بسم الله الرحمن الرحيم
نظرا لكثرة المشاغل في هذين اليومين فلم أستطع الدخول إلى الخيمة إلا لوقت قصير جدا جدا والله المستعان.
بالنسبة لعطية فقد أثبت الحافظ تصريحه بالسماع من أبي سعيد الخدري. فلا تدليس عندها.
من المعروف أن ابن معين من المتشددين في الرجال أكثر من الإمام أحمد وقد وثقه وحسن له الترمذي أحاديث وروى له أبو داود عدة أحاديث وسكت عنها.
خلاصة الكلام في الموضوع يكون في نقطتين:
1- إن ابن حجر وهو من أهل الاستقراء في الرجال عرف كلام من وثقه وضعفه, وتضعيف من ضعفه قد ظهر لأجل تدليسه وتشيعه, وبعد هذا فقد أظهر ابن حجر أمير المؤمنين في الحديث أن حديثه هذا حسن. ومثله أبو الحسن المقدسي والعراقي والدمياطي.
ليس هذا الجمع فقط من حسن لعطية روايته فقد حسن له الحافظ السيوطي حديث: إن الغضب من الشيطان. في الجامع الصغير قال: رواه أحمد عن عطية العوفي: حسن. وقد يضعف روايته لأمر ءاخر وهذه وظيفة الحافظ.
2- الحفاظ قد يحسنون حديثا لأمر ويضعفونه بنفس الإسناد لأمر ءاخر هم يعرفونه, فمن أراد أن يخوض معهم في هذا وهو ليس حافظا فقد زلت قدمه, وسأذكر العلة لعل الله ينور بها قلوب البعض وينتهي الكلام عليها فلا مجال لأحد ليس حافظا أن يخوض مع الحفاظ في تصحيحهم وتضعيفهم وبقي التنبيه على أمر وهو خوضكم في الذين ضعفوا ووثقوا ذات الراوي والكلام إنما على تحسين الحديث وقد صرح به الحفاظ, وهذا النقل سيكون مسك الختام:
قال شيخ الإسلام أمير المؤمنين في الحديث خاتمة الحفاظ ومرجع الأنام في الحديث - كما قال ملا علي القاري في شرح شرح النخبة - ابن حجر العسقلاني في نزهة النظر شرح نخبة الفكر ص 64:
لأهل العلم بالحديث مَلَكة قوية يميزون بها ذلك, وإنما يقوم بذلك منهم من يكون اطلاعه تاما وذهنه ثاقبا وفهمه قويا ومعرفته بالقرائن الدالة على ذلك قوية. انتهى كلام شيخ الإسلام
فالوقوف على تحسين هؤلاء للحديث " مع علمهم بمن ضعف ووثق عطية أو ليّنه " واجب لأنه لا يجوز التصحيح والتضعيف إلا لهؤلاء, أما من كان كهيثم فإنه يدخل تحت قول الحافظ الذهبي في التذكرة 1/4:
حق على المحدث أن يتورع فيما يؤديه وأن يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مروياته, ولا سبيل إلى أن يصير العارف - الذي يزكي نقلة الأخبار ويجرحهم - جهبذا إلا بإدمان الطلب والفحص عن هذا الشأن, وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم, مع التقوى والدين المتين والإنصاف, والتردد إلى العلماء والإتقان, وإلا تفعل:
فدع عنك الكتابة لست منها
---------------- ولو سودت وجهك بالمداد
فإن ءانست من نفسك فهما وصدقا ودينا وورعا, وإلا فلا تفعل وإن غلب عليك الهوى والعصبية لرأي ولمذهب فبالله لا تتعب وإن عرفت أنك مخلط مخبط مهمل لحدود الله فأرحنا منك. انتهى كلام الذهبي
والحمد لله رب العالمين
|