مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 24-08-2000, 06:27 PM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post جناية التنازل عن التضامن العربي

في جولته التسويقية لإعلان الدولة، زار ياسر عرفات - رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية - عواصم العالم العربي، وجل عواصم الغرب الأوروبي، وبعض الأصدقاء في الشرق، حاملاً إليهم مشروع الدولة الفلسطينية، متمنياً عليهم تفهم وجهة نظره ومساندته في المحافل الدولية يوم يعلن عن قيامها في القريب القادم. وبالرغم من لهجة التفاؤل التي دبج بها بياناته الصحفية قبل وبعد أي زيارة، والابتسامة العريضة التي رسمها على وجهه، وفيض القبلات الحارة المعهودة التي وزعها هنا وهناك، فإن ما حصده حتى الآن لم يتعد كلمات مجاملة اقتضاها بروتوكول الاستقبال والتوديع.

والفتور السياسي الذي استقبل عرفات وودعه لم يكن مقصوراً على معارضيه، بل طبع لقاءه بمشجعيه على المضي في مشروع (السلام)، لأسباب عديدة لا تتعلق بالدولة القادمة، ولكنها تتعلق بمصالح الدول المستضيفة، في عالم انسحبت منه شعارات التضامن القومي القائمة على التضحية من أجل القضايا الاستراتيجية لتفسح المجال لشعارات واقعية تسعى باتجاه المصلحة القطرية، وفي أفضل الحالات تتحاشى تعريض مصالحها المباشرة والبعيدة لأية خسارة حقيقية. وعرفات اليوم لا يعيش عهده الذهبي.

ونضيف إلى هذا التحول في الشعار السياسي العربي القومي لحساب المصلحة القطرية، سياسات ومواقف عرفات في التخفيف من اندفاع حماس الأشقاء الأقربين تجاه دعم المطالب التي يطرحها على بساط البحث، فقد أحرج كل من حوله من القيادات الفلسطينية ومن ثم القيادات العربية بانتهاجه أسلوب المفاوضات المزدوجة، واحدة معلنة وأخرى سرية، تشكل الأولى بالونات اختبار وفرصة اكتساب للوقت، بينما تشكل الثانية المسار الحقيقي الذي ارتضته القيادة الفلسطينية الرسمية لتحقيق الشخصية السياسية الدولية والإدارة الإقليمية المستقلة.

كانت المواقف واللقاءات التفاوضية المعلنة وما يتعلق بها من تحرك داخل الساحة الفلسطينية والعربية، مسألة معزولة تماماً عن مفاوضات أخرى تتم تحت الطاولة، بعيداً عن الأضواء، لا يعرف عنها مساعدو عرفات ومفاوضوه المعلنون شيئاً، كما تخالف التوجهات والاتفاقات السياسية القائمة بين دول الطوق العربية وبين عرفات.

فقد وجهت مفاوضات (أوسلو) السرية ضربة غدر للأشقاء العرب وللصف السياسي الفلسطيني نفسه، وكرست صورة عرفات الازدواجية والمتناقضة التي يتهمه بها خصومه، وكان السعي باتجاه التضامن العربي يقتضي الاستمرار في سياسة المصارحة والوضوح مع القيادات الفلسطينية والعربية، لاسيما تلك المعنية بشكل مباشر بالصراع العربي الإسرائيلي كدول الطوق المحيطة بفلسطين المحتلة، بالإضافة إلى دول الخليج المتعهدة بدعم النضال والجهاد الفلسطيني بما تملك من ثروة، ومن علاقات دبلوماسية مع الغرب (أوروبا وأمريكا).

وفي الحالة السورية شكلت (أوسلو) ضربة لا يمكن التغاضي عنها، فقد كانت سياسة الرئيس الراحل الأسد قائمة على تحقيق تعاون أعمق من تنسيق شكلي بين المواقف السورية واللبنانية والفلسطينية، لاسيما بعدما فك الأردن ارتباطه بالضفة وأعلن تخليه عن مسؤوليته تجاه الأراضي المحتلة تاركاً الأمر كله للممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

وحقق انفراد عرفات في مفاوضاته مع الإسرائيليين آثاراً سلبية على التضامن العربي الذي يبحث عنه الآن ويسعى إليه، فهو لم ينعكس فقط على اللامبالاة، بل أدى إلى فرط حبات عقد الصمود في وجه الإلحاح والضغوط الدولية لتستجيب كل دولة عربية إلى ما يحقق لها مصلحة أو يخفف عنها ضغطاً أو يفتح لها باباً من أبواب التعاون الدولي.

وباجتماع النهج السري مع الموقف المعلن من احتلال العراق للكويت، رأينا مكاتب الارتباط الإسرائيلية، ورفع المقاطعة من الدرجتين الثانية والثالثة، وحمى التصريحات بتأييد صيغ جديدة تحكم الصراع العربي الإسرائيلي، ترتفع في أكثر من عاصمة عربية، بينها عاصمتان خليجيتان على الأقل. وما كان لهذا أن يحدث لولا السياسة المذكورة لمنظمة التحرير وللسلطة الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات الذي يطرق أبواب العالم العربي لعقد قمة، فلا يحصد سوى النصائح والوعود.

لقد ضيعت القيادة الفلسطينية الراهنة من يدها أوراق قوة كثيرة كانت تملكها، على رأسها إرادة الشعب الفلسطيني في قبول التحدي والمواجهة، كما تبدت في الانتفاضة التي هزت صورة إسرائيل الدولية، واقتصادها وأمنها، وقللت من أعداد المهاجرين القادمين من روسيا ودول أوروبا الشرقية، بينما رفعت أرقام الفارين بجلودهم من أتون يومي لم يستعدوا لمواجهته.

وضيعت القيادة الفلسطينية من يدها ورقة المقاومة المسلحة، وضيقت على أبرز تياراتها (حماس) و(الجهاد الإسلامي) في الوقت الذي تبنت فيه القيادات الإسرائيلية حركات التطرف الإسرائيلية.

وضيعت القيادة الفلسطينية قدسية قضيتها عندما أدخلتها في سوق المزايدات السياسية الرخيصة، وتحولت من شموليتها إلى مجرد مطالب هزيلة تتعلق بقطعة أرض هنا وبموقع هناك.

فعرفات اليوم يقطف ثمار ما زرع، و أكثرها مرارة موقف أندونيسيا - أكبر دولة مسلمة - حيث تسرع رئيسها (عبد الرحمن وحيد) قبيل لقائه عرفات باستقبال وزير الخارجية الإسرائيلي بالوكالة وإعلان الخطيئة التي لم يجرؤ أحد من قادة العالم الإسلامي على طرحها بهذا الوضوح وهذه الصراحة، وهي الإقرار للإسرائيليين بسلطتهم على القدس، محور الصراع ورمز معركة الوجود بين المسلمين والحركة الصهيونية. للأسف نجح ممثل القضية فيما فشل فيه عدوها.

فهل من وقفة حساب مع النفس لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟//
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م