بسم الله الرحمن الرحيم...وبعد...
والكافر يرى مقعده من النار وهو في قبره قال تعالى:" النار يعرضون عليها غدوا وعشيّا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب"(سورة المؤمن).
فهذه الاية دليل على ان الكافر قبل أن تقم الساعة يعذب وهو في قبره بنظره لمقعده من النار مرة في الصباح ومرة في المساء وبغير ذلك من انواع العذاب , ويوم القيامة يساق الى النار , قال تعالى:" وسيق الذين كفروا الى جهنم زمرا" ( الزمر), ونار جهنم هي أعظم نار خلقها الله , فأقوى نار في الدنيا هي جزء من سبعين جزءا من نار جهنم , قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ان ناركم هذه جزء من سبعين جزء من نار جهنم " (رواه الحاكم).
وروى عن عاصم بن ابي صالح قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم : اذا ألقي الرجل في النار لم يكن له منتهى حتى يبلغ قعرها ثم تجيش به جهنم فترفعه الى اعلى جهنم وما على عظامه مزعة لحم فتضربه الملائكة بالمقامع فيهوي بها الى قعرها فلا يزال كذلك"او كما قال (اخرجه البيهقي).
وليعلم ان عذاب اهل النار يكون بالروح والجسد , وفي النار يكون جسد الكافر اكبر بكثير من جسده وهو في الدنيا , فقد روى مسلم عن ابي هريرة ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ضرس الكافر أو ناب الكافر مثل أحد وغلظ جلده مسيرة ثلاثة ايام للراكب المسرع " وكما ان الجنة درجات كذلك فان في النار دركات ويقال ايضا درجات وذلك حسب اعمال العباد. قال الله تعالى:" ولكل درجات مما عملوا"(الانعام) والمنافقون هم في الدرك الاسفل من النار وهذا المكان خاص بالكفار لا يصله عصاة المسلمين وقعر جهنم مسافة سـبـعيـن عاما في النزول,قال صلى الله عليه وسلم : ان العبد ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا"(الترمذي), ومعنى الحديث انه يتكلم انسان بكلمة لا يظن فيها سؤا وهي في الحقيقة تستوجب نزوله الى قعر جهنم الذي هو خاص بالكفار.
يــتـبـع
|