تعظيم شعائر الله
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن الله تعالى فرض فروضا فلا تضيعوها، وحد حدودا فلا تعدوها ، وحرم أشياء فلا تنتهكوها ، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها " . رواه الدار قطني .
ويقول السادة العلماء إن كل عقد أو فعل أو قول يدل على استخفاف بالله أو كتبه أو رسله أو ملائكته أو شعائره أو معالم دينه أو وعده أو وعيده كفر ، فلحذر الإنسان من ذلك جهده . نعم فلا يجوز الاستخفاف أو الاستهانة بشعائر الله تبارك وتعالى فالمعالم جمع معلم والمعلم بمعنى الشعيرة والشعيرة جمعها شعائر وهي كل ما كان مشهورا من أمر الدين كالاذان والصلاة والصيام والحج والسعي بين الصفا والمروة والطواف بالبيت وصلاة الجماعة فهذا من شعائر الله التي يجب على المسلم أن يعظمها لأن الله تبارك وتعالى عظمها ، ويجب توقير هذه الشعائر وتعظيمها في نفوس الأبناء والبنات فقد عم الجهل بين كثير من الأبناء بل الآباء فصار الواحد منهم صار لا يعظم هذه الشعائر المنزلة التي أمر بها الله ، وما ذاك إلا بسبب الابتعاد عن مجالس الدين ، صار كثير من الأبناء يقضون أوقاتهم في الطرقات أو على شاشات التلفاز للنظر إلى البرامج التي تقسي القلب ولا تنشئ إلا جيلا ضعيفا ركيكا .
فكم من الناس يا اخوة الإيمان إذا حضر وقت الطعام ولم يجدوا خبزا سواء كان في الصباح أو في المساء تراهم لا يسكنون ولا يصبرون فتراهم يركضون هنا وهناك لتحصيل ما فاتهم من طعام ، ويا له من أسف شديد أن ترى كثيرا من الناس إن غاب عن البيت ذكر الله لا يبالون ، أما لفقد الطعام تراهم يركضون أو إذا أصيب الولد بإصبع رجله ترى الأب يركض به مسرعا إلى الطبيب والمشفى ولكن إن أصيب هذا الولد في دينه في إيمانه وإسلامه كثير من الآباء لا يبالون ، غافلون نائمون ومن الله لا يستحون ، أي أب هذا وأي أم هذه !، أتراهم يظنون أن أبنائهم بهائم أم ماذا . ألا يعلمون انهم سيسألون عن هؤلاء الأولاد ، لمن تركوهم ، تركوهم للطعام والشراب والهوى والشيطان فضاع الولد وضاعت البنت ، صار الكثير منهم يستخف بشعائر الله ولا يرى في ذلك ذنبا . ما كان هكذا صحابة رسول الله ولا كان التابعون ، كانوا يعلمون أولادهم حب الله وحب رسول الله وفضل القيام بفرائض الله وأوامر الله ، وها هو النبي صلى الله عليه وسلم والمعلم العظيم يقول وهو يعلمنا التربية الصالحة . " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه و ماله وولده "0 ويقول :"لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به"0
يعلمنا محبة الله ومحبة رسول الله ومحبة ما جاء به رسول الله عن الله تبارك وتعالى وان ليس لك أن تقدم الهوى على ما عظم الله وشرع ،بل لابد لك أن تكون وقافا على حدود الله لا تتعداها ولا تنتقص منها بل عظمها التعظيم اللائق بها ، فان البهائم التي لا عقل لها تمشي وتنساق خلف الهوى ولا تفكر بالسم الذي قد تأكله ومع ذلك لا حساب عليها يوم القيامة أما نحن ملزمون بأداء الواجبات واجتناب المحرمات وعلينا يوم القيامة حساب ، فان الله تعالى ما خلقنا عبثا ولكن لحكمه عظيمة قال تعالى." أفحسبتم انما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون " . نعم إن الله تبارك وتعالى لا يفعل إلا ما فيه حكمة والمسلم من سلم لله والتزم بأمر الله وعظم شعائر الله تبارك وتعالى . وعظم كتاب الله تبارك وتعالى نسأل الله السلامة والأمان
|
.gif)
حوار الخيمة
03-03-2001, 06:25 PM
النمط الخطي
