الرسالة السادسة من رسائل النور

[المسلم2004]

رســـــــــــــــــالة المسلم في
الحياة

"وكذالك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا"
أخي أختي قضت حكمة الله البالغة أن نوجد ونحل في هذه الدنيا نعيشها ،ونتفيؤ ظلالها ،تمر بنا أفراحها وأتراحها نذوق حلوها ومرها ،وقد مد الله لنا فيها أعمارا محدودة وأنفاسا معدودة ،فأخبرني يا أخي ويا أختي هل شعرت يوما بأن أنفاسك تلك غالية فهي في تردادها تعداد لحياتك وسائقك نحو أجلك ثم هل تدبرت يوما وأنت تنظر إلى شيخ كبير وعجوز وقد انحنى الظهر وقصر البصر وخارت قوى الجسم وانقطع به الأمل ؟ هل تدبرت ذلك وقلت : بماذا عمر هذا حياته ... أم عاشها في فراغ؟
هل هو راض بما أنفق عمره فيه؟ هل هناك ما يحب أن يستدركه وكان قد ضيعه؟ ثم استشعر حسرته اذ كان قد ضيع وعاش فراغا وتفاهة ولم يكن له هدف عاش لأجله...هل شعرت ... لقد هالك الأمر ... وأنت لا تريد أن تصل على ما وصل إليه.
هنيئا فقد أدركت ... وهنيئا لك ما زال في عمرك بقية وفي أملك وعزمك طاقة ... كأنك سافرت في الزمن رأيت شيخوختك ثم أرجعت لتعمل منة من الله وحده " فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا "
ابدأ مسيرة العمل النبيل والشغل الجاد
أبدأ مرحلة التميز واستثمر هبة الله وأدي حقها2- أننا مردودون إلى الله يوم الحساب "يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا " تمثل أخي أختي وقوفك يومها أمام الله عز وجل وماذا يكون جوابك إذا سألك عبدي ماذا قدمت للإسلام ،هل نشرت ،هل نصرت هل أديت، ألم أبلغك في كتابي " وكنتم خير أمة أخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتومنون بالله". وتخيل يومها وقد جاءك حبيبك نحمد صلى الله عليه وسلم يسألك وهو يظن بك كل الخير : هل هلا بذلت شيئا مما بلغتك اياه في القرآن؟ هل اقتديت بما خلفته لك من السنة؟
هل عملت لتبليغ رسالتي كما شقيت أنا لتبلغك وتنعم بها ؟ ألم آمرك وأقل لك "بلغوا عني ولو آية"هل أتعبت جسمك فيها ؟ هل شغلت ذهنك من أجلها؟ هل أصابك هم حين أصيبت أمتك؟ ماذا فعلت حيال ذلك؟... صارحني أخي ... صارحيني أختي ما هو جوابك وهل تراه سيفرح حبيبك أم سيسؤه ويحزنه صلى الله عليه وسلم . ثم تأتيك جحافل الأجداد من لدن الصحابة والتابعين إلى وقتك تحيط بك تنظر هل حافظت على الرسالة التي ضحوا وماتوا وبذلوا ،تغربوا ،أصيبوا في سبيلها.... أم تراك هزئت بها وضيعتها فيقولون :بئس الإنسان أنت ، ويا عار ذلك الموقف وذله
ثم ميز أين سيكون مكانك بين أهل الأجور أو أهل السيئات ثم انظر واحكم هل يرضيك ذلك أم لا ، وحينها قرر أين تحب أن يكون مكانك ، واعمل
لتأدي حقه وتناله باستحقاق .
ثم دعونا نلتفت يا أخي ويا أختي بين هذا وذاك هل نحن راضون عن أنفسنا هل نحن في سعادة على ما نؤديه ؟ هل نحن فعلا أحياء أم نحن أشباه أحياء ؟ أم أننا نشكل الموت في أجساد حية ، أشباح تروح وتغدو في فراغ رهيب وفي زمن كئيب؟
استصرخ القعود ،كسر قيود الجمود ، تجاوز للعجز كل الحدود وليكن أملك في الحياة ممدود ،وانهض بما كلفت به فالحياة غالية قصيرة ،ولا أصعب من البداية فتجاوزها ،حينها سيسهل عليك الأمر.
إن أول آية كلفت الحبيب بالدعوة هي التي نسوقها لنجعلها لنا شعارا كما كانت له صلى الله عليه وسلم " يأيها المدثر قم فانذر"
فهيا بنا اخوتي أخواتي نستبق الخيرات ،ونأخذ مكانا في السابقين العجلين نحو الله ليرضى لنغدوا شموعا يستضاء بها
ليس الفتى بفتى لا يستضاء به ولا يكون له في الأرض آثار
ننشؤ جيلا مختلفا متميزا يرفض العيش في دثار قديم ولا يقتات على رزق موروث، نضم الينا كل مدرك مؤمن مساهم عامل فحسبنا وحدة الهدف وليكن شعارنا قوله تعالى " قل هذه سبيلي أدعواالى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"،ولتكن هممنا عالية ومطالبنا غالية.
كن رجلا رجله في الثرى وهامة هامته في الثريا
فلنضع اليد في اليد ولنمضي بعيدا نصنع الغز والكرامة ونبني صروحا ونشيد قصورا للنهضة أينما وجدنا يلف بعضنا بعضا ويكمل بعضنا بعضا يشد بعضناأزر بعض ،نشق بمعاول العمل بهيم
الليل ونبلج فجرا ساطعا ، ونفرح الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم حينما تعرض عليه أعمال أمته بأبي هو وأمي من ثغر باسم ،
أخي هذه رسالة مقدمة لمجموعة تأني بعدها تحوي خطوات عملية في السعي لأداء الرسالة في هذه الحياة كل حسب موقعه فترقبوا جديدنا و أعينوننا بخالص دعائكم .
ناضل أعمل ،تحمل ، قاوم ، ابدع ووقع على الوجود اسمك ،واطبع بين الأنام رسمك وأعلن عن وجودك ودوي بها " أنا اعمل أنا حي أنا متميز انا ابن الاسلام ،رسالتي أسمى وغايتي أغلى ، وحياتي أحلى
مع تحيات اخوانكم في مشروع رسائل النور
للحصول على هذه الرسالة والرسائل السابقة زورا موقعنا على العنوان الآتي
www.nour15.jeeran.com
ولمزيد من المعلومات راسلونا على بريدنا الالكتروني
Moslim200542@yahoo.fr