مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 08-03-2007, 08:55 PM
بوهشام بوهشام غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 61
Exclamation

4 ـ ويضع عمر سياسة أمنية تضمن قوة الجبهة الداخلية وتماسكها، لا تقوم على تشكيل عشرات الأجهزة الأمنية والاستخبارية، التي تتجسس على الناس، وتنكل بهم، بل تقوم على منع التظالم بين الناس، فتحفظ بها نفوسهم وأموالهم وأعراضهم وكراماتهم، ما يصلح حال البلاد الاقتصادية والسياسية والعلمية وغيرها. يقول رضي الله عنه: «ولست أدع أحدا يظلم أحدا ولا يعتدي عليه حتى أضع خده على الأرض وأضع قدمي على الخد الآخر حتى يذعن للحق»، ولضمان ذلك في باقي الأمصار وأطراف الدولة يوصي عمر ولاته وأمراءه بأن لا يغفلوا عن هذا الأمر «ولا تغلقوا الأبواب دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم»، يقول في رسالة بعث بها إلى أبي عبيده وهو بالشام «... ثم ادن الضعيف حتى تبسط لسانه ويجترئ قلبه وتعهد الغريب فإنه إذا طال حبسه ترك حاجته وانصرف إلى أهله ...»
وكتب إلى أبي موسى الأشعري أن سوِّ بين الناس في مجلسك وجاهك حتى لا ييأس ضعيف من عدلك، ولا يطمع شريف في حيفك.

5 ـ ثم يرسم رضي الله عنه سياسة جهادية يجملها في أمرين:
 التمويل: إذ جعل الإنفاق على الجند وسد الثغور أحد المصارف الرئيسة لأموال الدولة يقول: «ولكم علي أن أزيد في أعطياتكم وأرزاقكم إن شاء الله وأسد ثغوركم».
 المحافظة على القوة البشرية التي هي مادة الجهاد، »ولكم علي أن لا ألقيكم في المهالك»، وعدم تكليف الجنود أكثر من طاقتهم «ولا أجمركم في ثغوركم» والتجمير هو جمعهم في الثغور وحبسهم عن العود إلى أهلهم ، ويقول موصيا أمراءه: «وقاتلوا بهم الكفار طاقتهم، فإذا رأيتم بهم كلالة فكفوا عن ذلك، فإن ذلك أبلغ في جهاد عدوكم».1
ـ ثم يلتفت عمر إلى الولاة والأمراء بعد فراغه من ذكر واجباته، فيبصرهم كيف يسوسون الناس، ويحدد مهماتهم على الملأ، ولا يغفل عن تحديد مرجعيتهم في كل أمر يشكل عليهم: أما السياسة التي يرسمها لهم فقد أجملها رضي الله عنه في أمور هي:
أ ـ حفظ حقوق الناس وتمكينهم منها بسهولة ويسر، «فأدرّوا على المسلمين حقوقهم» فلا يخفي ما في كلمة «أدروا» من معان عظيمة تتراوح بين الكثرة واليسر والسهولة في إيصال المسلمين إلى حقوقهم.

ب ـ رعايتهم النفسية وحفظ كرامتهم وعزتهم: «ولا تضربوهم فتذلوهم» «ولا تحمدوهم فتفتنوهم ولا تجهلوا عليهم».

ت ـ رعايتهم الأمنية بمنع التظالم فيما بينهم والقوامة على علاقاتهم بعضهم ببعض «ولا تغلقوا الأبواب دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم».

ث ـ حفظ أمولهم «ولا تستأثروا عليهم فتظلموهم».

ج ـ صيانة الروح الجهادية فيهم: «قاتلوا بهم الكفار طاقتهم، فإذا رأيتم بهم كلالة فكفوا عن ذلك، فإن ذلك أبلغ في جهاد عدوكم».

أما مهماتهم فثلاث:
أ ـ تعليم الناس أمور دينهم «لم أبعثهم إلا ليفقهوا الناس في دينهم».
ب ـ رعاية شؤونهم الاقتصادية: «ويقسموا عليهم فيئهم».

ج ـ القضاء: أي رعاية العلاقات بين الناس «ويحكموا بينهم» أما مرجعيه هؤلاء الولاة والأمراء فهو عمر بن الخطاب أي الخليفة «فإن أشكل عليهم شيء رفعوه إلي».

7 ـ لم ينس رضي الله عنه أن يذكرهم بأمور دينهم ويرشدهم إلى الطريق الصحيح، في مواجهة الفتنة ولا فتنة في نظر عمر أشد من قلة الأمانة أو تضييعها وأولى الناس بحفظ أماناتهم هم الأمراء والعلماء يقول رسول الله : «صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس: الأمراء والعلماء»
، ثم كثرة القراء وقلة الفقهاء، حيث يسود الجهل بأمور الدين،
ثم كثرة الأمل حيث تقعد الأمة عن الجهاد والتضحية بالأنفس والأموال وتصبح نهبا لأعدائها مستباحة حرماتها، وتحجم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويعمل فيها حكامها بالإثم والعدوان، فيذلونها ويوردونها موارد الهلاك، وفي مثل هذه الأجواء لا بد أن يظهر أقوام يعملون للآخرة ظاهرا يطلبون بعملهم هذا الدنيا، وهؤلاء هم علماء السلاطين باعوا دينهم بدنيا الحكام،
يقول عمر رضي الله عنه «اقترب منكم زمان قليل الأمناء كثير القراء قليل الفقهاء وكثير الأمل يعمل فيه أقوام للآخرة يطلبون به دنيا عريضة تأكل دين صاحبها كما تأكل النار الحطب ...».
فماذا أوصاهم عمر بل ماذا أوصانا، فما تحدث عنه هو زماننا، يقول: «ألا كل من أدرك ذلك منكم فليتق الله ربه وليصبر»،
إذن يوصينا ابن الخطاب بلزوم أمرين هما التقوى والصبر، أما التقوى فالتزام أوامر الله ونواهيه، وأول أوامر الله وأولاها بالالتزام في هذا الزمان هو السعي للتغيير، من أجل حفظ الأمانة الضائعة، وهي الحكم بما أنزل الله والسعي لتفقيه الناس في أمور دينهم، ولا يكون ذلك إلا بجيش من الفقهاء والمجتهدين وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم، والتي لا تكون إلا بالجهاد. والجهاد وكثرة الأمل أمران متباينان لا يلتقيان البتة، فالتقوى إذن ليست اعتزال الناس والقعود عن العمل للتغيير، ولا أدل على ذلك من اقترانها بالصبر، إذ الصبر ليس صبرا على الطاعة أو عن المعصية أو على البلاء في النفس والمال والولد فقط، بل هو أيضا صبر على العمل للتغيير «الإصرار»، وصبر على الأذى الذي يقتضيه مثل هذا العمل في مثل هذا الزمان فلا يخفى ما يلقاه أهل التقوى في زماننا هذا من أذى ومطاردة وقمع وتنكيل وما سلاحهم في مواجهة ذلك إلا الصبر. يقول تعالى﴿: والعصر  إن الإنسان لفي خسر  إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصواْ بالحق وتواصوْا بالصبر .﴾ وفي الختام، هذه هي الصورة الحقيقية لحكامنا وأمرائنا، وهكذا تكون الرعاية فقط وإن كنت قد أسأت التعليق على خطبتكم يا ابن الخطاب فأستغفر الله، ثم أستميحك عذرا فأنا من أبناء الزمان الذي وصفت، وأدعوا الله أن يرضى عنك ويرضيك، ويقيض لنا حاكما يعمل فينا بعملك ويحمل الأمانة كما حملت، ﴿وما ذلك على الله بعزيز﴾ 
"أبو موسى" ـ بيت المقدس

الوعي العدد 146
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م