النجيبات المراسيل

ولن يبلغها إلا عذافرة

لها على الأين إرقال وتبغيل

من كل نضاخة الذفرى إذا عرقت

عرضتها طامس الأعلام مجهول

ترمي الغيوب بعيني مفرد لهق

إذا توقدت الحزان والميل

ضخم مقلدها فعم مقيدها

في خلقها عن بنات الفحل تفضيل

غلباء وجناء علكوم مذكرة

في دفها سعة قدامها ميل

وجلدها من أطوم ما يؤيسه

طلح بضاحية المتنين مهزول



حرف أخوها أبوها من مهجنة

وعمها خالها قوداء شمليل

يمشي القراد عليها ثم يزلقه

منها لبان وأقراب زهاليل

عيرانة قذفت بالنحض عن عرض

مرفقها عن بنات الزور مفتول

كأنما فات عينيها ومذبحها

من خطمها ومن اللحيين برطيل

تمر مثل عسيب النخل ذا خصل

في غارز لم تخونه الأحاليل

قنواء في حرتيها للبصير بها

عتق مبين وفي الخدين تسهيل

تخدي على يسرات وهي لاحقة

ذوابل مسهن الأرض تحليل

سمر العجايات يتركن الحصى زيما

لم يقهن رءوس الأكم تنعيل



كأن أوب ذراعيها وقد عرقت

وقد تلفع بالقور العساقيل

يوما يظل به الحرباء مصطخدا

كأن ضاحيه بالشمس مملول

وقال للقوم حاديهم وقد جعلت

ورق الجنادب يركضن الحصا قيلوا

شد النهار ذراعا عيطل نصف

قامت فجاوبها نكد مثاكيل

نواحة رخوة الضبعين ليس لها

لما نعى بكرها الناعون معقول

تفري اللبان بكفيها ومدرعها

مشقق عن تراقيها رعابيل

تسعى الغواة جنابيها وقولهم

إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول



وقال كل صديق كنت آمله

لا ألهينك إني عنك مشغول

فقلت خلوا سبيلي لا أبا لكم

فكل ما قدر الرحمن مفعول

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته

يوما على آلة حدباء محمول

نبئت أن رسول الله أوعدني

والعفو عند رسول الله مأمول

مهلا هداك الذي أعطاك نافلة ال

قرآن فيها مواعيظ وتفصيل

لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم

أذنب ولو كثرت في الأقاويل

لقد أقوم مقاما لو يقوم به

أرى وأسمع ما لو يسمع الفيل

لظل يرعد إلا أن يكون له

من الرسول بإذن الله تنويل

حتى وضعت يميني ما أنازعه

في كف ذي نقمات قيله القيل



فلهو أخوف عندي إذ أكلمه

وقيل إنك منسوب ومسئول

من ضيغم بضراء الأرض مخدره

في بطن عثر غيل دونه غيل

يغدو فيلحم ضرغامين عيشهما

لحم من الناس معفور خراديل

إذا يساور قرنا لا يحل له

أن يترك القرن إلا وهو مفلول

منه تظل سباع الجو نافرة

ولا تمشي بواديه الأراجيل

ولا يزال بواديه أخو ثقة

مضرج البز والدرسان مأكول

إن الرسول لنور يستضاء به

مهند من سيوف الله مسلول

في عصبة من قريش قال قائلهم

ببطن مكة لما أسلموا زولوا

زالوا فما زال أنكاس ولا كشف

عند اللقاء ولا ميل معازيل

شم العرانين أبطال لبوسهم

من نسج داود في الهيجا سرابيل

بيض سوابغ قد شكت لها حلق

كأنها حلق القفعاء مجدول



ليسوا مفاريح إن نالت رماحهم

قوما وليسوا مجازيعا إذا نيلوا

يمشون مشي الجمال الزهر يعصمهم

ضرب إذا عرد السود التنابيل

لا يقع الطعن إلا في نحورهم

وما لهم عن حياض الموت تهليل


قال ابن هشام : قال كعب هذه القصيدة بعد قدومه على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وبيته " حرف أخوها أبوها " وبيته " يمشي القراد " وبيته " عيرانة قذفت " ، وبيته " تمر مثل عسيب النخل " ، وبيته " تفري اللبان " وبيته " إذا يساور قرنا " وبيته " ولا يزال بوادي " : عن غير ابن إسحاق .



--------------------------------------------------------------------------------

قصيدة بانت سعاد

وذكر قصيدته

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول


وفيها قوله شجت بذي شبم .

يعني : الخمر وشجت كسرت من أعلاها لأن الشجة لا تكون إلا في الرأس والشيم البرد وأفرطه أي ملأه . والبيض اليعاليل السحاب وقيل جبال ينحدر الماء من أعلاها ، واليعاليل أيضا : الغدران واحدها يعلول لأنه يعل الأرض بمائه .

وقوله

يا ويحها خلة قد سيط من دمها


أي خلط بلحمها ودمها هذه الأخلاق التي وصفها بها من الولع وهو الخلف والكذب والمطل يقال ساط الدم والشراب إذا ضرب بعضه ببعض .

وقال الشاعر يصف عبد الله بن عباس :

صموت إذا ما زين الصمت أهله

وفتاق أبكار الكلام المختم

وعى ما حوى القرآن من كل حكمة

وسيطت له الآداب باللحم والدم


والغول التي تتراءى بالليل . والسعلاة ما تراءى بالنهار من الجن ، وقد أبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم حكم الغول حيث قال لا عدوى ولا غول وليس يعارض هذا ما روي من قوله عليه السلام إذا تغولت الغيلان فارفعوا أصواتكم بالأذان وكذلك حديث أبي أيوب مع الغول حين أخذها ، لأن قوله عليه السلام " لا غول إنما أبطل به ما كانت الجاهلية تتقوله من أخبارها وخرافاتها معها " .

وقوله

كانت مواعيد عرقوب لها مثلا


هو عرقوب بن صخر من العماليق الذين سكنوا يثرب ، وقيل بل هو من الأوس والخزرج ، وقصته في إخلاف الوعد مشهورة حين وعد أخاه بجنا نخلة له وعدا من بعد وعد ثم جذها ليلا ، ولم يعطه شيئا .

والتبغيل ضرب من السير سريع والحزان جمع حزن وهو ما غلظ من الأرض . والميل ما اتسع منها .

وقوله ترمي النجاد وأنشده أبو علي ترمي الغيوب وهو جمع غيب وهو ما غار من الأرض كما قال ابن مقبل

لزم الغلام وراء الغيب بالحجر


وقوله

حرف أبوها أخوها من مهجنة

وعمها خالها قوداء شمليل


القوداء الطويلة العنق . والشمليل السريعة . والحرف الناقة الضامر .

وقوله من مهجنة أي من إبل مهجنة مستكرمة هجان .

وقوله أبوها أخوها أي أنهما من جنس واحد من الكرم وقيل إنها من فحل حمل على أمه فجاءت بهذه الناقة فهو أبوها وأخوها ، وكانت للناقة التي هي أم هذه بنت أخرى من الفحل الأكبر فعمها خالها على هذا ، وهو عندهم من أكرم النتاج والقول الأول ذكره أبو علي القالي عن أبي سعيد فالله أعلم .

وقوله أقراب زهاليل أي خواصر ملس واحدها : زهلول والبرطيل حجر طويل ويقال للمعول أيضا : برطيل .

وقوله

ذوابل وقعهن الأرض تحليل


تحليل أي قليل . يقال ما أقام عندنا إلا كتحليل الألية وكتحلة المقسم وعليه حمل ابن قتيبة قوله عليه السلام لن تمسه النار إلا تحلة القسم وغلط أبا عبيد حيث فسره على القسم حقيقة . قال القتبي ليس في الآية قسم لأنه قال وإن منكم إلا واردها [ مريم : 71 ] ولم يقسم . قال الخطابي : هذه غفلة من ابن قتيبة فإن في أول الآية فوربك لنحشرنهم والشياطين وقوله وإن منكم إلا واردها داخل تحت القسم المتقدم .

وقوله بالقور العساقيل . القور جمع قارة وهي الحجارة السود . والعساقيل هنا السراب وهذا من المقلوب أراد وقد تلفعت القود بالعساقيل .

وفيها قوله تمشي الغواة بجنبيها ، أي بجنبي ناقته .

عن القول والقيل إعرابا ومعنى

وقوله

إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول


ويروى : وقيلهم وهو أحسن في المعنى ، وأولى بالصواب لأن القيل هو الكلام المقول فهو مبتدأ وقوله إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول خبر تقول إذا سئلت ما قيلك ؟ قيلي : إن الله واحد فقولك : إن الله واحد هو القيل والقول مصدر كالطحن والذبح والقيل اسم للمقول كالطحن والذبح بكسر أوله وإنما حسنت هذه الرواية لأن القول مصدر فيصير إنك يا ابن أبي سلمى في موضع المفعول فيه فيبقى المبتدأ بلا خبر إلا أن تجعل المقول هو القول على المجاز كما يسمى المخلوق خلقا ، وعلى هذا يكون قوله عز وجل وقيله يا رب [ الزخرف 88 ] في موضع البدل من القيل وكذلك قوله إلا قيلا سلاما سلاما [ الواقعة 26 ] منتصب بفعل مضمر فهو في موضع البدل من قيلا وكذلك قوله ومن أصدق من الله قيلا [ النساء 122 ] أي حديثا مقولا ، ومن هذا الباب مسألة من النحو ذكرها سيبويه ، وابن السراج في كتابه وأخذ الفارسي منهما ، أو من ابن السراج فكثيرا ما ينقل من كتابه بلفظه غير أنه أفسد هذه المسألة ولم يفهم ما أراد بها ، وذلك أنهما قالا : إذا قلت أول ما أقول إني أحمد الله بكسر الهمزة فهو على الحكاية فظن الفارسي أنه يريد على الحكاية بالقول فجعل إني أحمد الله في موضع المفعول بأقول فلما بقي له المبتدأ بلا خبر تكلف له تقديرا لا يعقل فقال تقديره أول ما أقول إني أحمد الله موجود أو ثابت فصار معنى كلامه إلى أن أول هذه الكلمة التي هي إني أحمد الله موجود أي أول هذه الكلمة موجود فآخرها إذا معدوم وهذا خلف من القول كما ترى ، وقد وافقه ابن جني عليه رأيته في بعض مسائله قال قلت لأبي علي لم لا يكون إني أحمد الله في موضع الخبر ، كما تقول أول سورة أقرؤها : إنا أعطيناك الكوثر [ الكوثر : 1 ] أو نحو هذا ولا يحتاج إلى حذف خبر قال فسكت ولم يجد جوابا ، وإنما معنى هذه المسألة أول ما أقول أي أول القيل الذي أقوله إني أحمد الله على حكاية الكلام المقول وهذا الذي أراد سيبويه ، وأبو بكر بن السراج فإن فتحت الهمزة من أن صار معنى الكلام أول القول لا أول القيل وكانت ما واقعة على المصدر وصار معناه أول قولي الحمد إذ الحمد قول ولم يبين مع فتح الهمزة كيف حمد الله هل قال الحمد لله بهذا اللفظ أو غيره وعلى كسر الهمزة قد بين كيف حمد حين افتتح كلامه بأنه قال إني أحمد الله بهذا اللفظ أو غيره وعلى كسر الهمزة قد بين كيف حمد حين افتتح كلامه بأنه قال إني أحمد الله بهذا اللفظ لا بلفظ آخر فقف على هذه المسألة وتدبرها إعرابا ومعنى ، فقل من أحكمها وحسبك أن الفارسي لم يفهم عمن قبله وجاء بالتخليط المتقدم والله المستعان .

عود إلى بانت سعاد

والخراديل القطع من اللحم وفي الحديث في صفة الصراط فمنهم الموبق بعمله ومنهم المخردل أي تخردل لحمه الكلاليب التي حول الصراط سمعت شيخنا الحافظ أبا بكر رحمه الله يقول تلك الكلاليب هي الشهوات لأنها تجذب العبد في الدنيا عن الاستقامة على سواء الصراط فتمثل له في الآخرة على نحو ذلك .

وقوله بضراء الأرض . الضراء ما واراك من شجر والخمر ما واراك من شجر وغيره .

وقوله بواديه الأراجيل أي الرجالة قيل إنه جمع الجمع كأنه جمع الرجل وهم الرجالة على أرجل ثم جمع أرجلا على أراجل وزاد الياء ضرورة . والدرس الثوب الخلق . والفقعاء شجرة لها ثمر كأنه حلق .

ويروى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أنشده كعب

إن الرسول لنور يستضاء به

مهند من سيوف الله مسلول


نظر إلى أصحابه كالمعجب لهم من حسن القول وجودة الشعر .

وقوله

ليس لهم عن حياض الموت تهليل


التهليل أي ينكص الرجل عن الأمر جبنا .

وقوله في الأنصار :

ضربوا عليا يوم بدر ضربة


بنو علي هم بنو كنانة ، يقال لهم بنو علي لما تقدم ذكره في هذا الكتاب وأراد ضربوا قريشا لأنهم من بني كنانة .
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 29-08-2006, 04:26 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

استرضاء كعب الأنصار بمدحه إياهم

قال ابن إسحاق : وقال عاصم بن عمر بن قتادة : فلما قال كعب " إذا عرد السود التنابيل " ، وإنما يريدنا معشر الأنصار ، لما كان صاحبنا صنع به ما صنع وخص المهاجرين من قريش من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمدحته غضبت عليه الأنصار ; فقال بعد أن أسلم يمدح الأنصار ، ويذكر بلاءهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وموضعهم من اليمن

من سره كرم الحياة فلا يزل

في مقنب من صالحي الأنصار

ورقوا المكارم كابرا عن كابر

إن الخيار هم بنو الأخيار

المكرهين السمهري بأذرع

كسوالف الهندي غير قصار

والناظرين بأعين محمرة

كالجمر غير كليلة الأبصار

والبائعين نفوسهم لنبيهم

للموت يوم تعانق وكرار

والقائدين الناس على أديانهم

بالمشرفي وبالقنا الخطار

يتطهرون يرونه نسكا لهم

بدماء من علقوا من الكفار

دربوا كما دربت ببطن خفية

غلب الرقاب من الأسود ضواري

وإذا حللت ليمنعوك إليهم

أصبحت عند معاقل الأعفار

ضربوا عليا يوم بدر ضربة

دانت لوقعتها جميع نزار

لو يعلم الأقوام علمي كله

فيهم لصدقني الذين أماري

قوم إذا خوت النجوم فإنهم

للطارقين النازلين مقاري

في الغر من غسان من جرثومة

أغيت محافرها على المنقار


قال ابن هشام : ويقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له حين أنشده " بانت سعاد فقلبي اليوم متبول " : لولا ذكرت الأنصار بخير ، فإنهم لذلك أهل فقال كعب هذه الأبيات وهي في قصيدة له .

قال ابن هشام : وذكر لي عن علي بن زيد بن جدعان أنه قال أنشد كعب بن زهير رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول



--------------------------------------------------------------------------------

وقوله إذا عرد السود التنابيل جمع تنبال وهو القصير وقوله عرد أي هرب . قال الشاعر

يعرد عنه صحبه وصديقه

وينبش عنه كلبه وهو ضاربه


علة السواد في أهل اليمن وشرح بيت لحسان

وجعلهم سودا لما خالط أهل اليمن من السودان عند غلبة الحبشة على بلادهم ولذلك قال حسان في آل جفنة

أولاد جفنة حول قبر أبيهم

بيض الوجوه من الطراز الأول


يعني بقوله من الطراز الأول أن آل جفنة كانوا من اليمن ، ثم استوطنوا الشام بعد سيل العرم ، فلم يخالطهم السودان كما خالطوا من كان من اليمن ، من الطراز الأول الذي كانوا عليه في ألوانهم وأخلاقهم .

وقوله حول قبر أبيهم أي إنهم لعزهم لم يجلوا عن منازلهم قط ، ولا فارقوا قبر أبيهم .

مدح آخر لكعب

ومما أجاد فيه كعب بن زهير قوله يمدح النبي صلى الله عليه وسلم

تخدي به الناقة الأدماء معتجرا

بالبرد كالبدر جلى ليلة الظلم

ففي عطافيه أو أثناء بردته

ما يعلم الله من دين ومن كرم
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 29-08-2006, 04:27 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

أمر كعب بن زهير بعد الانصراف عن الطائف

ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من منصرفه عن الطائف كتب بجير بن زهير بن أبي سلمى إلى أخيه كعب بن زهير يخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل رجالا بمكة ممن كان يهجوه ويؤذيه وأن من بقي من شعراء قريش ، ابن الزبعرى وهبيرة بن أبي وهب ، قد هربوا في كل وجه فإن كانت لك في نفسك حاجة فطر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقتل أحدا جاءه تائبا ، وإن أنت لم تفعل فانج إلى نجائك من الأرض وكان كعب بن زهير قد قال

ألا أبلغا عني بجيرا رسالة

فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا ؟

فبين لنا إن كنت لست بفاعل

على أي شيء غير ذلك دلكا

على خلق لم ألف يوما أباله

عليه وما تلفي عليه أبا لكا

فإن أنت لم تفعل فلست بآسف

ولا قائل إما عثرت لعا لكا

سقاك بها المأمون كأسا روية

فأنهلك المأمون منها وعلكا


قال ابن هشام : ويروى " المأمور " . وقوله " فبين لنا " عن غير ابن إسحاق .

وأنشدني بعض أهل العلم بالشعر وحديثه

من مبلغ عني بجيرا رسالة

فهل لك فيما قلت بالخيف هل لكا

شربت مع المأمون كأسا روية

فأنهلك المأمون منها وعلكا

وخالفت أسباب الهدى واتبعته

على أي شيء ويب غيرك دلكا

على خلق لم تلف أما ولا أبا

عليه ولم تدرك عليه أخا لكا

فإن أنت لم تفعل فلست بآسف

ولا قائل إما عثرت لعا لكا


قال وبعث بها إلى بجير فلما أتت بجيرا كره أن يكتمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشده إياها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمع سقاك بها المأمون صدق وإنه لكذوب أنا المأمون : ولما سمع " على خلق لم تلف أما ولا أبا عليه " قال أجل لم يلف عليه أباه ولا أمه ثم قال بجير لكعب

من مبلغ كعبا فهل لك في التي

تلوم عليها باطلا وهي أحزم

إلى الله ( لا العزى ولا اللات ) وحده

فتنجو إذا كان النجاء وتسلم

لدى يوم لا ينجو وليس بمفلت

من الناس إلا طاهر القلب مسلم

فدين زهير وهو لا شيء دينه

ودين أبي سلمى علي محرم


قال ابن إسحاق : وإنما يقول كعب " المأمون " ، ويقال " المأمور " في قول ابن هشام : لقول قريش الذي كانت تقوله لرسول الله صلى الله عليه وسلم .


--------------------------------------------------------------------------------

شعر بجير وكعب ابني زهير

فصل

وذكر قصة بجير بن زهير بن أبي سلمى ، واسم أبي سلمى : ربيعة بن رياح أحد بني مزينة .

وفي شعر كعب إلى أخيه بجير

سقاك به المأمون كأسا روية


ويروى : المحمود في غير رواية ابن إسحاق ، أراد بالمحمود محمدا - صلى الله عليه وسلم - وكذلك المأمون والأمين كانت قريش تسمي بهما النبي صلى الله عليه وسلم قبل النبوة .

وقوله لأخيه بجير

على خلق لم تلف أما ولا أبا

عليه ولم تدرك عليه أخا لكا


إنما قال ذلك لأن أمهما واحدة وهي كبشة بنت عمار السحيمية فيما ذكر ابن الأعرابي عن ابن الكلبي .

وقوله إما عثرت لعا لكا ، كلمة تقال للعاثر دعاء له بالإقالة قال الأعشى :

فالتعس أدنى لها

من أن يقال لعا لها


وأنشد أبو عبيد :

فلا لعا لبني فعلان إذ عثروا


وقول بجير

ودين زهير وهو لا شيء دينه


رواية مستقيمة وقد رواه القالي فقال وهو لا شيء غيره وفسره على التقديم والتأخير أراد ودين زهير غيره وهو لا شيء .

ورواية ابن إسحاق أبعد من الإشكال وأصح ، والله أعلم .

وكعب هذا من فحول الشعراء هو وأبوه زهير وكذلك ابنه عقبة بن كعب بن زهير يعرف عقبة بالمضرب وابن عقبة العوام شاعر أيضا ، وهو الذي يقول

ألا ليت شعري هل تغير بعدنا

ملاحة عيني أم عمرو وجيدها

وهل بليت أثوابها بعد جدة

ألا حبذ أخلاقها وجديدها


ومما يستحسن ويستجاد من قول كعب

لو كنت أعجب من شيء لأعجبني

سعي الفتى وهو مخبوء له القدر

يسعى الفتى لأمور ليس يدركها

فالنفس واحدة والهم منتشر

والمرء ما عاش ممدود له أمل

لا تنتهي العين حتى ينتهي الأثر


وقوله

إن كنت لا ترهب ذمي

لما تعرف من صفحي عن الجاهل

فاخش سكوتي إذ أنا منصت

فيك لمسموع خنا القائل

فالسامع الذم شريك له

ومطعم المأكول كالآكل

مقالة السوء إلى أهلها

أسرع من منحدر سائل

ومن دعا الناس إلى ذمه

ذموه بالحق وبالباطل
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 29-08-2006, 12:19 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

بانت سعاد" في مدح الرسول صلوات الله وسلامه عليه /


بانت سعاد فقلبي اليوم متبولُ مُتيَّمٌ إثرها لم يفد مكبولُ

وما سعاد غداةَ البين إذ رحلوا إلا أغن غضيض الطرف مكحول

أرجو وآمل أن تدنو مودتها وما إخال لدينا منك تنويل

**

نُبئت أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول

لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم أذنب ولو كثرت فيّ الأقاويل

إن الرسول لنور يُستضاء به مهند من سيوف الله مسلول

**

في عصبةٍ من قريش قال قائلهم ببطن مكة لما أسلموا زولوا

لا يقع الطعن إلا في نحورهم وما لهم عن حياض الموت تهليل

هذه بعض أبيات القصيدة العصماء التي أتى بها كعب بن زهير بن أبي سلمى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مسلمًا وتائبًا عَمَّا كان منه من هجاء للمسلمين، وقد عرفت تلك القصيدة في تاريخ الأدب العربي بـ"البردة" لأن الرسول –عليه الصلاة والسلام- عندما سمعها استحسنها وخلع على كعبٍ بردته لتكون وسامًا لكعب على قصيدته التي أصبحت مَعلمًا، نحاول في عجالة استعراض أهميتها وأثرها:

1 - قصيدة "بانت سعاد" تكتسب أهميتها من ملابساتها التاريخية بما يفوق قيمتها الفنية التي لا نشكك فيها بالطبع، ولكنها تندرج في إطار القوالب العامة لقصائد الشعر الجاهلي؛ حيث حملت من أغراضه الغزل والنسيب والوصف والحماسة والمدح والاعتذار والحِكَم والأمثال، ومن ملامحه فخامة الألفاظ وقوة الجرس الموسيقي، وتسودها ملامح الحياة الصحراوية فترى فيها الرياح والرمال والجمال والسيوف. وهنا ملاحظة لطيفة وهي أن مؤرخي الشعر العربي يقولون: إن الشعر العباسي كان شعرًا نباتيًّا لما فيه من وصف الورود والخمائل والرياحين والبساتين، بينما الشعر الجاهلي كان حيوانيًّا؛ لما يكثر فيه من ذكر الخيول والجمال والظباء والكلاب..إلخ. ويكفي أن تعلم أن هذه القصيدة التي يبلغ عدد أبياتها ستين بيتًا كان نصيب الإبل منها عشرين بيتًا أي الثُلث، فإذا أضفنا ما ذكر فيها من حيوانات أخرى -كالفيل والأسد والظبي وغيرها- لكانت قصيدة "بانت سعاد" مصداقًا لهذه المقولة.. كما ننوه بأن هذه القصيدة على وزنٍ من أكثر الأوزان شيوعًا عند شعراء الجاهلية وصدر الإسلام وهو بحر البسيط ووزنه (مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن) وقد نظم الشهابي هذا الوزن بقوله:"إذا بسطت يدي أدعو على فئةٍ .. لاموا عليك عسى تخلوا أماكنهم .. مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن .. فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم".

2 - قبل أن نتكلم عن تأثير القصيدة، نتكلم عن تأثرها. فإن "بانت سعاد" تمثل نمط القصيدة الجاهلية، كما أنها متأثرة أيضًا بصورة مباشرة بعدد من قصائد الشعراء السابقين والمعاصرين لكعب بن زهير فللأعشى قصيدة يقول مطلعها: بانت سعاد وأمسى حبلها رابا .. وأحدث النأي لي شوقًا وأوصابا. وللنابغة الذبياني قصيدة يقول فيها: بانت سعاد وأمسى حبلها انجذما.. واحتلت الشرع فالأجزاع من إضما. ولطفيل الغنوي لامية يصف فيها محبوبته "شماء" بصفاتٍ تتطابق مع صفات سعاد كعب حيث يقول:

هل حبل شماء قبل البين موصول .. أم ليس للصرم عن شماء معدول

إذ هي أحوى من الربعي حاجبه .. والعين بالإثمد الحاري مكحول

إن تمسِ قد سمعت قيل الوشاة بنا .. وكل ما نطق الواشون تضليل

فما تجود بموعود فتنجزه .. أم لا فيأسٌ وإعراض وتجميلُ

ولا نريد الاسترسال في هذا الميدان الذي تكثر فيه الشواهد؛ لأن التأثير المتبادل بين شعراء العصر الواحد ظاهرة محسوسة تمليها طبائع الأمور؛ حيث تتشابه البيئة وتشترك التجارب وتفرض الأوزان والقوافي صبغتها على الموضوعات.

3 - "بانت سعاد" تتفرد بين فرائد الشعر العربي بما أحدثته من تأثير على مر العصور. وظهر هذا التأثير في حرص عشرات الشعراء، إما على معارضة القصيدة أو الاستفادة من صورها أو ألفاظها حتى تكونت مكتبة شعرية وافرة وثرية بتأثير قصيدة كعب. ومن أشهر قصائد المدائح النبوية التي عارضت "بانت سعاد" لامية الحميدي التي مطلعها:

بانت سُليمى ففكر الصب مشغول . . وقلبه من لظى الهجران مشغول
ولامية عبد الرحمن بن حسن:

لي في الهوى مذهبٌ ما عنه تحويل .. وما لحبي تغيير وتبديل

ولامية النابلسي:

هل في البروق عن الأحباب تعليل .. لا والذي ماله في الحكم تعليلُ

أما أشهر هذه المعارضات فهي لامية البوصيري التي يقول مطلعها:

إلى متى أنت باللذات مشغول وأنت عن كل ما قدمت مسئول

فقد أشار في قصيدته إلى أنه يعارض بها قصيدة كعب، وأنه وإن وازن بها قوله فإنها لا تعادله في حسنه ولا تناظره، إلا كما تناظر المثاقيل ما يوزن بها من الدر، وهذا معنى جميل لم يسبقه إليه أحد إذ يقول:

لم أنتحلها ولم أغصب معانيها .. وغير مدحك مغصوب ومنحول

وما على قول كعبٍ أن توازنه .. فربما وازن الدرَّ المثاقيلُ

وهل تعادله حسنًا ومنطقها .. عن منطق العرب العرباء معدول

ثم يقول بعد هذه الأبيات: إنه لما كان غرضهما واحدًا -وهو مدح الرسول (ص)- فلا بأس من أن يغلبه كعب، فهو إنما يقفو أثره للبركة التي نالته بسببها؛ حيث استحق بها عفو الممدوح وصان بها دمه:

وحيث كنا معًا نرمي إلى غرضٍ .. فحبذا ناضلٌ منا ومنضولُ

إن أقف آثاره إني الغداة بها .. على طريق نجاحٍ منك مدلولُ

لما غفرت له ذنبًا وصنت دمًا .. لولا ذمامك أضحى وهو مطلولُ

رجوت غفران ذنبٍ موجبٍ تلفي .. له من النفس إملاءٌ وتسويل

4 – هناك أيضًا من هذه الألوان التأثير العلمي في ميدان الأدب والثقافة الإسلامية، ويتمثل في المؤلفات التي خصصت على مر العصور لشرح قصيدة "بانت سعاد" والتي بلغت عددًا كبيرًا تناثرت وتفرقت في مكتبات العالم بين المخطوط والمطبوع، ولم يبق منه سوى الذكر. على أية حال؛ فالمتوافر الآن من هذه الشروح حوالي خمسين، اختلفت في منطلقها ومنظورها إلى القصيدة؛ فمنها الشروح اللغوية مثل شرحِ السكري وشرح الخطيب التبريزي وشرح الأنباري وغيرها... والشروح النحوية كشرح البغدادي وشرح ابن هشام وغيرهما ... والشروح الأدبية وأهمها شرح السيوطي المسمى "كنه المراد في بيان بانت سعاد" وشرح جمال الدين بن هشام، ثم الشروح التي جنحت إلى النهج الصوفي مثل شرح الشيخ القدسي "الإسعاد في تحقيق بانت سعاد" وكذلك شرح محمد القاري وغيرهما... ولكم أن تتخيلوا حجم ما أضافته هذه الشروح للمكتبة العربية من مسائل وشواهد وآراء.

5 – من الأثر الشعري للقصيدة نجد، بالإضافة للمعارضة، تشطير أبيات القصيدة وتخميسها، ومن التشطير قول الشاعر:

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول .. مدله حائرٌ والعقل معقول

معذبٌ في هواها هائمٌ دنِفٌ .. متيمٌ إثرها لم يفد مكبولُ

ومن التخميس قول الشاعر:

قلبي على حب من أهواه مجبول .. ونقل شوقي لدى العشاق مقبول

يا لائمي خلني فالعقل مخبول … .. بانت سعاد فقلبي اليوم متبول

متيمٌ إثرها لم يفد مكبول
فإذا انتقلنا إلى الطرائف الأدبية والمُلح الشعرية نجد العديد من أرباب الفنون قد وظفوا القصيدة لنظم علومهم؛ فعلى سبيل المثال نظم بعض علماء مصطلح الحديث:

يا من حديث غرامي في محبتهم .. مسلسل وفؤادي منه معلولُ

حبي صحيحٌ ومقطوعٌ به ألمي .. عشقي حديثٌ قديم فيك منقول

ونظم بعض علماء النحو:

إن ميزوني بعطفٍ فهو بغيتهم .. وإن هم خفضوا دمعي فمحمول

هم عرفوني وكان الحال نكرني .. فكيف أصرف وجدي وهو معدولُ

وهناك من استعرض سور القرآن الكريم من خلال لامية معارضةٍ لكعب فكان مما قال:

تجمعوا زمرًا في كل واقعةٍ .. إلى القتال وجيش الكفر مخذولُ

وبالحديد فكم أبدوا مجادلةً .. للكافرين وسيف البغي مفلول

تبارك الله سبحان الإله لقد .. وافاه بالنصر عند الصف جبريلُ

والحقيقة أن التوسع في ذكر الأمثلة يحتاج إلى مجلدات، ولكن لا يفوتني هنا -من باب الدعابة – أن أنقل للمشاهد مثالاً لقصيدة لامية شطر فيها "الخفاجي" "بانت سعاد" وحشد في تشطيره ألفاظًا معجميةً غريبة فكان مما قال :

ولن يبلغها إلا عذافرةٌ صلخدمٌ عسلٌ سجحاء عيهول

قصية شيظمٌ علطوس ساهمةٌ لها على الأين إرقالٌ وتبغيلُ

غلباء وجناء علكوم مذكرةٌ عرفاس عرمس ما في اللحم ترهيل

هرجاب مائرة الضبعين عجلزةٌ في خلقها عن بنات الفحل تفضيل

6 – هناك شبهة مثارة حول العاطفة الدينية والروح الإسلامية لكعب بن زهير ومصدر إثارتها سببان: الأول المقارنة بينه وبين سائر شعراء الرسول -صلى الله عليه وسلم- كحسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهما وهذه مقارنة غير منصفة لكعب، فهؤلاء من أصحاب السبق والصحبة أسلموا مبكرًا واقتربوا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصاحبوه طويلا وشهدوا مواقع الإسلام الكبرى وعاصروا نزول القرآن وأنشدوا الكثير من الأشعار التي تؤرخ لعصر النبوة، كانت العقيدة روحها، أما كعب فقد تأخر إسلامه إلى ما بعد الفتح، فلم ينل مثل ما نالوه من الشرف والرفعة، ولم يُتح له أن يسهم مثلما أسهموا بشعرهم في الدفاع عن الإسلام وبيان مبادئه.

أما السبب الثاني لهذه الشبهة فهو أن هؤلاء النقاد يحكمون على كعب فقط من خلال لاميته "بانت سعاد" بينما الرجل له أشعار أخرى تؤكد عاطفته الدينية؛ فهو القائل:

فأقسمت بالرحمن لا شيء غيره .. يمين امرئٍ برٍ ولا أتحللُ

لأستشعرن أعلى دريسي مسلمًا .. لوجه الذي يحيي الأنام ويقتل

ويقول:

أعلم أني متى ما يأتني قدري .. فليس يحبسه شحٌ ولا شفقُ

وقوله:

لعمرك - لولا رحمة الله- إنني .. لأمطو بجدٍ ما يريد ليرفعا

كما أن البردة نفسها لا تخلو من تعبيراتٍ ومضامين إسلامية في مواطن عدة على رأسها تكرار وصفه ومناداته للنبي -صلى الله عليه وسلم- وكان مقام الاعتذار والاسترحام يقتضي -ما لم يكن مؤمنًا صادقًا- أن يقول يا سيد العرب أو يا سيد قريش .. ثم انظر إلى حديثه عن القدر في قوله:

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته .. يومًا على آلة حدباء محمول
وقوله:

"فكل ما قدر الرحمن مفعول"
وحديثه عن جهاد الصحابة في عدة مواطن منها:

إن الرسول لسيف يُستضاء به.. مُهند من سيوف الله مسلول
وتعرجه على ذكر الهجرة النبوية المباركة بقوله:

في عصبةٍ من قريشٍ قال قائلهم .. ببطن مكة لما أسلموا زولوا
هذه فقط بعض الأدلة على بطلان الشبهة التي تقدح في حسن إسلام كعب بن زهيرٍ رضي الله عنه_.
__________________

__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م