مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 19-12-2006, 11:02 AM
نواس2006 نواس2006 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 123
إفتراضي الجبهة الإعلامية تقدم :: دُروسٌ في العَقِيدَة (مِنْهَاجٌ مُعَدٌّ للمُجَاهِدينَ) -6-

<br><br>
دُروسٌ في العَقِيدَة
<br><br>

(مِنْهَاجٌ مُعَدٌّ للمُجَاهِدينَ في سَبِيلِ الله)




أعَدَّ هذه الدروس/ عبد العزيز بن محمّد (أبو أسامة العراقي)



الدرس السادس




(ذو القعدة 1427 للهجرة)




تنبيه: مِن باب الصدق والأمانة فإنّي كثيراً ما أسوق كلام العلماء دون العزو إليهم، وقد أذكره معزواً إلى قائله فاقتضى التنبيه.




إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره.ونعوذ بالله مِن شرور أنفسنا ومِن سيّئات أعمالنا.مَن يهده الله فلا مُضلّ له،ومَن يُضلل فلا هادي له.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله صلّى الله تعالى عليه وسلّم.
أمّا بعد.




توحيد الإلهيّة

ذكرنا في الدرس الثالث أنّ (توحيد الإلهيّة) هو: إفراد الله تعالى بالعبادة.وأنّ مداره على: نفي جميع ما يُعبد مِن دون الله، والبراءة مِن هذا المنفي والكفر به وخلعه، وعلى إثبات العبادة لله وحده، وصرفها له سبحانه لا شريك له.فهو سبحانه وحده الإله الذي يألهه الخلق أي يعبدوه لا شريك له.فلا يُعبد إلا الله، لا ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل، فضلاً عن غيرهما.



التوحيد هو دين الناس كلّهم قبل الاختلاف

وهذا التوحيد العظيم هو الدين الذي فطر الله تعالى الناس عليه، وهو ملّة الناس كلّهم قبل أن يختلفوا، كما قال تعالى (كان الناس أمّة واحدة فبعث الله النبيين مبشّرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق لِيَحكُم بين الناس فيما اختلفوا فيه) ألآية [ألبقرة:213].
والمعنى أنّ الناس كلّهم كانوا على ملّة الإسلام، فاختلفوا بعد ذلك، فبعث الله النبيين مبشّرين ومنذرين، كما قال عبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما: (كان بين نوح وآدم عشرة قرون كلّهم على شريعة مِن الحقّ فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشّرين ومنذرين) [رواه الطبري في التفسير 2/347 وإسناده صحيح].وذكره الإمام ابن كثير في التفسير (1/237) وعزاه إلى مجاهد أيضاً.وساق عن قتادة في معنى الآية قوله: (كانوا على هدى جميعاً).واختار هذا المعنى ابن كثير وقال: (لأنّ الناس كانوا على ملّة آدم حتّى عبدوا الأصنام فبعث الله إليهم نوحاً عليه السلام، فكان أوّل رسول بعثه الله إلى أهل الأرض).
ويشهد لهذا المعنى قوله تعالى (وما كان الناس إلا أُمّةً واحدةً فاختلفوا) [يونس:19].أي أنّ الناس كلّهم كانوا على دين واحد هو الإسلام، ثمّ وقع الاختلاف بين الناس، وحدث الشرك فيهم بعد أنْ لم يكن، وعُبدت الأصنام والأنداد والأوثان، فبعث الله الرسل بآياته وبيّناته وحججه البالغة وبراهينه الدامغة.
وجزم بهذا المعنى الإمام ابن القيّم رحمه الله، فقال في (إغاثة اللهفان) (2/292ـ293):
(قال سعيد عن قتادة: ذُكر لنا أنّه كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلّهم على الهدى وعلى شريعة مِن الحقّ، ثمّ اختلفوا بعد ذلك، فبعث الله نوحاً، وكان أوّل رسول بعثه الله إلى أهل الأرض، وبُعث عند الاختلاف بين الناس وترك الحقّ.
وقال ابن عبّاس: (كان الناس أمّة واحدة): كانوا على الإسلام كلّهم.
وهذا هو القول الصحيح في الآية) ـ إلى أن قال ـ (وهذا هو الصواب قطعاً)انتهى.
وقرر هذا المعنى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فقال في (منهاج السنّة النبويّة) (5/256ـ257):
(وقال تعالى (كان الناس أمّة واحدة) يعني: فاختلفوا.كما في سورة يونس، وكذلك في قراءة بعض الصحابة، وهذا على قراءة الجمهور مِن الصحابة والتابعين: أنّهم كانوا على دين الإسلام.
وفي تفسير ابن عطيّة عن ابن عبّاس أنّهم كانوا على الكفر.وهذا ليس بشيء.وتفسير ابن عطيّة عن ابن عبّاس ليس بثابت عن ابن عبّاس، بل قد ثبت عنه أنّه قال: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلّهم على الإسلام.
وقد قال في سورة يونس (وما كان الناس إلا أُمّةً واحدةً فاختلفوا) فذمّهم على الاختلاف بعد أنْ كانوا على دين واحد، فعُلم أنّه كان حقّاً) انتهى كلامه رحمه الله.
وقال شيخ الإسلام في (الرسالة الصفديّة) (551):
(وقال تعالى (كان الناس أمّة واحدة فبعث الله النبيين مبشّرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق لِيَحكُم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه مِن بعد ما جاءتهم البيّنات بغياً بينهم فهدى الله الذين آمنوا لِما اختلفوا فيه مِن الحقّ بإذنه والله يهدي مَن يشاء إلى صراطٍ مستقيم) [ألبقرة:213].
قال ابن عبّاس: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلّهم على الإسلام.
وقوله (كان الناس أُمّةً واحدة) أي: على الحقّ وهو دين الإسلام، فاختلفوا، كما ذكر ذلك في سورة يونس، هذا قول الجمهور وهو الصواب) انتهى.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضاً في (مجموع الفتاوى) (20/60):
(ولم يكن الشرك أصلاً في الآدميين، بل كان آدم ومَن كان على دينه مِن بَنيه على التوحيد لله لاتّباعهم النبوّة.قال تعالى (وما كان الناس إلا أُمّةً واحدةً فاختلفوا) [يونس:19].
قال ابن عبّاس: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلّهم على الإسلام.
فبتركهم اتّباع شريعة الأنبياء وقعوا في الشرك..) انتهى.



حُدوث الشرك في بني آدم

بعد أنْ كانوا أمّةً واحدةً على التوحيد




والمقصود أنّ الأمر جرى على السَّداد والاستقامة، والأمّة واحدة، والدين واحد، والمعبود واحد.فلم يزالوا كذلك حتّى كاد إبليسُ بني آدم حتّى انقسموا قسمين، كفّاراً ومؤمنين، فكادهم بعبادة الصالحين وعبادة الأصنام مِن جهة العكوف على قبور الصالحين وتصويرهم والغلوّ فيهم، فظهر الشرك مِن تعظيم قبورهم وتصويرهم، وهذا كان أوّل أسباب الشرك الذي كادهم به إبليس.
قال الإمام ابن القيّم رحمه الله في (إغاثة اللهفان) (1/286):
(ومِن أعظم مكايده التي كاد بها أكثر الناس، وما نجا إلا مَن لم يرد الله فتنته: ما أوحاه قديماً وحديثاً إلى حزبه وأوليائه مِن الفتنة بالقبور، حتّى آل الأمر فيها إلى أنْ عُبد أربابها مِن دون الله، وعُبدتْ قبورهم، واتُّخذتْ أوثاناً، وبُنيتْ عليها الهياكل، وصُوّرتْ صور أربابها فيها، ثمّ جُعلتْ تلك الصور أجساداً لها ظلّ، ثمّ جُعلتْ أصناماً وعُبدتْ مع الله) انتهى.
فلمّا تغيّرتْ فِطَر الناس بعث الله الرسل بصلاحها وردّها إلى حالتها التي خُلقتْ عليها.فمَن استجاب لهم رجع إلى أصل الفطرة.ومَن لم يستجب لهم استمرّ على تغيير الفطرة وفسادها.


وقد قصّ الله تعالى قصّة المشركين الذين غيّروا فطرتهم وأحدثوا الشرك بعد أنْ لم يكن، وأخبر الله تعالى أنّه بَعث إليهم عبده ورسوله نوحاً عليه الصلاة والسلام يأمرهم بالتوحيد.
فأوّل ما حدث الشرك في بني آدم كان في هؤلاء القوم.
قال الله تعالى عنهم (وقالوا لا تَذَرُنَّ آلهتكم ولا تَذَرُنَّ وَدّاً ولا سُواعاً ولا يَغُوْثَ ويَعُوْقَ ونَسْراً) [سورة نوح:23].
روى البخاريّ في الصحيح (6/199) عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: (صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بَعْدُ، أمّا وَدّ كانتْ لِكَلْبٍ بِدوْمَة الجَنْدَل، وأمّا سُوَاع كانت لِهُذَيل، وأمّا يَغُوْث فكانت لِمُراد، ثمّ لِبَني غُطَيفٍ بالجَوْف عند سبأ، وأمّا يَعُوْق فكانت لِهمدان، وأمّا نَسْر فكانت لِحِمْيَر، لآلِ ذي الكَلاع، أسماءُ رجالٍ صالحين مِن قوم نوح، فلمّا هَلَكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انْصِبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنْصاباً وسَمُّوها بأسمائهم، ففعلوا فَلَمْ تُعْبَد، حتّى إذا هَلَك أولئك وتَنَسَّخَ العِلْم عُبِدَتْ).
وقوله في الحديث: (أنْصاباً) هي جمع (نصب).والمراد بها الأصنام المصوّرة على صورهم، المنصوبة في مجالسهم.ذكره الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمّد بن عبد الوهّاب رحمهم الله في (تيسير العزيز الحميد) (309).
وقوله: (وتَنَسَّخ العِلْم) أي: درست آثار العلم الذي فيه بيان الشرك والتوحيد، وسببه ذهاب العلماء.أفاده بمعناه الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمّد بن عبد الوهّاب رحمهم الله في (فتح المجيد) (221).
وقد تبيّن مِن حديث ابن عبّاس رضي الله عنهما أنّ أوّل شرك حدث في الأرض هو الشرك بالصالحين.وهو أصل شرك العرب.كما نصّ على هذا الإمام ابن أبي العزّ رحمه الله في (شرح العقيدة الطحاويّة) (81).
وقال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله في (مجموع الفتاوى) (17/274):
(وقد قال غير واحد مِن السلف إنّ هذه أسماء قوم صالحين كانوا فيهم.فلمّا ماتوا عكفوا على قبورهم، ثمّ صوّروا تماثيلهم، ثمّ بعد ذلك عبدوهم.وذلك أوّل ما عُبدت الأصنام، وإنّ هذه الأصنام صارت إلى العرب..)انتهى.
وكذلك ذكر الإمام ابن القيّم رحمه الله عن السلف في (إغاثة اللهفان) (1/287).ونقله أيضاً عنهم الإمام ابن أبي العزّ رحمه الله في (شرح العقيدة الطحاويّة) (81).
وفي كلام السلف السابق ذِكْرُ العكوف على قبور الصالحين قبل تصويرهم.والعكوف على القبر شرك في العبادة كما نصّ عليه الشيخ عبد الرحمن بن حسن في (فتح المجيد) (223).وقال:
(لأنّ العكوف لله في المساجد عبادة.فإذا عكفوا على القبور صار عكوفهم تعظيماً ومحبّة عبادة لها) انتهى.
  #2  
قديم 19-12-2006, 11:04 AM
نواس2006 نواس2006 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 123
إفتراضي



حدوث الشرك كان بسبب الغلوّ في الصالحين

وتبيّن لنا مِن حديث ابن عبّاس رضي الله عنهما والكلام المنقول عن السلف أنّ أصل حدوث الشرك وعبادة الأوثان كان بسبب الغلوّ في الصالحين.
وقد عقد الإمام محمّد بن عبد الوهّاب رحمه الله في كتاب التوحيد باباً في هذا فقال: (باب ما جاء أنّ سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلوّ في الصالحين).ثمّ ذكر حديثَ ابن عبّاس رضي الله عنهما وقولَ السلف السابق.
وقال في مسائل الباب: (ألثانية: معرفة أوّل شرك حدث في الأرض أنّه بشُبهة الصالحين).
وقال الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله في (تيسير العزيز الحميد) (310): (فتبيّن أنّ مبدأ الشرك بالصالحين هو الغلوّ فيهم.كما أنّ سبب الشرك بالنجوم هو الغلوّ فيها واعتقاد النحوس فيها والسعود ونحو ذلك، وهذا هو الغالب على الفلاسفة ونحوهم، كما أنّ ذاك هو الغالب على عبّاد القبور ونحوهم، وهو أصل عبادة الأصنام).
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في (قرّة عيون الموحّدين) (96): (وكلّ ما عُبد مِن دون الله مِن قبر أو مشهد أو صنم أو طاغوت فالأصل في عبادته هو الغلوّ كما لا يخفى على ذوي البصائر).
فالغلوّ في الصالحين هو سبب حدوث الشرك.



المشركون جمعوا بين فتنة القبور وفتنة الصُوَر

وهؤلاء الذين أحدثوا الشرك جمعوا بين الفتنتين اللتين كادهم بهما إبليس وهما: فتنة القبور، وفتنة الصور والتماثيل.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (مجموع الفتاوى) (1/130): (والمشركون الذين وصفهم الله ورسوله بالشرك أصلهم صنفان: قوم نوح، وقوم إبراهيم.
فقوم نوح كان أصل شركهم العكوف على قبور الصالحين، ثمّ صوّروا تماثيلهم، ثمّ عبدوهم.
وقوم إبراهيم كان أصل شركهم عبادة الكواكب والشمس والقمر).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضاً في (الردّ على المنطقيين) (330ـ331): (والشرك في بني آدم أكثره عن أصلين:
أوّلهما: تعظيم قبور الصالحين، وتصوير تماثيلهم للتبرّك بها.وهذا أوّل الأسباب التي بها ابتدع الآدميّون الشركَ.وهو شرك قوم نوح.
قال ابن عبّاس: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلّهم على الإسلام.وقد ثبت في الصحيح عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّ نوحاً أوّل رسول بُعث إلى أهل الأرض.ولهذا لم يذكر الله في القرآن قبله رسولاً.فإنّ الشرك إنّما ظهر في زمانه.
وقد ذكر البخاريّ في صحيحه عن ابن عبّاس، وذكره أهل التفسير والسِيَر عن غير واحد مِن السلف، في قوله تعالى (وقالوا لا تَذَرُنَّ آلهتكم ولا تَذَرُنَّ وَدّاً ولا سُواعاً ولا يَغُوْثَ ويَعُوْقَ ونَسْراً) [سورة نوح:23].أنّ هؤلاء كانوا قوماً صالحين في قوم نوح، فلمّا ماتوا عَكَفوا على قبورهم، ثمّ صوّروا تماثيلهم.وأنّ هذه الأصنام صارت إلى العرب.وذكر ابن عبّاس قبائل العرب التي كانت فيهم مثل هذه الأصنام.
والسبب الثاني: عبادة الكواكب).ثمّ تكلّم رحمه الله عن السبب الثاني فلْيُراجع في موضعه.
وقال الإمام ابن القيّم رحمه الله في (إغاثة اللهفان) (1/287ـ288) بعد أنْ ذكر قول السلف السابق في الذين أحدثوا الشرك:
(فهؤلاء جمعوا بين الفتنتين: فتنة القبور.وفتنة التماثيل.وهما الفتنتان اللتان أشار إليهما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الحديث المتّفق على صحّته عن عائشة رضي الله عنها أنّ أُمّ سَلَمة ذكرتْ لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم كنيسةً رَأَتها بأرض الحبشة يُقال لها: مارية.فذكرتْ له ما رَأَتْ فيها مِن الصُوَر.فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (أولئك قوم إذا مات فيهم العبد الصالح، أو الرجل الصالح بَنَوْا على قبره مسجداً، وصوّروا فيه تلك الصور، أولئك شِرار الخلق عند الله).وفي لفظ آخر في الصحيحين: أنّ أُمّ حبيبة وأُمّ سَلَمة ذَكَرتا كنيسة رَأَينها.
فجمع في هذا الحديث بين التماثيل والقبور.وهذا كان سبب عبادة اللات.فروى ابن جرير بإسناده عن سفيان عن منصور عن مجاهد: (أَفَرأَيتم اللات والعُزّى) قال: كان يَلُتُّ لهم السّويق، فمات فعكفوا على قبره.وكذلك قال أبو الجوزاء عن ابن عبّاس: كان يَلُتُّ السّويق للحاجّ.
فقد رأيتَ أنّ سبب عبادة وَدّ ويَغُوْث ويَعُوْق ونَسْر واللات إنّما كانت مِن تعظيم قبورهم ثمّ اتّخذوا لها التماثيل وعبدوها كما أشار إليه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم) انتهى.
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في (فتح المجيد) (223) في بيان سبب عبادة الأصنام المصوّرة على صُوَر الصالحين، وهو يشرح قول السلف السابق: لمّا ماتوا عكفوا على قبورهم، ثمّ صوّروا تماثيلهم، ثمّ طال عليهم الأمد فعبدوهم.قال الشيخ:
(قوله (ثمّ طال عليهم الأمد فعبدوهم) أي: طال عليهم الزمان.وسبب تلك العبادة والموصل إليها هو ما جرى مِن الأوّلين مِن التعظيم بالعكوف على قبورهم، ونَصْب صورهم في مجالسهم.فصارتْ بذلك أوثاناً تُعبد مِن دون الله، كما ترجم به المصنّف رحمه الله تعالى).
وقال ابن القيّم رحمه الله في (مفتاح دار السعادة) بعد أنْ ذكر الشرك بالكواكب وتعظيمها وعبادة الأصنام التي جعلها المشركون صُوَراً وتماثيل للكواكب.قال في (2/197):
(والسبب الثاني: عبادة القبور والإشراك بالأموات.وهو شرك قوم نوح عليه الصلاة والسلام.وهو أوّل شرك طرق العالم.وفتنته أعمّ وأهل الابتلاء به أكثر.وهم جمهور أهل الإشراك) ـ إلى أنْ قال ـ (وهؤلاء هم أعداء نوح.كما أنّ المشركين بالنجوم أعداء إبراهيم.فنوح عاداه المشركون بالقبور.وإبراهيم عاداه المشركون بالنجوم.والطائفتان صوّروا الأصنام على صُوَر معبوديهم ثمّ عبدوها.وإنّما بُعثت الرسل بِمَحْق الشرك مِن الأرض ومَحْق أهله وقطع أسبابه وهدم بيوته ومحاربة أهله).
فتبيّن لنا مما سبق أنّ أوّل شرك حدث في الأرض هو الشرك بالصالحين مِن البشر، فالذين أحدثوا الشرك في بني آدم كانوا عُبّاداً للبشر، وهم عُبّاد الأموات، وعُبّاد القبور، وعُبّاد الأصنام والتماثيل التي صوّروها على صور البشر،والمقصودُ بعبادة الأصنام عبادةُ البشر الذين صُوِّرت الأصنام على صُوَرهم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (مجموع الفتاوى) (17/274): (..وعُبّاد البشر سواء كان البشر لم يأمروهم بعبادتهم، أو أمروهم بعبادتهم.كالذين يعبدون المسيح وعُزيراً.وكقوم فرعون الذين قال لهم (أنا ربّكم الأعلى) [ألنازعات:24] و (ما علِمتُ لكم مِن إلهٍ غيري) [ألقَصص:38].وقال لِموسى (لَئِن اتّخذتَ إلهاً غيري لأجعلنّك مِن المسجونين) [ألشعراء:29].وكالذي آتاه الله نصيباً مِن المُلك، الذي حاجَّ إبراهيم في ربّه (إذ قال إبراهيم ربّيَ الذي يُحيي ويُميت قال أنا أُحيي وأُميت) [ألبقرة:258].وكالدجّال الذي يدّعي الإلهيّة.وما مِن خَلْق آدم إلى قيام الساعة فتنة أعظم مِن فتنة الدجّال--.وكالذين قالوا (لا تَذَرُنَّ آلهتكم ولا تَذَرُنَّ وَدّاً ولا سُواعاً ولا يَغُوْثَ ويَعُوْقَ ونَسْراً) [سورة نوح:23]).ثمّ ذكر رحمه الله أثر ابن عبّاس رضي الله عنهما.
وقال شيخ الإسلام أيضاً في (مجموع الفتاوى) (17/275):
(ونوح عليه السلام أقام في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً يدعوهم إلى التوحيد.وهو أوّل رسول بعثه الله إلى أهل الأرض كما ثبت ذلك في الصحيح.ومحمّد صلّى الله عليه وسلّم خاتم الرسل.وكِلا المُرْسَلَين بُعث إلى مشركين يعبدون هذه الأصنام التي صُوِّرتْ على صُوَر الصالحين مِن البشر.والمقصود بعبادتها عبادة أولئك الصالحين).


-- ثبت في صحيح مسلم عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال (ما بين خَلْق آدم إلى قيام الساعة خَلْقٌ أكبر مِن الدجّال).وفي رواية له: (أمرٌ أكبر مِن الدجّال).نعوذ بالله العظيم مِن فتنته.




********
وإن تمضى السنون..
فإنّا على الدرب ماضون..
بإذن الله صامدون..
لربنا المعبود شاكرون..
سائلين أن يجنبنا الغرور..






يمكنكم إرسال مشاركاتكم وإقتراحاتكم على بريد الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية
http://gimf.arabform.com
***
طريقة الإرسال عبر الرسائل المشفرة مشروحة بالتفصيل في الكتاب الإلكتروني الموجود في هذا الرابط
ومرفق معه المفتاح العام الخاص بالجبهة الإعلامية






http://www.rean11.com/up/nn1n.com_1033904915.rar
http://d.turboupload.com/d/1030016/jabha.rar.html[/url]
http://www.menoo.de/download.php?id=1A76262C[/url]
***
البرنامج الخاص بالتشفير WinPT
http://prdownloads.sourceforge.net/w...2.exe?download
***
البصمة الرقمية للمفتاح العام
0562 C4BB 66A8 2EE8 6608 43A7 9F7C 4827 B271 AA11
Type: Key Pair
Key ID: 0xB271AA11
Algorithm: DSA/ELG
Size: 1024/1792
Created: 2006-04-10
--------------------------------------------



الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية
Global Islamic Media Front
والله اكبر- ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون
رصد لأخبار المجاهدين وتحريض للمؤمنين
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م