إلى الغرباء-يمشون في بيروت

عبد السلام البراج · #1 18-01-2002, 04:51 AM

يمشون في بيروت

يمشون في بيروت ، في هياكل الزمنْ
وعلى القلوب تمائمٌ تدمي الزمنْ
والموت يمشي ناسياً معنى الحياهْ
الموت يحيا في وفاهْ!
لكنّما الدهرُ اجتباهْ!!

لا تهتفي، لا تصرخي
لاترفعي الصوت الذي
يحيي الحياةْ
فصوتُ شجو ها هنا فيه السما
قد تزهر العَبَقَ كما
فيه الجباهُ ستسجدُ
خلف الجباهْ!

ومشيتُ خلفكِ هائماً
"لا ترحلي، إني هنا
ومدينة الصمت التي
وهبتِها معنى الكلامْ
حتماً ستبتلعُ الكلامَ (م)
ولن يعودَ لي كلامْ"!

ومشيتُ مثلَ يمامةٍ
طارت وعلّتْ في الظلامْ
والجنح منها سابحاً
يحكي حكايا لا تنامْ

ومشيتُ رغم النار خلفي:
"يطفىء النار الكلامْ"!
ناديتُ عودي ربما
قد يطفىء النار الكلامْ
أو ربما أغفو هنا
والنور يطعنُ في الظلامْ

بيروت 17/1/2002

الصمصام · #2 19-01-2002, 07:28 AM

أخي عبد السلام
ألم أقل لك لا تطل السهر

(ومشيتُ رغم النار خلفي:
"يطفىء النار الكلامْ"!
ناديتُ عودي ربما
قد يطفىء النار الكلامْ
أو ربما أغفو هنا
والنور يطعنُ في الظلامْ )

نعم سيظل النور يطعن في الظلام حتى يزهقه

سلمت وسلم حرفك

عبد السلام البراج · #3 22-01-2002, 12:17 AM

طيفكِ هلّ ببالي
طيفكِ سرّ السهرْ
لا تنادي بالملامهْ
لا تنادي إني صبٌّ
ناظرٌ يوم القيامهْ

كلّما فكّرتُ فيكِ
يورق القلبُ الكلامَ
كلم هبّ الهواءُ
تنعش الروحَ ابتسامهْ
فالهواء يأتي برجا
من تراحيلِ الشمالِ
والفؤاد إذ يلاقي
طيبَ ريح الاشتياقِ
عندها يغفو بعيداً
خلف غيمات الشتاءْ

(عذرا من التي كتبت لها تي القصيدة على تصرفي بها وإعادة نظمها بشكل يناسب الرد)

شكرا لك أخي الصمصام مرة أخرى وسلمت بنا الأوطان الأصدقاء

أبو حسن · #4 23-01-2002, 12:12 AM

أخي عبد السلام

تابعت كتاباتك في الخيمة الأدبية
وفيك شعر وحدس صائب لروح شعر التفعيلة
ولو أبديت مزيداً من الاهتمام بشعرك ونقحته من النواحي العروضية واللفظية لصرت من أحسن شعراء التفعيلة ولأصبحت برجا عندك كجيكور عند السياب..

وعود إلى التنقيح العروضي واللفظي:

هذه القصيدة مبنية على تفعيلة الرمل:فاعلاتن فاعلاتن

لأجل أن تكمل هذه التفعيلة يجب أن تقول:
طيفكي هل يبالي
طيفكي سر السهر
ومد الكسرة في طيفك غير جائز ويتناقض مع قوانين اللفظ العربي الفصيح التي تفرق كلياً بين الحركة وحرف المد بحيث لا تتحول الحركة إلى مد إلا إن انتهت الكلمة بهاء في أي مكان في البيت أو إن انتهت الكلمة بحرف متحرك في آخر البيت أو انتهت الكلمة بحرف متحرك في آخر الشطر الأول على شرط أن يكون البيت مصرعاً أي متحد القافية في الشطرين.ولا ينتهي الشطر الأول في بيت غير مصرع بحرف متحرك غير الهاء إلا في المتقارب والهزج-قاعدة عامة-
وفي شعر التفعيلة لا يوجد بيت وأشطر فنقول إن تحويل الحركة إلى حرف مد لا يجوز أثناء الكلام في غير الهاء آخر أي كلمة..
والخطأ المقابل لتحويل الحركة إلى مد هو تحويل حرف المد إلى حركة أي تحويل الألف إلى فتحة والياء إلى كسرة والواو إلى ضمة:
يحكي حباً من جمان
لتصح تفعيلة الرمل أنت يجب أن تلفظها هكذا: يحك خباً من جمان وتضع كسرة للكاف بدلاً من الياء وهذا غير جائز إذ حذفت بهذا حرف العلة في المضارع بلا جازم ولم تعط اللفظ حقه.
ومثله الواو المتوجب حذفها في يغفو والياء في يمشي ليصح الوزن في
يغفو حباً يمشي حباً
وتحويل الحركة إلى مد والمد إلى حركة ظاهرة متواترة في شعرك وهو خطأ وعيب لفظي .
وفي العروض أنت تبدأ بتفعيلة الكامل ثم تنتقل إلى زحافات لا تجوز في غير الرجز:
يمشون في بيروت في هياكل الزمن-هذا رجز بدليل وجود متفعلن بدل مستفعلن (هيا كل الزمن=متفعلن متف)
ثم تقول
وعلى القلوب تمائم تدمي الزمن - هذا بالتأكيد على تفعيلة الكامل بدليل وعلى القوب تمائم =متفاعلن متفاعلن -جاءت متفاعلن هكذا
///0//0
والخلط بين الرجز والكامل لا يسير على نسق شعر التفعيلة
هذا مع الإشارة الواجبة إلى جمال التعبير الشعري والروح العامة الشعرية للقصيدة التي تدل على أنك يمكن أن تكتب شعر تفعيلة ممتازاً لو اهتممت بهذه الجوانب
هذه ملاحظات ولا أقول لك في ختامها:فاستفد

لأننا هنا أخوة لا أستاذ فينا ولا تلميذ بل نستفيد من بعضنا فأنا أستفيد منك وأنت تستفيد مني
مع التحية..

عبد السلام البراج · #5 25-01-2002, 01:33 AM

شكرا لك أخي أبا حسن، وبعد، هذا ما أطالب به مذ فتئت أطالع وأكتب في هذه الصفحات ،

لقد طالبت بوجود فرع خاص على الخيمة يكون شغله النقد لا سواه، أي تعرض قصائد للمشاركين على الموقع وللأدباء على كافة العصور العربية

ولقد أثنى بعض الأخوة على الاقتراح كالعزيز سلاف الذي اقترح أن يكون الأستاذ خشان مراقبا! هذا وإن هدفي من المشاركة هو "الإفادة والاستفادة"

ومع شكري لكم من جديد أعود لأقترح أن يكون النقد شاملا لأن ميزة النص لا تظهر إلا من خلال تحليل شامل ومنهجي , هذا وأضيف : كما يتراءى لي ، أجوّز الانتقال بين التفاعيل العروضية كمستفعلن ومتفاعلن
ومفاعلن ضمن اتباع تناسق القرارات الإيقاعية فلا يكون لذلك وقع غريب على الأذن المدربة الرهيفة ( وأطمح أن أصل لهذا المستوى يوما)
لاحظ كيف فعل السياب ذلك ببراعة والأمثلة كثيرة وهذا واحد:

" نزعٌ ولا موتُ | مستعلن فعلُ
نطقٌ ولا صوتُ | مستعلن فعلُ
طلقٌ ولا ميلادْ |مستفعلن فعلان

من يصلب الشاعر في بغدادْ |مستفعلن مفتعلن فعلان
من يشتري كفيه أو مقلتيهْ |مستفعلن مستفعلن فاعلان
من يجعل الإكليل شوكاً عليهْ |مستفعلن مستفعلن فاعلان

(من قصيدة العودة لجيكور)

طبعا لم أصل لهذه البراعة التي تظهر عند السياب ودون أن أطيل فالإيقاع لديه لا ينفك عن كونه وحدة معنوية وأين أنا من ذلك؟

ومن جديد شكرا لك يا أبا حسن ، أما كلمة "استفد" فأنا لا أوريدها إلا تندرا وطرافة ، فإذا أتت ثقيلة وهذا ما يبدو أكون عندها ثقيل الدم وعريض ...

فتحملوني

ومن جديد لكم من الشكر مني جزيله والسلام عليكم