مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 07-01-2001, 06:15 AM
أبو صالح أبو صالح غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
المشاركات: 237
Post كرامة المشي على الماء - أول مقال لي في هذه الساحة الموقرة

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الأمين المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين

وبعد


هذا موضوع كنت قد كتبته منذ زمن في رد على بعض المتمسلفين الذي استهزأ بالصالحين فيما هو منقول عن بعضهم من كرامة المشي على الماء ولما أثبتنا له صحة وجواز حصول ذلك كان جزاء الفقير إلى الله أن حذفوا مقالي وأوقفوا اشتراكي من الساحة العربية – في الفارس نت – فأحببت أن أنشره هنا لئلا يكون جهدا ضائعا , راجيا من الله حسن القبول ومحبة عباده الصالحين

==============================

وبعد فقد طلب مني من يشرفني إجابته أن أكتب له ما يتعلق بموضوع أشرت إليه إشارة ضمن رد لي على من تشبه بالملاحدة في رد كرامات الأولياء مستهزءا ومتعجبا من صحة ما ينسب لبعض الأكابر من الأولياء وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ضحالة إطلاعه وفساد منهج معلميه في الأولياء وسوء معتقدهم في الصالحين وجهلهم فيما يتعلق بطلاقة القدرة الإلهية والعطايا الربانية

وها أنا أذكر شيئا مما ورد في الكتب المشهورة مع إيراد بعضا مما ذكره العلماء في الحكم على بعضها ويغني عن ذلك كثرة مخارجها واختلاف طرقها ومصادرها مبتدءا بالصحابة ومثنيا بالتابعين ولا يخفى أن مثل هذا قد استمر للعارفين الذين هم على نهج الصحابة سائرون

*************************

سيدنا سعد
-----------

قال الحافظ ابن كثير في البداية : ذكر فتح المدائن

لما فتح سعد نهرشير و استقر بها، و ذلك في صفة لم يجد فيها أحدا و لا شيئا مما يغنم، بل قد تحولوا بكماهم إلى المدائن و ركبوا السفن و ضموا السفن إليهم، و لم يجد سعد رضي الله عنه شيئا من السفن و تعذر عليه تحصيل شيء منها بالكلية، و قد زادت دجلة زيادة عظيمة و اسود ماؤها، و رمت بالزبد من كثرة الماء بها، و أخبر سعد بأن كسرى يزدجر عازم على أخذ الأموال و الأمتعة من المدائن إلى حلوان، و انك إن لم تدركه قبل ثلاث فات عليك و تفارط الأمر. فخطب سعد المسلمين على شاطئ دجلة، فحمد الله و أثني عليه و قال إن عدوكم قد اعتصم منكم بهذا البحر فلا تخلصون اليهم معه، و هم يخلصون إليكم إذا شاؤا فينا و شونكم في سفنهم، و ليس وراءكم شييء تخافون أن تؤتوا منه، و قد رأيت أن تبادروا جهاد العدو بنياتكم قبل أن تحصركم الدنيا، ألا إني قد عزمت على قطع هذا البحر إليهم. فقالوا جميعا: عزم الله لنا و لك على الرشد فافعل. فعند ذلك ندب سعد الناس إلى العبور و يقول : من يبدأ فيحمي لنا الفراض - يعني ثغرة المخاضة من الناحية الأخرى - ليجوز الناس إليهم آمين، فانتدب عاصم بن عمرو و ذو البأس من الناس قريب من ستمائة، فأمرَ سعد عليهم عاصم ابن عمرو فوقفوا على حافة دجلة فقال عاصم : من ينتدب معي لنكون قبل الناس دخولا في هذا البحر فنحمي الفراض من الجانب الآخر ؟ فانتدب له ستون من الشجعان المذكرون - و الأعاجم و قوف صفوفا من الجانب الآخر - فتقدم رجل من المسلمين و قد أحجم الناس عن الخوض في دجلة، فقال : أتخافون من هذه النطفة ؟ ثم تلا قوله تعالى { وَ مَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إلاَ بِإذْنِ اللهِ كِتَابَاً مُؤَجَّلاً} ثم أقحم فرسه فيها و اقتحم الناس، و قد افترق الستون فرقتين أصحاب الخيل الذكور : و أصحاب الخيل الإناث. فلما رآهم الفرس يطفون على وجه الماء قالوا : ديوانا ديوانا. يقولون مجانين مجانين. ثم قالوا و الله ما تقاتلون إنسا بل تقاتلون جنا. ثم أرسلوا فرسانا منهم في الماء يلتقون أول المسلمين ليمنعوهم من الخروق من الماء، فأمر عاصم بن عمر و أصحابه أن يشرعوا لهم الرماح و يتوخوا الأعين، ففعلوا ذلك بالفرس فقلعوا عيون خيولهم، فرجعوا أمام المسلمين لا يملكون كف خيولهم حتى خرجوا من الماء. و اتبعهم عاصم و أصحابه فساقوا و راءهم حتى طردوهم عن الجانب الآخر، و وقفوا على حافة الدجلة من الجانب الآخر و نزل بقية أصحاب عاصم من الستمائة في دجلة فخاضوها حتى و صلوا إلى أصحابهم من الجانب الآخر فقاتلوا مع أصحابهم حتى نفوا الفرس عن ذلك الجانب و كانوا يسمون الكتيبة الأولى كتيبة الأهوال، و أميرها عاصم بن عمر، و الكتيبة الثانية الكتيبة الخرساء و أميرها القعقاع بن عمرو. و هذا كله و سعد و المسلمون ينظرون إلى ما يصنع هؤلاء الفرسان بالفرس، و سعد واقف على شاطيء دجلة. ثم نزل سعد ببقية الجيش، و ذلك حين نظروا إلى الجانب الآخر قد تحصن بمن حصل فيه من الفرسان المسلمين، و قد أمر سعد المسلمين عند دخول الماء أن يقولوا : نستعين بالله و نتوكل عليه، حسبنا الله و نعم الوكيل، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم. ثم اقتحم بفرسه دجله و اقتحم الناس لم يتخلف عنه أحد، فساروا فيها كأنما يسيرون على وجه الأرض حتى ملؤا ما بين الجانبين، فلا يري وجه الماء من الفرسان و الرجالة، و جعل الناس يتحدثون على وجه الماء كما يتحدثون على وجه الأرض، و ذلك لما حصل لهم من الطمأنينة و الأمن، و الوثوق بأمر الله و وعد ه و نصره و تأييده، و لأن أميرهم سعد بن أبي و قاص أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، و قد توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو عنه راض، و دعا له. فقال : « اللهم أجب دعوته، و سدد رميته » و المقطوع به أن سعدا دعا لجيشه هذا في هذا اليوم بالسلامة و النصر، و قد رمى بهم في هذا اليم فسددهم الله و سلمهم، فلم يفقد من المسلمين رجل واحد غير أن رجلا واحدا يقال له غرقدة البارقي، زل عن فرس له شقراء، فأخذ القعقاع ابن عمرو بلجامها، و أخذ بيد الرجل حتى عدله على فرسه، و كان من الشجعان، فقال : عجز النساء أن يلدن مثل القعقاع بن عمرو.

و لم يعدم للمسلمين شيء من أمتعتهم غير قدح من خشب لرجل يقال له مالك بن عامر، كانت علاقته رثة فأخذه الموج، فدعا صاحبه الله عز و جل، و قال : اللهم لا تجعلني من بينهم يذهب متاعي. فرده الموج إلى الجانب الذي يقصدونه فأخذه الناس ثم ردوه على صاحبه بعينه. و كان الفرس إذا أعيا و هو في الماء يقيض الله له مثل النشز المرتفع فيقف عليه فيستريح، و حتى أن بعض الخيل ليسير و ما يصل الماء إلى حزامها، و كان يوما عظيما و أمرا هائلا، و خطبا جليلا، و خارقا باهرا، و معجزة لرسول الله صلى الله عليه و سلم، خلقها الله لأصحابه لم ير مثلها في تلك البلاد، و لا في بقعة من البقاع، سوى قضية العلاء بن الحضرمي المتقدمة، بل هذا أجل و أعظم، فإن هذا الجيش كان أضعاف ذلك قالوا : و كان الذي يساير سعد ابن أبي و قاص في الماء سلمان الفارسي، فجعل سعد يقول : حسبنا الله و نعم الوكيل. و الله لينصرن الله
و لما استقل المسلمون على وجه الأرض خرجت الخيول تنفض أعرافها صاهلة، فساقوا و راء الأعاجم حتى دخلوا المدائن، فلم يجدوا بها أحدا، بل قد أخذ كسرى أهله و ما قدروا عليه من الأموال و الأمتعة و الحواصل و تركوا ما عجزوا عنه من الانعام و الثياب و المتاع، و الآنية و الالطاف و الادهان ما لا يدري قيمته. و كان في خزانة كسرى ثلاثة آلاف ألف ألف ألف دينار ثلاث مرات فأخذوا من ذلك ما قدروا عليه و تركوا ما عجزوا عنه و هو مقدار النصف من ذلك أو ما يقاربه. فكان أول من دخل المدائن كتيبة الأهوال ثم الكتيبة الخرساء، فأخذوا في سككها لا يلقون أحداً و لا يخشون غير القصر الابيض ففيه مقاتلة و هو محصن.
فلما جاء سعد بالجيش دعا أهل القصر الأبيض ثلاثة أيام على لسان سلمان الفارسي، فلما كان اليوم الثالث نزلوا منه و سكنه سعد و اتخذ الايوان مصلي، و حين دخله تلا قوله تعالى : { كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَ عُيونٍ و زُرُوعٍ و مَقَامٍ كَرِيمٍ و نَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهينَ كَذَلِكَ وَ أوْرَثْنَاهَا قَوْمَاً آخَرِينَ}
)…)
. و قد قال بعض المسلمين و هو أبو نجيد نافع بن الأسود في ذلك :
وأملنا على المدائــــن خيلا بحـــــرها مثــلُ برِّهنّ أريضا
فانتشلنا خزائـــن المـرءِ كسرى يوم و لوا و حاص منـا جريضـا

****************************

العلاء الحضرمي
------------------

قال ابن كثير في البداية ج 6:
و قد بعث النبي صلى الله عليه و سلم العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوي ملك البحرين ، ثم و لاه عليها أميراً حين افتتحها. وأقره عليها الصديق ، ثم عمر بن الخطاب ، و لم يزل بها حتى عزله عمر بن الخطاب و ولاه البصرة . فلما كان في أثناء الطريق توفي و ذلك في سنة إحدى و عشرين ،
و قد روى البيهقي عنه و غيره كرامات كثيرة، منها أنه سار بجيشة على وجه البحر ما يصل إلى ركب خيولهم ، و قيل إنه ما بل أسافل نعال خيولهم ، و أمرهم كلهم فجعلوا يقولون : يا حليم يا عظيم ، و أنه كان في جيشه فاحتاجوا إلى ماء، فدعا اللَّه فأمطرهم قدر كفايتهم ، و أنه لما دفن لم ير له أثر بالكلية ، و كان قد سأل اللَّه ذلك ، و سيأتي هذا في كتاب دلائل النبوة قريبا إن شاء اللَّه عز و جل .

وقال: قصة أخرى مع قصة العلاء بن الحضرمى
(…)
قال البيهقي : و قد روي من وجه آخر مرسل - يعني فيه انقطاع - عن ابن عدي و أنس بن مالك، ثم ساقه من طريق عيسى ابن يونس عن عبد اللَّه بن عون عن أنس قال : أدركت في هذه الأمة ثلاثا لو كانت في بني إسرائيل لما تقاسمها الأمم، قلنا : ما هم يا أبا حمزة ؟ قال: كنا في الصفة عند رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم فأتته امرأة مهاجرة و معها ابن لها قد بلغ، فأضاف المرأة إلى النساء و أضاف ابنها إلينا، فلم يلبث أن أصابه وباء المدينة فمرض أياما م قبض، فغمضه النبي صلى الله عليه و سلم و أمر بجهازه، فلما أردنا أن نغسله قال : يا أنس أئت أمه فأعلمها، فأعلمتها، قال : فجاءت حتى جلست عند قدميه فأخذت بهما ثم قالت : اللهم إني أسلمت لك طوعا، و خالفت الأوثان زهداً، و هاجرت لك رغبة، اللهم لا تشمت بي عبدة الأوثان، و لا تحملني من هذه المصيبة ما لا طاقة لي بحملها، قال: فو اللَّه ما انقضى كلامها حتى حرك قدميه و ألقي الثوب عن وجهه و عاش حتى قبض اللَّه رسوله صلى الله عليه و سلم، و حتى هلكت أمه، قال : ثم جهز عمر بن الخطاب جيشا و استعمل عليهم العلاء بن الحضرمى، قال أنس : و كنت في غزاته فأتينا مغازينا فوجدنا القوم قد بدروا بنا فعفوا آثار الماء، و الحر شديد، فجهدنا العطش و دوابنا و ذلك يوم الجمعة، فلما مالت الشمس لغروبها صلى بنا ركعتين ثم مد يده إلى السماء، و ما نرى في السماء شيئاً . قال . فو اللَّه ما حط يده حتى بعث اللَّه ريحاً و أنشأ سحاباً و أفرغت حتى ملأت الغدر و الشعاب، فشربنا و سقينا ركابنا و استقينا، ثم أتينا عدونا و قد جاوزوا خليجاً في البحر إلى جزيرة، فوقف على الخليج و قال : يا علي، يا عظيم، يا حليم، يا كريم، ثم قال : أجيزوا بسم اللَّه، قال : فأجزنا ما يبل الماء حوافر دوابنا، فلم نلبث إلا يسيراً فأصبنا العدو عليه فقتلنا و أسرنا و سبينا، ثم أتينا الخليج، فقال مثل مقالته، فأجزنا ما يبل الماء حوافر دوابنا، قال : فلم نلبث إلا يسيراً حتى رمى في جنازته، قال : فحفرنا له و غسلناه و دفناه، فأتى رجل بعد فراغنا من دفنه فقال : من هذا ؟ فقلنا : هذا خير البشر، هذا ابن الحضرمى، فقال : إن هذه الأرض تلفظ الموتى، فلو نقلتموه إلى ميل أو ميلين، إلى أرض تقبل الموتى، فقلنا : ما جزاء صاحبنا أن نعرضه للسباع تأكله، قال : فاجتمعنا على نبشه، فلما وصلنا إلى اللحد إذا صاحبنا ليس فيه، و إذا اللحد مد البصر نور يتلألأ، قال : فأعدنا التراب إلى اللحد ثم ارتحلنا،

قال البيهقي رحمه اللَّه : و قد روي عن أبي هريرة في قصة العلاء بن الحضرمى في استسقائه و مشيهم على الماء دون قصة الموت بنحو من هذا،
و ذكر البخاري في التاريخ لهذه القصة إسناداً آخر،
(قلت ووجدت في التاريخ الكبير 506/6
العلاء بن الحضرمي رضي الله تعالى عنه عامل النبي صلى الله عليه وسلم سمع منه السائب بن يزيد قتيبة حدثنا الليث عن بن قسيط أخبره سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله تعالى عنه قدم من هجر بكتاب من العلاء بن الحضرمي إلى عمر رضي الله تعالى عنه)

ويتابع ابن كثير:
و قد أسنده ابن أبي الدنيا عن أبي كريب عن محمد بن فضيل عن الصلت بن مطرالعجلي عن عبد الملك بن أخت سهم عن سهم بن منجاب قال : غزونا مع العلاء بن الحضرمى، فذكره . و قال في الدعاء : يا عليم، يا حليم يا علي، يا عظيم، أنا عبيدك و في سبيلك نقاتل عدوك، اسقنا غيثاً نشرب منه و نتوضأ، فإذا تركناه فلا تجعل لأحد فيه نصيباً غيرنا، و قال في البحر : اجعل لنا سبيلا إلى عدوك، و قال في الموت : اخف جثتي و لا تطلع عليّ عورتي أحداً فلم يقدر عليه، و اللَّه أعلم .

قال الحافظ في الإصابة في تمييز الصحابة
541/4
العلاء بن الحضرمي وكان اسمه عبد الله بن عماد بن أكبر بن ربيعة بن مالك بن عويف الحضرمي وكان عبد الله الحضرمي أبوه قد سكن مكة وحالف حرب بن أمية والد أبي سفيان وكان للعلاء عدة إخوة منهم عمرو بن الحضرمي وهو أول قتيل من المشركين وماله أول مال خمس في المسلمين وبسببه كانت وقعة بدر واستعمل النبي صلى الله عليه وسلم العلاء على البحرين وأقره أبو بكر ثم عمر مات سنة أربع عشرة وقيل سنة إحدى وعشرين روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه من الصحابة السائب بن يزيد وأبو هريرة وكان يقال إنه مجاب الدعوة وخاض البحر بكلمات قالها وذلك مشهور في كتب الفتوح


المعجم الكبير

93/18
حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني ثنا أبو جعفر النفيلي ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق قال ولما فرغ خالد بن الوليد من اليمامة بعث أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه العلاء بن الحضرمي إلى البحرين وكان العلاء هو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المنذر بن ساوي العبدي فأسلم المنذر وأقام العلاء بها أميرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وارتدت ربيعة بالبحرين فيمن ارتد من العرب إلا الجارود بن عمرو فإنه ثبت على الإسلام ومن تبعه من قومه واجتمعت ربيعة بالبحرين وارتدت وقالوا نرد الملك في آل المنذر فكلموا المنذر بن النعمان بن المنذر وكان يسمى العرور وكان يقول بعد ذلك حين أسلم وأسلم الناس وعليهم السيف لست بالعرور ولكني المغرور فلما اجتمعت ربيعة بالبحرين سار إليهم العلاء بن الحضرمي وأمده بثمامة بن أثال الحنفي وكان قد أسلم وأسلم قومه فلما أمر العلاء بن الحضرمي بثمامة بن أثال سار معه بمن معه من بني سحيم حتى خاض إلى ربيعة البحر فسارت ربيعة إليهم فحصروهم وهم بجواثا حصن بالبحرين حتى كاد المسلمون أن يهلكوا من الجهد
فقال عبد الله بن حدق العامري في ذلك حين أصابهم ما أصابهم
ألا أبلغ أبا بكر رسولا وفتيان المدينة أجمعينا
فهل لك في شباب منك أمسوا جميعا في جواثا محضرينا
توكلنا على الرحمن إنا وجدنا النصر للمتوكلينا

فقال عبد الله بن حدق دعوني أهبط من الحصن وأنا آتيكم بالخبر وكان مع عبد الله بن حدق امرأة من بني عجل فنزل من الحصن فأخذوه فقالوا ممن أنت فأنتسب وجعل ينادي يا أبجراه وكان في القوم فجاء أبجر فعرفه فقال ما شأنك فقال إني قد هلكت من الجوع فأطعمه وسقاه وقال احملني وخل سبيلي فانطلق فحمله على بغل وقال انطلق لشأنك فلما خرج من عنده عبد الله بن حدق رجع إلى أصحابه فأخبرهم أن القوم سكارى لا غناء عندهم فبيتهم العلاء فيمن معه من المسلمين من العرب والعجم فقتلوهم قتلا شديدا وانهزموا
قال الهيثمي
رواه الطبراني ورجاله ثقات الى ابن اسحق

وروى الطبراني في المعجم الكبير
96/18
حدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني ثنا أبي ثنا بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال وبعث أبو بكر العلاء بن الحضرمي في جيش من المسلمين قبل أهل البحرين وكانوا قد منعوا الجزية وبعث أبو بكر إليهم حين منعوا حق الله في أموالهم فسار إليهم وبينه وبينهم البحر حتى مشوا فيه بأرجلهم فقطعوا كذلك بمكان كانت تجري به السفن قبل ذلك وهي تجري فيه اليوم وقاتلهم وأظهرهم الله عليهم فسلموا فامتنعوا من حق الله في أموالهم

قال الهيثمي
رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف.


المعجم الكبير

95/18
حدثنا الحسين بن أحمد بن بسطام الزعفراني ثنا إسماعيل بن إبراهيم صاحب الهروي ثنا أبي عن أبي بن كعب صاحب الجربوعي الجريري عن أبي السليل عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم العلاء بن الحضرمي إلى البحرين تبعته فرأيت منه ثلاث خصال لا أدري أيتهن أعجب انتهينا إلى شاطئ البحر فقالوا سموا واقتحموا فسمينا واقتحمنا فعبرنا فما بل الماء إلا أسافل أخفاف إبلنا فلما قفلنا صرنا بعد بفلاة من الأرض فليس معنا ماء فشكونا إليه فصلى ركعتين ثم دعا فإذا سحابة مثل الترس ثم أرخت عزاليها فسقينا واستقينا ومات بعد ما بعثه أبو بكر إلى البحرين لما ارتدت ربيعة فأظفره الله بهم وأعطوا ما منعوا من الزكاة ومات فدفناه في الرمل فلما سرنا غير بعيد قلنا يجيء سبع فيأكله فرجعنا فلم نره

وفي المعجم الصغير 245/1 بعد روايته قال: لم يروه عن أبي كعب عبد ربه بن عبيد صاحب الحرير البصري إلا إبراهيم صاحب الهروي ولم يروه عن الجريري إلا أبو كعب

قلت أي من هذا الطريق أو بهذا السياق وإلا فقد جاء من طرق أخرى وقد سبقت

قال الهيثمي: باب ما جاء في العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه.
رواه الطبراني في الثلاثة وفيه إبراهيم بن معمر الهروي ولد (الصواب والد) إسماعيل ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.
قال الهيثمي: وقد تقدمت قصته في البحرين وحصرهم إياه ونصره عليهم في قتال أهل الردة (في الجزء السادس).
قلت هو ما تقدم ذكره

***********************************

التابعي الجليل أبو مسلم الخولاني
-----------------------------------

وقد ذكر الإمام النووي العديد من كرامات الولي العابد الزاهد أبي مسلم الخولاني رضي الله عنه وعن جميع الأولياء والعارفين ثم قال: ومن نفائس كرامات أبي مسلم الخولاني ما رواه الإمام أحمد في كتاب الزهد أن أبا مسلم الخولاني مر بنهر دجلة وهي ترمي الخشب من برها فمشى على الماء ثم التفت إلى أصحابه فقال هل تفقدون من متاعكم شيئا فندعو الله عز وجل ؟
قال:
ورواه الإمام أحمد من طريق آخر وفيه أن أبا مسلم وقف على دجلة ثم حمد الله تعالى وأثنى عليه ثم ذكر آلاءه ونعماءه وذكر سير بني إسرائيل في البحر ثم نهز دابته فانطلقت تخوض في دجلة واتبعها الناس حتى قطعها الناس إلى الجانب الآخر

قال ابن كثير ج 6 :فصل قصة أخري شبيهة بذلك
وروى البيهقي من طريق أبي النضر عن سليمان بن المغيرة أن أبا مسلم الخولاني جاء إلى دجلة و هي ترمي الخشب من مدها فمشى على الماء و التفت إلى أصحابه و قال : هل تفقدون من متاعكم شيئا فندعوا اللَّه تعالى ؟ ثم قال : هذا إسناد صحيح،

قال ابن كثير: و قد ذكر الحافظ الكبير أبو القاسم بن عساكر، في ترجمة أبي عبد اللَّه بن أيوب الخولاني هذه القصة بأبسط من هذه من طريق بقية بن الوليد : حدثني محمد بن زياد عن أبي مسلم الخولاني أنه كان إذا غزا أرض الروم فمروا بنهر قال : أجيزوا بسم اللَّه، قال : و يمر بين أيديهم فيمرون على الماء فما يبلغ من الدواب إلا إلى الركب، أو في بعض ذلك، أو قريبا من ذلك، قال : و إذا جازوا قال للناس : هل ذهب لكم شيء ؟ من ذهب له شيء فأنا ضامن، قال : فألقى مخلاة عمداً، فلما جاوزوا قال الرجل : مخلاتي وقعت في النهر، قال له : اتبعني، فإذا المخلاة قد تعلقت ببعض أعواد النهر، فقال : خذها،

و قد رواه أبو داود من طريق الأعرابي عنه عن عمرو بن عثمان عن بقية به،
ثم قال أبو داود : حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا سليمان ابن المغيرة عن حميد أن أبا مسلم الخولاني أتى على دجلة و هي ترمي بالخشب من مدها فوقف عليها ثم حمد اللَّه و أثنى عليه و ذكر مسير بني إسرائيل في البحر، ثم لهز دابته فخاضت الماء و تبعه الناس حتى قطعوا، ثم قال : هل فقدتم شيئاً من متاعكم فأدعو اللَّه أن يرده عليّ ؟،

و قد رواه ابن عساكر من طريق أخري عن عبد الكريم بن رشيد عن حميد بن هلال العدوي : حدثني ابن عمي أخي أبي قال : خرجت مع أبي مسلم في جيش فأتينا على نهر عجاج منكر، فقلنا لأهل القرية : أين المخاضة ؟ فقالوا: ما كانت ههنا مخاضة و لكن المخاضة أسفل منكم على ليلتين، فقال أبو مسلم: اللهم أجزت بني إسرائيل البحر، و إنا عبيدك و في سبيلك، فأجزنا هذا النهر اليوم، ثم قال : اعبروا بسم اللَّه، قال ابن عمي : و أنا على فرس فقلت : لأدفعنه أول الناس خلف فرسه، قال : فواللَّه ما بلغ الماء بطون الخيل حتى عبر الناس كلهم، ثم وقف و قال : يا معشر المسلمين،هل ذهب لأحد منكم شيء فأدعو اللَّه تعالى يرده؟،

*************************

رجل من التابعين
-------------------

قال ابن كثير قصة أخري تشبه قصة العلاء بن الحضرمى

روى البيهقي في الدلائل - و قد تقدم ذلك أيضا - من طريق سليمان بن مروان الأعمش عن بعض أصحابه، قال : انهينا إلى دجلة و هي مادة و الأعاجم خلفها، فقال رجل من المسلمين : بسم اللَّه، ثم اقتحم فرسه فارتفع على الماء، فقال الناس : بسم اللَّه، ثم اقتحموا فارتفعوا على الماء، فنظر إليهم الأعاجم، و قالوا : ديوان، ديوان، أي مجانين، ثم ذهبوا على وجوههم، قال فما فقد الناس إلا قدحا كان معلقا بعذبة سرج، فلما خرجوا أصابوا الغنائم و اقتسموا، فجعل الرجل يقول : من يبادل صفراء ببيضاء ؟
و قد ذكرنا في السيرة العمرية و أيامها، و في التفسير أيضاً : أن أول من اقتحم دجلة يومئذ أبو عبيدة النفيعي أمير الجيوش في أيام عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه، و أنه نظر إلى دجلة فتلا قوله تعالى : { و ما كان لِنَفْسٍ أنْ تَمُوتَ إلا بِإذْنِ اللَّهِ كِتَاباً مُؤَجْلاً } [ آل عمران : 145 ] ثم سمى اللَّه تعالى و اقتحم بفرسه الماء و اقتحم الجيش وراءه، و لما نظر إليهم الأعاجم يفعلون ذلك جعلوا يقولون : ديوان ديوان، أي مجانين مجانين، ثم ولوا مدبرين فقتلهم المسلمون و غنموا منهم مغانم كثيرة .

**********************

خاتمة
----------------

قال الحافظ ابن كثير في البداية :

فهذه الكرامات لهؤلاء الأولياء، هي معجزات لرسول اللَّه صلى الله عليه و سلم كما تقدم تقريره ؛ لأنهم إنما نالوها ببركة متابعته، و يمن سفارته، إذ فيها حجة في الدين، أكيدة للمسلمين، و هي مشابهة نوح عليه السلام في مسيره فوق الماء بالسفينة التي أمره اللَّه تعالى بعملها، و معجزة موسى عليه السلام في فلق البحر، و هذه فيها ما هو أعجب من ذلك، من جهة مسيرهم على متن الماء من غير حائل، و من جهة أنه ماء جار و السير عليه أعجب من السير على الماء القار الذي يجاز، و إن كان ماء الطوفان أطم و أعظم، فهذه خارق، و الخارق لا فرق بين قليله و كثيره، فإن من سلك على وجه الماء الخضم الجاري العجاج فلم يبتل منه نعال خيولهم، أو لم يصل إلى بطونها، فلا فرق في الخارق بين أن يكون قامة أو ألف قامة، أو أن يكون نهراً أو بحراً، بل كونه نهراً عجاجا كالبرق الخاطف و السيل الجاري، أعظم و أغرب، و كذلك بالنسبة إلى فلق البحر، و هو جانب بحر القلزم، حتى صار كل فرق كالطود العظيم، أي الجبل الكبير، فانحاز الماء يمينا و شمالا حتى بدت أرض البحر، و أرسل اللَّه عليها الريح حتى أيبسها، و مشت الخيول عليها بلا انزعاج، حتى جاوزوا عن آخرهم، و أقبل فرعون بجنوده {فَغَشِيَهُمْ مِنَ اَلْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ وَ أَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَ مَا هَدَى } [ طه : 78-79 ] و ذلك أنهم لما توسطوه و هموا بالخروج منه، أمر اللَّه البحر فارتطم عليهم فغرقوا عن آخرهم، فلم يفلت منهم أحد، كما لم يفقد من بني إسرائيل واحد، ففي ذلك آية عظيمة بل آيات معدودات، كما بسطناذلك في التفسير و للَّه الحمد و المنة،

و المقصود أن ما ذكرناه من قصة العلاء بن الحضرمي، و أبي عبد اللَّه الثقفي، و أبي مسلم الخولاني، من مسيرهم على تيار الماء الجاري، فلم يفقد منهم أحد، و لم يفقدوا شيئا من أمتعتهم، هذا وهم أولياء، منهم صحابي و تابعيان فما الظن لو كان الاحتياج إلى ذلك بحضرة رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم سيد الأنبياء و خاتمهم، و أعلاهم منزلة ليلة الإسراء، و إمامهم ليلتئذ ببيت المقدس الذي هو محل ولايتهم، و دار بدايتهم، و خطبيهم يوم القيامة، و أعلاهم منزلة في الجنة، و أول شافع في الحشر،. و في الخروج من النار، و في دخول الجنة، و في رفع الدرجات بها، كما بسطنا أقسام الشفاعة و أنواعها، في آخر الكتاب في أهوال يوم القيامة، و باللَّه المستعان، و سنذكر في المعجزات الموسوية ما ورد من المعجزات المحمدية، مما هو أظهر و أبهر منها…

أهـ كلامه رحمه الله تعالى
  #2  
قديم 07-01-2001, 06:52 AM
الفاروق الفاروق غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 474
Post

أهلا ومرحبا بك أخي العزيز

بل إنك على الحق وهذا مذهب أهل السنة والجماعة في إثبات كرامات الأولياء, وإن الذين ينكرونها ينكرونها لأنهم لم يروا ذلك في الذين اتبعوهم وكيف يرون كرامات لمن لم يوفقه الله تعالى؟ الكرامة لا تكون إلا لولي.

وهنا لا بد من تقرير أمور:

1- قاعدة ذكرها الإمام السيوطي في كتابه عن حياة الأنبياء وغيره: ما جاز أن يكون معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي.

الدليل: ما رواه الخطيب البغدادي وغيره كاليافعي في مراءة الجنان أن أبا مسلم الخولاني رماه الأسود العنسي في النار عدة مرات فلم يصبه شىء, فخاف على أتباعه أن يسلموا فنفاه فلما رءاه سيدنا عمر رضي الله عنه سأله أنت هو؟ فتهرب فأعاد سيدنا عمر أنت هو؟ فقال نعم, فعانقه وبكى وقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني رجلا من أمة محمد فُعل به ما فعل بإبراهيم الخليل عليه السلام.

وهذا يثبت أن ما جاز أن يكون معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي.

2- أن هذه الكرامة هي بعينها معجزة لذاك النبي لأنها تدل على صدق اتباعه للنبي وأن النبي على الحق وإلا لما ظهرت هذه الكرامة الخارقة للعادة.

والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم.

مرحبا بك عزيزا مكرما
الفاروق
  #3  
قديم 07-01-2001, 12:17 PM
بهاء الدين بهاء الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 92
Thumbs up

بارك الله فيكما
  #4  
قديم 08-01-2001, 01:28 AM
أشعري أشعري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2000
المشاركات: 498
Post

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

مرحبا "أبو صالح"، أرجو أن تجد في خيمتنا الإسلامية العزيزة مقاما طيبا وإخوانا مخلصين، وشكرا لك على موضوعك هذا وليكن فاتجة خي ربإذنه تعالى.

والله من وراء القصد.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م