مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #61  
قديم 26-12-2004, 12:58 AM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

الدرس السابع والعشرون / 2



قولُ الله سبحانه وتعالى (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13)وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ(14)يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ(15)وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ) الانفطار : 13-16 .

الــشــرح :-

بعد الإخبار عن فناء هذه الحياة الدنيا وقيام الساعة ، وسؤال الله تعالى الإنسان عن سبب اغتراره بربّه حتى لم يعبده ولم يوحده إذ قال عزَّ من قائل ( يأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ) الآية ثم إخباره تعالى عن الكرام الكاتبين وأن أعمال الإنسان محصيّة مدونة وسَيُجْزَى بها الخير بالخير والغير بالغير . أخبر مؤكداً الخبر عمّا قضى به بين عباده وهم ما بين بار وفاجر ، فقال ( إن الأبرار ) وهم أهل الإيمان والطاعة والصدق في ذلك ، وأحدهم بَرٌّ ، ( لفى نعيم ) وهو نعيم الجنة دار الأبرار وهو نعيم دائم لم تره عين ولم تسمعه أذن ولم خطر على قلب بشر في هذه الحياة الدنيا وقال ( وإن الفجّار ) وهم جمع فاجر وهو من فجر عن طاعة الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم وفسق عن أمرهما فلم يؤمن ولم يوحد ولم يركع ولم يسجد ، ولم يفعل برّا ولم يجتنب باطلاً ولا ظلماً ولا شراً ( لفى جحيم ) وهو جحيم النار وعذابها وهو عذاب دائم سرمدي أبديٌّ . يتم لهم ذلك ( يوم الدين ) وهو يوم الجزاء وهو يوم القيامة يلازمهم ويلازمونه ولا يغيبون عنه يوماً يُفَتَّرث عنهم ساعة إذ قال ( وماهم عنها بغائبين ) وقال ( لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون ) الزخرف :75 .

إرشادات للمربي

1 - اقرأ الآية وليقرأها معك المستمعون حتى تحفظ عن ظهر قلب .

2 - اقرأ الشرح بتأن مبيناً لهم معاني الجمل وما يراد فهمه من الآية .

3- رغبهم في الطاعة لله ورسوله بذكر ما أعد الله لأهل طاعته من النعيم والمقيم .

4- حذّرهم من معصية الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم ، واذكر لهم مصير العصاة في قول الله تعالى من سورة الجن ( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا الجن : 23 .

5 - علمهم أنه لا بد للمطيع أن يعرف فيما يُطيعُ ، وهذا يوجب على العبد أن يعرف انواع العبادات وكيفية أدائها ، وأن يعرف أنواع المنهيات واسباب تجنبها والبعد عنها .

للفائدة


السؤال : سؤالي يتعلق بالبدعة ، حيث رأيت في المسجد الذي أتردد عليه بعض الأخوة يقومون بأفعال أظنها بدعة ولكني أحتاج إلى تأكيد ذلك من المصادر . وأود أن أحاول تصحيح هذه الأفعال ، بالحكمة إن شاء الله ، إذا لم تكن صحيحة . 1. النفخ على الأصابع ومسح العينين بالإبهام بعد الدعاء . 2. ختم الدعاء دائماً بالفاتحة . 3. تقبيل القرآن عند تناوله وقبل وضعه . 4. التمايل أثناء الجلوس في الصلاة أو قراءة القرآن .

الجواب: الحمد لله لا بدّ في العبادات أن تكون قائمة على الدليل من القرآن والسنّة الصحيحة ومن قواعد هذه الشّريعة أن الله لا يُعبد إلا بما شرع ولا يُعبد بالبدع وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو ردّ " أي عمله حابط مردود عليه لا يقبله الله ، وختْم الدعاء بالفاتحة لا دليل عليه من الكتاب والسنّة وكذلك النفخ في الأصابع ومسح العينين بها بعد الدعاء ، وقد ذكر الشقيري رحمه الله من البدع تقبيل أظافر الإبهامين ومسح العينين بها بعد الدعاء عقب الصلاة ، وكذلك جمع رؤوس أصابع اليدين وجعلها على العينين بعد الصّلاة مع ما يقرؤونه بدعة سمجة : السنن والمبتدعات ( ص :71 ) ، وعن مسألة تقبيل المصحف أجابت اللجنة الدائمة للإفتاء عن سؤال وُجّه إليها حول الموضوع بالفتوى التالية : لا نعلم لتقبيل الرجل القرآن أصلا . وفي جواب آخر : لا نعلم دليلا على مشروعية تقبيل القرآن الكريم وهو أنزل لتلاوته وتدبره وتعظيمه والعمل به . فتاوى اللجنة الدائمة (رقم4172) .

وجاء في الآداب الشرعية ( 2/273 ط. الرسالة ) لابن مفلح ما نصه :

وعنه ( أي جاء عن الإمام أحمد ) التوقف فيه (أي في تقبيل المصحف) وفي جَعْلِه على عينيه . قال القاضي في الجامع الكبير : إنما توقف عن ذلك وإن كان فيه رفعة وإكرام لأن ما طريقه القُرَب إذا لم يكن للقياس فيه مدخل لا يُستحب فعله وإن كان فيه تعظيم إلا بتوقيف ألا ترى أن عمر لما رأى الحجر قال : لا تضر ولا تنفع ولولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبَّلك ما قبَّلتُك .ا.هـ. رواه البخاري (1597) ومسلم (1270). أما التمايل والاهتزاز عند القراءة والصلاة فإنّه من فعل اليهود وهو هيئة من هيئاتهم في عبادتهم فلا ينبغي لمسلم أن يتعمّد فعله . ( انظر بدع القراء : بكر أبو زيد ص:57) . ومن الحكمة في الدّعوة والإنكار التي أشرت إليها مشكورا في سؤالك أن تطالبهم بالدّليل على ما يفعلونه من العبادات وهيئاتها لأنّه لا تجوز عبادة إلا بدليل كما تقدّم ، والدّليل على الفاعل لا على المُنْكِر وفقنا الله وإياك لكل خير وصلى الله على نبينا محمد

الإسلام سؤال وجواب الشيخ محمد صالح المنجد (www.islam-qa.com)

وقفه :-

روى عكرمة بن عمار : حدثنا الأصفر ، قال : قيل لسعد بن أبي وقاص : تُستجابُ دعوتُك من بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم !! فقال : ما رفعتُ إلى فمي لقمةٌ إلا وأنا عالمٌ من أين مجيئها ، ومن أين خرجت .

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه


  #62  
قديم 01-01-2005, 12:58 PM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

الدرس الثامن والعشرون /2



قوله صلى الله عليه وسلم (إنّ أهل الجنة ليتراءون أهل الغُرفِ كما تراءون الكوكب الدُّري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم ، قالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم ، قال : بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدّقوا المرسلين )

الــشــرح

قوله صلى الله عليه وسلم : إن أهل الجنة ... إلخ يخبر صلى الله عليه وسلم عن تفاضل أهل الجنة في درجاتهم ، وعلو منازلهم ، وذلك لتفاوتهم في قوة إيمانهم وكثرة أعمالهم الصالحة . وقوة بعدهم عما حرّم الله ورسوله من الذنوب والسيئات ، فأخبر صلى الله عليه وسلم أنهم يتراءون أهل الغرف في سموها وبعدها عمن دونهم كما يتراءى الناس اليوم الكوكب الدريّ أي المُضيء المشرق الغابر في الأفق . ولما أخبر أصحابه بهذا الخبر قالوا يا رسول الله : تلك أي المنازل منازل الأنبياء لايبلغها غيرهم أجابهم قائلاً : بلى ليس الأمر كما تصورتم وقلتم وحلف لهم قائلاً : والذي نفسي بيده رجال آمنوا أي هي منازل رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ، وليست خاصة بالأنبياء كما قلتم .

إرشــادات للـمــربــي

1- اقرأ الحديث وكرر قراءته والمستمعون يرددون قراءته سرَّاً حتى ترى أن أكثرهم قد حفظه .

2- ذكرهم بأن سبب تفاضل أهل الجنة في منازلهم هو تفاوتهم في الصالحات عملاً وفي المنهيات تركاً وبعداً .

3 - حثهم على المسابقة إلى الخيرات والتنافس في الصالحات والرغبة في ذلك ليفوزوا بأعلى المنازل في الدار الآخرة .

4- علمهم أن الحلف بالله مشروع لتأكيد الخبر وصحته .

5 - علمهم أن هذه اليمين وهي والذي نفسي بيده كانت عائشة رضي الله عنها تقول فيها :- هذه يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم لكثرة ما يحلف بها .

6- ذكرهم بفضل الإيمان بالله ورسله في قوله تعالى ( سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السمآء والأرض أعدت للذين ءامنوا بالله ورسله ) الحديد : 21 .


للفائدة



السؤال:

هل هذا الحديث الذي يذكره المتصوفة صحيح " ما وسعني لا سمائي ولا أرضي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن ".

الجواب:

الحمد لله

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل قال : " ما وسعني لا سمائي ولا أرضي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن " .

أجاب :

الحمد لله

هذا ما ذكروه في الإسرائيليات ليس له إسناد معروف عن النبي صلى الله عليه وسلم . ومعناه وضع في قلبه محبتي ومعرفتي .

وما يروى : " القلب بيت الرب " ، هذا من جنس الأول ، فإن القلب بيت الإيمان بالله تعالى ومعرفته ومحبته .

وما يروونه : " كنت كنزا لا أعرف فأحببت أن أعرف فخلقت خلقا فعرفتهم بي فبي عرفوني " .

هذا ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولا أعرف له إسناداً صحيحاً ولا ضعيفاً . وما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله خلق العقل ، فقال له : أقبل ، فأقبل ، ثم قال له : أدبر ، فأدبر ، فقال : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أشرف منك ، فبك آخذ وبك أعطي " .

هذا الحديث باطل موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث .

وما يروونه : " حب الدنيا رأس كل خطيئة " هذا معروف ، عن جندب بن عبد الله البجلي وأما عن النبي صلى الله عليه وسلم فليس له إسناد معروف .

وما يروونه : " الدنيا خطوة رجل مؤمن " ، هذا لا يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره من سلف الأمة ولا أئمتها .

وما يروونه : " من بورك له في شيء فليلزمه " ، " ومن ألزم نفسه شيئا لزمه " .

الأول : يؤثر عن بعض السلف ، والثاني : باطل فإن من ألزم نفسه شيئاً قد يلزمه وقد لا يلزمه بحسب ما يأمر به الله ورسوله .

وما يروونه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " اتخذوا مع الفقراء أيادي فإن لهم في غد دولة وأي دولة " ، " الفقر فخري وبه أفتخر " ، كلاهما كذب لا يعرف في شيء من كتب المسلمين المعروفة .

وما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " أنا مدينة العلم وعلي بابها " ، هذا الحديث ضعيف ، بل موضوع عند أهل العلم بالحديث ، ولكن قد رواه الترمذي وغيره ووقع هذا وهو كذب .

وما يروونه : أنه صلى الله عليه وسلم " يقعد الفقراء يوم القيامة ، ويقول : وعزتي وجلالي ما زويت الدنيا عنكم لهوانكم علي ولكن أردت أن أرفع قدركم في هذا اليوم انطلقوا إلى الموقف فمن أحسن إليكم بكسرة أو سقاكم شربة ماء أو كساكم خرقة انطلقوا به إلى الجنة " ، قال الشيخ : الثاني كذب لم يروه أحد من أهل العلم بالحديث ، وهو باطل خلاف الكتاب والسنة والإجماع .

وما يروونه ، عن " النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم إلى المدينة خرجن بنات النجار بالدفوف وهن يقلن : طلع البدر علينا من ثنيات الوداع إلى آخر الشعر فقال لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم : هزوا غرابيلكم بارك الله فيكم " :

حديث النسوة وضرب الدف في الأفراح صحيح فقد كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما قوله : " هزوا غرابيلكم " هذا لا يعرف عنه .

وما يروونه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " اللهم إنك أخرجتني من أحب البقاع إلي فأسكني في أحب البقاع إليك " ، هذا حديث باطل كذلك ، وقد رواه الترمذي وغيره ، بل إنه قال لمكة : " إنك أحب بلاد الله إلي " ، وقال : " إنك لأحب البلاد إلى الله " .

وما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من زارني وزار أبي إبراهيم في عام دخل الجنة " ، هذا كذب موضوع ولم يروه أحد من أهل العلم بالحديث .

وما يروونه ، عن علي رضي الله عنه : أن أعرابيا صلى ونقر صلاته ، فقال علي : " لا تنقر صلاتك " ، فقال الأعرابي : يا علي لو نقرها أبوك ما دخل النار . هذا كذب . وما يروونه ، عن عمر أنه قتل أباه ، هذا كذب فإن أباه مات قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم .

وما يروونه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " كنت نبيا وآدم بين الماء والطين ، وكنت وآدم لا ماء ولا طين " هذا اللفظ كذلك باطل .

وما يروونه : " العازب فراشه من نار ، مسكين رجل بلا امرأة ، ومسكينة امرأة بلا رجل " ، هذا ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يثبت عن إبراهيم الخليل عليه السلام لما بنى البيت صلى في كل ركن ألف ركعة فأوحى الله تعالى إليه : " يا إبراهيم ما هذا سد جوعة أو ستر عورة " ، هذا كذب ظاهر ليس هو في شيء من كتب المسلمين . وما يروونه : " لا تكرهوا الفتنة فإن فيها حصاد المنافقين " ، هذا ليس معروفا عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وما يروونه : " من علم أخاه آية من كتاب الله ملك رقه " ، هذا كذب ليس في شيء من كتب أهل العلم .

وما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " اطلعت على ذنوب أمتي فلم أجد أعظم ذنبا ممن تعلم آية ثم نسيها " وإذا صح هذا الحديث فهذا عنى بالنسيان التلاوة ، ولفظ الحديث أنه قال : " يوجد من سيئات أمتي الرجل يؤتيه الله آية من القرآن فينام عنها حتى ينساها " والنسيان الذي هو بمعنى الإعراض عن القرآن وترك الإيمان والعمل به ، وأما إهمال درسه حتى ينسى فهو من الذنوب .

وما يروونه : " إن آية من القرآن خير من محمد وآل محمد ، القرآن كلام الله منزل غير مخلوق فلا يشبه بغيره " ، اللفظ المذكور غير مأثور .

وما يروونه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من علم علما نافعا وأخفاه عن المسلمين ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار " ، وهذا معناه معروف في السنن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من سئل عن علم يعلمه فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار " .

وما يروونه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا وصلتم إلى ما شجر بين أصحابي فامسكوا ، وإذا وصلتم إلى القضاء والقدر فأمسكوا " ، هذا مأثور بأسانيد منقطعة .

وما يروونه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم " قال لسلمان الفارسي وهو يأكل العنب : دو دو " ، يعني عنبتين عنبتين ، هذا ليس كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو باطل .

وما يروونه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من زنى بامرأة فجاءت منه ببنت فللزاني أن يتزوج بابنته من الزنا " ، وهذا يقوله من ليس من أصحاب الشافعي وبعضهم ينقله عن الشافعي ، ومن أصحاب الشافعي من أنكر ذلك عنه ، وقال : إنه لم يصرح بتحليل ذلك ولكن صرح بحل ذلك من الرضاعة إذا رضع من لبن المرأة الحامل من الزنا ، وعامة العلماء كأحمد وأبي حنيفة وغيرهما متفقون على تحريم ذلك ، وهذا أظهر القولين في مذهب مالك.

وما يروونه : " أحق ما أخذتم عليه أجرة كتاب الله " ، نعم ثبت ذلك أنه قال : " أحق ما أخذتم عليه أجرة كتاب الله " ، لكنه في حديث الرقية ، وكان الجعل على عافية مريض القوم لا على التلاوة .

وما يروونه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من ظلم ذميا كان الله خصمه يوم القيامة أو كنت خصمه يوم القيامة " ، هذا ضعيف ، لكن المعروف عنه أنه قال : " من قتل معاهدا بغير حق لم يرح رائحة الجنة " .

وما يروونه ، عنه : " من أسرج سراجا في مسجد لم تزل الملائكة وحملة العرش تستغفر له ما دام في المسجد ضوء ذلك السراج " ، هذا لا أعرف له إسنادا عن النبي صلى الله عليه وسلم .

" الفتاوى الكبرى " ( 5 / 88 - 93 ) . (www.islam-qa.com)



وقفه :-

حدِّث الناس ما حدَّجوك بأسماعهم ولحظوك بأبصارهم ، فإذا رأيت منهم فتوراً فأمسك .

" عبدالله بن مسعود رضي الله عنه "

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه


  #63  
قديم 03-01-2005, 11:17 PM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

الدرس التاسع والعشرون /2




قولُ الله سبحانه وتعالى (ومآ أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفآء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ) البينة : 5 .

الــشـــرح :-

قوله تعالى ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله ..... ) إلخ أي لم يأمر الله تعالى أهل الكتاب ولا غيرهم من أهل الشرك والكفر إلا بعبادة الله ربهم فعبادته تعالى لا غضاضة فيها ولا ذل ولا إهانة للعباد ؛ لأن الله تعالى هو خالقهم ورازقهم ومدبر حياتهم فعبادته واجبة فطرة وعقلاً ، فلم إذاً يختلفون فيها ويترددون ؟ وقوله ( مخلصين له الدين ) أي حال كون عبادتهم المأمورين بها خالصة لله تعالى ، فلا يُشْركوا فيها غيره ؛ إذ الشرك فيها يفسدها فلا تزكى أنفسهم . وقوله ( حُنفاء ) أي مائلين عن ملل الشرك والكفر إلى ملّة الإسلام التي هي ملة إبراهيم عليه السلام . وقوله ( ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ) أي بعد الإقرار بالتوحيد والإشهاد به إذ لا بد لمن أراد الدخول في الإسلام أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ثم يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ، ثم يأتي بباقي العبادات . وهذا هو ( دين ) الملة ( القيمة ) أي المستقيمة الموصلة إلى رضا الرب وجنات الخلد .

إرشادات للمربي :-

1- اقرأ الآية وردد قراءتها والمستمعون يرددونها حتى يحفظها أكثرهم .

2- اقرأ الشرح بتأن وقف عند كل معنى وبيّنه وردد بيانه حتى يفهم .

3- علمهم أن إخلاص العبادة لله يحتاج إلى نية وهي عزم القلب على العمل ، لذا دلّت هذه الآية على وجوب النية لكل عبادة يعبد بها العبد ربه تعالى .

4- علمهم أن سائر الأديان باطلة إلا الإسلام ، إذ هو دين الملة القيّمة ، فاليهودية والنصرانية والمجوسية والبوذية كلها باطلة وأهلها كافرون .

5- ذكّرهم بأن الإسلام قام على خمس قواعد وهي الشهادتان وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام . فإذا سقطت قاعدة من هذه الخمس سقط كله ولا يقبل من صاحبة .


** *** **




للفائدة



السؤال:

أَيُّمَا أَوْلَى مُعَالَجَةُ مَا يَكْرَهُ اللَّهُ مِنْ قَلْبِك مِثْلُ : الْحَسَدِ وَالْحِقْدِ وَالْغِلِّ وَالْكِبْرِ وَالرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ وَرُؤْيَةِ الأَعْمَالِ وَقَسْوَةِ الْقَلْبِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ ، مِمَّا يَخْتَصُّ بِالْقَلْبِ مِنْ دَرَنِهِ وَخُبْثِهِ ؟ أَوْ الاشْتِغَالُ بِالأَعْمَالِ الظَّاهِرَةِ : مِنْ الصَّلاةِ وَالصِّيَامِ وَأَنْوَاعِ الْقُرُبَاتِ : مَنْ النَّوَافِلِ وَالْمَنْذُورَاتِ مَعَ وُجُودِ تِلْكَ الأُمُورِ فِي قَلْبِهِ ؟ أَفْتُونَا مَأْجُورِينَ .

الجواب:

الحمد لله مِنْ ذَلِكَ مَا هُوَ عَلَيْهِ وَاجِبٌ : وَأَنَّ لِلأَوْجَبِ فَضْلا وَزِيَادَةً ، كَمَا قَالَ تَعَالَى فِيمَا يَرْوِيه عَنْهُ رَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم : { مَا تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ أَدَاءِ مَا افْتَرَضْت عَلَيْهِ } ، ثُمَّ قَالَ : { وَلا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ } وَالأَعْمَالُ الظَّاهِرَةُ لا تَكُونُ صَالِحَةً مَقْبُولَةً إلا بِتَوَسُّطِ عَمَلِ الْقَلْبِ فَإِنَّ الْقَلْبَ مَلِكٌ وَالأَعْضَاءُ جُنُودُهُ ، فَإِذَا خَبُثَ الْمَلِكُ خَبُثَتْ جُنُودُهُ ; وَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : { أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ } وَكَذَلِكَ أَعْمَالُ الْقَلْبِ لا بُدَّ أَنْ تُؤَثِّرَ فِي عَمَلِ الْجَسَدِ وَإِذَا كَانَ الْمُقَدَّمُ هُوَ الأَوْجَبُ [ سَوَاءٌ ] سُمِّيَ بَاطِنًا أَوْ ظَاهِرًا فَقَدْ يَكُونُ مَا يُسَمَّى بَاطِنًا أَوَجَبَ مِثْلُ تَرْكِ الْحَسَدِ وَالْكِبْرِ فَإِنَّهُ أَوَجَبَ عَلَيْهِ مِنْ نَوَافِلِ الصِّيَامِ وَقَدْ يَكُونُ مِمَّا سُمِّيَ ظَاهِرًا أَفْضَلَ : مِثْلُ قِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ أَفْضَلُ مِنْ مُجَرَّدِ تَرْكِ بَعْضِ الْخَوَاطِرِ الَّتِي تَخْطُرُ فِي الْقَلْبِ مِنْ جِنْسِ الْغِبْطَةِ وَنَحْوِهَا وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ عَمَلِ الْبَاطِنِ وَالظَّاهِرِ يُعِينُ الآخَرَ وَالصَّلاةُ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَتُورِثُ الْخُشُوعَ وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنْ الآثَارِ الْعَظِيمَةِ : هِيَ أَفْضَلُ الأَعْمَالِ وَالصَّدَقَةُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ." انتهى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( مجموع الفتاوى 6/381)

فلا فصل بين صلاح الباطن وإصلاح الظاهر .

والعبادات الظاهرة التي يمارسها الإنسان بجوارحه فإنها – إذا أراد بها وجه الله – تؤثر إيجاباً في باطنه ولا شك .

ومن أمثلة ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ صَوْمُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْر " رواه النسائي (2386) وصححه الألباني في صحيح النسائي (2249)

ووحر الصدر : غيظة وحقده وحسده .

ومن العلاجات المهمة لأمراض القلب التدبر والتفكر في نصوص الوعيد على من ترك هذه الأمراض ترتع في قلبه كقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبر " رواه مسلم (91) .

وحديث قول النار : " أُوثرت بالمتكبرين " رواه البخاري (4850) ومسلم (2846)

وحديث : " يُحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال " رواه الترمذي (2492) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2025) .

وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ هِيَ الْحَالِقَةُ لا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَفَلا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَاكُمْ لَكُمْ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ " رواه الترمذي (2510) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2038)

فمن تأمل بعين البصيرة مثل هذا الوعيد على هذه الأمراض القلبية فإنه ولا شك سيجاهد نفسه في تطهير قلبه منها ، ويستعين على ذلك بأعمال الجوارح ويدعو ربه أن ينقي قلبه من الغلِّ والحسد والحقد وغيرها كما قال تعالى عن دعاء المؤمنين : { ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا } .

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد .

الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)

وقفه :-

أطوع الناس لله اشدهم بغضاً لمعصيته " أبو بكر الصديق رضي الله عنه "

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه


  #64  
قديم 19-01-2005, 03:37 AM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

الدرس الثلاثون / 2




قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنَّ بالمدينة أقواماً ما قطعنا وادياً ولا وظئنا موطئاً يغيظ الكفار ، ولا أنفقنا نفقة ولا أصابنتنا مخمصةٌ إلا شركونا في ذلك وهم في المدينة ، فقيل له :- كيف ذلك يا رسول الله ؟ فقال حبسهم العُذر فشركوا بحسن النية ) رواه أبو داود والبخاري مختصراً



الــــشـــرح :-

قوله صلى الله عليه وسلم : إن بالمدينة أقواماً يعني رجالاً عجزوا عن الخروج إلى الجهاد وذلك في غزوة تبوك لعدم قدرتهم على الخروج . وقوله صلى الله عليه وسلم : ما قطعنا وادياً إلى قوله : مخمصة أي جوع شديد بيان لما تحملوه من جهد وتعب في سبيل الله . وقوله صلى الله عليه وسلم : إلا شركونا في ذلك أي في أجر ذلك الجهد والتعب والجوع ، وهم بالمدينة لم يخرجوا منها لعجزهم عن الخروج ، إما لمرض وإما لقلة النفقة أو لعدم ما يركبون عليه . فلما أخبر صلى الله عليه وسلم بهذا سأله بعض أصحابه قائلاً كيف ذلك أي كيف يكونون معنا ويشركوننا في الأجر وهم بالمدينة فأجابه قائلاً : حبسهم العذر فشركونا بحسن النية ؛ لأنهم تخلفوا لعجز ولا زمهم الأسف والحزن على عدم خروجهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما علم الله صدق نياتهم أعطاهم من الأجر مثل ما أعطى للخارجين للجهاد .

إرشــــادات للــمــربـي

1 - اقرأ الحديث مرات والمستمعون يرددونه معك سرّا حتى يحفظه أكثرهم .

2- اقرأ الشرح قراءة جيدة جملة جملة مبيناً معنى كل جملة على حدة حتى يفهموا المراد من كل جملة .

3 - علمهم فضل النيّة الصالحة وأن المرء قد يبلغ أجراً بنيته الحسنة لا يبلغه بعمله وأن الأعمال التعبدية كلها مفتقرة إلى النيّة الحسنة .

4 - ذكرهم بحديث البخاري : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء مانوى ) .

5 - علمهم أن من عجز عن عمل صالح كان يفعله يُعطى أجره كاملاً كما كان يعمله وهو قادر عليه ، فمن كان يصلي صلاة نافلة أو يصوم صياماً نافلة ثم مرض أو سافر فإنه يكتب له الأجر كما كان صحيحاً مقيماً .



** *** **




للفائدة



السؤال:

سمعت أن من صلى في المسجد النبوي أربعين صلاة تكتب له براءة من النفاق . فهل هذا الحديث صحيح ؟.
الجواب:

الحمد لله

هذا الحديث رواه أحمد (12173) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( مَنْ صَلَّى فِي مَسْجِدِي أَرْبَعِينَ صَلاةً لا يَفُوتُهُ صَلاةٌ كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَةٌ مِنْ النَّارِ ، وَنَجَاةٌ مِنْ الْعَذَابِ ، وَبَرِئَ مِنْ النِّفَاقِ ) . وهو حديث ضعيف .

ذكره الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (364) وقال : ضعيف اهـ . وذكره في "ضعيف الترغيب" (755) وقال : منكر اهـ .

وذكر الألباني في كتابه "حجة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (ص185) أن من بدع زيارة المدينة النبوية "التزام زوار المدينة الإقامة فيها أسبوعا حتى يتمكنوا من الصلاة في المسجد النبوي أربعين صلاة ، لتكتب لهم براءة من النفاق وبراءة من النار" اهـ .

وقال الشيخ ابن باز :

أما ما شاع بين الناس من أن الزائر يقيم ثمانية أيام حتى يصلي أربعين صلاة فهذا وإن كان قد روي في بعض الأحاديث : ( أن من صلى فيه أربعين صلاة كتب الله له براءة من النار ، وبراءة من النفاق ) إلا أنه حديث ضعيف عند أهل التحقيق لا تقوم به الحجة ولا يعتمد عليه . والزيارة ليس لها حد محدود ، وإذا زارها ساعة أو ساعتين ، أو يوماً أو يومين ، أو أكثر من ذلك فلا بأس اهـ باختصار .

فتاوى ابن باز (17/406) .

ويغني عن هذا الحديث الضعيف حديثٌ حسن رواه الترمذي (241) في فضل المحافظة على تكبيرة الإحرام مع الجماعة عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَلَّى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَتَانِ بَرَاءَةٌ مِنْ النَّارِ وَبَرَاءَةٌ مِنْ النِّفَاقِ " حسنه الألباني في صحيح الترمذي (200) .

والفضل المترتب على هذا الحديث عام في كل مسجد جماعة ، في أي بلد ، وليس خاصاً بالمسجد الحرام أو المسجد النبوي .

وبناءً عليه فمن حافظ على صلاة أربعين يوماً يدرك فيها تكبيرة الإحرام مع الجماعة كتبت له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق ، سواء كان مسجد المدينة أو مكة أو غيرهما من المساجد .

والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)




وقفه :-


من استهزاء الصوفيه واستخفافهم بالكعبة المشرفه والطواف حولها

ما ذكره السهلجي عن البسطامي حيث روى عنه انه قال :-

( كنت أطوف حول بيت الله الحرام ، فلما أن وصلت إليه رأيت البيت يطوف حولي ) النور من كلمات أبي طيفور للسهلجي ص 139 .

وليس هذا فحسب بل قال الحسن بن علوية :-

( ذهب أبو يزيد إلى مكة مع واحد من تلامذته . فلما دخل المدينة جاءت مكة إلى المدينة فطافت حوالي أبي يزيد ، فغشى على تلميذه وقع على الأرض . فلما أفاق مسح رأسه وقال : تعجبت ؟ فقال : نعم ، قال : والله إن جاءت إليّ بسطام لكانت مقصرة في حقي ) النور من كلمات أبي طيفور للسهلجي ص 185 .

نسأل الله السلامه والعافيه .....

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه


  #65  
قديم 19-01-2005, 03:38 AM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

الدرس الأول /3




قولُ الله تعالى (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ) العنكبوت : 43



الشرح :-

قوله تعالى ( وتلك الأمثال ) . الأمثال جمع مَثَل : بفتح الميم والثاء : الشبيه والنظير وقوله ( نضربها ) أي نجعلها ( للناس ) ليعتبروا بها فينجوا من هلكةٍ أو يظفروا بمغنم والإشارة في قوله وتلك إلى مثل ضربه للناس وهو أن حال المشركين في عبادتهم غير الله تعالى كحال العنكبوت في اتخاذها بيتاً لها من لعابها ظناً منها أنه يقيها من الهلاك وهو لا يغني عنها شيئاً كذلك المشركون في اتخاذهم آلهة دون الله ظناً منهم أنها تنفعهم بجلب خيرٍ أو دفع ضر وهي في ضعفها وعدم نفعها كبيت العنكبوت سواء بسواء وقوله تعالى ( وما يعقلها ) أي الأمثال المضروبة للناس للاعتبار بها حتى يظفروا بالمحبوب المرغوب وينجوا من المخوف المرهوب . ما يعقلها ويفهم معناها ومغزاها حتى ينتفع بها .

( إلا العالمون ) أي ذا العلم بالله وشرائعه وأسرار كلامه ، وما تهدي إليه آياته . ففي هذه الآية الإشادة بالعلم والعلماء والحط من قيمة الجهل والجهلاء ، ويكفي في فضل العلم قوله تعالى ( قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) الزمر : 9 ، وقوله تعالى ( وإنه لذو علمٍ لما علّمناه ) يوسف : 68 ، وقوله ( وقل رب زدني علماً ) طه :114 .

إرشادات للمربي :-

1- اقرأ الآية حتى تحفظ من المستمعين .

2 - اقرأ الشرح بتأنٍ وأفهم المستمعين المعاني معنى بعد آخر حتى يفهموا .

3 - ذكرهم بخيبة المشركين في عبادتهم غير الله تعالى . وأن حالهم في ذلك كحال العنكبوت التي تواصل البناء ليل ونهار لتقي نفسها وإذا بها لم تجن من بنائها سوى الخسران .

4- علمهم باستحسان ضرب الأمثال من أجل الهداية والتعليم والتبصير .

5 - ذكرههم بفضل العلم الشرعي وأنه من أوجب الواجبات وأن صاحبه شريف رفيع القدر وأن فاقده لأشبه بالحيوان إن لم يكن مثله سواء بسواء .



للفائدة




السؤال:

يتحرج بعض طلبة العلم الشرعي عند قصدهم العلم والشهادة فكيف يتخلص طالب العلم من هذا الحرج ؟.
الجواب:

الحمد لله

يجاب على ذلك بأمور :

أحدها : أن لا يقصدوا الشهادة لذاتها , بل يتخذون هذه الشهادات وسيلة للعمل في الحقول النافعة للخلق ؛ لأن الأعمال في الوقت الحاضر مبنية على الشهادات , والناس غالباً لا يستطيعون الوصول إلى منفعة الخلق إلا بهذه الوسيلة وبذلك تكون النية سليمة .

الثاني : أن من أراد العلم قد لا يجده إلا في هذه الكليات فيدخل فيها بنية طلب العلم ولا يؤثر عليه ما يحصل له من الشهادة فيما بعد .

الثالث : أن الإنسان إذا أراد بعمله الحسنيين حسنى الدنيا , وحسنى الآخرة فلا شيء عليه في ذلك ؛ لأن الله يقول : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً - ويرزقه من حيث لا يحتسب ) الطلاق/2-3 ، وهذا ترغيب في التقوى بأمر دنيوي .

فإن قيل : من أراد بعمله الدنيا كيف يُقال بأنه مخلص ؟



فالجواب :

أنه أخلص العبادة ولم يرد بها الخلق إطلاقاً فلم يقصد مراءاة الناس ومدحهم على عبادته بل قصد أمراً مادياً من ثمرات العبادة , فليس كالمرائي الذي يتقرب من الناس بما يتقرب به إلى الله ويريد أن يمدحوه به , لكنه بإرادة هذا الأمر المادي نقص إخلاصه فصار معه نوع من الشرك وصارت منزلته دون منزلة من أراد الآخرة إرادة محضة .

وبهذه المناسبة أود أن أنبه على أن بعض الناس عندما يتكلمون على فوائد العبادات يحولونها إلى فوائد دنيوية ؛ فمثلاً يقولون في الصلاة رياضة وإفادة للأعصاب , وفي الصيام فائدة لإزالة الفضلات وترتيب الوجبات , والمفروض ألا تجعل الفوائد الدنيوية هي الأصل ؛ لأن ذلك يؤدي إلى إضعاف الإخلاص والغفلة عن إرادة الآخرة , ولذلك بيَّن الله تعالى في كتابه حكمة الصوم - مثلاً -

أنه سبب للتقوى , فالفوائد الدينية هي الأصل , والدنيوية ثانوية , وعندما نتكلم عند عامة الناس فإننا نخاطبهم بالنواحي الدينية , وعندما نتكلم عند من لا يقتنع إلا بشيء مادي فإننا نخاطبه بالنواحي الدينية والدنيوية ولكل مقام مقال .

من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، كتاب العلم ، الصفحة ( 100) . (www.islam-qa.com)

وقفه :-

قال الحسن بن علي رضي الله عنهما لابنه : يا بني ، إذا جالست العلماء فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول ؛ وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الصمتت ؛ ولا تقطع على أحد حديثاً وإن طال حتىى يمسك .

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه


  #66  
قديم 23-01-2005, 12:40 PM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

الدرس الثاني /3




قوله صلى الله عليه وسلم ( مَنْ طََلَبَ عِلْماً مِمَّا يُبتغي به وجه الله عزوجل لا يتعلمه إلا ليصيب به رضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة )رواه أبو داود بإسناد صحيح .



الـــشـــرح :-



المراد من العلم الذي يبتغي به وجه الله تعالى هو علم الكتاب والسنة إذ به يُعرف الله تعالى ويعرف ما يحب وما يكره وما عنده لأوليائه وما لديه لأعدائه يوم القيامة ، وعبادته تعالى التي خلق الجن والإنس لها لا بد من معرفتها ومعرفة كيفيات أدائها ومعرفة الأسباب المعينة عليها كعلم اللغة وفنونها ومعرفة الأحكام الشرعية وكيفية تطبيقها هذه كلها علوم مما ينبغى به وجه الله عزّ وجل فمن تعلمها ليصيب بها عرضاً أي شيئاً من الدنيا جزاؤه أنه يحرم شم رائحة الجنة يوم القيامة لذا وجب على من يطلب العلم الديني الشرعي أن ينوي بطلبه وجه الله تعالى ومن طلب علماً دنيوياً كالهندسة والطب والكيمياء والصناعات إن نوى بها وجه الله أي التَقَوِّي بها على عبادة الله ونفع المسلمين بها نال أجر طلبه ومن لم ينو لم يؤجر ولم يأثم .


إرشـــادات للـــمربــــي :-


1 - اقرأ الحديث وكرر قراءته والمستمعون يرددونه في أنفسهم حتى يحفظه أكثرهم ز

2 - اقرأ الشرح قراءة متأنية جملة جملة وقف عند كل جملة حتى تبين معناها ويفهم عنك .

3 - ذكِّر المستمعين بوجوب الإخلاص لله تعالى في طلب العلم الشرعي وأن من أراد به الله وأراد به الدنيا لا يقبل منه فإن الله لا يقبل إلا ما كان مخلصاً له .

4 - ذكرهم بفضل العلم الشرعي الوارد في الأحداديث النبوية كقوله صلى الله عليه وسلم ( فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ) . وقوله ( إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت يصلون على معلمي الناس الخير ) . وفي هذا دليل على أن العلم يطلب للعمل به ، ولتعليمه الناس ليعملوا به لذا يحرم الأجر ويناله العقاب من يطلب العلم للدنيا .

5 - علمهم أن طلب العلم الشرعي لضروري واجب على كل مسلم ومسلمة إذ من لا يعرف بم يعبد الله وكيف يعبد الله لا يتأتى له أن يعبد الله وإن لم يعبده خسر دنيا وأخرى .





** *** **






للفائدة




السؤال:

نريد نصيحة في الكتب التي يقتنيها طالب العلم الشرعي ويدرسها ويرجع إليها ؟.

الجواب:

الحمد لله

أولاً : العقيدة :

1- كتاب ( ثلاثة الأصول ) .

2- كتاب ( القواعد الأربعة ) .

3- كتاب ( كشف الشبهات ) .

4- كتاب ( التوحيد ) .

وهذه الكتب الأربعة لشيخ الإسلام الإمام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ .

5- كتاب ( العقيدة الواسطية ) وتتضمن توحيد الأسماء والصفات , وهي من أحسن ما أُلف في هذا الباب وهي جدير بالقراءة والمراجعة .

6- كتاب ( الحموية ) .

7- كتاب ( التدمرية ) وهما رسالتان أوسع من ( الواسطية ) .

وهذه الكتب الثلاثة لشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ .

8- كتاب ( العقيدة الطحاوية ) للشيخ أبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي .

9- كتاب ( شرح العقيدة الطحاوية ) لأبي الحسن علي بن أبي العز .

10- كتاب ( الدرر السنية في الأجوبة النجدية ) جمع الشيخ عبد الرحمن بن قاسم ـ رحمه الله تعالى ـ .

11- كتاب ( الدرة المضية في عقيدة الفرقة المرضية ) لمحمد بن أحمد السفاريني الحنبلي , وفيها بعض الإطلاقات التي تخالف مذهب السلف كقوله :

وليس ربنا بجوهر ولا عرض ولا جسم تعالى في العلى

لذلك لا بد لطالب العلم أن يدرسها على شيخ مُلم بالعقيدة السلفية لكي يبين ما فيها من الإطلاقات المخالفة لعقيدة السلف الصالح .

ثانياً : الحديث :

1- كتاب ( فتح الباري شرح صحيح البخاري ) لابن حجر العسقلاني ـ رحمه الله تعالى ـ .

2- كتاب ( سبل السلام شرح بلوغ المرام ) للصنعاني , وكتابه جامع بين الحديث والفقه .

3- كتاب ( نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ) للشوكاني .

4- كتاب ( عمدة الأحكام ) للمقدسي , وهو كتاب مختصر , وأحاديثه كلها في الصحيحين أو في أحدهما فلا يحتاج إلى البحث عن صحتها .

5- ( كتاب الأربعين النووية ) لأبي زكريا النووي - رحمه الله تعالى - وهذا كتاب طيب ؛ لأن فيه آداباً , ومنهجاً جيداً , وقواعد مفيدة جداً مثل حديث ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) أخرجه الإمام أحمد ( 1 - 201 ) , والترمذي ( 2318 ) , وحسنه النووي في ( رياض الصالحين ) صلى الله عليه وسلم 73 , وصححه أحمد شاكر ( المسند ) ( 1737 ) . فهذه قاعدة لو جعلتها هي الطريق الذي تمشي عليه لكانت كافية , وكذلك قاعدة في النطق حديث : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ) أخرجه البخاري , كتاب الأدب , ومسلم , كتاب اللقطة , باب الضيافة .

6- كتاب ( بلوغ المرام ) للحافظ ابن حجر العسقلاني وهو كتاب نافع ومفيد , لا سيما وأنه يذكر الرواة , ويذكر من صحح الحديث ومن ضعفه , ويعلق على الأحاديث تصحيحاً أو تضعيفاً .

7- كتاب ( نخبة الفكر ) للحافظ ابن حجر العسقلاني , وتعتبر جامعة , وطالب العلم إذا فهمها تماماً وأتقنها فهي تغني عن كتب كثيرة في المصطلح , ولابن حجر ـ رحمه الله تعالى ـ طريقة مفيدة في تأليفها وهي السبر والتقسيم , فطالب العلم إذا قرأها يجد نشاطاً لأنها مبنية على إثارة العقل وأقول : يَحْسُن على طالب العلم أن يحفظها لأنها خلاصة مفيدة في علم المصطلح .

8- الكتب الستة ( صحيح البخاري , ومسلم , والنسائي , وأبو داود , وابن ماجه , والترمذي ) وأنصح طالب العم أن يكثر من القراءة فيها ؛ لأن في ذلك فائدتين :

الأولى : الرجوع إلى الأصول .

الثانية : تكرار أسماء الرجال على ذهنه , فإذا تكررت أسماء الرجال لا يكاد يمر به رجل مثلاً من رجال البخاري في أي سند كان إلا عرف أنه من رجال البخاري فيستفيد هذه الفائدة الحديثية .

ثالثاً : كتب الفقه :

1- كتاب ( آداب المشي إلى الصلاة ) لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله تعالى ـ.

2- كتاب ( زاد المستقنع في اختصار المقنع ) للحجاوي , وهذا من أحسن المتون في الفقه , وهو كتاب مبارك مختصر جامع , وقد أشار علينا شيخنا العلامة عبد الرحمن السعدي ـ رحمه الله تعالى ـ بحفظه , مع أنه قد حفظ متن ( دليل الطالب ) .

3- كتاب ( الروض المربع شرح زاد المستقنع ) للشيخ منصور البهوتي .

4- كتاب ( عمدة الفقه ) لابن قدامة ـ رحمه الله تعالى ـ .

5- كتاب ( الأصول من علم الأصول ) وهو كتاب مختصر يفتح الباب للطالب .

رابعاً : الفرائض :

1- كتاب ( متن الرحبية ) للرحبي .

2- كتاب ( متن البرهانية ) لمحمد البرهاني , وهو كتاب مختصر مفيد جامع لكل الفرائض , وأرى أن ( البرهانية ) أحسن من (الرحبية) لأن (البرهانية) أجمع من (الرحبية) من وجه , وأوسع معلومات من وجه آخر .

خامساً : التفسير :

1- كتاب ( تفسير القرآن العظيم ) لابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ وهو جيد بالنسبة للتفسير بالأثر ومفيد ومأمون , ولكنه قليل العرض لأوجه الإعراب والبلاغة .

2- كتاب ( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ) للشيخ عبد الرحمن السعدي ـ رحمه الله تعالى ـ وهو كتاب جيد وسهل ومأمون وأنصح بالقراءة فيه .

3- كتاب ( مقدمة شيخ الإسلام في التفسير ) وهي مقدمة مهمة وجيدة .

4- كتاب ( أضواء البيان ) للعلامة محمد الشنقيطي ـ رحمه الله تعالى ـ وهو كتاب جامع بين الحديث والفقه والتفسير وأصول الفقه .

سادساً : كتب عامة في بعض الفنون :

1 - في النحو ( متن الأجرومية ) وهو كتاب مختصر مبسط .

2 - في النحو (ألفية ابن مالك ) وهي خلاصة علم النحو .

3 - في السيرة وأحسن ما رأيت كتاب ( زاد المعاد ) لابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ وهو كتاب مفيد جداً يذكر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله ثم يستنبط الأحكام الكثيرة .

4 - كتاب (روضة العقلاء ) لابن حبان البُستي ـ رحمه الله تعالى ـ وهو كتاب مفيد على اختصاره , وجمع عدداً كبيراً من الفوائد ومآثر العلماء والمحدثين وغيرهم .

5 - كتاب ( سير أعلام النبلاء ) للذهبي وهذا الكتاب مفيد فائدة كبيرة ينبغي لطالب العلم أن يقرأ فيه ويراجع .

من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم الصفحة ( 92 ) . (www.islam-qa.com)



وقفه :-


الناس طالبان : فطالبٌ يطلبُ الدنيا فارفضوها في نحره ؛ فإنه ربما أدرك الذي طلب منها فهلك بما أصاب منها ، وطالب يطلب الآخرة ، فإذا رأيتم طالب الآخرة فنافسوه . " امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه "

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه


  #67  
قديم 11-02-2005, 11:16 PM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

الدرس الثالث /3





قولُ الله تعالى (لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6)ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ(7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) التكاثر :6 - 8




الــشـــــرح :-

قوله تعالى ( لترون الجحيم ) يقسم تعالى بعزته وجلاله ودل على الإقسام اللام في قوله لترون إذ هذه اللام يقال فيها موطئة للقسم أو واقعة في جواب القسم ، والقسم محذوف يقدر بمثل وعزتي وجلالي ، والجحيم هي النار وهذه الرؤية في عرصات القيامة إذ الخليقية واقفة تنتظر حكم الله تعالى فيها حتى تبرز لهم النار ويرونها بأعينهم . قال تعالى : ( وبرزت الجحيم للغاوين ) " الشعراء :91 " وقال ( وجاىء يومئذ بجهنم ) وقوله ( ثم لترونها عين اليقين ) أي ترونها بأعينكم فتصبح الرؤية يقينية إذ عين اليقين آكد من علم اليقين . وقوله تعالى ( ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم ) أي نعيم الدنيا من العقل والسمع والبصر واللسان وأنواع الطعام والشراب والملابس والمراكب والمساكن إذ كل هذه نعم أنعم الله بها على عباده يُسألون عن شكرها هل شكروا الله المنعم بصرف هذه النعم فيما من أجله أنعم الله تعالى بها عليهم ؟ فهل حَمَدوه عليها وشكروه بصرفها فيما أحب أن تصرف فيه ؟ فمن كان شاكراً فاز مع الشاكرين ومن كان كافراً خسر مع الكافرين .

إرشــــادات للــمــربــي :-

1 - اقرأ الآية وكررها حتى تحفظ .

2 - اقرأ الشرح بتأنٍ وبين معاني الجمل للمستمعين شيئاً حتى يفهموا .

3- علمهم أن أنواع النعم كثيرة منها الصحة والفراغ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ " ومنها الأمن والعافية وحتى الماء البارد فقد أكل النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رُطباً وشربوا ماءً بارداً فقال لهم صلى الله عليه وسلم " هذا من النعيم الذي تسألون عنه " .

4 - علمهم أن شكر النعم يكون بحمد الله والثناء عليه باللسان والاعتراف به المنعم في القلب وصرف كل نعمة فيما من أجله أنعم الله تعالى بها فنعمة المال أن يُنفق في ما أحب الله أن ينفق فيه ، ونعمة السمع أن يسمع به الخير ويعرض عن الشر ، وكذا نعمة اللسان يقول به الحق ويمسك عن الباطل ، ونعمة البصر أن يبصر به ما أذن له في ويغضه عما لم يؤذن له فيه .


** *** **



ــــــــــــــــــ



للفائدة



السؤال:

أنا طالبة في كلية البنات ونحن نعيش وبيننا أعداد هائلة من الشيعة وهم حالياً يرتدون الثياب السوداء بمناسبة عاشوراء فهل يجوز لنا بالمقابل لبس الألوان الزاهية وزيادة التزين لا لشيء إلا إغاظة لهم ؟! وهل يجوز لنا غيبتهم والدعاء عليهم علماً بأنهم يظهرون لنا البغضاء كما وأني شاهدت إحداهن ترتدي تمائم كتبت عليها طلاسم وبيدها عصا تشير لإحدى الطالبات وكنت متضررة منه ولا زلت ؟.

الجواب:

الحمد لله

لا يجوز لَكُنَّ التزين بشيء من الألبسة ولا غيرها في عاشوراء لأن هذا قد يفهم منه الجاهل والمغرض فرح أهل السنة بمقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما ، وحاشا لله أن يكون ذلك برضى من أهل السنة .

وأما بالنسبة للتعامل معهن بغيبة والدعاء عليهن وغير ذلك من التصرفات التي تدل على البغضاء فإنها لا تجدي فالذي يجب علينا الاجتهاد في دعوتهن ومحاولة التأثير عليهن وإصلاحهن ، فإن لم يكن للإنسان بذلك طاقة فليعرض عنهم ويترك المجال لمن يستطيعه ، ولا يتصرف تصرفات تضع العراقيل في طريق الدعوة.

الشيخ : سعد الحميد .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

(وصار الشيطان بسبب قتل الحسين رضي الله عنه يحدث للناس بدعتين : بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء من اللطم والصراخ والبكاء وإنشاد المراثى . . . وبدعة السرور والفرح . . . فأحدث أولئك الحزن ، وأحدث هؤلاء السرور ، فصاروا يستحبون يوم عاشوراء الاكتحال والاغتسال والتوسعة على العيال وإحداث أطعمة غير معتادة . . . وكل بدعة ضلالة ، ولم يستحبَّ أحدٌ من أئمة المسلمين الأربعة وغيرهم لا هذا ولا هذا . . . ) اهـ منهاج السنة (4/554-556) باختصار .

الشيخ محمد صالح المنجد (www.islam-qa.com)



وقفه :-

مر أبو الدرداء على رجل قد أصاب ذنباً والناس يسبونه .

فقال : أرأيتم لو وجدتموه في قليب ، ألم تكونوا مستخرجيه ؟

قالوا :- نعم

قال :- فلا تسبوا اخاكم ، واحمدوا الله الذي عافاكم .

قالوا :- أفلا تبغضه ؟

قال :- إنما أبغض عمله ، فإذا تركه فهو أخي .

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه


  #68  
قديم 05-03-2005, 09:17 AM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

الدرس الرابع /3




قال صلى الله عليه وسلم ( لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع خصال : عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيمَ أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل فيه ) رواه البزار والطبراني بإسناد صحيح .
الـــشــــرح :-

قوله صلى الله عليه وسلم : لن تزول قدما عبد يوم القيامة أي لا ينتقل من الموقف إلى الجنة أو النار . وقوله : حتى يسأل أي يسأله الله تعالى عن الخصال الأربع المذكورة في الحديث . قوله عن شبابه فيم أبلاه هذا من ذكر الخاص بعد العام إذ العمر يشمل الشباب والكهولة والشيخوخة ، ولكن لما كان وقت الشباب هو وقت السعي الجاد والعمل الضار أو النافع أفرده وخصه بالذكر إذ من استقام في شبابه دامت استقامته غالباً ومن انحرف في شبابه قد يدوم انحرافه وقوله : وعن ماله من أين اكتسبه أمِنْ طرق مشروعة أو ممنوعة وفيم أنفقه أفي ما أحلّه الله أم ما حرمه ؟ فإن اكتسب المال من طرق مشروعة وأنفقه فيما أذن الله فيه وأباحه نجا وإلا هلك . وقوله : عن علمه ماذا عمل فيه أي ويسأله تعالى عن علمه هل عمل به وعلمه غيره أو لم يعمل به ولم يعلمه غيره . فإن كان قد عمل به وعلمه فاز وإلا خاب وخسر .


إرشــــادات للــمــــربي :-

1- اقرأ الحديث وكرر قراءاته حتى ترى أن المستمعين قد حفظه أكثرهم .

2 - اقرأ الشرح بتأنٍ وبين لهم معاني الجمل جملة جملة حتى يفهموا المراد من كل جملة .

3- ذكرهم بالموت والبعث والجزاء وحضهم على التزود للدار الآخرة بصالح الأعمال .

4 - انصح لهم بأن يأخذوا بالحزم في هذه الخصال الأربع ولا يهملوها حتى ينجوا من عذاب الله ويفوزوا بجواره ورضوانه في دار السلام .

5 - بين لهم أن العلم طلبه واجب والعمل به وتعليمه أوجب فليأخذوا بالجد والحزم في هذه القضية فمن تعلم علماً عمل به وعلمه غيره .


** *** **




للفائدة



السؤال:

أرجو تفسير قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة ) المائدة/35 ، وذلك ردّاً على الصوفية في التوسل ، حيث إن بعضهم الله فسرها بجواز التوسل بالأنبياء والأولياء ، أما بالنسبة لحديث آدم لما اقترف الخطيئة فيقولون : إن البيهقي صحح الحديث ، وإن الذهبي أثنى على هذا الكتاب .

الجواب:

الحمد لله

أولاً :

حديث اقتراف آدم للخطيئة وتوسله بالنبي صلى الله عليه وسلم حديث موضوع مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آدم عليه السلام .

وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (34715) ونقلنا عن أهل العلم تبيينهم لكذبه ، ومن هؤلاء العلماء الإمام الذهبي رحمه الله .

والبيهقي رحمه الله لم يرو الحديث في سننه ، بل رواه في "دلائل النبوة" (5/489) وضعَّفه ، فقد قال بعد سياقه للحديث : " تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وهو ضعيف " .

ومما يرجح نكارة المتن وبطلانه : أن الدعاء الذي قبِل الله به توبة آدم هو ما قاله الله في سورة الأعراف : ( قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) الأعراف/23 ، فهذا هو الدعاء الذي دعا به آدم وحواء ، وفيه دعاء الله تعالى وحده ، والتوسل بأسمائه وصفاته ، والتوسل بذكر حالهم ، وهي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه ثم قالها فتاب الله تعالى عليه ، كما قال تعالى : ( فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) البقرة/37 .

ثانياً :

أما تفسير لفظ " الوسيلة " في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) المائدة/35 : فهي الطريق الموصلة إلى الله تعالى ، ولا طريق موصلة إليه عز وجل إلا الطريق التي يحبها الله ويرضى عنها ، وتكون بطاعته وترك معصيته .

قال ابن كثير رحمه الله :

" يقول تعال آمراً عباده المؤمنين بتقواه ، وهي إذا قرنت بطاعته كان المراد بها الانكفاف من المحارم وترك المنهيات ، وقد قال بعدها : ( وابتغوا إليه الوسيلة ) قال سفيان الثوري عن طلحة عن عطاء عن ابن عباس : أي : القربة ، وكذا قال مجاهد وأبو وائل والحسن وقتادة وعبد الله بن كثير والسدي وابن زيد وغير واحد ، وقال قتادة : أي : تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه ، وقرأ ابن زيد : ( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة ) ، وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف بين المفسرين فيه .

والوسائل والوسيلة : هي التي يتوصل بها إلى تحصيل المقصود " انتهى .

"تفسير ابن كثير" (2/53، 54) .

وقال الشنقيطي رحمه الله :

" اعلم أن جمهور العلماء على أن المراد بالوسيلة هنا هو القربة إلى الله تعالى بامتثال أوامره ، واجتناب نواهيه على وفق ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم بإخلاص في ذلك لله تعالى ؛ لأن هذا وحده هو الطريق الموصلة إلى رضى الله تعالى ، ونيل ما عنده من خير الدنيا والآخرة .

وأصل الوسيلة : الطريق التي تقرب إلى الشيء ، وتوصل إليه وهي العمل الصالح بإجماع العلماء ؛ لأنه لا وسيلة إلى الله تعالى إلا باتباع رسوله صلى الله عليه وسلم ، وعلى هذا فالآيات المبينة للمراد من الوسيلة كثيرة جدّاً كقوله تعالى : ( وَمَآ ءَاتَـٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَـٰكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ ) ، وكقوله : ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِى ) ، وقوله : ( قُلْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ ) ، إلى غير ذلك من الآيات .

وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن المراد بالوسيلة الحاجة . . .

وعلى هذا القول الذي روي عن ابن عباس فالمعنى : ( وَٱبْتَغُواْ إِلَيهِ ٱلْوَسِيلَةَ ) : واطلبوا حاجتكم من الله ؛ لأنه وحده هو الذي يقدر على إعطائها ، ومما يبين معنى هذا الوجه قوله تعالى : ( إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَٱبْتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزْقَ وَٱعْبُدُوهُ ) ، وقوله : ( وَٱسْأَلُواْ ٱللَّهَ مِن فَضْلِهِ ) ، وفي الحديث : ( إذا سألتَ فاسأل الله ) .

ثم قال الشنقيطي رحمه الله : التحقيق في معنى الوسيلة هو ما ذهب إليه عامة العلماء من أنها التقرب إلى الله تعالى بالإخلاص له في العبادة ، على وفق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتفسير ابن عباس داخل في هذا ؛ لأن دعاء الله والابتهال إليه في طلب الحوائج من أعظم أنواع عبادته التي هي الوسيلة إلى نيل رضاه ورحمته .

وبهذا التحقيق تعلم أن ما يزعمه كثير من ملاحدة أتباع الجهَّال المدعين للتصوُّف من أن المراد بالوسيلة في الآية الشيخ الذي يكون له واسطة بينه وبين ربه : أنه تخبط في الجهل والعمى وضلال مبين ، وتلاعب بكتاب الله تعالى ، واتخاذ الوسائط من دون الله من أصول كفر الكفار ، كما صرح به تعالى في قوله عنهم : ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَىۤ ) وقوله : ( وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلاۤءِ شُفَعَـٰؤُنَا عِندَ ٱللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ ٱللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِى ٱلسَّمَـوَتِ وَلاَ في ٱلأرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ، فيجب على كل مكلف أن يعلم أن الطريق الموصلة إلى رِضى الله وجنته ورحمته هي اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن حاد عن ذلك فقد ضل سواء السبيل ، ( لَّيْسَ بِأَمَـٰنِيِّكُمْ وَلاۤ أَمَانِىِّ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوۤءًا يُجْزَ بِهِ ) .

وهذا الذي فسرنا به الوسيلة هنا هو معناها أيضاً في قوله تعالى : ( أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ ) ، وليس المراد بالوسيلة أيضاً المنزلة التي في الجنة التي أمرنا صلى الله عليه وسلم أن نسأل له الله أن يعطيه إياها ، نرجو الله أن يعطيه إياها ؛ لأنها لا تنبغي إلا لعبد ، وهو يرجو أن يكون هو " انتهى باختصار .

"أضواء البيان" (2/86– 88) .

والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)



وقفه :-

قيل لحكيم : متى يُحمد الكذب ؟

قال : إذا جُمع به بين متقاطعين .

قيل : فمتى يذم الصدق ؟

قال : إذا كان غيبة .

قيل : فمتى يكون الصمت خيراً من النطق ؟

قال عند المراء .

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه


  #69  
قديم 05-03-2005, 09:55 AM
eftikarm eftikarm غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2005
المشاركات: 656
إفتراضي

أشكرك على الدروس ولكن ما معنى المراء؟ حقيقة أحاول أن أقوي لغتي العربية فهي سيئة قليلا لا أظن كثيرا هههههه
  #70  
قديم 11-03-2005, 11:14 PM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

اشكرك على مرورك وعلى سؤالك وبارك الله فيك .. وجواب ما سئلت عنه :-


المراء في اللغة : المماراة والجدل .... واصله في اللغة الجدال ، وأن يستخرج الرجل من مناظره كلاماً ومعاني الخصومة وغيرها ، من مريت الشاة إذا حلبتها و استخرجت لبنها .
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله رضي الله صلى الله عليه وسلم : (( أنا زعيمٌ ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كا محقاً ، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً ، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ))
ففي الحديث : ان من ترك الجدال ولو كان صادقاً محقا ، فإنه موعود على لسان نبينا صلى الله عليه وسلم ببيت في ربض الجنة ، قال في التحفة [ وذلك ] لتركه كسر قلب من يجادله ودفعه رفعة نفسه وإظهار نفاسة فضله . وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : (( المراء في القران كفر )) . أي المجادلة فيه . وعن جندب بن عبدالله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( اقرءوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم ، فاذا اختلفتم فقوموا عنه )). يحتمل الاختلاف هنا في فهم معانيه ، ويحتمل الاختلاف في كيفية الأداء ، وعند الاختلاف الجالب للشر في القرآن فإن المسلم مأمور بأن ينته عن ذلك حتى لا يقع الشر ، وتكثر المنازعة . فال النووي : والامر بالقيام عند الاختلاف في القرآن محمول عند العلماء على اختلاف لا يجوز أو اختلاف يوقع فيما لا يجوز كاختلاف في نفس القرآن ، أو في معنى منه لا يسوغ فيه الاجتهاد ، او اختلاف يوقع في شك أو شبهة أو فتنة وخصومة أو شجار ونحو ذلك . وأما الاختلاف في فروع الدين منه و مناظرة اهل العلم في ذلك على سبيل الفائدة وإظهار الحق فليس منهياً عنه بل هو مأموٌ به و فضيلة ظاهرة ، وقد اجمع المسلمون على هذا من عهد الصحابة إلى الآن والله اعلم .
فائدة : قال الشيخ السعدي في تأويل قوله تعالى { فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهراً }
قال : { فلا تمار } تجادل و تحاج فيهم . { إلا مراءً ظاهراً } أي : مبنياً على العلم و اليقين ، ويكون أيضاً فيه فائدة . و أما الممارة المبنية على الجهل والرجم بالغيب أو التي لا فائدة فيها ، ولا تحصل فائدة دينية بمعرفتها ، كعدد أصحاب الكهف ، ونحو ذلك ، فان في كثرة المناقشات فيها ، و البحوث المتسلسة ، تضييعاً للزمان ، وتأثيراً في مودة القلب بغير فائدة

والله تعالى أعلم


للفائدة المصدر :-http://www.alsakifah.org/vb/showthread.php?t=207


الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه


 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م