مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 05-08-2003, 08:27 PM
المناصر المناصر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 396
إفتراضي د.الأهدل: الجهاد في سبيل الله (61) الإذن في القتال..

الجهاد في سبيل الله حقيقته وغايته ( 61 )

الإذن قي القتال..

كان قتالُ المسلمين أعداءهم الكافرين في مكة دفاعاً عن أنفسهم محرّماً عليهم على الرغم من شدة الاعتداء عليهم كما مضى، وعندما فكّروا في ردّ الاعتداء عن أنفسهم أمر الله بكفِّ أيديهم.

كما قال تعالى: (( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً )) [النساء: 77].

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره:
"كان المؤمنون في ابتداء الإسلام وهم بمكة مأمورين بالصلاة والزكاة، وإن لم تكن ذات النُّصُب..
وكانوا مأمورين بمواساة الفقراء منهم..
وكانوا مأمورين بالصفح والعفو عن المشركين، والصبر إلى حين..
وكانوا يتحرَّقون ويودُّون لو أمروا بالقتال ليشتفوا من أعدائهم..
ولم يكن الحال إذ ذاك مناسباً لأسباب كثيرة، منها قلة عددهم إلى كثرة عدد عدوهم".. [تفسير القرآن العظيم (1/525)].

فالآية مدنية تحكي ما كان من أمر المسلمين في مكة من تحرقهم واشتياقهم لإذن الله تعالى لهم في قتال عدوهم دفاعاً عن دينهم وأنفسهم وأعراضهم، وتُعَجِّب من فريق منهم - وليس كلهم - تَقاعَس عندما فرض الله القتال في المدينة.

ويعقب سيد قطب رحمه الله على تعجيب الله من هذا الفريق المتحمِّس قبل فرض القتال، المتقاعس بعد فرضه فيقول:
"وأغلب الظن أن هذا الفريق الذي تعنيه هذه الآيات كان من ذلك الصنف الذي يلذعه الأذى في مكة فلا يطيقه، ولا يطيق الهوان،وهو ذو عزة فيندفع يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأذن له بدفع الأذى، أو حفظ الكرامة، والرسول صلى الله عليه وسلم يتبع في هذا أمرَ ربه بالتريُّث والانتظار والتربية والإعداد وارتقاب الأمر في الوقت المقدّر المناسب.

فلمَّا أن أمن هذا الفريق في المدينة ولم يعد هناك أذى ولا إذلال … لم يعد يرى للقتال مبرراً … وقد يكون هذا الفريق مؤمناً فعلاً بدليل اتجاههم إلى الله في ضراعة وأسى، وهذه الصورة ينبغي أن تكون في حسابنا..

فالإيمان الذي لم يتضح بعد ليبلغ بالنفس إلى إخراج ذاتها من الأمر والاستماع فقط إلى أمر الله واعتباره هو العلة والمعلول والسبب والمسبِّب والكلمة الأخيرة، سواء عرف المكلف حكمتها أم لم تتضح له … لا جرم ينشأ عنه مثل هذا الموقف الذي يصوِّره السياق القرآني هذا التصوير، ويعجب منه هذا التعجب، وينفِّر منه هذا التنفير". [في ظلال القرآن (5/712،713) طبع دار الشروق] إهـ مع تصرّف واختصار.

حكمة الأمر بكف المسلمين أيديهم عن القتال في مكة:
وأمر المسلمين بكف أيديهم عن القتال في مكة – على الرغم من تعدي المشركين عليهم وإيذائهم بكل ألوان الأذى – كان هو المناسب صدوره من العليم الحكيم.

وقد أشار ابن كثير رحمه الله إلى ما ظهرله من الحكمة في ذلك:
"ولم يكن الحال – أي الأمر بالقتال – إذ ذاك مناسباً لأسباب كثيرة:

منها قلة عددهم بالنسبة إلى كثرة عدد عدوهم.

ومنها كونهم كانوا في بلدهم، وهو بلد حرام وأشرف بقاع الأرض فلم يكن الأمر بالقتال فيه ابتداءً كما يقال فلهذا لم يؤمر بالجهاد إلا بالمدينة لمّا صارت لهم دار ومنعة وأنصار …".. [تفسير القرآن العظيم (1/525)].

وقد تعرض سيد قطب لذلك في كتاب (في ظلال القرآن) – بعد أن بيّن أنه يجب على المسلم أن يتأدب مع القرآن فلا يجزم أن هذه هي الحكمة أو تلك وأنها أمور اجتهادية تخطئ وتصيب -..

فبيّن أن الفترة المكية كانت فترة إعداد وتربية للفرد على الصبر وضبط النفس، والبقاء ضمن مجتمع منظم وقيادة تطاع في بيئة كان ذلك مفقوداً فيها.

وأن الدعوة السلمية في المجتمع الجاهلي كانت أشد تأثيراً من الصراع المسلح..

وأنه لو أذن للمسلمين في القتال لقامت معركة بين القريب وقريبه في كل بيت لعدم وجود سلطة نظامية متميّزة، وقد يكون ذلك سبباً في نفور الناس من الإسلام..

كما أن الله تعالى قد علم أن كثيراً من المعاندين الذين كانوا يفتنون المؤمنين سيكونون بعدُ من جنود الإسلام.

يضاف إلى ذلك أنه كان يوجد في المجتمع الجاهلي من ينصر المظلوم وقد كان أبو طالب، بل وغيره من بني هاشم وبني عبد المطلب، يحمون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي نقض الصحيفة الآثمة ما يدل على ذلك.

وكان عدد المسلمين قليلاً وعدد عدوهم كثيراً.

وأخيراً فإن المرحلة كانت مرحلة دعوة إلى الله وهي محققة دون قتال، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعرض دعوته على الناس في كل مكان".. [انظر في ظلال القرآن (5/513-514)]إهـ.

والخلاصة:
أن الفترة المكية كانت مرحلة دعوة وابتلاء وصبر وكان جزء منها مرحلة إعداد لإقامة الدولة الإسلامية، ويبدأ هذا الجزء من بدء إسلام أول فوج من الأنصار في منى، أما القتال فكان في ذلك الوقت محرماً لما سبق ولغيره مما لا يعلمه إلا الله..

وفي أول نزول الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة باشر تأسيس قيام الدولة وقد مضى الكلام على ذلك كله مفضلاً.

وبعد أن قامت الدولة الإسلامية أذن الله للمسلمين المظلومين بأن يُقاتلوا الكافرين الظالمين، الذين أخرجوهم بغير حق سوى أنهم يقولون: (( ربنا الله ))..

ووعدهم سبحانه في الآية بنصره فقال: (( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ )) [الحج: 39].

وكون هذا الإذن وقع في المدينة بعد الهجرة هو الصواب، لا كما قال ابن هشام من أن الإذن وقع في مكة، وبعده أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلى المدينة.. [انظر السيرة النبوية (2/79-80)].

وقد ردّ هذا الرأي شمسُ الدين ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد فقال:
"فلما استقر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وأيده الله بنصره وبعباده المؤمنين وألّف بين قلوبهم، بعد العداوة والإحن التي كانت بينهم..

فمنعه أنصار الله وكتيبة الإسلام من الأسود والأحمر، وبذلوا نفوسهم دونه وقدموا محبته على محبة الآباء والأبناء والأزواج، وكان أولى بهم من أنفسهم..

رمتهم العرب واليهود عن قوس واحدة، وشمروا لهم عن ساق العداوة والمحاربة، وصاحوا بهم من كل جانب، والله سبحانه يأمرهم بالصبر والعفو والصفح حتى قويت الشوكة واشتد الجناح، فأذن لهم حينئذ في القتال ولم يفرضه عليهم..

فقال تعالى: (( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ )) [الحج: 39].

وقالت طائفة:
"إن هذا الإذن كان بمكة والسورة مكية. وهذا غلط لوجوه:
أحدها: أن الله لم يأذن بمكة لهم في القتال، ولا كان لهم شوكة يتمكنون بها من القتال بمكة.

الثاني: أن سياق الآية يدل على أن الإذن بعد الهجرة وإخراجهم من ديارهم فإنه قال: (( الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ )) [الحج: 40] وهؤلاء هم المهاجرون.

الثالث : قوله تعالى: (( هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ )) [الحج:19]، نزلت في الذين تبارزوا في يوم بدر من الفريقين.

الرابع : أنه قد خاطبهم في آخرها بقوله: (( يا أيها الذين آمنوا )) والخطاب بذلك كله مدني، فأما الخطاب بـ (( يا أيها الناس )) فمشترك.

الخامس : أنه أمر فيها بالجهاد الذي يعمّ الجهاد باليد وغيره ولا ريب في أن الأمر بالجهاد المطلق إنما كان بعد الهجرة. فأما جهاد الحجة فأمر به في مكة بقوله: (( فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ.. )) أي بالقرآن (( ..جِهَاداً كَبِيراً )) [الفرقان: 52].

السادس: إن الحاكم روى في مستدركه من حديث الأعمش … عن ابن عباس قال:
"لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون، ليهلكن فأنزل الله عزّ وجلّ: (( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ )) وهي أول آية نزلت في القتال".. وإسناده على شرط الصحيحين [زاد المعاد (2/65)].

فهذه المرحلة هي مرحلة إباحة الله للمؤمنين بأن يقاتلوا عدوهم لظلمهم إياهم..
__________________
إرسال هذه الحلقات تم بتفويض من الدكتور عبد الله قادري الأهدل..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م