مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > لقاءات الخيمة
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #151  
قديم 24-04-2006, 01:02 PM
عبد الرحمن السحيم عبد الرحمن السحيم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 73
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة muslima04
بارك الله فيكم..

سائل يقول:

رأيت انه هناك استضافة للشيخ السحيم حفظه الله
ارجو ان تسأليه عن ضعف الايمان وقسوة القلب وخوف الانتكاس؟


فما قولكم شيخنا الفاضل؟؟

وفيكِ بورِك

الجواب :

بارك الله فيك

مثل هذه المسائل يُراجَع فيها صاحب التخصص ، وطبيب القلب : ابن القيم رحمه الله .

ولا بأس أن نقتبس مِن نُورِه ..

أما الإيمان فإنه يَزيد وينقص عند أهل السُّـنَّـة .
وزيادة الإيمان وضَعْف لكل منهما أسبابه .
فالإيمان يَزيد بالطاعة ، وينقص بالمعصية .
يَزيد بِأداء الطاعات وبِفعل الخيرات .
وينقص بارتكاب المعاصي والآثام ، وبِتَرْك الطاعات .

ويَرتَفِع مُستوى الإيمان بزِيادة الطاعة ، فالأنبياء أكمل الناس إيماناً لأنهم أفضل الناس أعمالاً .

ولا يَكون الإيمان على وَتِيرة واحدة ، بل يَجِد الإنسان في نفسه أحيانا النشاط إلى الطاعة والاجتهاد فيها ، وأحيانا لا يَجد ذلك ، بل قد يَجِد عكسه ، وهو الفتور والإدبار .
قال عمر رضي الله عنه : إن لهذه القلوب إقبالاً وإدبارًا ، فإذا أقْبَلَتْ فَخُذُوها بالنوافل ، وإن أدْبَرَتْ فألْزِمُوها الفرائض .

ولابن القيم رحمه الله كتاب ماتِع في هذا الباب ، وهو كِتاب " مِفتاح دار السعادة " ، وفيه وقفات وتأمّلات تزيد في الإيمان .
مفتاح دار السعادة


وللشيخ المنجِّد – وفقه الله – كُتيِّب بعنوان :
ظاهرة ضعف الإيمان ( الأعراض – الأسباب – العلاج)

وقد أفاد الشيخ وأجاد .

وقسوة القلب لها علاقة مضطرِدة بضَعف الإيمان ، كما أن ضَعْف الإيمان له عِلاقة بِقسْوَة القلب .

وأما الانتكاس والخوف مِِنه فهو دأب سلف هذه الأمة .
فالمؤمن يُحسِن العمل ويَخاف من سوء الخاتمة ، ويَخاف مِن مَكْر الله .
قال الحسن البصري في وَصْفِ خَير القُرون :
عَمِلُوا والله بالطاعات واجتهدوا فيها ، وخافوا أن تُردّ عليهم ، إن المؤمن جمع إحسانا وخشية ، والمنافق جمع إساءة وأمنا .

قال الإمام البخاري :
باب خوف المؤمن من أن يَحْبَط عمله وهو لا يَشْعُر . وقال إبراهيم التيمي : ما عَرَضْتُ قَولِي على عَمَلِي إلا خَشِيتُ أن أكون مُكَذِّبا . وقال ابن أبي مليكة : أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه ، ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل . ويُذْكَر عن الحسن : ما خافه إلا مؤمن ، ولا أمِنَهُ إلا منافق . وما يُحْذَر من الإصرار على النفاق والعصيان من غير توبة ، لقول الله تعالى : ( وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) .

فالمؤمن يَجب أن يَكون على خَوف وَوَجَل .

وأعظم أسباب الثَّبَات : إخلاص العمل لله والصِّدْق مع الله .
فإن العمل إذا لم يَكن خالِصًا كان وبَالاً على صاحبه في الدنيا والآخِرة .
وفي مُقابِل ذلك فإن العمل إذا كان خالِصا انتَفَع به صاحبه في الدنيا والآخرة .
فإن المرائي مُفْتَضِح أمره في الدنيا والآخرة .

وكذلك العِلْم ، فإنه بصيرة لِصاحِبه يَرى بِعَين بصيرته كما يَرى صاحب البصر الثاقب ، فيَرى الأمور على حقيقتها .
ومَن كان بالله أعْرَف كان مِنه أخْوَف .
ومَن عَبَدَ الله على عِلم كان أعرَف بِخير الخيرين وبِشّرّ الشَّرّين .
قال ابن القيم : فلولا العِلْم لما كان عَمَله مقبولا ، فالعِلم هو الدليل على الإخلاص ، وهو الدليل على المتابعة . وقد قال الله تعالى : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) وأحسن ما قيل في تفسير الآية : إنه إنما يتقبل الله عَمَل مَن اتّـقاه في ذلك العَمل ، وتقواه فيه أن يكون لوجهه على موافقة أمْرِه ، وهذا إنما يَحْصُل بالعلم ، وإذا كان هذا مَنْزِلة العلم وموقعه عُلِمَ أنه أشرف شيء وأجله وأفضله . والله أعلم . اهـ .

وأن يَعلم الإنسان أن هلا حول له ولا قُوّة ، فيبْرأ مِن حولِه وقوّته ، ويَطلب الحول والقوّة ممن بِيدِه ذلك ، وهو الله سبحانه وتعالى .
فلا يَعتمِد على قوّته ولا على عَقْلِه .
وهذا سبب زلل وضلال كثير من الأذكياء ؛ لأنهم يَعتَدُّون بأنفسهم كثيرا ، فيُوكَلُون إلى أنفسهم وإلى ضعف وعجز وعَورة .
وقد ذَمّ الله الذي ظَنّ أنه إنما أُوتي المال أو القوة أو الرِّزق بِقوّته ، أو بما له مِن القَدْر عند الله . فقال الله تبارك وتعالى عن قارون : (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي) .

وقال عَزّ وجَلّ : (فَأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ) .
وكلا الفريقين مذموم !
قال ابن القيم في هذه الآية : كلا . أي : ليس كل من أعطيته ونَعّمْته وخَوّلته فقد أكْرَمته ، وما ذاك لِكرامته عليّ ولكنه ابتلاء وامتحان له ؛ أيَشْكُرُني فأعطيه فوق ذلك ، أم يَكْفُرني فأسْلبه إياه ، وأُخَوِّل فيه غيره ، وليس كل من ابْتلَيته فَضَيّقْتُ عليه رزقه وجَعلته بِقَدَر لا َيفضل عنه فذلك مِن هوانه عليّ ولكنه ابتلاء وامتحان مِني له أيَصبر فأُعْطيه أضعاف أضعاف ما فَاتَه مِن سعة الرزق ، أم يَتَسَخّط فيكون حَظّه السُّخْط . فَرَدّ الله سبحانه على مَن ظن أن سَعة الرزق إكْرام ، وأن الفقر إهانة ، فقال : لم أبْتَلِ عَبدي بالغِنى لِكرامته عليّ ، ولم أبْتَلِه بالفقر لِهَوانه عليّ ، فأخْبَر أن الإكرام والإهانة لا يَدوران على المال وسَعة الرزق وتقديره ، فإنه سبحانه يُوسّع على الكافر لا لِكرامته ، ويَقتر على المؤمن لا لإهانته ، إنما يُكرم مَن يُكرمه بمعرفته ومحبته وطاعته ، ويُهين مَن يُهينه بالإعراض عنه ومعصيته ، فله الحمد على هذا وعلى هذا ، وهو الغني الحميد . اهـ .

فمتى ما اعْتَدّ الإنسان برأيه ووثق بِنفسه ، وعَوّل عليها فقد هَلَك !

ومن أعظم أسباب الثبات الدعاء والالتجاء إلى الله والانْطِراح بين يديه والتضرّع إليه واللَّهَج بِما لَهَج بِه سيد ولد آدم " يا مُقَلِّب القلوب ثَبّت قُلوبنا على دِينك" .

وأخيرا :
الْحَذَر مَن ذُنُوب الْخَلَوات ، فإن الإنسان قد يُخذَل بسبب ذنوب الخلوات .
وقد ذَكَر ابن القيم بعض أخبار مَن لَهَج عِند الموت بما كان يُتعامل به مِن غشّ أو رِبا أو تدليس أو عِشق !

ولابن الجوزي كِتاب بعنوان : الثبات حتى الممات .

فنسأل الله الثبات في الدنيا والآخرة .


..

وبرفق هذا الجواب كتاب الشيخ المنجِّد

..
الملفات المرفقة
نوع الملف: zip ظاهرة ضعف الإيمان.zip (41.4 كيلو بايت, عدد مرات التحميل : 92)
__________________
الرد مع إقتباس
  #152  
قديم 24-04-2006, 01:19 PM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

جزاكم الله عنا كل خير شيخنا الفاضل..وكنت قد قرأت منذ سنتين تقريبا كتاب ابن قيم رحمه الله لكن لعلنا نعاود قراءته بإذن الله..ففي التكرار تكون الفائدة اكثر بإذن الله..ولقد قمت بتحميل كتاب الشيخ المنجد حفظه الله لأتصفحه أيضا بإذن الله..فبارك الله فيكم شيخنا الفاضل وجعل كل ما تقدمونه لنا في ميزان حسناتكم..وأذكر إخواني وأخواتي وانصحهم بدوري بمتابعة برنامج الراصد للشيخ المنجد حفظه الله على قناة المجد الفضائية فهو بحق برنامج رائع ونافع..

ونستأذن منكم إخواني واخواتي لبضع لحظات ونعود إليكم مرة اخرى مع لقائنا المبارك هذا والأخير إن شاء الله..وفقكم الله.
الرد مع إقتباس
  #153  
قديم 24-04-2006, 01:43 PM
عبد الرحمن السحيم عبد الرحمن السحيم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 73
إفتراضي

وإياك أختنا الفاضلة
__________________
الرد مع إقتباس
  #154  
قديم 24-04-2006, 01:46 PM
عبد الرحمن السحيم عبد الرحمن السحيم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 73
إفتراضي

...

...
__________________
الرد مع إقتباس
  #155  
قديم 24-04-2006, 01:46 PM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

اللهم آمين..

شيخنا الكريم:

الأسرة..وما أدرانا ما الأسرة..كلمة قصيرة في النطق عظيمة في التأثير.. فعليها يستقيم المجتمع أو يعوج!! للأسف ضيع أركانها الكثيرون..ففسدوا وأفسدوا معهم!!بل وإنه مما يدعى للإستغراب..أننا نجد بعض الناس في ظاهرهم الصلاح في المجتمع لكن حال بيته كحال ذاك الغريق..فما توجيهكم يا شيخنا بارك الله فيكم في هذه المسألة إلى حاملي هذه الأمانة؟؟
الرد مع إقتباس
  #156  
قديم 24-04-2006, 01:54 PM
عبد الرحمن السحيم عبد الرحمن السحيم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 73
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة muslima04
اللهم آمين..

شيخنا الكريم:

الأسرة..وما أدرانا ما الأسرة..كلمة قصيرة في النطق عظيمة في التأثير.. فعليها يستقيم المجتمع أو يعوج!! للأسف ضيع أركانها الكثيرون..ففسدوا وأفسدوا معهم!!بل وإنه مما يدعى للإستغراب..أننا نجد بعض الناس في ظاهرهم الصلاح في المجتمع لكن حال بيته كحال ذاك الغريق..فما توجيهكم يا شيخنا بارك الله فيكم في هذه المسألة إلى حاملي هذه الأمانة؟؟


الجواب :

وبارك الله فيك

الأُسْرَة إذا صلحت صلح المجتمع ، وإذا فَسدتْ فسَد المجتمع .
الأُسْرَة التي تفكَّكَتْ في الغرب ، وتقطّعتْ أواصِرها ، وتَخلّى كل شخص عن الآخَر ، فاتَّخَذ القوم الكلاب !

وسَعى المفسِدون لِتفكيك الأُسْرَة في الشَّرْق ، كما تفكّكتْ في الغرب ، فغَزَوا الأُسَر في قَعْر بيوتِها ..
واقتَحَمَتْ فضائياتهم كل خِدْر !
وأقْحَمُوا المرأة في كل مَجال !

وشارَك المجتَمَعُ في فساد الأُسْرَة .. حينما اخْتَلّتْ الموازين وتغيَّرتِ المفاهيم .
فبعض الأُسَر لا تُقيم وَزْنًا للدِّين في قَبول الخاطب ، بل ولا لِخُلُقِه ، فالأهمّ عندهم هو المال ، وعند آخَرِين هو الـنَّسَب .
وهذا مشاهَد ملحوظ ..

والمعتَبَر شرْعا هو رِضا الدِّين والْخُلُق .
ولا تلازُم بين كون الإنسان مُتدَيِّنًا وبين كونه خَلُوقًا .
فإنه يُوجَد الشخص الْمُتَدَيِّن وهو سيء الأخلاق ، والعكس ، يُوجَد صاحِب خُلُق ولا يَكون مُتدَيِّنا
ولذلك جَمَع النبي صلى الله عليه وسلم بين الأمرين في قبول الخاطب ، فقال : إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض . رواه الترمذي .

وهذا عند أول خُطوة ، وعند وضْع أوّل لَبِنَة في بناء أسرَة مُسلِمة .
فإذا أُغْفِل هذا الأساس المتين ، قامت الأسَر على شفا جُرُف هارٍ ، تَعصِف بها رِياح الأخلاق السيئة ، وضَعْف الدِّين والتديّن .

ومما أشَرْتِ إليه – وفّقكِ الله – ما يُلحَظ مِن صلاح أرباب بعض الأُسَر مع فسادٍ داخل الأُسْرَة
وهذا في كثير من الأحيان نتيجة انشغال ربّ الأُسْرَة بما يَراه مُهِمّا في دعوته أو عمَلِه ، ويَغفَل عن إصلاح أولاده – بَنين وبَنات – وهذا خَلل في التربية ، بل وخَلل في مُراعاة الأولويات .
فَيَقَع تحت المثل السائر : يَبْنِي قَصْرًا ويَهْدِم مِصْرًا !

ولا رَيب أن فساد بعض أفراد الأُسْرَة قد يكون ابتلاء ، كما ابْتُلِي نوح عليه الصلاة والسلام بِفساد ابنه ، حتى قال الله فيه : (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) .

والله تعالى أعلم .
__________________
الرد مع إقتباس
  #157  
قديم 24-04-2006, 01:57 PM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

بارك الله فيكم..نسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه آمين..

شيخنا الكريم..حفظكم الله..لعله من اغلب المشاكل التي تؤرق الفتاة المسلمة الآن..مشكلة زوج المستقبل أو الزواج بصفة عامة..أومشكلة حياتها المستقبلية..فكما لا يخفى على احد ـ والله اعلم ـ أن نسبة الفتيات أو النساء الغير المتزوجات بصفة عامة قد ارتفعت وفي ارتفاع مستمر..مما يسبب للفتاة نوعا من الخوف والإضطراب.. فمهما قالوا عنها فإنه يبقى حلم كل فتاة عادية الذي تسعى إليه دوما هو زواجها من رجل صالح يأمنها في دينها ونفسها ودنياها..لكن بالمقابل وخصيصا في هذه القرون المتأخرة وبسبب ما يسمى بحركة تحرير المرأة..بدأت تجد عوائق كثيرة دون الوصول إلى هذا الحلم..ففي بعض المجتمعات مثلا..أن تبقى الفتاة في بيت والديها تنتظر فارس أحلامها.. يأخذ على انه تخلف..مما أجبرها وللأسف على الإحتكاك بالناس وفرض نفسها في هذا المجتمع..طوعا أو كرها..فإن لم يكن من اجل تحقيق ذلك الحلم فلأجل تامين مستقبلها بإذن الله..إذ أن العثور على رجل صالح في هذا الزمن أصبح شبيها بالبحث عن إبرة في وسط الصحراء..مما يجعل الفتاة المسلمة في اضطراب مستمر مع نفسها..فهل من كلمات ونصائح يا شيخنا الكريم لتكون بردا على نفسها بإذن الله؟؟؟
الرد مع إقتباس
  #158  
قديم 24-04-2006, 02:03 PM
عبد الرحمن السحيم عبد الرحمن السحيم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 73
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة muslima04
بارك الله فيكم..نسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه آمين..

شيخنا الكريم..حفظكم الله..لعله من اغلب المشاكل التي تؤرق الفتاة المسلمة الآن..مشكلة زوج المستقبل أو الزواج بصفة عامة..أومشكلة حياتها المستقبلية..فكما لا يخفى على احد ـ والله اعلم ـ أن نسبة الفتيات أو النساء الغير المتزوجات بصفة عامة قد ارتفعت وفي ارتفاع مستمر..مما يسبب للفتاة نوعا من الخوف والإضطراب.. فمهما قالوا عنها فإنه يبقى حلم كل فتاة عادية الذي تسعى إليه دوما هو زواجها من رجل صالح يأمنها في دينها ونفسها ودنياها..لكن بالمقابل وخصيصا في هذه القرون المتأخرة وبسبب ما يسمى بحركة تحرير المرأة..بدأت تجد عوائق كثيرة دون الوصول إلى هذا الحلم..ففي بعض المجتمعات مثلا..أن تبقى الفتاة في بيت والديها تنتظر فارس أحلامها.. يأخذ على انه تخلف..مما أجبرها وللأسف على الإحتكاك بالناس وفرض نفسها في هذا المجتمع..طوعا أو كرها..فإن لم يكن من اجل تحقيق ذلك الحلم فلأجل تامين مستقبلها بإذن الله..إذ أن العثور على رجل صالح في هذا الزمن أصبح شبيها بالبحث عن إبرة في وسط الصحراء..مما يجعل الفتاة المسلمة في اضطراب مستمر مع نفسها..فهل من كلمات ونصائح يا شيخنا الكريم لتكون بردا على نفسها بإذن الله؟؟؟

آمين ..

وفيك بورك

الجواب :

وحفِظك الله ورعاك .

صحيح أن عدد النساء آخِذ بالازدياد ..
ومما أخْبَر بِه النبي صلى الله عليه وسلم كَثْرَة النساء في مُقابِل الرِّجال في آخر الزّمان ..
ثبت في الصحيحين من حديث أنس بن مالك أنه قال : ألا أحدثكـم حـديثا سمعته مـن رسـول الله صلى الله عليه وسلم لا يُحَدِّثُكم أحَدٌ بعدي سَمِعَه منه ؟ : إنّ مِن أشراط الساعـة أن يُرْفَع العِلم ، ويَظهر الجهل ، ويَفشو الزنا ، ويُشرب الخمـر ، ويَذهب الرجال ، وتَبقى النسـاء ، حتى يكون لخمسين امـرأة قَـيِّمٌ واحـد . رواه البخاري ومسلم .
وفي حديث أبي موسى : ويُرى الرجل الواحد يَتْبَعُه أربعون امرأة يَلُذْنَ به مِن قِلّةِ الرجال وكَثرة النساء . رواه البخاري ومسلم .

إذاً هـذه نتيجـة حتمية للحروب وكثرة القتل التي أخبر عنهـا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ، والتي عبّر عنهـا بالْهَـرْج ، حتى لا يَدرِي القـاتل فيما قَتَل ، ولا المقتول فيما قُتِل !
جاء ذلك في صحيح مسلـم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قـال رسـول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لا يدري القاتل فيم قَتَل ، ولا المقتول فيـم قُتِل ، فقيل : كيـف يكـون ذلك ؟ قـال : الهـرج . القـاتل والمقتول في النار
وقد حَدَث ما يُشْبِه هذا قبل أكثر من ثلاثمـائة سنة !
فقد نقص عـدد رجـال الألمـان بعد حرب الثلاثين سَنة كثيراً ، فقـرّر مجلس حكومـة (فرانكونيـا) إجـازةَ أن يتزوّج الرجل بامرأتين !!

إلا أن هذه الزيادة في أعداد النساء لا تَدْعو إلى القلق ، وإنما تَدْعو كل غيور أن يُحاوِل جادًّا في دراسة هذه المسألة ، وإيجاد الحلول المناسِبة ..
وليس من الْمُسْتَسَاغ أن يُطلَب ما عِند الله مِن الفَرَج والرِّزق بِمعصِيَتِه .. ولا التوصّل إلى ما عِنده بِسَخَطِه ..

لأن المعاصي عِبارة عن أقْفَال لأبواب الرِّزق والتوفيق ..
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) .
وقال عَزّ وجَلّ : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) .

فما عِند الله مِن رِزق وفَتْح وتوفيق وفَرَج إنما يُطلَب بِتَقْواه وطاعتِه ..

فالاحتكاك بالناس والاختلاط والتبرّج ليست هذه مِن الوسائل المشروعة بل مِن الوسائل الممنوعة شرعا .

وأحيانا تَضَع بعض الأُسَر العوائق ضد تحقيق الأمن النفسي لِفتياتها .. إما عن طريق الشروط المتعذِّر تحقيقها ! أو عن طريق المغالاة في المهور .. أو الاعتذار بأعذار واهية ، كإكمال الدراسة ونحوها ..
وقد يُرَدّ خِلال ذلك مَن يُرضى دِينه وخُلُقه .. بل قد يُردّ أكْفَاء كُـثُـر .. فيَكون تأخّر زواج الفتاة مِن باب العقوبة ..
ولا يُنكَر وُجود هذا .. كما لا يُنكَر تعسّف بعض الأُسَر ..
وسبق أن كتبت مقالا بعنوان :

أيها الآباء .. لا تبغوا الفساد في الأرض !

وهو هنا :
http://saaid.net/Doat/assuhaim/287.htm

http://www.almeshkat.net/vb/showthre...threadid=41223


وهذه القضية لم يُهملها الإسلام .. ففي الإسلام حلول كثيرة لِمثل هذه القضية ، منها :

1 – عَرض الرّجُل مَولِيّته على الرَّجُل الصالح
وقد بوّب الإمام البخاري بـ باب عرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير
وأوْرَد فيه حديث ابن عمر ، وفيه : قال عمر بن الخطاب : أتيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة فقال : سأنظر في أمري . فلبثت ليالي ، ثم لقيني فقال : قد بدا لي أن لا أتزوّج يومي هذا . قال عمر : فلقيت أبا بكر الصديق فقلت : إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر . فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا ، وكنت أوجد عليه مِنِّي على عثمان ، فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه ، فلقيني أبو بكر فقال : لعلك وجدت عليّ حين عَرَضْتَ عليّ حفصة فلم أرجع إليك شيئا ؟ قال عمر : قلت : نعم . قال أبو بكر : فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت عليّ إلا أني كنت علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها ، فلم أكن لأُفْشِي سِرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو تَرَكَها رسول الله صلى الله عليه وسلم قَبِلْتَها .
والحديث رواه مسلم أيضا .

2 – عرض المرأة نفسها على من تتوسّم فيه الخير والصلاح
وقد بوّب الإمام البخاري بـ باب عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح
ثم ساق بإسناده عن ثابت البناني قال : كنت عند أنس وعنده ابنةٌ له . قال أنس : جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تَعْرِض عليه نفسها . قالت : يا رسول الله ألكَ بي حاجة ؟ فقالت بِنْتُ أنس : ما أقلّ حياءها ! واسوأتاه واسوأتاه ! قال : هي خير منكِ ، رغبت في النبي صلى الله عليه وسلم فَعَرَضَتْ عليه نفسها .

قال ابن حجر : جواز عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح رغبة في صلاحه فيجوز لها ذلك وإذا رَغِبَ فيها تَزَوّجها بِشَرْطِه .

وقال عن هذا الحديث وحديث سهل بن سعد : وفي الحديثين جواز عرض المرأة نفسها على الرجل وتعريفه رغبتها فيه ، وأن لا غضاضة عليها في ذلك ، وأن الذي تعرض المرأة نفسها عليه بالاختيار ، لكن لا ينبغي أن يُصرح لها بالرد بل يكتفي السكوت . وقال المهلب : فيه أن على الرجل أن لا ينكحها إلا إذا وجد في نفسه رغبة فيها .

وقال الإمام النووي : وفيه استحباب عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح ليتزوجها .

إذا عرضت المرأة نفسها فربما يُساء بها الظن خاصة في هذا الزمان ، فيُقال : لولا أن فيها شيئا لما عرضت نفسها !

فإذا أرادت المرأة أن تعرض نفسها فلتجعل بينها وبين من تُريد أن تعرض عليه واسطة من قريب أو قريبة أو شخص ناصح تثق به .
فيكون واسطة بينه وبينها
فيأتيه فيقول : فلانة تَصلح لك ، ولو خطبتها لما ردّوك ... ونحو هذا الكلام .
وإن وثقت به فعرضت عليه لم ترتكب أمراً محرما ولا مكروها .

3 – الرِّضا باليسير .. فَمِن النساء من لا تَرضى باليسير .. ومِنهن من لا تَرضى أن تتزوّج بشخص سبق له الزواج
ومنهن من لا ترضى أن تتزوّج من هو أقل منها عِلما ، أو أصغر منها سِـنًّا ..
بل بعضهم لها شروط لا تكاد توجَد !

أحيانا عندما أقرأ بعض الشروط . .أو المواصفات .. أتذكّر ما ذكره الإمام الذهبي في ترجمة عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ..
قال :
بَعَثَتْ أمُّ ولدٍ لعبد الملك بن مروان إلى وَكيلها تَسْتَهْدِيه غلاما ، وقالت : يكون عَالِماً بالسُّنَّة ، قارئا لِكتاب الله ، فصيحا ، عفيفا ، كثير الحياء ، قليل المراء . فَكَتَبَ إليها : قد طَلَبْتُ هذا الغلام فلم أجِدْ غلاما بهذه الصِّفَة إلا عبد الله بن عمر ! وقد سَاوَمْتُ به أهله فأَبَوا أن يَبِيعُوه !

فبعض الفتيات .. بل وبعض المنطلَّقَات .. يَشْتَرِطْن شُرُوطا كأنها شروط ( أم ولد عبد الملك ) !

4 – آخر العلاج الكَيّ
الصبر .. لِقوله عليه الصلاة والسلام : مَن يَتَصَبّر يُصَبِّره الله ، وما أُعْطِي أحَدٌ عطاء خيرا وأوسع من الصبر . رواه البخاري ومسلم .

فصبر الفتاة يَجمع لها بين الأجر والظَّفَر .. لأن من صَبَر ظَفِر .. وأجر الصابر ليس له حصر .. وفي التنْزِيل العزيز : (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) .

وكم مِن فتاة اسْتَعجَلتْ الزواج .. أو تسرّعتْ في قبول الخطّاب .. فعاشتْ الحسرة والندامة ..

وكنت أشَرْتُ إلى ذلك هنا :

رُبَّ امرئ حَتْفُه فيما تمناه

http://www.almeshkat.net/vb/showthre...threadid=36863

5 – الدعاء واللجوء إلى من بيده الأمر كله ..
وهذا حقّه التقديم .. أي أن أول ما يُوصَى به هو الدعاء والتضرّع إلى الله .. فهو فارِج الهم .. كاشِف الضرّ .. مُجيب المضطرّ ..

وللدعاء أوقات وأحوال وأماكن وموانع .. سبق بسط ذلك كله هنا :

http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=14&book=8

والله تعالى أعلم .


.
__________________
الرد مع إقتباس
  #159  
قديم 24-04-2006, 02:11 PM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

بارك الله فيكم شيخنا الفاضل وجزاكم عنا خيرا..وصدقتم والله..نسأل الله من فضله إنه هو الرحيم الرحمن بعباده..

شيخنا الكريم:


من الأشياء التي ألاحظها كثيرا عند بعض الرجال ( إن لم أقل أغلبهم والله اعلم)..استدلالهم ب :" إن كيدهن عظيم" عند أي موضوع له علاقة بالمرأة..وهذا بصراحة شيء يضايقني كثيرا بصفتي واحدة من جملة " النساء"..فإن هذه الصفة ذكرت لما صدر من زوجة العزيز من محاولتها الإيقاع بسيدنا يوسف عليه السلام ومكرها..فهي إذن صفة جاءت توصف حالة الأفعال القبيحة التي فعلتها..فيعني أعتقد والله اعلم انها صفة ذميمة توجب القدح لا المدح..فهل تستحق فعلا كل النساء بما فيهن التقيات النقيات ان يوصفن بهذه الصفة كلما ذكرنا المرأة؟؟وهل النساء فعلن أو يفعلن ما فعلته زوجة العزيز لتوصف بتلك الصفة أيضا دائما؟؟أم لمجرد أننا نسوة أيضا نوصف بها؟؟فما قولكم شيخنا الفاضل بارك الله فيكم؟؟
الرد مع إقتباس
  #160  
قديم 24-04-2006, 02:20 PM
عبد الرحمن السحيم عبد الرحمن السحيم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 73
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة muslima04
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل وجزاكم عنا خيرا..وصدقتم والله..نسأل الله من فضله إنه هو الرحيم الرحمن بعباده..

شيخنا الكريم:


من الأشياء التي ألاحظها كثيرا عند بعض الرجال ( إن لم أقل أغلبهم والله اعلم)..استدلالهم ب :" إن كيدهن عظيم" عند أي موضوع له علاقة بالمرأة..وهذا بصراحة شيء يضايقني كثيرا بصفتي واحدة من جملة " النساء"..فإن هذه الصفة ذكرت لما صدر من زوجة العزيز من محاولتها الإيقاع بسيدنا يوسف عليه السلام ومكرها..فهي إذن صفة جاءت توصف حالة الأفعال القبيحة التي فعلتها..فيعني أعتقد والله اعلم انها صفة ذميمة توجب القدح لا المدح..فهل تستحق فعلا كل النساء بما فيهن التقيات النقيات ان يوصفن بهذه الصفة كلما ذكرنا المرأة؟؟وهل النساء فعلن أو يفعلن ما فعلته زوجة العزيز لتوصف بتلك الصفة أيضا دائما؟؟أم لمجرد أننا نسوة أيضا نوصف بها؟؟فما قولكم شيخنا الفاضل بارك الله فيكم؟؟

وفيك بُورِك

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً .
وبارك الله فيك

هذا صحيح .. وهو استدلال بأمْر في غير مَحلِّه .

قبل سنوات سألت إحدى الأخوات فقالت :
شيخنا الفاضل بارك الله فيك
انتشر بين الناس الحديث عن مكر النساء ، وأنهن أقوى من الشيطان نفسه ، وعبارات كثيرة على هذا النمط ...
مثلا : آخر ما يموت من المرأة لسانها .
والشيطان تلميذ المرأة ...
وغيره الكثير ، وهي نقطة أثارها البعض في إحدى المنتديات مستدلين بقوله تعالى : ( إن كيدكن عظيم )
وهذا عن كيد المرأة ، أما قوله تعالى عن كيد الشيطان : ( إن كيد الشيطان كان ضعيفا )
شيخنا الفاضل .......... هلا تكرمتكم بتوضيح هذه النقطة الهامة للجميع ، وأن تسمح للجميع بنشرها حتى تتضح المفاهيم ....


فأجبتُها :

بارك الله فيكم وجزاكم كل خير .
وجُزيتِ الجنة
نعم أختي الفاضلة هذه كلمات تنتشر بين بعض الناس :
آخر ما يموت من المرأة لسانها !
والشيطان تلميذ المرأة ... !
وغيره الكثير
وأذكر أن أحد الشباب يُردد مقولة أخرى : الشيطان بلع كل شيء إلا المرأة وقّفت في حَـلْـقِـهِ!!
لا شك أُخيّـتي أن المرأة شقيقة الرجل كما ثبت بذلك الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وإن قيلت تلك المقالات فقائلها لا يخلو من أمرين :
إما أن يكون قالها في امـرأة معيّـنة .
وإما أن يكون قد أطلق اللفظ وعمّـم الْحُـكْم .
فإن كان الأول فهو وارد ، إذ الآية واضحة في ذلك ، فهي قد وَرَدَتْ في حكاية قصة يوسف مع امرأة العزيز ، وكذب امرأة العزيز على يوسف عليه السلام ، بعد أن راودته عن نفسه وغلّقت الأبواب ...
قال تعالى : ( فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ )
فهذا حكاية قول عزيز مصر آنذاك
فمن كانت كذلك كان كيدها عظيما
غلّقت الأبواب
وراود ذلك الشاب
وشقّت قميصه
وادعت زورا وبهتانا أنه أراد بها سوءًا
كما في قصة جريج ، وخبره في الصحيحين .
وكيف أن تلك البغي رمَتْه بما هو منه برئ ، فادّعت أنه زنا بها وأنها حملت منه ، حتى أظهر الله براءته
فمن كانت على مثل ما كانت عليه تلك النسوة فكيدها عظيم
وإن كان الثاني فقد ظَلَم المرأة
فليست المرأة تلميذة الشيطان ، ولكنها إحدى حبائله ، خاصة إذا أغواها الشيطان وأغْوى بها . فما تَرَك النبي صلى الله عليه وسلم فتنة أضر على الرجال من النساء .
ومن النساء مَن لا يعرف الشيطان عليهن سبيلا .
ولا شك أن في النساء صالحات عفيفات غافلات عما يُرَاد بهن .
ولذا قال الإمام النووي في شرح قوله صلى الله عليه وسلم في السبع الموبِقات : " وقـذف المحصنات الغافلات المؤمنات " قال : والمـراد بالمحصنات هنـا : العفائف . وبالغافلات : الغافـلات عـن الفواحش وما قُـذِفْنَ بـه . اهـ .
فالمؤمنات في غفلـة عن كل أذى ، وعن كـل مـا يَخْدِش الحياء .
ومن النساء : أمهات المؤمنين والصحابيات والصالحات من بعدهن ومنهن من تتلمذ على أيديهن العلماء الأفذاذ ، بل فيهن من تربى على يديها العلماء ، فلهن الفضل بعد الله على هذه الأمة .
واليوم هناك من نساء الأمة الصالحات
منهن من تتمنى أن تُقتل شهيدة في سبيل الله
ومنهن من تَحْمِل هَمّ الأمة
ومنهن من تَحْمِل هَمّ الدعوة
ومنهن من هي حريصة على طلب العلم
تتمنّى أن تُفني نفسها في طَلَبِه
ومنهن ،،، ومنهن ...

وحكاية قول امرأة العزيز يُشبه حكاية قول بلقيس .
فقد حكى الله سبحانه وتعالى قول بلقيس عندما قالت عن نبي الله سليمان : ( قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ )
ومعلوم أن الإفساد لا ينطبق على نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام ؛ لأنه ليس من المفسدين .
ثم إن المكر والكيد يكون من الرجال كما يكون من النساء
ولذا قال الله عز وجل : ( وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ )
واشترك القوم بالرأي والمكيدة ، فهو إفساد الطبقة المتنفّذة المتسلّطة ، ولذا قال سبحانه :
( قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ )
والتبييت قتله ليلا
فَهُم خفافيش الظلام التي يبهرها النور فلا تستطيع أن تتحرك وتَعمل إلا تحت جُنح الظلام .
وأكثر من حكى الله عنهم المكر والكيد في القرآن الكريم هم من الرجال
حتى وصف الله عز وجل مكر الكُفّار بالمكر الكُبّار
قال سبحانه وتعالى عن قوم نوح : ( وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا )
ثم يرد السؤال هنا :
هل المرأة إلا جزء من الرَّجُل ؟؟
فتكوينها جزء من تكوينه
وطبيعتها جزء من طبيعته
فإن انْتَقَصَها الرَّجُل أو احْتَقَرَها
فهي مِنه وإليه !

مِنْهُ خُلِقت
ومنها خُلِق
وهل الرجل إلا وليد المرأة ؟؟
فهي أمّـه
وهي أخته
وهي زوجته
وهي ابنته

ومن الأمور التي يُطلِقها بعض الناس على عمومها قول بعضهم : ناقصة عقل ودِين
وهذا أيضا لا يَجوز إطلاقه هكذا على عمومه
وسبق أن بيّنت ذلك هنا :

هل المرأة ناقصة عقل ودين أو الرجل ؟؟!!

http://saaid.net/Doat/assuhaim/75.htm

ومثل هذا القول قول بعضهم : تربية امرأة !
وهذا مقال بعنوان :
تربية امرأة

http://www.almeshkat.net/vb/showthre...threadid=12310

وقل آخرين :
شاوروهنّ واعصوهنّ

http://www.almeshkat.net/vb/showthre...424&perpage=15


وقد تكون المرأة أرجَح عقلا من الرجل !
وفي هذا كتبت :
رُجحـان عقـل امـرأة

http://www.almeshkat.net/vb/showthre...threadid=14268

ولا يَغيب عن أذهاننا أن :
أول مَن نصر الإسلام امرأة

http://www.almeshkat.net/vb/showthre...threadid=21564

وهذا مقال بعنوان :
يا أُخيّـه .. إن الله اصطفاكِ

http://www.almeshkat.net/vb/showthre...threadid=31631

والله تعالى أعلم .

..
__________________
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م