الحوار الداخلي السبيل لبناء لبنان قوي

[صمت الكلام]

الحوار الداخلي السبيل لبناء لبنان قوي

مع تقديم تيري رود لارسن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، المكلف متابعة تطبيق القرار 1559 تقريره الثالث إلي مجلس الأمن، تزداد الضغوط الدولية علي لبنان وسوريا معا، رغم ترحيبه بالاتفاقات التي أسفر عنها الحوار بين اللبنانيين، ودعوته دمشق إلي التعاون مع بيروت لترسيم حدودهما وفتح سفارات في كل من البلدين.

إن الضغوط التي أراد لارسن ممارستها علي حزب الله حين دعا خصوصا جميع الأطراف القادرة علي التأثير علي الحزب إلي دعم التطبيق الكامل للقرار 1559، في وقت تستمر فيه إسرائيل باحتلال مزارع شبعا وانتهاك الأجواء اللبنانية يوميا ورفض إطلاق سراح الأسري اللبنانيين، لا تصب في صالح لبنان، فتقرير لارسن يلبي كعادته متطلبات الاجندة الإسرائيلية عبر البوابة اللبنانية، بل إن لارسن يتخطي صلاحياته، حين يعلن أن عقد اتفاق بهذا الشأن سيشكل خطوة أساسية نحو إضفاء طابع رسمي علي العلاقات بين البلدين ونحو إعادة تأكيد سيادة ووحدة أراضي لبنان واستقلاله السياسي، وكذلك نحو التطبيق الكامل لبنود القرار 1559 .

الغرب وضغوطاته المتكررة علي لبنان هي التي تساهم في تفجير الأوضاع الداخلية في لبنان وتزيد من حدة التباعد بين اللبنانيين. فالخلافات الكثيرة حول الهوية والحكم والسلطة وبناء الدولة والتنمية والعلاقة مع المحيط والموقف من المقاومة وسلاحها باتت الخبز اليومي للبنانيين، حيث يبدو أن غالبيتهم ما زالت تعيش في ذهنية الإطار الطائفي المذهبي بتعصباته وإفرازاته السلبية وحدوده الضيقة. وإن لم يدرك اللبنانيون أهمية الحوار الجاري بين القيادات والقوي اللبنانية، ويسعون لإنجاحه فإن التدخل الخارجي سيستمر كما نراه وربما يؤدي إلي حرب أهلية لا تبقي ولا تذر.

الحوار هو الأساس، وهو السبيل الأوحد لجمع اللبنانيين علي تنوع طوائفهم وانتماءاتهم لبناء لبنان الدولة، الذي يستطيع دائما أن يكون له موقف موحد من دون أي انقسام أو تشرذم بين أبنائه.