مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 26-01-2001, 01:50 PM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post مشروع الليطاني في إطار مواجهة التحديات الإسرائيلية

جاء في اعترافات الإرهابي الإسرائيلي موشي دايان الذي دنس القدس واحتل الهضبة السورية (الجولان) والضفة الغربية وقطاع غزة في حرب يونيو (حزيران) 1967م أن إسرائيل احتلت الهضبة السورية بسبب مخزون المياه الهائل فيها، وليس لضرورة أمنية.

وما قاله دايان عن الهضبة السورية يصدق على سقوط الجنوب اللبناني والبقاع الغربي في براثن الاحتلال في العام 1978م، وهو سبب إبقاء مزارع شبعا أسيرة تحت سلاسل المجنـزرات الإسرائيلية.
وفي جل الدراسات الاستراتيجية إشارات مباشرة إلى دور المياه في حروب المستقبل. والدول الفاعلة عندما تبني استراتيجيتها الأمنية تلاحظ حاجتها من الأمن الغذائي وعلى رأسه (المياه).

وكلنا يذكر المفاوضات المضنية التي جرت بين العدو الإسرائيلي والأردن بسبب حصة الماء الإسرائيلية على حساب الأردن في مياه كل من نهر الأردن والمياه الجوفية، وما تسرب من معلومات أكد أن الإسرائيليين ضغطوا كي لا تؤثر مشروعات الري الأردنية على ما يحتاجونه في المستقبل البعيد، عدا عن المستقبل القريب، من مياه يزداد تصريفها بازدياد حركة العمران والزراعة والصناعة الإسرائيلية.
وفي قطاع غزة أكثر المعادلات اعوجاجاً في هذا الشأن، فللمستعمرين الإسرائيليين ونسبتهم 10% من مجمل القاطنين في القطاع 90% من كمية المياه مقابل 10% فقط للمواطنين العرب الذين يشكلون 90% من القاطنين فيه(!) وهي معادلة تتمنى إسرائيل سحبها على دول الطوق كلها.

فإسرائيل عملت على تدمير كل المنشآت العربية ذات العلاقة بتوظيف الثروة المائية لصالح هذه الدول، وكان أولها مشروع تحويل مياه نهر الأردن، وسد الوحدة، ومشروع الليطاني، وضغطت على مصر بكل وسيلة ممكنة للحصول على حصة من مياه النيل. ولطالما سمعنا الرؤساء المصريين يكررون (ليس لمصر فائض من الماء لبيعه أو هبته)، لقطع الطريق على أية محاولة إسرائيلية، تحت أي ظرف من الظروف للحصول على مياه النيل. وقد نجحوا في ذلك حتى الآن.

والليطاني أكبر أنهار لبنان يجري في سهل البقاع ثم ينحرف عند زاوية حادة تحت قلعة الشقيف ليصب في البحر الأبيض المتوسط، مساهماً في تحويل سهل البقاع وسهول منطقة صور في الجنوب إلى أحد أخصب البقاع في الدنيا.

وقد خططت الحكومات اللبنانية، ومنذ وقت مبكر في الستينيات، لتوظيف مياه النهر، وانحدار المستوى الجغرافي بين سهل البقاع والسهل الساحلي، في أكثر من مشروع للري ولتوليد الطاقة بما يخدم المشاريع الزراعية والصناعية والعمرانية، وتغذي محطة (بول أرقش) إلى شرق صيدا الساحل اللبناني بالطاقة الكهربائية، وتشكل بحيرة القرعون – بالإضافة إلى ري المناطق الزراعية الخصبة في منطقة البقاع الغربي – مرفقاً سياحياً داخلياً، أدى إلى حركة ملحوظة في المنطقة.

وكان العدوان الإسرائيلي يستهدف – فيما يستهدف – تعطيل هذا المشروع إما بتدمير ما هو قائم منه وإما بإعاقة تنفيذ المراحل الأخرى. وصبت الحرب اللبنانية الداخلية في مصلحة الخطة الإسرائيلية. وخرج لبنان من الحرب الداخلية مثخناً بجراحه الاقتصادية والأمنية، وبقي احتلال الجنوب والبقاع الغربي شوكة في خاصرة الوطن إلى أن تم الانسحاب الإسرائيلي من المناطق المحتلة – عدا مزارع شبعا – في 24/5/2000م وأعاد إلى الواجهة – مع تشكيل حكومة الحريري الأخيرة – مشاريع الإنماء والإعمار، و على رأسها استكمال مشروع الليطاني.

وفي مواجهة الخطط الإسرائيلية الاستراتيجية العاملة على أن تحقق الدولة العبرية عن طريق اقتصاديات (قطار السلام) ما عجزت عن تحقيقه بالحرب، ولأن التلكؤ أحد الأسلحة الارتدادية الخطيرة علينا، تصبح مشاريع الإعمار والإنماء في مقدمة الأسلحة الاستراتيجية الفاعلة لاستعادة الوطن ودوره في المنطقة والعالم، ولتوفير فرص العمل لأبنائه، وللمساهمة في معالجة أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية.

ولأن المياه عنصر استراتيجي لاسيما لجهة استمرار الحياة وتوفير أساسيات الاجتماع البشري وما يترتب عليه، جاءت الزيارة الأخيرة لكل من رئيس مجلس النواب فرئيس مجلس الوزراء للكويت لإحياء المشروع في إطار من التعاون الأخوي الذي لم ينقطع قط بين البلدين الشقيقين، وتوجت بالاتفاقات الثنائية التي وقعها الجانبان، وتحملت الكويت بموجبها أكثر من 70% من التكلفة الإجمالية لمشروع الليطاني.

ومساهمة الكويت في تنفيذ هذا المشروع اللبناني الحيوي، بعد مساهمتها الأخيرة في بناء المدارس والمستشفيات، بالإضافة إلى آليات وأشكال متعددة من التعاون، ينظر إليها اللبنانيون من نافذة مقاومتهم للكيان الإسرائيلي الذي عمل – وما زال – على إخراج لبنان الوطن والمواطن من معادلة امتداده المستقبلي في المنطقة العربية كلها. وفي سياق سباقهم مع الزمن لاستكمال مشاريع الإعمار وتحقيق الاستقرار الوطني المطلوب.

ولا نشك قط أن تنفيذ مشروع الليطاني صفعة جديدة في وجه العدوان الإسرائيلي، وتوظيف حقيقي لجهاد الشعب اللبناني المرير، وإحياء لمقدراتنا وطاقاتنا الانتاجية، ومظهر صحيح من مظاهر التضامن العربي، وصدق الله القائل: {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً}.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م