عفواً إلهي
عفواً إلهي قد عصـيتك فاعفُ لي
........................ ذنباً رماني في الجحـيم ِ الأسفل ِ
يا ليت أمي لـم تلـدني في الدُنا
.......................... ليكونَ ذِكري في عـدادِ الجُهّل ِ
أو كان حتفي قد أتى في حين لمْ
........................ تـُثْقِلْ كبيراتُ المعاصي مَحْمَلي
ربّي يُنكّسُ خَلـْقَهُ في عُمْـرهِمْ
........................ وأنا ابتديتُ طويلَ عمـر ٍ أرذلِ
وبلاني ربّي في العـداءِ بأربع ٍ
................................ فيهمْ مثـالٌ للعـدوِّ الأمثـل ِ
"إبليسَ والدنيا ونفسي والهـوى" *
......................... فإذا اجتمعنَ فذاك حتماً مقتلي
إبليسُ قال "لأقعدنّ لهم صرا (م)
.................... طك" عن يمين ٍ أو شمال ٍ مَنزلي
أو بينَ أيديهمْ وخلفَ ظهورهمْ
...................... إن لم يكونوا شاكرينَ فهـِيتَ لي *
"يا خاطبَ الدنيا الدنيّةِ إنها" *
............................ ريحانة ٌ ماسَتْ فلا تتعجّل ِ
ما إن تـَذ ُقْ منها القليلَ تعافـُها
...................... عَبَقُ الربيع ِ وطعْمُ مُرِّ الحنظل ِ
والنفسُ تأمـرُ بالمعاصي دائمـاً
...................... قد جـاءَ ذلك في الكتابِ المُنزَل ِ
عِشْ ما حَييتَ فلستَ تحيا سالماً
....................... من الافتتان ِ بها ولستَ بمَعزل ِ
خابَ الذينَ إلهاً اتخذوا الهوى *
.......................... وغدوا عبيداً للمليح ِ الأكحل ِ
ذلــّوا وما ذلــّوا لمنْ بيمينهِ
................................ عِزُّ الذينَ تقرّبوا بتذلـّل ِ
أين المـلاذ ُ؟ وهل ملاذ ٌ؟ إنني
.................... أخشى على نفسي ضعيفَ تحمّل ِ
رحماكَ ربي ليسَ يشفعُ ليْ سوى
.......................... أني ابتليتُ وكانَ فيكَ تجمّلي
* إشارة إلى قوله تعالى: قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ {16} ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ {17} سورة الأعراف
* تضمين لقول الشاعر:
يا خاطب الدنيا الدنية إنها
................. شرك الردى وقرارة الأقذار
دار متى ما أضحكت في يومها
...................... أبكت غدا تبا لها من دار
* تضمين أيضا.
* إشارة إلى قوله تعالى
إن النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ{53}) سورة يوسف
* إشارة إلى قوله تعالى: (أفرأيت مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً {43}) سورة الفرقان.