في القرآن الكريم عدد كبير من القصص والأمثال
ومن المعروف أن آيات القرآن على الجملة تتوزع على ثلاثة كواضيع رئيسة: التوحيد (العقائد) والعبادات والقصص.
وفيها بالإضافة إلى قصص الأنبياء، قصص الأمم، وقصص الحيوان.
وهي ثروة كبيرة لم يتم توظيفها في سبيل نشر الإسلام ومفاهيمه مع مراعاة الشرائح المخاطبة لاسيما الأطفال.
فالطفل يتأثر بالقصة، واختفاء الحياة التقليدية أو تقلصها في بعض البلدان أدى إلى غياب ظاهرة قصة الجدة أو الأم للأولاد قبيل النوم، وحل محل ذلك أفلام كرتون الأطفال والمسلسلات الأخرى الموجهة لهذه الشريحة، بالإضافة طبعاً إلى القيدية والسي دي وسواها، وجل ما تراه في مكتبة الطفل العربية المعاصرة مترجم حرفياً أو مضموناً عن القصص الغربي، وهذا يعني ببساطة أن ينشأ الأطفال على المفاهيم والتصورات الغربية، وأخطرها ما نراه في لعب الأطفال (Games) المشحونة بكل معاني الأنا والتنافس غير المشروع، وشرعنة الصداقة بين الجنسين (بمعناها الغربي) وتقديم مصلحة الفرد على الجماعة، والأثرة دون الإيثار، مع اختفاء معان تعلق بالإيثار والبذل وسوى ذلك.
مهمة الإعلاميين والمنتجين والتربويين وأصحاب القرار والسلطان أن يعملوا بتكامل يؤدي إلى تحقيق إعلام للطفل المسلم أولاً من هذه الثروة الكبيرة بما يمكن أن يكون منافساً لهو موجود عند الغربيين مما يجذب أطفال العالم حتى لو لم يفهموا اللغة الإنكليزية التي صارت عالمية بسبب الإعلام والتجارة والسياسة وغيرها.
لقد عمدت الحركة اليهودية إلى تشجيع تحويل قصص التوراة إلى كرتون أطفال حرصاً منها على تثبيت الرؤية الصهيونية في التاريخ والسياسة، بينما حاول أحد المنتجين إخراج السيرة النبوية في كرتون أطفال، وأخذ الإجازات اللازمة، وتعاقد مع شركة إيطالية، ثم أوقف كل شيء خوفاً من أن يتهم بأنه (سلمان رشدي) آخر.
هناك عدد من الأسس التي ينبغي توفيرها قبل البدء بتنفيذ أي مشروع مثل هذا المقترح، وعلى رأسها الوعي الحقيقي بأهمية وخطورة هذا الحقل في تربية الأجيال وإيجاد مناخ عام يحمل التصورات والمفاهيم والرؤى الإسلامية.
أما التفسيرات المختلفة، فهي في ميدان القصة القرآنية، تكاد تتشابه وتتقارب. لكن الخطورة تكمن في تجنب (الإسرائيليات) التي تسللت إلى التفاسير وهي مكشوفة معروفة لأهل الاختصاص.
ولعلنا نتوقع أن يكون المقترح وهذا التعليق حافذاً لأحد المهتمين من أبناء الساحة الإعلامية لتنفيذ ما نصبو إليه جميعاً ونراه حاجة ملحة لعصرنا.
والله أعلم وأحكم.
|