شيــــــــاكــــــــــــة التعـــــــامــــــــــل .

[صقر الامارات]

# شياكــــة التعــــامــــل .

رغم التقدم الذي نعيشه حاليا والحياة المتطورة التي تأخذنا إلى أحدث المخترعات والصرعات إلا أن الكثير من شبابنا لم يساير هذه التطورات إلا باالشكل فقط أو باالمظهر لأن الكثير منهم يعتقد أن دخول العصر الجديد يتم من خلال سيارة آخر (موديل) أو هاتف متحرك أو ارتياده لمقهى أو (حوامته) في مركز تجاري وباالتالي بتنا نملك أحدث التجهيزات والمخترعات لكننا نفتقد (الشياكة) في التعامل مع الآخرين وان كنا نملكها في المظهر والثياب والإكسسوارات لأنها جميعا من الكماليات التي نتسابق عليها ونحرص على اقتنائها قبل أن نكتسب سلوكا أو ثقافة أو معلومة.
أما النتيجة فهي مؤلمة شباب لديه إمكانات هائلة وحديثة ومتطورة يطمح الناس في شتى أصقاع الأرض للحصول على مثلها ولكن نفتقد إلى حسن توظيفها واستغلالها بما يخدمنا ويخدم الآخرين من حولنا.. سياراتنا الحديثة باتت وسائل قتل لنا ولغيرنا ومصدر إزعاج لخلق الله وأداة استعراض ومباهاة ومظاهر وطموح كل مراهق ما زال يحلم (باالليسن) والجلوس خلف المقود أكثر من الحلم بالمستقبل التعليمي والوظيفي والنتيجة واضحة حيث الخلط في الأولويات والسباق الرهيب على الكماليات وبالتالي غياب (الشياكة) في التعامل مع الآخرين وهو ما يعنيني الآن.
للأسف يا جماعة الخير يظن الكثير من الشباب بأن حصولهم على كل متطلبات (الشياكة) المظهرية يعني السماح لهم بمعاملة من حولهم طبقا لهذه الإمتيازات التي يملكونها فتجد مثلا من يقود سيارة حديثة معتقدا أن عدم الوقوف في الطابور أو انتظار الدور من حقوقه وأن (تطفير) الناس وإفساح الطريق له حتى لو جاء عكس الاتجاه واجب على الجميع تجاهه ففي عصرنا الحالي الكل قادر على الدخول في سباق المظاهر عبر القروض و(السلفيات) لكن سباق فن التعامل صعب لأنه لا يشترى بالنقود.
إذا كانت الأسرة (لاهية) بمتطلبات أفرادها وتدبير أمورهم والمدرسة يقتصر دورها التعليمي على المنهج وما يوجد بين دفتي الكتاب المدرسي والتلفزيونات مهووسة بأغاني الفيديو كليب وسباقات اختيار النجوم فمن أين سيتعلم هذا الجيل فنون وآداب التعامل؟ ما السبيل لمعالجة الواقع السلبي الذي نراه حاليا من سلوكيات سلبية في (الذوق) ومخالفات جسيمة في التعامل مع الناس؟ بالتأكيد علينا أن نفكر ملياً في إيجاد حل قبل أن تستفحل المشكلة وتصبح حياتنا المقبلة صراع وحوش!