بسم الله ، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
إن حادثة الاعتقال يكتنفها الغموض .. فكيف رجل في شجاعة الشيخ وجرأته وتصريحاته القويّة يؤسر هكذا بدون أدنى مقاومة .. تقول مصادر العدو " ان عنصر المفاجأة كان السلاح المستخدم " .. لكن لي وجة نظر أخرى بسيطة اسمحوا لي بإبدائها ..
لعل الجميع يذكر البيان الأخير للشيخ : حين تبرأ من الجنسية " .. ورسالته إلى طفليه .. وما جاء فيهما من إشارات خطيرة هي في الحقيقة خيط موصل لموقعه ..
وهي رسالة لا تحتاج لمحللين وخبراء ، أن الشيخ قد احتمى الآن بقبيلته وهو الآن بينهم .. !!
هناك من يقول أن الشيخ فارس هو " منافح " و " متحرك " ..
الأكثرية يقولون أن الساحة السياسية للمباحث السعودية .. واذا كان الأمر كذلك .. فإنه من السهل عليهم تحديد موقع صاحب الاسم المستعار من خلال الكشف عن رقم الآي بي .. ربما كان " متحرك " الناقل لبيانات ورسائل أعضاء تنظيم القاعدة بمن فيهم الشيخ فارس الزهراني .. ربما كان بالفعل من منطقة عسير .. والذي اوصلهم لذلك رقم الآي بي ! فقاموا بعد ذلك بالربط بتصريح الشيخ السابق !
قاموا بعدها بعملية تمشيط واسعة لمنطقة الباحة ، وربما تدخل في الامر بعض أفرد قبيلته ..!!! ولكن على أن تتم عملية الاعتقال في منطقة أخرى خارج منطقة زهران بعد رصده فيها .. وقد ذكرها المصدر " جبل أو خيال " ..
وبعد هذا العرض .. أقول بأن السبب الحقيقي – والله تعالى أعلم - الذي اوقع الزهراني فك الله أسره .. والذي اتمنى أن ينتبه له الشباب الأبي المجاهد .. ويضعوه في قلوبهم مستشعرين عظم أمره :
ذلك هو ضعف وربما غياب في لحظات " التوكل على الله تعالى وحده " .. والاغترار بالنفس ، والإعجاب بما تمتلك من علم وقدرات .. وعدم البراءة من كل حول وقوة إلا حول الله وقوته .. واستشعار حاجة المسلم فقره لربه .. وهذا لا يتعارض مع أهمية الشعور بالعلو والارتقاء ..
والناظر إلى تصريح الشيخ باسمه وبمؤلفاته يدرك مدى قوة ثقة الشيخ بربه ، إذ لولا كمال ثقته بالله لما فعل ذلك .. لا سيما وأنه ليس بحاجة إلى ذلك .. وأسوة بغيره من المجاهدين .. وحذرا من العدو .. والذي لا يتنافى مع حقيقة التوكل كما قال تعالى : " وخذو حذركم " ..
لكن يبدو أن الشيخ في الفترة الأخيرة .. قد ضعف توكله على الحي القيوم .. ومما يشهد لذلك .. قوله : " وأتحدى أن يصلوا إلي .. وليطمئن المحبون .. فأنا حريص في كل تحركاتي واتصالاتي وأتخذ لذلك الإحتياطات اللازمة "
وربما أيضا جال في خاطره أن قبيلته ستحميه وتمنعه من عدوّه .. فلو فرضنا أن الشيخ ليس من تلك القبيلة أو بالأصح ليس له قبيلة معلومة .. هل تراه يشعر بتلك المشاعر التي صرح بها ؟
لا بد أن يتنبه المجاهدون ولا تشتبه عليهم الطمأنينة إلى الله والسكون إليه والتي يحقق بها العبد مراده ، بالطمأنينة إلى المعلوم وسكون القلب إليه ..
وأيضا فان الله تعالى يجعل من الضعف قوة ! وذلك واضح من التأمل في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها " .. وقوله : " رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره "
ويقول سيد قطب رحمه الله : " فهذه هي القاعدة في حس الذين يوقنون أنهم ملاقوا الله ، القاعدة أن تكون الفئة المؤمنة قليلة لأنها هي التي ترتقي الدرج الشاق حتى تنتهي إلى مرتبة الاصطفاء والاختبار ، ولكنها تكون الغالبة لأنها تتصل بمصدر القوى ، ولانها تمثل القوة الغالبة ، قوة الله الغالب على أمره القاهر فوق عباده ، محطم الجبارين ، ومخزي الظالمين وقاهر المتكبرين " ..
وكان مما علمه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته في علاج الكرب والضيق قوله: "دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت".
وقال لابنته وأحب الناس إليه: فاطمة الزهراء رضي الله عنها: "ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به: أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث! أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين".
في الختام ..
أسأل الله تعالى بفضله وكرمه أن يمن علينا بحسن الظن به ، وصدق التوكل عليه .. كما نسأله سبحانه ناصر الموحدين أن يعجل بالنصر لإخواننا المجاهدين في سبيله في كل مكان ، وأن يفك أسرهم ، ويرحم ضعفهم .. ويشفي جريحهم .. إنه جواد كريم .. لا إله إلا هو ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
سبحان ربك رب العزّة عما يصفون وسلام على المرسلين .. والحمد لله رب العالمين ..
إشراقة امل
منقــــول بتصرف.
[HR]
كاتب المقال اطلق لنفسه العنان في الدخول في نفسيه الشيخ و إستقراء دواخله و هذا يتعدى الاكتفاء بالظاهر من فعل و قول و محاولة فاشلة سلفاً لمعرفة السرائر.
لكن..مع ذلك .. رأيت نقل كلامه هنا للهجة الناصحة التي يحملهاو تشخيصه الملفت في تفسير أسر الشيخ الكريم العلامة فارس الزهراني.
و الله من وراء القصد.