مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 15-08-2003, 09:00 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي الإنجاز في ترجمة الإمام بن بـــاز

هذا كتاب


الإنجاز
في ترجمة الإمام عبد العزيز بن باز

حياته وجهوده العلمية والعملية والدعوية وآثاره الحميدة

كتبه وحرره

عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الرحمن الرحمة
- عفا الله عنه -




تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }

آخر تعديل بواسطة الوافـــــي ، 15-08-2003 الساعة 09:10 PM.
  #2  
قديم 15-08-2003, 09:08 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

الفصل الأول اسمه ونسبه

أ :- اسمه ونسبه
هو الإمام الصالح الورع الزاهد أحد الثلة المتقدمين بالعلم الشرعي ، ومرجع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، في الفتوى والعلم ، وبقية السلف الصالح في لزوم الحق والهدي المستقيم ، واتباع السنة الغراء : عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله آل باز ، وآل باز - أسرة عريقة في العلم والتجارة والزراعة معروفة بالفضل والأخلاق قال الشيخ / سليمان بن حمدان - رحمه الله - في كتابه حول تراجم الحنابلة : أن أصلهم من المدينة النبوية ، وأن أحد أجدادهم انتقل منها إلى الدرعية ، ثم انتقلوا منها إلى حوطة بني تميم .

ب : - مولده
ولد في الرياض عاصمة نجد يوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة عام ألف وثلاثمائة وثلاثين من الهجرة النبوية ، وترعرع فيها وشب وكبر ، ولم يخرج منها إلا ناويا للحج والعمرة .

ج : - نشأته
نشأ سماحة الشيخ عبد العزيز في بيئة عطرة بأنفاس العلم والهدى والصلاح ، بعيدة كل البعد عن مظاهر الدنيا ومفاتنها ، وحضاراتها المزيفة ، إذ الرياض كانت في ذلك الوقت بلدة علم وهدى فيها كبار العلماء ، وأئمة الدين ، من أئمة هذه الدعوة المباركة التي قامت على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأعني بها دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - وفي بيئة غلب عليها الأمن والاستقرار وراحة البال ، بعد أن استعاد الملك عبد العزيز - رحمه الله - الرياض ووطد فيها الحكم العادل المبني على الشرعة الإسلامية السمحة بعد أن كانت الرياض تعيش في فوضى لا نهاية لها ، واضطراب بين حكامها ومحكوميها .

ففي هذه البيئة العلمية نشأ سماحته - حفظه الله - ولا شك ولا ريب أن القرآن العظيم كان ولا يزال - ولله الحمد والمنة - هو النور الذي يضيء حياته ، وهو عنوان الفوز والفلاح فبالقرآن الكريم بدأ الشيخ دراسته - كما هي عادة علماء السلف - رحمهم الله - إذ يجعلون القرآن الكريم أول المصادر العلمية - فيحفظونه ويتدبرونه أشد التدبر ، ويعون أحكامه وتفاسيره ، ومن ثمَّ ينطلقون إلى العلوم الشرعية الأخرى ، فحفظ الشيخ القرآن الكريم عن ظهر قلب قبل أن يبدأ مرحلة البلوغ ، فوعاه وحفظه تمام الحفظ ، وأتقن سوره وآياته أشد الإتقان ، ثم بعد حفظه لكتاب الله ، ابتدأ سماحته في طلب العلم على يد العلماء بجد وجلد وطول نفس وصبر .

وإن الجدير بالذكر والتنويه في أمر نشأته ، أن لوالدته - رحمها الله - أثرا بالغا ، ودورا بارزا في اتجاهه للعلم الشرعي وطلبه والمثابرة عليه ، فكانت تحثه وتشد من أزره ، وتحضه على الاستمرار في طلب العلم والسعي وراءه بكل جد واجتهاد كما ذكر ذلك سماحته في محاضرته النافعة - رحلتي مع الكتاب - وهي رحلة ممتعة ذكر فيها الشيخ في نهاية المحاضرة ، وبالخصوص في باب الأسئلة بعض الجوانب المضيئة من حياته - فاستمع إلى تلك المحاضرة غير مأمور - .

ولقد كان سماحة الشيخ / عبد العزيز - حفظه الله - مبصرا في أول حياته ، وشاء الله لحكمة بالغة أرادها أن يضعف بصره في عام 1346 هـ إثر مرض أصيب به في عينيه ثم ذهب جميع بصره في عام 1350 هـ ، وعمره قريب من العشرين عاما؛ ولكن ذلك لم يثنه عن طلب العلم ، أو يقلل من همته وعزيمته بل استمر في طلب العلم جادا مجدا في ذلك ، ملازما لصفوة فاضلة من العلماء الربانيين ، والفقهاء الصالحين ، فاستفاد منهم أشد الاستفادة ، وأثّروا عليه في بداية حياته العلمية ، بالرأي السديد ، والعلم النافع ، والحرص على معالي الأمور ، والنشأة الفاضلة ، والأخلاق الكريمة ، والتربية الحميدة ، مما كان له أعظم الأثر ، وأكبر النفع في استمراره .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #3  
قديم 15-08-2003, 09:11 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

د : - مكانة أسرته العلمية
وأما مكانة أسرة آل باز العلمية فهي أسرة معروفة بالعلم والفضل ، والزهد والورع ويغلب على بعض أفرادها العناية بالتجارة ، وعلى بعضها العناية بالزراعة ، وعلى كثير من فضلائها - كما أسلفنا القول - العلم والفضل والزهد والورع ، ولعل من أبرز علماء هذه الأسرة الشيخ عبد المحسن بن أحمد بن عبد الله بن باز - رحمه الله - المتوفى سنة 1342 هـ ، وهاك قطوفا يسيرة من ترجمته :

فقد ولد في بلدة الحلوة ، ولما بلغ سن الشباب شرع في طلب العلم فقرأ في تلك البلدة على قاضيها الشيخ ناصر بن عيد - رحمه الله - وكانت له دراية تامة في الفقه ، واطلاع واسع على العلوم الشرعية ، ومحبة لطلبة العلم والاعتناء بهم ، مع حسن الأخلاق ، وكريم الشمائل ، وطيب التعليم والتدريس ، وقرأ أيضا على عالم نجد في زمانه فضيلة الشيخ / حمد بن عتيق - رحمه الله - وهو أحد كبار العلماء المعروفين بالعلم والفضل والنشاط في الدعوة إلى الله ، وحسن التأليف والتصنيف في نصرة الدعوة السلفية دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - وهو أحد أئمة الدعوة المعروفين بقوة الاعتقاد وسلامته ، فأخذ عنه الشيخ عبد المحسن الاعتقاد والفقه ، وقرأ عليه في الحديث وعلومه ورجاله ، كما قرأ على غيرهما من علماء عصره ، وفقهاء زمانه ، فبرع - رحمه الله - في العلوم الشرعية لا سيما في علم الحديث ورجاله ، وفي الفقه فإنه أصبح ذا اطلاع واسع فيه .

مما حدا بالملك عبد العزيز - رحمه الله - أن يوليه قضاء الحلوة ، بعد أن عرف فيه العلم والفضل ، وحسن الأخلاق ، والقدرة المؤهلة على القضاء بالحكمة والحزم والموعظة الحسنة ، وذلك في عام 1340 هـ ، إلا أنه لم يستمر في قضائه سوى سنتين ، بعد أن كف بصره ، وأصابه ارتعاش في بدنه وجسمه .

وفي عام 1342 هـ توفي - رحمه الله - في بلدته الحلوة وهي مقر عمله القضائي .

ومن العلماء البارزين من تلك الأسرة ، الشيخ مبارك بن عبد المحسن بن باز المكنى " بأبي حسين " فقد ولد الشيخ مبارك في بلدة الحلوة التابعة لحوطة بني تميم في عام 1303 هـ ونشأ فيها ، وقرأ على طلبة العلم فيها بعض العلوم الشرعية كالتوحيد والتفسير والفقه والحديث ، ثم ارتحل بعد ذلك إلى الرياض لمواصلة طلب العلم ، فقرأ على علماء الرياض آنذاك أمثال الشيخ / عبد الله بن عبد اللطيف - رحمه الله - قرأ عليه في التوحيد وكتب العقائد ، وكما قرأ على الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن - رحمه الله - الحديث وعلومه وقرأ على الشيخ حسن بن حسين - رحمه الله - الفقه ، وعلى الشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف قرأ التوحيد والفقه ، كما قرأ على الشيخ / محمد بن محمود الحسني - رحمه الله - الفقه ، وعلى الشيخ / عبد الله بن جلعود - رحمه الله - قرأ الفرائض وأتقنها ، وقرأ على الشيخ الفلكي حمد بن فارس - رحمه الله - النحو والفلك . وقد جد واجتهد ، وثابر على التلقي عن هؤلاء العلماء حتى صار من كبار حملة العلم المعروفين بالعلم والفضل وحسن السيرة ، وكان والده الشيخ / عبد المحسن - رحمه الله - هو قاضي بلدة الحلوة فقرأ عليه في بعض العلوم الشرعية في أول طلبه للعلم ، ثم لما توفي والده ، تولى القضاء بعده ، ثم نقل بعد ذلك إلى قضاء عدة بلدان منها بيشة والأرطاوية ورنية .

ولما تولى الملك عبد العزيز - رحمه الله - على الحجاز عينه قاضيا في الطائف ، والشيخ مبارك - رحمه الله - يعتبر أحد العلماء الذين بعثهم الملك عبد العزيز - رحمه الله - إلى مكة لكي يناظروا علمائها ويناقشوهم في مسائل تتعلق بالتوحيد والعقيدة الصحيحة ، وقد أبلى الشيخ مبارك - رحمهم الله - في ذلك بلاء حسنا وكانت له اليد الطولى في تبيين بعض المسائل وإيضاحها ، وظهر الحق إلى جانب علماء الدعوة - رحمهم الله - .

والجدير بالذكر هاهنا أن أخر عمل للشيخ مبارك - رحمه الله - هو قضاء مقاطعة الشعيب ، وبالخصوص في عاصمة تلك المقاطعة ، وهي حريملاء ، وكان ذلك في عام 1356 هـ ، ولم يستمر فيها طويلا بل إنه طلب الإعفاء من القضاء فأعفي ، وتفرغ للطاعة والعبادة والتدريس في بلدة الحلوة حتى وافاه أجله فيها - رحمه الله - .

قلت : - وقصارى القول أن الطابع الغالب على هذه الأسرة ، هو طابع الجد في ممارسة الخير ، سعيا في نشدان الكسب الحلال ، والمذاكرة الحيّة في مسائل الدين ، مع الالتزام بالفضائل والأخلاق الحميدة - رحم الله أموالهم وبارك في أحيائهم ، وجعل معهم العلماء الصالحين - آمين .

هـ :ـ أبناء الشيخ
وللشيخ أطال الله في عمره - أبناء أربعة ، وكذلك من البنات أربع ، فيكون مجموعهم ثمانية - أدام عليهم النعم؛ ومنعهم من شرور النقم - .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #4  
قديم 15-08-2003, 09:12 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

لفصل الثاني أوصافه الخلقية

أ :- أوصافه الخلقية
إن الشيخ - حفظه الله - يمتاز باعتدال في بنيته ، مع المهابة ، وهو ليس بالطويل البائن ، ولا القصير جدا ، بل هو عوان بين ذلك ، مستدير الوجه ، حنطي اللون ، أقنى الأنف ، ومن دون ذلك فم متوسط الحجم ، ولحية قليلة على العارضين ، كثة تحت الذقن ، كانت سوداء يغلبها بعض البياض فلما كثر بياضها صبغها بالحناء ، وهو ذو بسمة رائعة تراها على أسارير وجهه إن ابتسم؛ وهو عريض الصدر ، بعيد ما بين المنكبين ، ويمتاز بالتوسط في جسمه فهو ليس بضخم الكفين ولا القدمين؛ وأوصافه فيها شبه من أوصاف العلماء السابقين - رحمهم الله - .

ب :- هيئته ولباسه
يعتبر الشيخ - حفظه الله - حسن الهيئة ، جميل المظهر ، ولا يتكلف في ذلك أبدا ، ويحرص جدا على لباس البياض في ثيابه ، ويحب ارتداء الثياب الواسعة ، وثيابه تصل إلى أنصاف ساقيه ، ويزين ثيابه بمشلح وعباءة عودية اللون ، وهو سلفي في المظهر والشارة .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #5  
قديم 15-08-2003, 09:13 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

ج :- هيبته

مما تميز به سماحته - حفظه الله - الهيبة ، وقد حدثني غير واحد من كبار العلماء الفضلاء وطلبة العلم أن للشيخ هيبة فيها عزة العلماء مع عظيم مكانتهم وكبير منزلتهم ، وهذه الهيبة قذفها الله في قلوب الناس ، وهي تنم عن محبة وإجلال وتقدير له ، لا من خوف وهلع وجبن معه ، بل إن الشيخ - حفظه الله ورعاه - قد فرض احترامه على الناس ، بجميل شمائله وكريم أخلاقه ، مما جعلهم يهابونه حياء منه ، ويقدرونه في أنفسهم أشد التقدير .

ومما زاد هيبته أنه ابتعد عن ساقط القول ، ومرذول اللفظ ، وما يخدش الحياء أشد الابتعاد ، فلا تكاد تجد في مجلسه شيئا من الضحك إلا نادرا ولماما ، بل تجد مجالسه عامرة بذكر الله ، والتفكر والتأمل في الدار الآخرة .

ومع هذه المكانة العظيمة ، والمنزلة السامية ، والهيبة ، فإنه آية في التواضع ، وحسن المعاشرة ، وعلو الهمة ، وصدق العزيمة ، مع عزة في النفس ، وإباء في الطبع ، بعيدا كل البعد عن الصلف والتكلف المذموم كأنه واضع بين نصب عينيه قوله تعالى : وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #6  
قديم 15-08-2003, 09:13 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

د :- فصاحته

اللغة العربية لغة جميلة في بابها ، ماتعة في لبابها وفوائدها ، فهي لغة القرآن والسنة ، أسلوبا ومنهجا ، ومقصدا ومغزى ، وهي الوسيلة إلى فهم الدين ، وإدراك أسراره ، وسبر أغواره ، وهي من مستلزمات الإسلام وضروراته .

والشيخ - أدام الله عزه - يعد وبجداره من أرباب الفصاحة ، وأساطين اللغة وخاصة في علم النحو ، وفي علوم اللغة العربية كافة .

وفصاحته تبرز في كتابته ومحادثته ، وخطبة ومحاضراته وكلماته ، فهو ذو بيان مشرق ، ونبرات مؤثرة حزينة ، وأداء لغوي جميل ، ويميل دائما إلى الأسلوب النافع الذي كان عليه أكثر أهل العلم وهو الأسلوب المسمى " السهل الممتنع " فتجده - حفظه الله - من أكثر الناس بعدا عن التعقيد والتنطع في الكلام والتشدق في اللفظ والمعنى ، والتكلف والتمتمة ، بل هو سهل العبارة ، عذب الأسلوب ، تتسم عباراته وكتاباته بالإيجاز والإحكام والبيان .

ومن نوافل الأمور أن يقدر القارئ الكريم ثقافة الشيخ - حفظه الله - في اللغة والأدب وحسن البيان ، لأن معرفة ذلك وإتقانه من الأسس الرئيسية في فهم آيات الكتاب ونصوص السنة النبوية ، ومعرفة مدلولات العلماء ، ولهذا كان الشيخ - رعاه الله - متمكنا مجيدا للخطابة والكتابة .

ومن المألوف حقا - في عالم الإسلام - أن الذين يحرمون بصرهم من أهل العلم ، يمتازون بالفصاحة في الألفاظ والمعاني ، وقوة الخطابة وإتقانها ، لأن معظم اعتمادهم على الإلقاء والخطابة في الدرس والوعظ والدعوة ، وهذا ما يتجلى واضحا في الشيخ - حفطه الله - .

والشيخ - ختم الله له بخير - خطيب مصقع ، وواعظ بليغ سواء في محاضراته الكثيرة النافعة أو تعقيباته على محاضرات غيره ، أو في توجيهاته الحكمية ، وتوصياته المفيدة ، التي تشرئب إليها الأسماع ، وتتطلع لها الأفئدة والقلوب الصادقة المؤمنة .

ومن مميزاته وخصائصه الخطابية قدرته على ترتيب أفكاره حتى لا تشتت ، وضبطه لعواطفه حتى لا تغلب عقله ، ثم سلامة أسلوبه ، الذي لا يكاد يعتريه اللحن في صغير من القول أو كبير ، وأخيرا تحرره من كل أثر للتكلف والتنطع .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #7  
قديم 15-08-2003, 09:15 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

هـ:- قوة حافظته وحضور بديهته

ومما تميّز به سماحته - حفظه الله - قوة الحافظة ، وسرعة البديهة ، واستحضار مسائل العلم بفهم واسع ، ووفرة في العلم ، وشدة في الذكاء ، وغزارة في المادة العلمية ، فهو - رعاه الله - صاحب ألمعية نادرة ، ونجابة ظاهرة .

وإن نعمة الحفظ ، وقوة الذاكرة ، هما من الأسباب القوية - بعد توفيق الله عز وجل - على تمكنه من طلبه للعلم ، وازدياد ثروته العلمية ، المبنية على محفوظاته التي وعتها ذاكرته في مراحل التعلم والتعليم ، وقد حباه الله من الذكاء وقوة الحفظ وسرعة الفهم ، مما مكنه من إدراك محفوظاته العلمية عن فهم وبصيرة .

ومما يؤكد على ذلك أنه لربما سُئِلَ عن أحاديث منتقدة في الكتب الستة وغيرها من كتب السنة فيجيب عليها مع تخريجها والتكلم على أسانيدها ورجالها ، وذكر أقوال أهل العلم فيها ، وهو ممَّن منَّ الله عليه بحفظ الصحيحين واستحضارهما ، ولا يكاد يفوته من متونهما شيء؛ إلا اللهم أنه سُئِلَ مرة ونحن على طعام الغداء عنده ، فقال السائل : هل تحفظ الصحيحين فأجاب قائلا - نعم ولله الحمد والمنة - إلا أن صحيح مسلم يحتاج إلى نظر وتربيط .

ومما يؤكد ويبرهن على قوة حافظته وحضور بديهته ، أنه في كلماته ومحاضراته ومواعظه تجده كثير الاستدلال بالنصوص القرآنية ، والأحاديث النبوية ، وأقوال أهل العلم الشرعية ، يأتي عليها بسياقها ولفظها وتمامها ، وهكذا في اجتماعات هيئة كبار العلماء ، تجده يذكر المسألة وأقوال أهل العلم فيها مبينا الجزء والصفحة والكتاب المنقول عنه القول .

وثم أمر آخر يؤكد على قوة حافظته أنه يميز بين أصوات محبيه الذين يقدمون للسلام عليه ، مع كثرتهم ووفور عددهم ، وقد حدَّثني بعض من عاصر الشيخ قديما وحديثا أنني قدمت للسلام عليه بعد مدة من الزمن طويلة ، فبادرته بالسلام ، فعرفني من أول وهلة ، ورد عليَّ السلام مناديا باسمي ، وهذا دأبه في أغلب من يقدمون عليه للسلام .

وأيضا مما يؤكد على قوة ذاكرته أنك تجده يورد القصص القديمة التي حصلت قبل ستين سنة أو أكثر كأنه مطلع عليها ، ينظر إليها ويتأمل في أمرها ، وهذا أمر معلوم عند من خالط الشيخ وعرفه تمام المعرفة .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #8  
قديم 15-08-2003, 09:15 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

و:- فراسته
إن الفراسة حلية معلومة ، وخصلة حميدة لكبار العلماء وأهل الفضل والهدى ، والفراسة كما قال عنها الإمام ابن القيم - رحمه الله - : الفراسة الإيمانية سببها نور يقذفه الله في قلب عبده يفرِّق به بين الحق والباطل ، والحال والعاطل ، والصادق والكاذب ، وهذه الفراسة على حسب قوة الإيمان ، فمن كان أقوى إيمانا فهو أحدَّ فراسة ، وكان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - أعظم الأمة فراسة ، وبعده عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ووقائع فراسته مشهورة ، فإنه ما قال لشيء : " أظنه كذا إلا كان كما قال " ويكفي في فراسته موافقته ربه في مواضع عدة .

وفراسة الصحابة - رضي الله عنهم - أصدق الفراسة ، وأصل هذا النوع من الفراسة عن الحياة والنور اللذين يهبهما الله تعالى لمن يشاء من عباده ، فيحيا القلب بذلك ويستنير ، فلا تكاد فراسته تخطئ ، قال تعالى : أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا

قال بعض السلف : " من غض بصره عن المحارم وأمسك نفسه عن الشهوات وعمر باطنه بالمراقبة وظاهره باتباع السنة لم تخطئ فراسته " .

والشيخ عبد العزيز - وقاه الله مصارع السوء - ولا نزكي على الله أحدا - ، صاحب بصيرة نافذة ، وفراسة حادة ، يعرف ذلك جيدا من عاشره وخالطه ، وأخذ العلم على يديه . ومما يؤكد على فراسته أنه يعرف الرجال وينزلهم منازلهم ، فيعرف الجادّ منهم في هدفه ومقصده من الدعاة وطلبة العلم فيكرمهم أشد الإكرام ، ويقدمهم على من سواهم ، ويخصهم بمزيد من التقدير ويسأل عنهم وعن أحوالهم دائما ، وله فراسة في معرفة رؤساء القبائل والتفريق بين صالحهم وطالحهم ، وله فراسة أيضا في ما يعرض عليه من المسائل العويصة ، والمشكلات العلمية؛ فتجده فيها متأملا متمعنا لها ، تقرأ عليه عدة مرات ، حتى يفك عقدتها ، ويحل مشكلها ، وله فراسة أيضا في ما يتعلق بالإجابة عن أسئلة المستفتين ، فهو دائما يرى الإيجاز ووضوح العبارة ووصول المقصد إن كان المستفتي عاميا من أهل البادية ، وإن كان المستفتي طالب علم حريص على الترجيح في المسألة ، أطال النفس في جوابه مع التعليلات وذكر أقوال أهل العلم ، وتقديم الأرجح منها ، وبيان الصواب بعبارات جامعة مانعة .

جزاه الله خيرا ، وأعظم له أجرا .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #9  
قديم 16-08-2003, 01:11 AM
ابن الأقصى ابن الأقصى غير متصل
إِنَّ مَعَ الْعُسْرِيُسرا
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: بيت المقدس
المشاركات: 1,297
إفتراضي

اخي الحبيب / الوافـــــي

لا أجد أبلغ أو أفضل من كلمة .. جزاك الله كل الخير على جهدك .. وإدراجك هذا الموضوع في وقته ..

بعد أن تطاول الرعاع ونطق السفهاء وتحدث الرويبضه وأصبح القرد ليثا وأفلتت الغنم ..!!
لينالوا من سيرة العالم العلم شيخنا الوالد بن باز -رحمه الله رحمة واسعه- ولكن أنى لهم ذلك ..!!

بإذن الله سيبقى تاريخ هذا العلم يضيء لنا الدرب ويمهد لنا الطريق للسير على نهج رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا ..

وأسأله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى جل شأنه .. بأن يجعل لك بكل حرف حسنه ويمحوا بها عنك سيئه وأن تكون لك نورا على الصراط يوم القيامه ..

واصل اخي الحبيب لعل البعض يهتدي او يرتدع ..
__________________
  #10  
قديم 16-08-2003, 06:19 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

أخي / بن الأقصى

سيبقى رحمه الله علما من أعلام الأمة حيناً من الدهر
ولولا أنه كان علما ما رجمه الراجمون
فثق بأن الحق يبقى ، وأن الباطل مهما طال زائل
جزاك الله خيرا على مداخلتك أخي الحبيب

تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م