اصرار الرئيس مبارك علي مصادرة الحريات يهدد مصر والمنطقة والعالم
عملية الأزهرستتكرر وبشكل أشد ضراوة وقسوة ودموية
ضد الأمريكيين وحلفائهم لدعمهم للديكتاتورية في بلادنا
النظام المصري يستجيب لواشنطن و يغدر بالاسلاميين بعد أن أبرم معهم أتفاقية لوقف العنف
الأجهزة المريضة بالقاهرة لم تكتف بالعدوان علي الجماعات والاخوان فأنقضت علي حزب العمل
بقلم صلاح بديوي
أن يقدم شاب مصري علي التضحية بنفسه محاولا قتل سياح يعتقد أنهم يهود وأمريكيين أو حتي غربيين كانوا يزورون منطقة الأزهر بالقاهرة مساء 7 من الشهر الجاري هو بمثابة تطور خطير جداً يحدث لاول مرة في مصر بهذا الأسلوب ،وأن يقترن هذا العمل ببيان يشير الي أن ما حدث يجيء في خضم ردود أفعال من تنظيم مصري يطلق علي نفسه كتائب العز الأسلامية و يحتج علي ديكتاتورية مبارك ووضعه ظلما للشباب في المعتقلات بمصر كما يحتج علي المظالم التي يتعرض لها الأهل في العراق وفلسطين وأفغانستان علي أيدي الولايات المتحدة والغرب المتحالف معها ، نقول أن يقترن هذا الفعل بتلك الأسباب فأن ذلك يشير الي أنه بدون أصلاح جذري حقيقي فأن الأمور ستتدهور وتسوء ومن منطلق المامنا بغباء الأجهزة المعنية بالقاهرة وهو الغباء الذي سيدفعها لأستغلال ما حدث من أجل العصف بالحريات وأطلاق العنان لمصادرة الأصلاحات، من هذا المنطلق نعرف أن للأجهزة مصلحة فيما حدث لكن مصلحتها لا يمكن أن تدفعها لتد بير مثل هذا الحادث كما يتكهن البعض
ولقد فوجئت برسالة أخبارية في تمام الساعة السابعة الا دقيقة من مساء يوم الحادث علي الموبايل الخاص بي تشير الي وقوعه وجائتني تلك الرسالة من موبايل مجهول من خارج مصر ظل يرسل لي تباعا رسائل قصيرة حول الحادث ، وفي البداية ظننت ان صديق يداعبني لكنني لجأت الي التليفزيون والفضائيات ففوجئت بأن ما حدث صحيحاً كما فو جئت أن تلك الرسائل أرسلت للأعلاميين والساسة من خارج مصر
أذن من يتحمل مسئولية عودة عمليات العنف الي بلادنا من جديد ؟
وللأجابة عن هذا السؤال نشير الي ان اصواتنا بحت خلال الاعوام الماضيية ونحن نطالب بما يلي :
1- الأفراج عن عشرات الألاف من المعتقلين السياسيين وبد ون محاكمة منذ أكثر من عقدين
2- الأفراج عن الاسلاميين الذين قضوا عقوبات تصل للمؤبد في السجون وأعتقلهم الداخلية
3- السماح للمصريين الفارين بجلودهم الي خارج الوطن بالعودة والعفو عنهم
4- الغاء قانون الطواريء وأطلاق حرية تشكيل الأحزاب وأصدار الصحف
5- السماح للمصريين بحق التظاهر والأعتصام والأحتجاج وأبداء الرأي والتوقف عن أحالة المدنيين للقضاء العسكري
7- وقف الأعتداءات علي منظمات المجتمع المدني والأحزاب عبر عمليات اغلاق وتجميد ومصادرة مفتعلة
8- التوقف عن أعتقال الكتاب والصحفيين وقادة الرأي وأغلاق الصحف وتشريد الصحفيين
9- الأمتناع عن التدخل في شئون الأحزاب ومحاولة تفصيل أحزاب وقيادات حزبية مستأنسة
10- ترك الحرية كاملة في الجامعات والمحليات بحيث يتم انتخاب قيادات الجامعات والمحليات والمؤسسات الدينية مثل الأزهر
11- السماح لكل المصريين دون أستثناء بممارسة حقوقهم السياسية وألتوقف عن ممارسة عمليات التعذيب في السجون والمعتقلات
الي هنا نكتفي لكننا نشير الي أن ما سبق ننتهز كل المناسبات لنشير اليه من أجل حماية أمن مصر القومي والحفاظ علي وحدة الشعب المصري لكن النظام الحاكم كان ما يعانيه هوالتفنن في أحاكة المؤامرات والفتن والصراعات بين القوي السياسية والتآمر عليها وتدبير انشقاقات وهمية وتلفيق قضايا للوطنيين وأخافتهم عن باطل تارة بفزاعة العمالة لواشنطن كما هو حادث الان وأخري بالحفاظ علي أستقرار الوطن والمصيبة ان رجل واشنطن الاول هو الرئيس مبارك وهو الذي فتح لليهود والا مريكيين باب التدخل في شئون بلادنا ولا احد غيره
كما أنه من المهم أن نشير الي أن عمليات العنف والعنف المضاد بين نظام حكم الحزب الوطني وبين جماعات أسلامية في مصر جري أنهائها بناء علي مبادرة لوقف العنف وقعتها قيادات في الجماعات الأسلامية مع نظام الرئيس مبا رك مقابل أن يكف الأمن عن مطاردة الأسلاميين ويفرج عن المعتقلين ’ وذلك علي خلاف ما تعلنه أجهزة مبارك من أنها حققت أنتصارات علي الأسلاميين ولم يتم الأفراج تدريجيا عنهم بالشكل المتفق عليه وهو ما يثير حفيظة تلك الجماعات وربما ما جعل الحكومة المصرية تتراجع في الأتفاق هو أستقوائها بالادارة الامريكية بعد 11 سبتمبر
والملاحظ ان نظام مبارك بعد ان صورت له اوهامه انه قضي علي الجماعات الاسلامية المسلحة ووضع كوادرها في السجون أعتدل ليفتح النيران علي التيارات الأسلامية المعتدلة فوجدناه يحيل الاخوان المسلمين لمحاكمات عسكرية ضمن حملات اعتقالات متواصلة ثم استدار علي حزب العمل وهو حزب شرعي اسلامي لكي يجمده
وما سبق تزامن مع تعاون مفتوح يقوم به نظام الرئيس مبارك مع الولايات المتحدة بل وتل ابيب من اجل مواجهة القوي الوطنية المصرية والعربية والاسلامية سواء في مصر او فلسطين او العراق وافغانستان وهو تعاون اكده الامريكيون ولم تنفيه السلطات الحاكمة بالقاهرة
ولذلك يحتقن الشارع المصري الان ويثور بعد ربع قرن من الصبر علي نظام يفرط علنا في حقوق مصر والامة وعن عمد وتمثلت ثورته في تظاهرات وعمليات نقد واسعة للنظام لمواصلته اغتصاب السلطة والثروة في بلادنا
وفي خضم تخلي اعداء الامة عن نظام مبا رك ومحاولتهم استبداله بآخر وسعي نظام مبارك الي خدمة مخططات الاعداء حتي وهو يعرف ان تلك المخططات تستهدفه كان لا بد للكبت وللغضب وللرغبة الكامنة في نفوس المصريين ان تتحول الي واقع عنيف
فأقدم هذا الشاب محملا كما قيل بأحزمة ناسفة بدائية وعلي دراجة بخارية للتضحية بنفسه في سبيل ما يعتقد
سيذهب الرئيس مبارك غير مأسوف عليه جرا ء ما أرتكبه من جرائم في حق بلادنا وستبقي مصر العربية المسلمة