الوسائل البدعية عند الجماعات الفكريه
إليك أمثلةً واقعيّةً من تلك الوسائل التي اعتبرَها هؤلاء سبيلاً لتحقيق أهدافهم ونجاح مسيرتهم
فمنها : أنهم جعلوا مسلك التجميع لأفراد الأمة بشتّى طوائفهم وعقائدهم، جعلوا ذلك سبيلاً ووسيلةً لتحقيق أهداف الدعوة؛ فيكثرُ في كلامهم الوسيلةُ المعروفةُ عندهم ألا وهي قولهم : نعملُ فيما اتّفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضـًا فيما اختلفنا فيه
ولذا فإن أصحاب هذا المسلك ينقدون طريق أتباع السلف في بيان الحق وتجليته للناس، وتحذير الناس من البدع وأهلها، حتى قال قائلُهم ـ في ذمِّ طريقة السلف في التحذير من البدع وأهلها ـ :
ماذا يُريدُ هؤلاء ؟، يريدُ هؤلاء تعطيل كلّ الأسباب والمناخات والمناسبات التي يمكن أن يُسَخّرها المسلمون اليوم ليتعلموا إسلامَهم، وليتفقّهوا في دينِهم، وليعوا قضاياهم المصيريّة في ضوء الإسلام بحجّة أنها بدعةٌ … فإذا أقيم احتفالٌ بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج … قالوا : إن هذه الاحتفالات بدعة
انظر - احذروا الإيدز الحركي - ص32/33
فانظر - رحمك الله - إلى هذه الوسيلة التجميعية التي دعا إليها أصحابُها وجعلوها سبيلاً ووسيلةً لنصرة المسلمين وإقامة الدين؛ فمتى كان السكوت عن البدع وعدم إنكارِها وسيلةً لنصرة المسلمين ؟، أليس في هذه الوسيلة التجميعية هدمـًا لقاعدة الولاء والبراء ؟، أليس في هذه الوسيلة ضياعـًا للحق والسنّة وانتشارًا للباطل والبدعة، ومخالَفةً لهدي سلف الأمّة ؟ .
فهذه المسألة - أعني : الاحتفالات البدعيةِ التي أنكرَها العلماء المسلمون في كتبهم وبيَّنوها، وحذّروا الناسَ منها قـديمـًا وحـديثـًا - هذه المسألة بسبب المرونة المدّعاة أصبحت وسيلةً شرعية دعويّة من خلالها يقامُ الدين، ويُنصرُ المسلمون
وإليك كلامـًا مجملاً بنور الكتاب والسنّة في الردّ على هذه الوسيلة وبيان خطورتها من العلاّمة الإمام مفتي الأنام الشيخ عبد العزيز ابن باز –- رحمه الله -، حيث قال في الردّ على هذا المسلك :
ولا ريبَ أنه يجبُ على المسلمين توحيد صفوفهم، وجمعُ كلمتهم على الحق، وتعاونهم على البرّ والتقوى ضدّ أعداء الإسلام، كما أمرهم الله - سبحانه وتعالى - بقوله : - واعتصموا بحبل الله جميعـًا ولكن لا يلزم من وجوب اتحاد المسلمين وجمع كلمتهم على الحق واعتصامهم بحبل الله ألاَّ ينكروا المنكر على من فعلَه أو اعتقدَه من الصوفيّة أو غيرهم؛ بل مقتضى الاعتصام بحبل الله أن يأتمروا بالمعروف ويتناهوا عن المنكر - انظر مجموع فتاوى ومقالات 3/69
ومن الأمثلة على وسائل الدعوة الاجتهاديّة على هذا القول :
الدخول في الجماعات الدعوية المتنوّعة، والارتباطات الفكرية المتعدّدة، وجعلُ ذلك وسيلةً لنصرة الدين
ونظرًا لخطورة هذه الوسيلة على الدين والمجتمع من حيث الابتداع والافتراق؛ فقد انعقد - مجلس هيئة كبار العلماء - في دورته المنعقدة في الطائف في ربيع الأوّل، عام 1411هـ، لبيان هذه المسألة الخطيرة والتحذير منها؛
وإليك بعض نصِّ الخطاب
كما يُحذِّر - أي : المجلس - من أنواع الارتباطات الفكريّة المنحرفة، والالتزام بمبادئ جماعات وأحزاب أجنبيّةٍ؛ إذ الأمّة في هذه البلاد يجب أن تكون جماعةً واحدة متمسّكة بما عليه السلفُ الصالح وتابعوهم، وما كان عليه أئمة الإسلام قديمـًا وحديثـًا من لزوم الجماعة -
انظر حقيقة الدعوة سعد الحصي72
ففي هذا الكلام ما يردُّ على كثير من الكتب التي جعلت الدخولَ في الجماعات وولوجَ أفكارها وسيلةً دعويّة لنصرة الدين، وذلك تحت إطار العمل الجماعي .
ومن الأمثلة على هذه الوسائل الاجتهاديّة التي دعا إليها أصحابُها ما يلي
جعْلُ الخروج على الأنظمة والدول القائمة بعامة سبيلاً ووسيلةً ومطلَبـًا مهمًّا لتحقيق الدين ونصرة المسلمين، حتى قال قائلُهم : - ودعوتنا لجميع أهل الأرض أن يُحدثوا انقلابـًا عامـًّا في أصول الحكم الحاضر الذي استبدّ به الطواغيت والفجرة -
- تذكرة دعاة الإسلام - للمودودي - ص 5 - .
فانظر - رحمك الله - كيف جعلت هذه المسألةُ كثيرًا من الناس يخطئ الطريقَ، ويضلُّ فهمُه، وتزلُّ قدمُه، ويجني على الدعوة وأهلها جنايات لا حدَّ لها؛ والسببُ في ذلك ابتداع وسائل للدعوة حسب ما تقتضيه مصالح الدعوات المعاصرةالمنحرفة عن منهج سلف الأمّة - رضوان الله عليهم
|