مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 21-09-2006, 11:05 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي لكل جواد كبوة , ولكل عالم هفوة !


هداك الله يا دكتور سلمان العودة ..
أشغلت المجاهدين بالرد على فتواك
فهل ترضى لنفسك أن تشغلهم عن تطهير الأراضي المحتلة من الصليبيين والروافض ؟؟
وعن الرد على الزنادقة والمبتدعين ؟؟
ناهيك عما سببته هذه الفتوى من فتن وبلابل
________________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. وبعد :
فلم تعد الحرب الصهيوصليبية سراً مكتوماً يحتاج إلى استفسار أو استفصال ، ولا أمراً مخفياً يتطلب بحثاً وتنقيباً وتدقيقاً ، ولا قضية مشكلة تستوجب لإدراكها طول النظر ولا تقليب الفِكَر ، ولا مسألة متداخلة متشابكة تقتضي التأمل والتملي ، بل قرعت العالم الإسلامي كله بوجه سافر وعداء ظاهر ، ودهمته بمواجهة صلعاء تغلغلت كريح السموم إلى كل شِعب في حياة المسلمين ، وابتهل ذووها وتنادوا بكلمة الكفر : {وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ}ص6 ، فشمروا لصليبهم واستعانوا برهبانهم ، واستنهضوا إعلامهم ، وسخّروا عملاءهم ، والكل ينادي ويردد : [أعلُ صليب ...أعلُ صليب].

إلا أن أظهر صور تلك الحرب وأبرزها هي الهجمة العسكرية الهوجاء والتي عصفت ببلدين عظيمين من بلاد الإسلام وهما أفغانستان أولاً ثم العراق ثانياً ، ففيهما تقارعت الكتائب وتصارعت المواكب ، وتقابلت الزحوف وتصادمت السيوف ، فصارت أم الصليب وحاملة لوائه تتهاوى بفضل الله عز وجل وبتوفيقه للخُلَّص من فتية عقيدة التوحيد والصفوة من المستمسكين بالحق ، فها هي اليوم وبعد أن صارت تزجر كل من تَشْتَمُّ منه معارضة أو تستشعر من جهته عدم انقياد ، عادت تلتمس من العالم شرقاً وغرباً إعانتها ، وتستجديه لنصرتها ، فطويت لغة التبجح والاستعلاء والبطر : [من لم يكن معنا فهو ضدنا] ، ونبذت كلمات الكبر والانتفاش والغرور [محور الشر] ، وصارت ضُحكة بين الأمم ، فسخِر منها القريب والبعيد ، وهزأ بتصريحات ساستها القوي والضعيف ، واعترضها وعارضها الغني والفقير ، وعلم الجميع بعد أن انقشع الغبار - أو كاد - أبغلٌ كان تحته أم حمار.

هذا ولما أدرك عبّاد الصليب وأتباعهم أن المعركة لن تُحسم لصالحهم في ساحات النزال إذ ألفوا الأمر أكبر مما قدروا وأخطر مما تصوروا ، فأعادوا النظر ، وعمقوا التفكير ، وسبروا السبل ، وأحصوا الطرائق ، ودرسوا وتأملوا التجارب ، ليجدوا لأنفسهم مخارج من ورطتهم تكف زحف الأبطال ، وتخفف وغر الرجال ، وتسلهم من المواجهة انسلال الشعرة من العجين ولكن بشيء يحفظ لهم ماء وجههم العبوس – إن كان في وجههم ماء - فقرعوا لذلك كل باب ، وطلبوا لتحقيق المأرب كل مكيدة ، واستعانوا للتدبير بكل خبير ، إلا أنهم كلما ظنوا النجاة طوقتهم المهلكة ، وحيثما دبروا الكيد غلهم القيد ، ومهما أحكموا الخطة وأضمروا الخدعة وجدوا الشراك نصبوه بأيديهم والمقتل هيئوه لأنفسهم ، فمن يتابع – وبغير عناء – سيْرَ قراراتهم وتبدُّلَ حالتهم علم يقيناً حالة التخبط التي يتقلبون بها ، والحيرة التي يهيمون فيها ، فيبرمون وينقضون ، ويؤكدون ويشككون ، ويتوعدون ثم يستجدون وما ذلك إلا علامة التيه وشارة الاضطراب والفضل لله وحده أولا و آخراً : {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }الأنفال17
بيد أن هذا الانكسار والانحسار ما حصل بين عشية وضحاها ، وما استجلب بثمن بخس ، بل امتزج فيه العرق بالدموع والدماء ، واختلط الدمار بالأشلاء ، واجتمعت الآلام وتوالت الأحزان ، فصبرٌ يتبعه صبر ، وعزمٌ يدفعه عزم ، وثباتٌ أمام حوادث تزلزل الجبال الراسيات ، ودواهٍ تقتلع القواعد الراسخات ، حتى خُيل للبعض أن العاصفة لن تبقي أحداً فنطق النفاق بوقاحته المعتادة فقالها : {غَرَّ هَـؤُلاء دِينُهُمْ}الأنفال49 ، وتفلتت الكلمات تبعثها القلوب المريضة والأفئدة الواهية فأعلنوها :{ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً}الأحزاب12 ، وطاشت العقول وشردت النفوس وهامت الأفكار فأفصحت عن مكنونها : {لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا}آل عمران154 ،واندلعت الألسنة الحداد تسلق المؤمنين سلقاً تطوي خيرهم وتختلق الشرور لهم ، تدعي نصحهم وتزعم الشفقة والرفق بهم : {لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ}آل عمران156 ، {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا}آل عمران168.
وفي وسط هذا الطوفان الملتف والعاصفة العاتية صرخ الحق بعقيدته الراسخة {هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً}الأحزاب22 ، وأعاد أهله للإيمان نصاعته ، ولليقين إشراقته وعلموا أن قوتهم بغير الله لا قوة فقالوها وكرروها واستيقنوها {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}البقرة249 ، فعقيدتهم : {إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ}آل عمران160 ، وحاديهم ومؤنسهم : {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ }التوبة52 ، وكلما اشتد سعير الحرب وخُوِّفوا من الجموع قام بين نواظرهم : {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران175 ، وعندها قالوا قولة نبيهم صلى الله عليه وسلم : [الآن حمي الوطيس ..انْهَزَموا وربِّ الكعبة] فما زالوا كذلك وشعار الكل لا نجونا إن نجوتم ، ولنقاتلنكم حتى تنفرد سالفتنا أو يقيم الله دينه ويكبت عدوه.

فلما وجد عبدة الصليب أن الحق في زحف والرجال لا تكف عن النسف ، سلكوا سبيلهم المعتاد فأرادوا لهم الغنم وعلى غيرهم الغرم ، وعنونوا مشروعهم – في عراق الخلافة - بتكوين عراق موحَّد لا موحِّد ، وتأسيس جيش يضم كل طوائف مجتمعه لا يستثني أحداً ولا يحاشي فئة ، [ سنياً شيعياً كردياً صابئياً نصرانياً ملحداً علمانياً ] ..ليكن ما يكون فالمهمة واحدة والمقصد متفق وهو منع قيام دولة للإسلام وبأي ثمن وإيجاد عراق جديد بعد أن أعادوه بآلتهم العسكرية إلى ما قبل عصر التاريخ ، ولكن عصريته وحضارته وتقدمه تتمثل في شيء واحد لا تتعداه وهو المنع من الإسلام ، فنهضت لذلك وسائل إعلامهم تروج لمشروعهم ، وتنافح عنه ، وتحسِّن قبائحه ، وتمهد طرائقه ، وترد على المشككين بجدواه ، وبجانب هذا فخناجر الغدر الرافضية قد استلمت الزمام وشمرت لنصرة إمام السرداب الذي لم يلد ولم يولد ، فجزت الرؤوس ، ونكلت بالضعفاء ، ومزقت الأجساد ، وبقرت البطون ، ورضت الأجنة ، وهتكت الأعراض ، واقتحمت المساجد ، كل ذلك بطرق تنم عن حقد عميق لم يبلغه اليهود على مر العهود ، وكذلك هي نبتتهم الخبيثة التي بذر بذرتها اليهودي عبد الله بن سبأ ، فأنى للخير أن يرتجى من مثلهم : {وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً}الأعراف58 .

فلما وجد أهل السنة في العراق أن المعركة ضارية ، وأن ما أسموه [حربا طائفية] لا محالة آتية بل قائمة ؛ بدءوا يبحثون عن مخرج مما هم فيه بعد أن استنفد كثير من ضعفتهم ومهزوميهم وسعهم في التملق والتزلف للروافض الحاقدين والزنادقة المندسين إلا أن ذلك لم يُجدِ نفعاً بل ما ازداد أهل الرفض بذلك إلا استعاراً فكأنهم يغرونهم بتملقهم ويشجعونهم بركونهم ، وما وقف في وجه ذلك الحقد الرافضي إلا ثلة مباركة من أهل الحق عرفوا أن السيف يقوِّم الحيف ، وأن القوة تردعها القوة ، فبذلوا لحماية الأعراض المهج ، وردوا على الصاع بضعفيه ، ومن بين هؤلاء الصادقين وأولئك المتملقين نبتت نابتة ثالثة أرادت بزعمها سلوك نهج توجد من خلاله قوة تحمي بها حماها وتحصِّن نفسها بطريقة ترضي الغزاة الصليبيين من جهة وتعادل الروافض الحاقدين من جهة أخرى وفي الوقت نفسه تأمن غائلة الصادقين من أهل السنة الذين لا يرضون مساومة على طريقهم البين وطريقتهم الخالصة ممن ذكرنا ، فرأوا أن الحل بزعمهم يكمن في انضمامهم للجيش والشرطة العراقية والانتظام في سلك النظام لأخذ صبغة الشرعية لتحقيق الهدف المذكور وهو حماية الأنفس والدفاع عن ضعفة أهل السنة زعموا !!
فكان مما قرأت في هذا الصدد فتوى مقتضبة في كلماتها وخطيرة في مضمونها بل قاتلة في مؤداها نُقلت عن الشيخ سلمان العودة ونسبت إليه يوجب فيها على أهل السنة في العراق الانضمام إلى منظومة الجيش والشرطة العراقية ، ونص الفتوى كما اطلعت عليها مع سؤالها : [وفي إجابته علىسؤال من العراق حول حكم مشاركة العراقيين في مؤسسات الجيش والشرطة العراقية ، قالالشيخ سلمان : "أرى أنه يجب على عموم المخلصين في العراق أن يسارعوا للمشاركة فيالجيش والشرطة فهي مستقبل وحاضر البلد ولا يمكن أن نقبل أن يكون الجيش أو الشرطة منخارج البلد أو أن يمثل فصيلاً واحداً من فصائل العراق ويستعبد الكثير .

وأضاف فيذات السياق : لا أحد مستفيد من أن تكون مؤسسات العراق حكراً على فصيل دون الآخرين،وللضرورات أحكام ، ونتحمل ما قد يصيبنا لدفع شر أكبر.].

ولعمر الحق إن هذه الكلمات التي هي أشبه بالتصريحات الصحفية والحوارات السياسية منها إلى الفتوى الشرعية تعد قاصمةَ الظهر وزارعة الشر ، ولا يدرك خطورتها وعواقب أبعادها إلا من عاش ويعيش وسط معمعة المعركة ، ويعرف حقيقة الوضع الذي يتحدث عنه ليعطي كل كلمة حقها ويضعها موضعها ، أما الاعتماد المجرد على ما تنقله وسائل الإعلام والتي تصنع العقلية التي تريدها وتشكلها تبعاً للصفة التي تهواها فهذا قلما يسلم من شراكهم وينفك عن تلبيساتهم ومن ثَم فأنى لمثله أن يصيب الحق وقد قطعت الطرق أمامه ونصبت العقبات أمام سلامة تفكيره وصحة تصوره للوقائع على وجهها ، ولأجل هذا الأمر الخطير القاتل أحببت أن أدون بعض الكلمات حول هذه (الفتوى) – إن صحت التسمية – خصوصاً وللموضوع المثار عموماً راجياً من الله أن يرزقنا الصواب وأن يبعد عنا الهوى والعمى إنه سميع عليم.

وقبل الشروع في المناقشة التفصيلية لما ورد في كلام الشيخ أحب أن أذكر هنا أمراً علمته من بعض إخواننا الثقات من مجاهدي العراق سددهم الله ؛ وهو أن تبني المشاركة في الجيش والشرطة العراقية بدعوى حماية الأنفس ليس أمراً جديداً ، بل وقع أن بعض الجماعات الجهادية في وقت من الأوقات قد أفتتْ بجوازه لبعض أهل السنة وفي حالات خاصة وظروف ضيقة محاولة وضع ضوابط في ذلك ، فما أن تلقَّف
__________________
نراع إذا الجنائز قابلتنا *** ونلهو حين تختفي ذاهبات
كروعة قلة لظهور ذئب *** فلما غاب عادت راتعـــــات
  #2  
قديم 21-09-2006, 11:10 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

بعض ضعفة القلوب ذلك الأمر والذي كان بمثابة ضوء أخضر من قبل جماعة جهادية إذ كان الخوف من سوء العاقبة أحد أهم الأسباب التي تحول بينهم وبين الدخول في الجيش والشرطة حتى سارعوا متهافتين لذلك ، غير مراعين لضوابط ولا معتبرين لقيود ولا واقفين عند حدود ، فقرت أعين الصليب وتم لهم ما يريدون ففتحوا أبواب التجنيد لأهل السنة مرغبين حيناً ومرهبين حيناً حتى تحصَّل لهم عدد كبير منهم فبدءوا يكشرون عن أنيابهم ويكشفون مكنوناتهم ، وغدوا يختبرونهم بصدق ولائهم (للدولة والنظام) ، وتجردهم عن الانتماء (الطائفي) فراحوا يفرقونهم في البلاد ، ويوظفونهم في مناطق لا يقدمون فيها ولا يؤخرون ، ولا يمكنهم إطلاقاً القيام بشيء مما زعموا أنه دافعهم للانضمام للجيش والشرطة ، ويؤمِّرون عليهم شر البرية من زنادقة الروافض وأضرابهم ، وأصبحوا يسخِّرونهم في القبض على المجاهدين جنباً إلى جنب مع الروافض الحاقدين والغزاة الصليبيين ليظهر لهم تلكؤ من يتلكأ وتجرد من يتجرد ، وما زالوا يوغلون ويتمادون في توظيفهم ويستدرجونهم في غرس وتعزيز الانتماء الوطني لديهم ، ويكسرون في قلوبهم أي تحرّج يمكن أن يقع أمام مواجهتهم للمجاهدين خصوصاً ولأنصارهم من أهل السنة عموماً ، حتى صاروا وفي زمن قصيرٍ جنداً محضرين كغيرهم من أعوان الغزاة الصليبيين يداهمون ويعتقلون ويقاتلون وينكِّلون ، وإذا شبعت بطونهم وامتلأت جيوبهم وقرت أعين أربابهم فلتذهب العراق إلى الجحيم.

فلما أدركت تلك الجماعة فادحة ما ارتكبته ، وأن الناس قد ركبوا أهواءهم ، وصاروا عقبة يزداد حجمها يوما بعد يوم في طريق الجهاد والمجاهدين ، وأنهم بذلك قد كثّروا أعداءهم بأنفسهم ، تراجعت تلك الجماعة عن فتواها وأعلنت إغلاق هذا الباب رأساً ، وأكدت أنه لا مجال –عملياً- للوقوف عند تلك القيود التي وضعوها ، هذا زيادة على المحاذير الشرعية التي أطلعت عليها تلك الجماعة بناء على واقع ملموس رأوه بأعينهم وعايشوه بأنفسهم.
وإنما قدمتُ بهذا التوطيد لنعلم أن أهل المعرفة بساحة العراق والصانعين لأحداثها قد اكتشفوا حقيقة الأمر ، وتقينوا دسيسة المكيدة ، وحاولوا جهدهم تفاديها من خلال إيجاد ضوابط وتدقيقات رأوا أن إهمالها يقود إلى كارثة ولكن الأمر كان أكبر من قدرتهم ، ولم تكن تلك القيود والحدود التي أرادوها إلا أماني كاذبات ، فرجعوا إلى الحق الحقيق بالاتباع والذي طالما نصحهم به إخوانهم في الجماعات الجهادية الأخرى فجزى الله الناصح والمنصوح خيراً.

وعودة إلى موضوع الشيخ سلمان العودة ، فللأسف فإن كلامه المنقول آنفاً خال من أي ضابط أو قيد ، وعارٍ عن وضع شيء من التفريعات والتدقيقات ، ومتجرد عن بيان أي دافع يجوز بموجبه الانضمام ويحرم فيما سواه ، واستخدم في (فتواه) كلمات فضفاضة لا معنى لها في ميزان الشرع ، ولكل شخص القدرة لأن يحملها على ما يريد ويوظفها فيما يحب وهو منهج (إرضاء الجميع) الذي لا يأتي بخير : {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ}المؤمنون71 ، وإنني بفضل الله لا أرمي الكلام جزافاً ، ولا أتقول على أحد ، ولا أبني نتائجي على مقدمات موهومة ، أو تخيلات مزعومة ، بل أعني كل كلمة أقولها ، فإني لأعلم أنه :{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}ق18 ، وأنه :{سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ}الزخرف19
فأولاً : إن السؤال الذي وجه إلى الشيخ سلمان لم يفرق بين طائفة أو أخرى بل كان عاماً شاملاً لجميع العراقيين ، فهكذا سيق : [وفي إجابته علىسؤال من العراق حول حكم مشاركة العراقيين في مؤسسات الجيش والشرطة العراقية] ، فهو سؤال عن حكم مشاركة (العراقيين) ، ولم يكن مخصوصاً ومتعلقاً بأهل السنة وحدهم ، ومع أنني لم استمع إلى السائل بأذني وإنما قرأت ما وصلني فحسب ، فقد يكون حصل تصرف من قبل الناقل على طريقة الإعلاميين والصحفيين وهو عمل في هذا الموطن شنيع لشدة إيهامه ، وعلى كل حال فالأمر المجزوم به أن الكلام موجه أساساً إلى أهل السنة في العراق ، وإلا فمنذ متى بقي مجرمو الروافض وجلاوذة الزندقة ينتظرون فتوى من الشيخ سلمان العودة حتى يبحث لهم عن حكم انضمامهم للجيش والشرطة والتي تعد وكراً لعتاة جزاريهم ، وهذا أهون ما يمكن أن نحمل عليه كلام الشيخ سلمان أما إذا أراد بقوله (العراقيين المخلصين) سنتهم وروافضهم فتلك هي الداهية الدهياء والطامة الصماء التي لا يتفوه بها إلا فاقد عقله أو عابد هواه وغاشٌ لدينه ولأمته ونربأ بالشيخ أن يقصد ذلك ، ولهذا فقد قلت إنه قد استخدم كلمات فضفاضة يمكن لكل مغرض استغلالها وإخضاعها لهواه ، فالإجمال في موضوع التفصيل سبيل غير سديد ويجر إلى مذاهب قبيحة ومفاهيم منحرفة ، ويفتح باباً للجدال والنزاعات لا سيما في مثل هذا الموضوع الكبير والحساس.

ثم إن السائل لم يعلق سؤاله على حالة معينة ودوافع محددة كالزعم بأن مقصد المنضمين هو حماية أنفسهم وأهليهم ومناطقهم من سفاحي أهل الغدر والرفض ، بل أطلق وعمم ، وكذلك الشيخ في جوابه لم يضع قيوداً أو يحد حدوداً لما ذهب إليه بل ألقى الحبل على الغارب وأفسح المجال وفتح الباب على مصراعيه ، ومن هنا فإن ما قرره هو أخطر ما قيل في هذا الموطن على الإطلاق ، ولم أر فيما اطلعت ورأيت أحداً زعم أن الانضمام إلى منظومة مرتدة كالجيش والشرطة العراقية يعد أمراً واجباً هكذا بإطلاق من غير تقييد وإجمال من دون تفصيل ، فحتى الجماعة الجهادية التي نقلت فتواها في هذا الصدد قبلُ قد حاولت جهدها تضييق الدائرة ورسم حدود واضحة لمن (أجازت) لهم ذلك ، ورغم ذلك قد انقلب الأمر عليها وتفلت من يديها فرجعت عما أفتت به ، ولا أدري ما الذي يدفع الشيخ سلمان إلى مثل هذه المجازفة الجارفة التي تعني وباختصار شيئاً واحداً هو إلقاء السلاح ، وتصافح المجاهدين مع الأعداء ، وتناسي أعظم تضحيات قدمتها الأمة في معركتها اليوم ضد الحملة الصليبية وأعوانها المرتدين ، وتعبيد الطريق لتمكين أهل الكفر وشد قبضتهم على البلاد ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ثانياً : افتتح الشيخ سلمان جوابه بقوله : [أرى أنه يجب على عموم المخلصين في العراق] ، فهلاَّ بين الشيخ سلمان لنا وللسائل وللمستمعين والقراء من هم هؤلاء المخلصون في العراق الذين أوجب عليهم ما أوجب ، و هلاَّ كشف لنا عن حقيقة هذا الإخلاص ولمَن يكون ألله أم للوطن؟!
فإن كان يقصد عموم المنتسبين لأهل السنة ، فكم فيهم من الزنادقة المارقين ومرتدة العلمانيين ، وكفرة الملحدين ، والذين لا يقل تنكيلهم بأهل الجهاد عن الروافض الحاقدين ، وهم مع ذلك يزعمون حبهم لوطنهم ، وحرصهم على مصلحته ، وسعيهم لإخراجه من (أزمته) ، وأنهم يبذلون الغالي والنفيس من أجله ، وأن إخراج قوات الاحتلال موقوف على استقرار الأوضاع وقدرة (الجيش والشرطة العراقية) على تحمل مسئولياتها ، وأن استتباب الأمن في سائر أنحاء العراق هو أول أولوياتهم ، وأنهم ضد التفريق الطائفي والحرب الطائفية ، فهل يوجب الشيخ على هؤلاء وأتباعهم الانضمام للجيش والشرطة العراقية ، فإن كان كذلك فواللهِ لَمِن الرحمة بالعراقيين أن يرضوا بحكم عبَّاد الصليب ، وإن لم يَعدّ هؤلاء من (العراقيين المخلصين) فلِمَ لم يبين ذلك ويفصله في كلام كان يعالج أخطر مسألة في القضية العراقية.

أما إن كان يعني بذلك عوام أهل السنة المغلوبين على أمرهم المقهورين بأيدي أعدائهم فكان الأولى به بل الواجب عليه أن يحثهم على الوقوف جنباً إلى جنب مع أبنائهم المجاهدين ، ليكونوا جزءاً منهم ، وأن لا يعزز النفسية الانهزامية التي طالما هدمها المجاهدون بمعاولهم والتي تنشء المسلم على الرضى بالدون والرضوخ للواقع ، وتربيه على الشعور بالعجز أمامه ، أنه لا يمكن للمسلم أن يفعل شيئاً إلا أن يكون منضماً لتلك الجيوش أو الشرط المرتدة ، لا .. بل هي آماله التي فيها مستقبل وحاضر بلده!!
ثم من هو الجيش العراقي والشرطة العراقية التي يوجب الشيخ سلمان على (العراقيين المخلصين) المشاركة فيها ، أليسوا هم اليد الحديدية الباطشة التي يستخدمها النصارى المحتلون ضد المجاهدين في العراق شرقاً وغرباً ؟، أليسوا هم الدرع الحصين الذي يتترس به بنو الأصفر ليقوا أنفسهم ضربات المجاهدين ؟، أليسوا هم الذين ملؤا البيوت باليتامى والثكالى والأرامل ؟، أليسوا هم الذين دمروا البيوت على أهليها الآمنين جنباً إلى جنب مع العدو المحتل ؟، أليسوا هم الذين يقوم عليهم نظام (المالكي) و( الجعفري) ، (علاوي) وغيرهم من فراعنة العراق ؟، ومَن هم قادة تلك الجيوش والشرط ؟، وما هو نظامهم ؟، وما هي أهدافهم ؟، ومن يقاتلون ؟ وعلى أي شيء يقاتلون ؟ أين يتم تدريبهم ؟، وعلى أي شيء يتم تدريبهم ؟، ومن القائم على تدريبهم؟.
ولست أدري كيف نطوي كل هذه الحقائق ، ونغمض أعيننا عنها والتي عليها المدار ، ثم نقول في كلمات مختصرات : [أرى أنه يجب على عموم المخلصين في العراق ...إلخ]
إن أصدق طائفة علمناها وأحقها بهذه الصفة الرفيعة (المخلصين في العراق) هم المجاهدون الصادقون الذين استجابوا لنداء ربهم : {وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً }النساء75 ، والذين كسروا بثباتهم ويقينهم وتوكلهم على ربهم صنماً عصرياً طالما أرعب الدنيا بهالته ، وأخضعها بقوته ، وعبَّدها بقوانينه ، وأذلها بآلته ، ذاك الوثن هو أمريكا حاملة لواء الصليب.

فهؤلاء هم المخلصون في العراق الذين إن والوا والوا على الحق ، وإن عادوا عادوا لأجله ، فلا وطنية ولا قومية ولا جاهلية ولا قطرية ، وهم الذين عرفوا حقيقة الجيش والشرطة العراقية وعانوا شرها وقاسوا بطشها ، والتي ما تكوّنت إلا لأجل الحيلولة بينهم وبين إقامة شرعة ربهم ، وما أوجدت إلا لتذليل العقبات أمام سادتهم الأمريكان ، ولهذا لم يفرق أولئك المخلصون في قتالهم وجهادهم بين نصراني غربي غريب ، وبين عراقي مرتد قريب ، {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ }الممتحنة4 ، {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }المجادلة22.
فلم يدنسوا أفكارهم ومناهجهم بالدخائل ، ولم يشوبوها بالدغائل ، بل هو الحق الصراح والسبيل القويم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
هؤلاء هم المخلصون في العراق وللعراق ، أو على الأقل (من المخلصين فيها) فهل يرى أو يقترح الشيخ سلمان أن يشارك هؤلاء أيضاً في الجيش العراقي والشرطة العراقية وأن ذلك واجب عليهم يأثمون بتركه ، فإن كان كذلك فليقلها لهم وبكل صراحة ومن غير فضفضة : ضعوا السلاح وكفوا أيديكم واقبلوا وأقبِلوا على دولة (المالكي) فإن فيها (مستقبل وحاضر العراق) ، وإن لم يقصدهم في كلامه فما الذي يستثنيهم من الواجب الذي قرره ، أهو عدم إخلاصهم أم حاجة العراق لجهادهم الذي لا غنى لها عنه؟!!

__________________
نراع إذا الجنائز قابلتنا *** ونلهو حين تختفي ذاهبات
كروعة قلة لظهور ذئب *** فلما غاب عادت راتعـــــات
  #3  
قديم 21-09-2006, 11:13 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

ثالثاً : إن الشيخ سلمان لم يكتف بإجازة المشاركة في جيش وشرطة العراق حتى أوجب ذلك ، ولم يذكر أي دليل يستند عليه في إطلاق هذا الحكم المتهاوي سوى قوله :[وللضرورات أحكام ، ونتحمل ما قد يصيبنا لدفع شر أكبر.] ، فما يفهم من كلامه أن هذا من باب الضرورات وجرياً على قاعدة ارتكاب أخف الضررين لدفع أعظمهما .

فهو بذلك يقر بأن الحكم الذي قرره يعد خارجاً عن الأصل واستثناء منه بناء على ظروف وحالات مؤثرة كما هو المعروف في قاعدة الضرورات المثبتة بأدلة شرعية متعددة ، وهو يعترف أيضاً بأن الانضمام إلى الجيش والشرطة مشتمل على أضراروحاوٍ لشرور ولكن يرى أن ارتكاب تلك الإضرار يحتمل لأجل دفع ما هو أعظم وأكبر منها ، ومع ذلك فلم يبين الشيخ سلمان ما هو الناقل للحكم عن أصله وما الذي صيره – بحكم الضرورة – واجباً ، وما هي حقيقة تلك الضرورة التي تعلق بها الحكم ، خاصة وأنه لم يضع حدوداً لتلك المشاركة كما أنه لم ينص على الدوافع الحقيقة التي تُجيز بل توجب على العراقي المشاركة في جيش وشرطة العراق إلا قوله عنها : [فهي مستقبل وحاضر البلد] وهي كلمة تعليلية عليلة لا وزن لها ولا اعتبار فلا حاجة للانشغال بها.

ومع هذا الإطلاق والتعميم فإن أنسب ما يمكن توجيه كلام الشيخ إليه هو اعتبار الانضمام إلى الجيش والشرطة من قِبل أهل السنة يساعدهم في كف الاعتداءات البشعة والمتكررة من كتائب الروافض والتي تمسك بأزمة الأمور في منظومتي الجيش والشرطة ، وأن ترك هذا المجال يفسحه لزيادة تمكن تلك العصابات الإجرامية.

وهنا نقول إن المعروف عن الشيخ سلمان العودة هو دوام نصحه لشباب الجزيرة بعدم التوجه للعراق ، وهذا القول مع أنه لا يستند إلى دليل شرعي صحيح بل هو مصادم لكل الحجج القاطعة بوجوب الجهاد ونصرة المسلمين وحرمة خذلانهم ، وهذا الموقف إنما هو في الحقيقة تبع للسياسة العامة المتبعة العميلة تجاه القضية العراقية ، فهو أيضاً ليس مبنياً على اطلاع واقعي لحاجة الجهاد العراقي كما يصفه القائمون عليه والذين يعرفون مدى تأثير مشاركة أي عنصر مجاهد سوى العراقيين معنوياً ومادياً وهو ما يعطي القضية العراقية أبعاداً أوسع من المحيط الذي يريد أن يحصرها فيه الصليبيون وأذنابهم.

وعلى هذا الأساس فإذا كان الدافع الذي جعل الشيخ سلمان يوجب على العراقيين المخلصين المشاركة في الجيش والشرطة هو النقص في عدد المجاهدين الذي يتم به حماية عوام أهل السنة من تنكيل الروافض الحاقدين فهذا يعني أن الواجب الشرعي المتوجه هو السعي لتتميم هذا النقص من خلال اتساع دائرة تعين الجهاد لتشمل كل مستطيع من المسلمين سواء في داخل العراق أو في خارجها كما هو المعلوم من كلمة الفقهاء المتفق عليها وهي أنه إذا دهم العدو أرضاً من أراضي المسلمين صار الجهاد متعيناً على أهل تلك الدار فإن عجزوا أو قصروا شمل الوجوب من يليهم من المسلمين وهكذا حتى ولو أدى إلى تعين الجهاد على كل فرد من أفراد الأمة ، كما قال شيخ الإسلام –رحمه الله- : [وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين فواجب إجماعاً ، فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه ، فلا يشترط له شرط بل يدفع بحسب الإمكان وقد نص على ذلك العلماء أصحابنا وغيرهم] ، وقال أيضا [وإذا دخل العدو بلاد الإسلام فلا ريب أنه يجب دفعه على الأقرب فالأقرب ، إذ بلاد الإسلام كلها بمنزلة البلدة الواحدة ، وأنه يجب النفير إليه بلا إذن والد ولا غريم ونصوص أحمد صريحة بهذا].

فهذا هو تقرير العلماء الراسخين في العلم على مر العصور ونظير هذا مثبت ومكرر في كتبهم ، وهو الذي ينبغي التعويل عليه والوقوف عنده ، فكان الواجب على الشيخ سلمان أن يلتزم بهذه القاعدة ، وأن ينزع عن فتاواه وتقريراته عُبيّة القطرية ، ومن ثم فيفتي بوجوب تدفق الشباب المجاهد المتعطش للشهادة والمتحمس للنصرة على ساحة العراق ليقفوا بجانب إخوانهم لا أن يمنعهم من الذهاب أو ينصحهم بذلك ، بل يزيد الأمر سوءاً فيقول إن الضرورة توجب على العراقيين المخلصين أن يسارعوا للمشاركة في الجيش والشرطة فينسف بعبارة واحدة زهيدة جهوداً مضنية بذلت لأجلها الدماء وتطايرت الأشلاء وتحمل المجاهدون لتحصيلها مرارة لَعْق الصَبِر.

فما هي تلك الضرورة التي أوجب بسببها الشيخ على العراقيين أن يكونوا ضمن الجيش المرتد والشرطة المرتدة ، فهلا بينها وجلَّاها وفصلها ليقف الآخذ أو المنتقد على حقيقة القول ويتضح له المراد بعيداً عن متاهات الظنون ودهاليز التخيلات والتحليلات.
أما الزعم بأن هذه المسألة هي من قبيل ارتكاب أخف الضررين لدفع أشدهما فلا وجود له إلا في عالم الأوهام ، وهو بمعزل تام عن الواقع المعقد المتداخل الذي يعيشه المجاهدون في تلك الساحة التي تغلي بأهلها غليان المرجل.

ولقد ذكرتُ فيما سلف تجربة حية جرت من قبل جماعة جهادية لها ثقلها في الساحة العراقية في هذه المسألة ، ومع أن فتواها كانت مقيدة ومحددة ومفصلة من حيث دوافعها ومحاولة مراعاة ظروف الواقع إلا أنها اكتشفت وفي وقت وجيز من إصدارها أن عاصفة الكفر والمكر التي يتزعمها عباد الصليب وأعوانهم لا يمكن أن تواجه بمثل هذه الفتاوى البئيسة ، وتيقنت أن (الأضرار) و(الشرور) و(المفاسد) المترتبة على ارتكاب مثل هذا الأمر لا يعادله ضرر ولا يدانيه شر ولا تفوقه مفسدة.

إن أقصى ما يمكن ذكره هنا من المفاسد التي يُظن حصولها بترك المشاركة في الجيش والشرطة هو العجز عن حماية الأنفس أمام الهجمة الرافضية الحاقدة التي تنكل بأهل السنة وتلاحق ضعفاءهم ، كما أن التخلي عن المشاركة في الجيش والشرطة يعني تفرد تلك الطوائف الرافضية بأمر القوة وهذا ما ألمح إليه الشيخ سلمان بقوله : [ولا يمكن أن نقبل أن يكون الجيش أو الشرطة منخارج البلد أو أن يمثل فصيلاً واحداً من فصائل العراق ويستعبد الكثير.
وأضاف فيذات السياق : لا أحد مستفيد من أن تكون مؤسسات العراق حكراً على فصيل]
فأما عن الأمر الأول من هذين فابتداء أثبتت التجربة العملية أن الانضواء تحت لواء الجيش والشرطة بحجة حماية أهل السنة قد أنتج خلاف ما يزعم متبني هذا التصور والمتكئ على هذا الدافع ، فلم يكد ينضم إلى هاتين المنظومتين أحد ممن يحتج بذلك حتى وجد نفسه في قفص محكم لا يمكنه الخروج عنه ، بل صار ألئك (المجندون) أعواناً مباشرين لجنود الاحتلال كغيرهم من عصابات الطوائف المحلية التي أرادوا الاحتماء من إجرامها ، وحيل بينهم وبين ما يزعمون ، وبقيت مناطق أهل السنة عرضة لغارات أهل الغدر ، وأصبح ديدن هؤلاء وغاية سعيهم هو إثبات براءتهم من أي ارتباط مع الجماعات الجهادية وتأكيد ولائهم التام للنظام وقواته ، فلم يألوا جهداً في ارتكاب كل شيء لإزالة وهم التهم التي ربما تنسب لهم ولو كان ذلك بالمداهمات والاعتقالات والتقتيل والتنكيل بالمجاهدين وأنصارهم كما ثبت هذا بالواقع العملي ، ولا فرق في ميزان الشرع بين مرتد كان منتسباً للسنة كهؤلاء وبين منتسب للروافض : {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءةٌ فِي الزُّبُر}القمر43 فأية مفسدة تلك التي يراد تحملها لدفع ما هو أعظم منها في مثل هذه الحال التي نفتح فيها أبواب الردة للناس ونقول لهم أدخلوها بسلام آمنين ، وأية مصلحة تلك التي سيكتسبها الإنسان إن ضيع دينه الذي فيه خسران دنياه وأخراه.
ثم ما هي تلك الشرور العظيمة التي يريد الشيخ سلمان درأها مقابل مفسدة الانضمام إلى تلك الجيوش والتي هوَّن من شأنها وعدَّها مغمورة في بحر المصالح الكبرى المجتناة من وراء المشاركة في الجيش والشرطة.

إن أول مفسدة سيجرها الاشتراك في هاتين المنظومتين – والتي هي أم المفاسد – هو إقحام الناس في باب عريض جليِّ من أبواب الكفر والردة ، فإن الأمر المقطوع به والذي يعلمه كل من له أدنى أدراك ، أن المهمة الأولى والرئيسة التي أسست لأجلها هذه الأجهزة هي مساعدة الاحتلال وحماية نظام الحكم العميل الذي أوجده وأقامه ودعمه وقنن دستوره الصليبيون ، ولهذا فلن تجد لهذا النظام خروجاً عن المجال الذي حدد له من قبل أسياده قيد أنملة ، والمناطات المكفرة للمشارك في هذه المنظومات أكثر من أن نأتي عليها في هذا الموضع.

وثاني تلك المفاسد هو إطفاء جذوة الجهاد والتي بذلت لأجل إشعالها جهود مضنية وقدمت تضحيات باهظة ، وذلك لأن مدار قيام الجهاد واستمراره على التمايز بين معسكر الإيمان ومعسكر الكفر ، ليعرف أهل الحق بميزاتهم وصفاتهم وأعمالهم فيوالون وينصرون ويعرف أهل الكفر بأحوالهم وأفعالهم فيعادون ويحاربون ، وحدوث الخلط بين هذين المعسكرين يعني إدخال الناس في دوامة تيه ودائرة حيرة لا يفرقون فيها بين حق وباطل ولا بين هدى وضلال ، فعند ذلك من سينصرون ومن سيقاتلون ، ومن سيوالون ومن سيعادون ، بل
__________________
نراع إذا الجنائز قابلتنا *** ونلهو حين تختفي ذاهبات
كروعة قلة لظهور ذئب *** فلما غاب عادت راتعـــــات

آخر تعديل بواسطة زومبي ، 21-09-2006 الساعة 11:19 PM.
  #4  
قديم 21-09-2006, 11:15 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

أين سيقفون ومع من سيقفون ، فالمجاهدون عند ذلك الحائر يرفعون راية الجهاد ويدعون لتحكيم الشرع ، ومعسكر الجيش والشرطة (يجب) عليه أن يكون مشاركاً فيها لأنها (مستقبل وحاضر بلده) ، فلماذا يتقاتل هؤلاء مع هؤلاء والعكس ، وما هي دوافع القتال الحقيقية وهكذا تتوالى لدى ذلك التائه سلسلة التساؤلات وتسري إلى الكيان المسلم المتميز فيلحقهم ما لحقه فتزل الأقدام بعد ثبوتها وتضيع ثمرة الجهاد في بحر الشكوك وحينها ندرك عظم الكارثة وشدة الواقعة ونعض أصابع الندم ولات ساعة مندم ، ولهذا قال الله سبحانه وتعالى : {وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ }الأنفال73 ، وقال تعالى : {لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}الأنفال37
وثالث تلك المفاسد هو إعادة الروح إلى جسد هذا النظام المتهالك والمتهاوي تحت ضربات المجاهدين المتوالية ، فمن يتابع تصريحات ساسة البيت الأسود وحرصهمالشديد على تكوين جيش عراقي وشرطة عراقية يمكنها أن تتحمل المسئولية في البلد (والتي تعني باختصار قدرتها على منع المجاهدين من الوصول إلى الحكم) ، وحضهم لدول العالم لتبني تدريب وترقية ومساعدة تلك الأجهزة يدرك بحق ما هو الدور الخطير الذي ستقوم به تلك الأجهزة والذي يعوِّل عليه أولئك الساسة ويعلقون عليه آمالهم ، وهؤلاء الصليبيون يدركون تمام الإدراك أن انسحابهم في هذه الآونة من العراق وتسليم الأمر بكامله لعملائهم المحليين بأجهزتهم المختلفة يعني الانهيار المباشر لهذا النظام ، والذي ليس لديه شيء من مقومات البقاء والاستمرار والاعتماد النسبي على الذات ، ولهذا فهم جادون حقيقة في عدم خروجهم من البلد إلا بعد الاطمئنان التام على قدرة هذه الأجهزة بمنع قيام دولة إسلامية والتي صبروا وصابروا وبذلوا ولا زالوا يبذلون كل ما يملكون للحيلولة دون إيجادها ، فإذا كانت هذه هي الحقيقة المسلَّمة أفليس من الإعانة المباشرة – ولو كانت بغير قصد – أن نعزز مكانة تلك الجيوش والشرط في المجتمع ونصبغ عليها الشرعية بل نجعلها (مستقبل وحاضر العراق) فنوجب على الناس أن يكونوا جزءا منها ، ونحن نعلم يقيناً من خلال التجربة والواقع ماذا ستكون العاقبة إن آلت الأمور إلى هؤلاء المجرمين وأحكموا سيطرتهم على البلاد والعباد ، فمن هو المستفيد الحقيقي من وراء تقوية هذه الأجهزة وما هي الثمرة التي سيجنيها العراق وأهله من ورائها سوى زيادة التمكين لدولة علمانية عميلة زرعتها ورعتها ودعمتها دول الصليب كلها.

رابع المفاسد هو تعزيز معنى القطرية والوطنية في نفوس المسلمين في العراقوغيرها ، وإحياء هذا المفهوم الجاهلي ، وتجديده بعد أن صار معنى منبوذاً بالياً تتقزز منه القلوب وتشمئز عند ذكره النفوس ، ولَرُبَّ قائل أن يقول إن هذا منك تضخيم وتفخيم وتوسّع في غير موطنه ، ولكن بالتأمل اليسير والنظر العابر سيكتشف أن هذه محصلة متحتمة ونتاج لازم لمثل هذه الأفكار ، إذ أن رحى المواجهة الدائرة اليوم في العراق ليست مقصورة على العدو الخارجي المحتل ، بل لا ينبغي أن تكون محصورة فيه أصلاً ، فهو ما نال شيئاً من الاستقرار وما استطاع تمرير مشاريعه الهدامة إلا عبر عملائه الذين صنعهم بيديه وربّاهم بنفسه ، أولئك العملاء الذين أثبت الواقع الملموس أنهم أشد جرماً في الميدان وأكثر تنكيلاً بأهل الإيمان وأعظم حرصاً على هدم قواعد الإسلام ، والذين تتكون منهم المنظومة الحاكمة كافة من جيش ، وشرطة ، واستخبارات ، وأمن ، ورؤساء ، ووزراء وغيرهم ، فحينما نقول للناس عليكم أن تكونوا جزءا مشاركاً لبعض هذه المنظومة وهم الجيش والشرطة – كما قال الشيخ سلمان - ، ثم نضيف إليهم مزيداً من اللبس فنقول لهم : [ولا يمكن أن نقبل أن يكون الجيش أو الشرطة منخارج البلد] ، فما هي خلاصة هاتين المقدمتين سوى القول بأن مدار القبول أو عدمه ومحور المشاركة أو تركها إنما هو متأسس على الانتماء للعراق والارتباط بالوطنية ، ولعمر الحق إن مثل هذه (الفتاوى) المرتجلة لتضعف في النفوس أمر عقيدة الولاء والبراء بل تميتها والتي عليها المدار في قيام وقوة واستمرار الجهاد ، وتنمي في القلوب الشعور بالفارق بين عدو كافر خارجي محتل ، وبين وطني محلي مرتد ، ومن ثم يتزايد هذا الإحساس ويكبر شيئاً فشيئاً حتى يصل إلى مرحلة التحرج من مقاتلة كبار الزنادقة والجزارين والسبب فقط هو انتماؤهم الوطني ، ثم يرتقي المتحرج مرتبة أو مراتب ليصل إلى مرحلة التردد ثم التوقف وأخيراً التحريم ، ولن نقدم للعدو الخارجي المحتل هدية أعظم لديه ولا أرضى له ولا أرجى عنده من فسح المجال أمام عملائه وعبيده ليجدوا لأنفسهم الفرصة ويهيئوا الأجواء لتنظيم شؤونهم وتقوية أجهزتهم وتمكين نظامهم الذي سيكون بلا شك نظاماً كافراً عتيداً مرضياً عنه من دول الكفر كلها.

خامس تلك المفاسد هو زيادة الاختلاف بين المجاهدين وزرع الشقاق والتنازع بينهم ، وذلك لأن المجاهدين الصادقين في العراق – فيما نعلم – مطبقون على منع الانضمام للجيش أو الشرطة تحت أية دعوى وذلك لاطلاعهم على الشرور المترتبة على ذلك ، فعندما يتلقف بعض الضعفاء والجهلة مثل هذه (الفتاوى) المرتجلة ، ويتكئ عليها في اتباع هواه ومشاركته في جيش أو شرطة العراق ، فهؤلاء سيجدون بلا ريب معارضة شديدة من قبل المجاهدين ، وسيتعامل المجاهدون مع هذه القضية والعاملين بها بصرامة وحزم ومن غير هوادة ، لأنهم يعلمون علم اليقين أن فتح المجال والتهاون فيها يعني إضاعة كل تضحياتهم ودفن جميع آمالهم تحت ركام الشبهات والخزعبلات والأهواء ، فتأخذ المسألة أبعادها من الطرح الفكري والمجادلات الفقهية والردود العلمية وإقحامها قسراً وجبراً ضمن دائرة المسائل الاجتهادية بعد أن كانت قطعية من القطعيات ، ويصبح المجاهدون في دوامة هذا أفتى وهذا فَنَّد ، ويبدأ رمي التهم بغير كيل ، حتى يصل الأمر إلى مرحلة من الشقاق والنزاع لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى.

وما ذكرته هنا من المفاسد العظيمة المترتبة عن هذا القول الردي إنما هو فقط إشارة لبيان بطلان دعوى أنها مما يمكن تحملها مقابل دفع مفسدة الإعراض عن المشاركة في الجيش والشرطة العراقيين.

رابعاً : زعم الشيخ سلمان عند إيجابه للمشاركة في الجيش والشرطة أنهما : [مستقبل وحاضر البلد] ، وعجباً والله لمثل هذا الكلام الذي لا يفترق في ألفاظه عن تصريحات مرتدة الساسة في العراق أنفسهم من أمثال المالكي والطالباني وغيرهما ، بل والله لا تكاد تتجاوز كلمات مغرور الروم (بوش) عندما يتحدث عن الحاجة الملحة لتكوين جيش عراقي وقوات أمن وشرطة عراقية ولكم أن تراجعوا أرشيف خطاباته في ذلك.
ولا يقولنَّ قائل وما يضيرنا أن تتوافق كلماتنا مع كلماتهم وتطابق عباراتنا عباراتهم إذا كان المقصدان مختلفين ، فإن الأمر أخطر وأكبر من اختزاله في مثل هذا المعنى ، وبفضل الله فنحن لا تعوزنا الكلمات وقاموسنا العربي والشرعي ليس خالياً عن الألفاظ المتميزة الواضحة التي تؤدي المعنى وتكشف المقصود وتمنع اللبس أو التلبيس.

ثم ما هو حاضر العراق الذي جعله الشيخ سلمان رهينا بالمشاركة في الجيش والشرطة العراقيين ، وكأنه يتحدث عن قوم من صفوة المتقين قد زكت نفوسهم ، وطهرت قلوبهم ، وخلصت نياتهم ، وحسن توجههم ، واستقامت سيرتهم ، وبرئت أعمالهم ، وكأن العراق الذبيح الذي مزقته حراب الكفر ، وشيدت فوقه أركان الزندقة ، وغصت سجونه بالطاهرين والطاهرات ، ونهبت من فوق أرضه وباطنها كنوز الثروات ، كأن هذا العراق يعيش اليوم (الحاضر) وفي ظل هذه المنظومة (الجيش والشرطة) حياة الأمن والرخاء والرغد والسكينة وعدالة حكم الإسلام.

ما هو هذا الحاضر (والذي يعني الآن) الذي يتحدث عنه الشيخ سلمان ورايات الكفر تنصب بأيدي هؤلاء الكفرة (الجيش والشرطة) اللذين يحث المخلصين العراقيين على الدخول فيهما ، وتحمى أركان الشر والشرك بنفوسهم وأسلحتهم ، وتفرض قوانين الإلحاد والإفساد وتقام وتصان بقوتهم ، وعبّاد الصلبان ينكلون بأهل الإيمان بمساندتهم ومظاهرتهم جهاراً نهاراً بل بافتخار واعتزاز.

أهذا هو الحاضر (الآن) الذي نريده للعراق والذي جعل متوقفاً على الكينونة ضمن هذه المنظومة المرتدة المجرمة ، فإننا نفهم أن الحاضر هو ما نراه بأعيننا ونفقهه بقلوبنا ونعايشه في واقعنا ، ولا نرى اليوم في العراق من جهة طوائف الإجرام (الجيش والشرطة) وعلى أيديهم ، إلا الخراب يتبعه الخراب ، والحقد يغذيه الحقد ، والاضطهاد للضعفاء ، والذب عن رايات الصليب وعَبَدتها ، والتضحية على بلاط المشاهد الشركية وسفك الدماء بأقبح الأساليب للذود عنها وصيانتها ، ولولا ما قيضه الله لهؤلاء المجرمين السفاحين (الجيش والشرطة) ممن وقف في وجههم وقارع جحافلهم ومزق جموعهم من أبطال الإسلام وصناديد التوحيد لكان (حاضر) العراق أظلم مما نرى ، وأسوأ مما يذوق.
__________________
نراع إذا الجنائز قابلتنا *** ونلهو حين تختفي ذاهبات
كروعة قلة لظهور ذئب *** فلما غاب عادت راتعـــــات
  #5  
قديم 21-09-2006, 11:17 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

أما المستقبل المرجو للعراق من خلال تأسيس وتقوية واستمرار هذه الأجهزة (الجيش والشرطة) فهو شر مما نراه اليوم ، فإذا كان هذا النظام المرتد قد أوصل العراق اليوم إلى ما هو عليه وذلك قبل تمكنهم واستقرار نظامهم فكيف سيكون ذلك المستقبل إن قُدِّر وآلت الأمور إليهم والعياذ بالله تعالى.
وإلا فليفصح الشيخ عن هذا (المستقبل) الذي ربط نجاحه بهذه الأجهزة الخربة والتي هي مزيج من المرتدة والزنادقة والعلمانيين والملحدين والجهلة السفلة وعباد الدنيا وشهواتها ، فبهم اجتمع السوء كله وتعاضد الشر جميعه ، فالدنيا غايتهم ، والحقد دافعهم ، والكفر سربالهم ، والجهل سيدهم ، والضلال طريقهم ، والأهواء آلهتهم ، فهل أمثال هؤلاء ومن ينخرط في جمعهم هم من سيقوم عليهم (مستقبل العراق) الذي نريده ويريده الصادقون لدينهم وأمتهم والذي يعني باختصار شديد (دولة الإسلام) ؟!!
أم أن هناك مستقبلاً آخر للعراق سوى هذا يريده الشيخ سلمان له فيعول في القيام به على هذه الأجهزة المُجهِزة على الشريعة وحامليها ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً ، فهو مستقبلٌ مأمولٌ يشابه الحاضر القائم والذي صيره الشيخ سلمان صنواً للمستقبل في إيكال إنجاحه على المسارعة للمشاركة في جهازي الجيش والشرطة.

إن العراق التي نريدها ويريدها كل مسلم حيثما كان هي العراق المسلمة التي تعلوها راية الإسلام وتشع في سمائها شمس التوحيد ، وتُبسط على ربوعها أحكام الإسلام ، عراق السنة – والسنة وحدها – ، عراقُ تبجيل وإكرام وتوقير صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عراق العفة والطهارة والنقاء والصفاء ، عراق التمكين للحق والأمن لأهل الصدق والنصرة للمستضعفين والمأوى للمشردين من أهل الإسلام، إنها العراق التي يحكمها المتجردون لله الذين وصفوا بقول ربهم : {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}الحج41 ، هذه هي العراق التي نريدها في الحاضر والمستقبل والتي لن تكون ولن توجد ولن تقام إلا بأيدي أهل الإخلاص والصدق والتضحية من أبطال الجهاد والجلاد الذين يقاتلون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ، وهي الدولة التي أصبحت أمل كل مسلم وإن عدها الشيخ سلمان – كما في بعض مقالاته – أحلاماً.

هذا وقد كنت أود أن استرسل في مناقشة تلك العبارات التي قالها الشيخ ارتجالاً ولكن المشاغل لم تسمح بذلك ، وفيما ذكرته كفاية إن شاء الله لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، مع أن ما تبقى مما يحتاج إلى بيان ومناقشة لأنه يحوي الكثير الكثير من المغالطات والتجاوزات التي لا تقل فساداً عما أشرت إليه.

هذا مع أني لم أتطرق إلى بحث مسألة حكم الانضمام إلى قوات الجيش والشرطة العراقية في هذا الموطن وأعد – إن شاء الله – بأن أفردها بمبحث خاص ليس على سبيل الرد والمناقشة ولكن ببيان الحكم بأدلته الشرعية المجردة ، ولولا مثل هذه الشبهات المتهاوية لما احتاج الأمر إلى طول تقرير ولا كثرة بحث ، ووالله إن مثل هذه الفتاوى لهي أشد على الجهاد والمجاهدين من صواريخ وقنابل أعدائهم الكفرة والتي ينقضي تأثيرها بانفجارها وتشظيها أما هذه الفتاوى فلا تزال تُطَارِد وتطارَد فتشغل الأذهان وتزلزل الكيان وتطرب الشيطان، فتأتي على البنيان من قواعده، فتزل قدمٌ بعد ثبوتها، وتكون لبعض الناس فتنة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


وكتبه إيماناً واحتساباً
حسن قائد
أبو يحيى الليبي
4/شعبان/1427هـ
__________________
نراع إذا الجنائز قابلتنا *** ونلهو حين تختفي ذاهبات
كروعة قلة لظهور ذئب *** فلما غاب عادت راتعـــــات
  #6  
قديم 22-09-2006, 09:36 AM
على رسلك على رسلك غير متصل
سـحـابة ظــــل
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,053
إفتراضي



أخي زومبي ..


لا تستغرب عندما تكثر كبوات خيولنا لأنها لم تعد تعدو ضبحا ولا توري قدحا.

وعلمائنا حفظهم الله ...وهداهم ..محاصرون ...فكثرت هفواتهم ...؟؟
__________________
  #7  
قديم 22-09-2006, 12:05 PM
سيف القاعدة سيف القاعدة غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2006
المشاركات: 31
إفتراضي

لا حول ولا قوة الا بالله.
  #8  
قديم 23-09-2006, 03:58 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

ليت علماءنا الأفاضل يدعون فتاوى الجهاد لأهل الجهاد ..... ويقتدون بمن سبقهم ..... فهذا عبدالله بن المبارك يرد على أبيات الفضيل بن عياض بأبيات تغنى عن ألف فتوى ...... والأثنين كل منهم رجل بأمة ...... وأحدهم يعدل ملئ البحر من علماء هذا الزمان :-

ياعابد الحرمين لو أبصرتنا ** لعلمت أنك في العبادة تلعب

من كان يخضب جيده بدموعه ** فنحورنا بدمائنا تتخـضب

أو كان يُتعب خيله في باطلٍ ** فخيولنا يوم الكريهة تتعب

ريحُ العبير لكم ونحن عبيرنا ** رهج السنابك والغبار الأطيب

ولقد أتانا من مقال نبينا ** قول صحـيح صادق لا يكذب

لا يستوي وغبار خيل الله في ** أنف امرئ ودخان نار تلهـب

هذا كتابُ الله ينطق بيننا ** ليس الشهـيد بميت لا يُكذبُ
__________________
نراع إذا الجنائز قابلتنا *** ونلهو حين تختفي ذاهبات
كروعة قلة لظهور ذئب *** فلما غاب عادت راتعـــــات
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م