لا تسقني ماء الحياة بذلة (عنترة العبسي)
حـكم سـيوفك فـي رقاب العذل
وإذا نـزلت بـدار ذل فـارحل
وإذا بـليت بـظالم كـن ظـالماً
وإذا لـقيت ذوي الـجهالة فاجهل
وإذا الـجبان نـهاك يـوم كريهة
خـوفاً عليك من ازدحام الجحفل
فـاعص مـقالته ولا تـجفل بها
وأقـدم إذا حـق الـلقا في الأول
واخـتر لـنفسك مـنزلا تعلو به
أو مـت كريماً تحت ظل القسطل
فـالموت لا يـنجيك مـن آفاته
حـصنُ ولـو شـيدته بـالجندل
مـوت في الفتى في عزه خير له
مـن أن يبيت أسيرّ طرفٍ أكحل
إن كـنت فـي عدد العبيد iiفهمتي
فـوق الـثريا والـسماك iiالأعزل
أو أنـكرت فرسان عبس iiنسبتي
فـسنان رمـحي والحسام يقر iiلي
وبـذابلي وبـمهندي نـلت العلا
لا بـالـقرابة والـعديد الأجـزل
ورميت رمحي في العجاج فخاضة
والـنار تـقدح من شفار iiالأنصل
خـاض الـعجاج محجلاً حتى iiإذا
شـهد الـوقيعة عاد غير iiمحجل
ولـقد نـكبت بـني حريقه iiنكبة
لـما طـعنت صميم قلب الأخيل
وقـتلت فـارسهم ربـيعة iiعنوة
والـهيذبان وجـابر بـن iiمهلهل
وابـني ربـيعة والحريش iiومالكاً
والـزربقانُ غـدا طريح iiالجندل
وأنـا ابـن سـوداء الجبينِ iiكأنَّها
ضـبع ترعرع في رسوم iiالمنزل
الـساق مـنها مـثل ساق iiنعامة
والـشعر مـنها مثل حب iiالفلفل
والـثغر مـن تـحت اللثام iiكأنه
بـرق تـلألأ في الظلام iiالمسدل
يـا نـازلين على الحمى iiوديارهِ
هـلا رأيـتم في الديار تقلقلي ii؟
قـد طـال عزكم وذلي في الهوى
ومـن الـعجائب عـزكم iiوتذللي
لا تـسقني مـاء الـحياة بذلة iiبل
فـاسقني بـالعز كـأس iiالحنظلِ
مــاء الـحـياة بـذلة iiكـجهنم
وجـهنم بـالعز أطـيب مـنزل
|