حلية الغر المحجلين...

[Hakima]

هذه النافورة الرخامية البيضاء التي يؤمها الناس في فناء المسجد بقلوب يملؤها الشوق الى حوض رسول الله
صلى الله عليه وسلم تعرض على المؤمنين حليا من النور البهي فيتسابقون الى تزيين
وجوههم وايديهم الى المرافق ورؤوسهم فارجلهم الى الكعبين و((تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ
الوضوء))رواه مسلم0 ذلك شرط المرور الى عتبة الصلاة اذ ((لا تقبل صلاة بغير طهور)) مسلم0
وتتقاطر افواج المصلين على الماء ليردوا من بعد عطش شديد مما اصابهم من دخان المال و
الا عمال00 وتمتد الايادي خاشعة ذاكرة يدفعها الحنين الى ارتداء اوسمة الايمان طهورا ينقلهم
مباشرة الى مناجاة الرحمن0 وان((الطهور شطر الايمان))مسلم0
كلمة سر مودعة في كتاب الاستئذان من حديثك يا رسول الله!
وتدور الفصول من حر الى قر فيبقى الوضوء سرا من اسرار الجمال الذي ينسخ نوره اثار معركة
الحياة من سهام ابليس ورشقاته0
كانت كلمات النبوة بلسما يوضع على الجروح فتشفى باذن الله ! فهئنذا يا حبيبي ارتحل اليك مخترقا
حدود الزمان والمكان; لعلي اصيب رذاذا مما اصاب الصحابة الكرام, فجنبات المعمور ما زالت تردد
اصداء النور النبوي:
((الا ادلكم على ما يمحو الله به الخطايا, ويرفع به الدرجات?
- قالوا: بلى يا رسول الله!
-قال:اسباغ الوضوء على المكاره,وكثرة الخطى الى المساجد, وانتظار الصلاة بعد الصلاة0 فذالكم
الرباط0 فذالكم الرباط!))مسلم0
والمكاره شتى في هذا الزمن الرهيب يا نبي الله! فهذا قر الشتاء اصبح اليوم خنقا, بتوقيت تعده علي
ساعات الدرهم والوظيفة! ووثنية تفرضها اغلال الحلاقة واللباس و(...) واشياء اخرى من تقيين
النساء اكرمك عن ذكرها يا حبيب الله! ما سلمت منها عين ولا خد, ولا يد ولا رجل! فباي حميء
اسن امتلات برك هذا العصر الغريب!
الا هونا عليك يا صاح! فما في الدنيا وسخ ,او درن لا يغسله اريج الطهور! لكنما التحلي مقام ينبئ
عن تمام التخلي! فهلم اذن وات من اي الجهات اتيت, وباي الادواء ارتديت , فكل حفنة من الماء
كفيلة بمسح بعض غبار الطريق!
اوليس(( اذا توضا العبد المسلم او المؤمن, فغسل وجهه; خرج من وجهه كل خطيئة نظر اليها
بعينيه مع اخر قطر!
-فاذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه, مع اخر قطر الماء!
-فاذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رحلاه, مع اخر قطر الماء00 حتى يخرج نقيا من
الذنوب)) رواه مسلم0
-بلى يا رسول الله!
فما ابطا بك اذن ياا ولدي?هذي جموع المؤمنين سارعت الى لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
بيوم القيامة, يريدون حوضه الكريم,باو سمتهم النو رانية:
00000000000000000000000000000000000000000000000000 000000000
-((ما من امتي من احد الا وا نا اعرفه يوم القيا مة !
-قالوا : وكيف تعرفهم يا رسول الله في كثرة الخلائق?
-قال: ارايت لو دخلت صبرة ( محجرا) فيها خيل دهم , بهم, وفيها فرس اغر محجل, اما كنت تعرفه
منها?
-قالوا : بلى0
-قال: فان امتي يومئذ غر من السجود, محجلون من الوضوء!)) رواه احمد0
هذه قصة الماء الطهور في جداول السلوك الى الله0 وفي الماء سقاء لدالية الشعور بالرضى الرباني,
والقبول للمثول امام جلال الله00 الا ما اعمق الفرق في الغصن الواحد بين زمانين:
الاول سنوات عجاف, لا نضرة ولا نعيم, ولا صدى لصهيل, الا قعقعة الحطب في ليالي الريح00!
والثاني عام فيه يغاث الناس, فتتسلق الدوالي اغصان البروق , ويحتفل المطر, فاذا الاشجار مورقة
ريانة , واذا صفوف المصلين تتراص عند فاتحة الزمان الجديد, والوجوه ما زالت تر شح بماء
الطهور0
الدكتور فريد الا نصاري0 (من كتاب قناديل الصلاة0 )