ماذا يجري في العالم؟

[خبيـب]

كما وعدتكم امس فها انا خبيب بن فلان الفلاني اعود لافي بوعدي. اليوم الاحد بتاريخ 8-ايار-2005 الساعة الواحدة والنصف فجرا بتوقيت امريكا الشرقي.

واخيرا عاد ميشال عون. ذاك المنفي في باريس ل14 عاما عاد بخطبه الرنانة و ووعوده التي تدغدغ احلام اتباعه الذين يرون فيه المخلص والمنقذ من هذا العفن و المستنقع الذي يغرق فيه لبنان منذ ان انشئت هذه الدولة الدولة الهجينة..

طبعا تعلمون كيف ان المعارضة اللبنانية تفككت - كما حال ما يسمى موالاة -وكل يغني على ليلاه و كل واحد منهم يريد ان يدعي انه اب هذه المعارضة و انه كان سببا في اخراج سوريا الخ...

قبل ان ابدا بنشر غسيل هذه المعارضة اقول لكم ان الجلسة النيابية لم تنتج قانون انتخابات جديد ولا قانون عفو عن جعجع المجرم. ما اوقح الموارنة بدا ببطركهم مرورا بالحاقد فارس سعيد و اخيرا بالنذل النائب جبران طوق (يكون عم ستريدا جعجع زوجة سممير جعجع المجرم) حيث يطالبون ال كرامي بالقوة ان يتنازلوا عن قضية قتل رشيد كرامي حتى يطلق المجرم جعجع. يعني الانتخابات ستكون على حسب قانون عام الفين و باي باي معارضة و لن تكتسح اكثر من صحنين فول مع كام قرص فلافل ولا شيء غيره. يعني نفس الطاقم الذي كان في البرلمان امس سيعود غدا مع تغيير طفيف في بعض الوجوه. كله هذا ناتج عن طبخة سورية - سعودية - فرنسية مع غض طرف امريكي. وحده نبيه بري علم كيف يلعب اللعبة البرلمانية بدهاء و ان كان قد احرق عدة اصابع وهو يفكر حقيقة بكيفية الرجوع الى رئاسة المجلس بعد الانتخابات القادمة


نرجع الى عون. اغلب المعارضة كانت تصفق لعون لكن في الحقيقة كانوا يسعون لعدم عودته لاسباب كثيرة ساخوض في شرح اهمها.


المعارضة السياسية المارونية المتمثلة ببعض النواب لا يريدونه يرجع لانه سيكتسحهم. بمعنى اخر لا يطيقهم هو و سينزل مرشحيه هو و سيفوزون و سيرسل النواب الحاليين الى التقاعد المبكر.

اما القصة الاكبر فهي معارضة الكنيسة المارونية له لسبب جوهري بالنسبة لها الا وهو انه ميشال عون رجل يطالب بالعلمانية و قد اقتنع الكثير الكثير من الموارنة بنهجه (و كذلك بعض الذين ينتمون الى طوائف اخرى) و هذا يقلق الكنيسة اذ انه اذا صار الشارع الماروني علماني فمن يدافع عن الصليب؟؟؟ هذا الذي يقلق الكنيسة فانه اذا انقلب النظام في لبنان الى نظام علماني فان الموارنة اقلية ولن يحلموا بهذه الامتيازات التي للموارنة اليوم حيث سيكتسح السنة و الشيعة مراكز الدولة. هذا شيء يقلق البطرك الماروني بشدة بل و يخيفه و يرعبه و لهذا فهو على عداء مستحكم مع عون وان كان يضحك له في الظاهر. واذكركم انه في حرب عام 90 مع قوات جعجع قام انصار عون بالهجوم على البطريركية في بكركي و اجبروا البطرك على تقبيل صورة ميشال عون و انهالوا عليه بالشتائم مما اضطره للهرب ليلا فيما بعد الى مقره الصيفي في الديمان تحت حراسة قوات المردة التابعة لسليمان فرنجية وحراسة المخابرات السورية. صدقوا كان منظرا مضحكا للغاية يومها و قد عرضوه على التلفزيون و تطاولوا عليه و اجبروه ان ينادي انه يحب ميشال عون و اجبروه على تقبيل صورته. طبعا مطالبة الكنيسة و بعض السياسيين الموارنة بخروج سمير جعجع من السجن هو للوقوف بوجه عون حيث ان جعجع يعتبرونه حامى الصليب في لبنان


اما بالنسبة لتيار الحريري فان رجوع عون يفقد موضوع الحريري الوهج. كان الجميع يتكلم بالحريري و اليوم الجميع يتكلم بعون. مع كل هذه الطاقات الهائلة التي يجندها تيار الحريري لجعل رفيق الحريري رمز يتكلم به الناس الى مئة سنة فقد خفت نجمه و برز نجم عون. لكن القصة لا تنتهي عند هذا الحد فان ميشال عون رجع بشعاراته الرنانة و هي اقامة دولة القانون و فتح ملفات الفساد و على راس هذه الملفات ملف المال السياسي الفاسد. ماذا يعني هذا؟ لا تتحزروا كثيرا فان راس المال السياسي في لبنان هو رفيق الحريري و الان ورثته سعد الحريري و تياره. فتح ملفات الفساد ستطال اول ما تطال رفيق الحريري و ستنكشف امور كثيرة و ستنال سيرة الحريري ما ستناله و ينكشف المستور ثم سيتبع كشف جنبلاط الدرزي و باقي الشلة ممن سرقوا و نهبوا هذه الدولة. وقد بدا جنبلاط حربه على عون و قد رد عون التحية بالمثل و قال لهم: الكل يعلم من الذي استفاد من الوجود السوري و النظام الامني و سرق و نهب البلد لمدة خمسة عشر عاما بعد الطائف.

طبعا كل الطبقة السياسية فاسدة في لبنان ولن تسكت هذه الطبقة في حال فتحت هذ الملفات وستحتمي خلف طوائفها و هذا ما يقلق الكثيرين حيث ان السنة لن يسكتوا اذا فتحت ملفات الحريري و لن يسكت الشيعة اذا فتحت ملفات نبيه بري و لن يسكت الدروز اذا فتحت ملفات وليد جنبلاط ولن تسكت جماعة المردة اذا فتحت ملفات سليمان فرنجية الخ.... واليوم كما ترون الخطاب الطائفي باوجه و الوضع خطير. عون رجل ارعن اذا فتح ملفات الطبقة السياسية فان ولا بد يبحث عن حرب جديدة حيث ان لا يوجد زعيم الا و هو فاسد سارق وهذا سيؤدي الى استنفار طائفي شديد وهذا ما يحصل الان حيث تسلح كل زعيم بطائفته. اللعب على الوتر الطائفي في لبنان خطير جدا حيث ان الشيعة ربع السكان و كذلك السنة الربع واكثر بقليل و الموارنة 20% و هناك الدروز 10% (حيث تعتبرهم قوانين الدولة زورا و بهتانا انهم مسلمين كما تعتبر كذلك العلويين) و العلويين و الارمن وووو 18 دين و ملة في لبنان. اللعب على الوتر الطائفي شديد الخطورة في لبنان حيث انه و فور البدىء باللعب على هذا الوتر يصطف الكل مع طائفته و تصوروا كيف سيكون وضع الدولة التي فيها موظفون من جميع المذاهب و الاديان في كل طبقات الدولة و الاهم و الاخطر هو الجيش اللبناني وفي كل مفاصل الدولة يوجد من كل الطوائف و كذلك في القطاع الخاص و الشركات وووووو الصحافة والاعلام ووو. منذ اتفاق الطائف الى منذ ثلاثة اشهر كان ممنوعا على احد ان يلعب على هذا الوتر و اي سياسي كان يتجرا على الخوض في هذا الموضوع كان مهددا بالعزل و والتهشيم وووو سوريا و مخابرات ووو يعني ورطة و حتى رجال الدين ما كانوا يخوضون في هذا لانه كان ممنوع و نقطة على السطر. اما اليوم فحدث ولا حرج. انهارت الخطوط الحمراء و الاصطفاف الطائفي على اشده والوضع شديد الخطورة.


من اسباب هذه الهجمة الطائفية اليوم ان الكثير ركب قطار المعارضة من دون ان يكون عنده برنامج و لا يكون عنده برنامج لفك الاشتباك مع المعارضة فيما بعد. يعني ما ضرب خط الرجعة. مثلا تيار الحريري ذهب و ارتمى باحضان المعارضة المارونية و هيج الشارع السني على الشيعة فوجد نفسه مضطرا ليساير المعارضة المارونية بموضع تغيير قانون الانتخابات الذين كان الحريري نفسه قد وافق عليه قبل موته ثم وجد نفسه مضطرا ليطالب كما المعارضة باخراج المجرم سمير جعجع من سجن الذل القابع فيه و قد سرت المعارضة المارونية بهذا الامر و ذهبوا حتى النهاية بموضوع اغتيال الحريري و مطالبة بلجنة تحقيق دولية و استقالة الحكومة السابقة و اقالة مدراء الاجهزة الامنية الخ... ثم بدا الانقلاب على المواقف و تراجع تيار الحريري ضمنا عن بعض هذه الامور لانه شعر انه محرج امام قاعدته بالمطالبة باخراج المجرم جعجع و كذلك الصفقة السورية السعودية الفرنسية بالنسبة لقانون الانخابات و جنبلاط كان احد اركان هذا الاتفاق. فشعرت المعارضة المارونية انها خدعت فهيجوا الشارع الماروني طائفيا و استغل تيار الحريري هذا الامر ليبرر انسحابه و يهيج الشارع السني طائفيا و قد نسوا الشيعة وصاروا اصحاب معهم و تحالفوا معهم ضد الموارنة يعني القصة تغطية انسحابات و تقلب مواقف. هذا احد اسباب الهجمة الطائفية من اغلب السياسيين اليوم و هي التغطية على تبدل المواقف وخاصة امام قواعدهم الشعبية التي تراقب بدهشة تقلب المواقف التي كانت تعتبر جوهرية بهذه السرعة العجيبة. راس الافعى هو جنبلاط فهو لا يتوانى عن اللعب على هذا الوتر اليوم ليبرر لنفسه ما يريد و هو رجل لا امان له ولا قيمة لكلمته ومواقفه من حيث الالتزام. اما الشيعة فنبيه بري يهيجهم طائفيا ليحمي مواقعه و يقول لهم ان الطائفة الشيعية مهددة و يريدون عزلها الخ.... وكل هذا لمصالحه اما الحزب فلاجل حماية سلاحه ونفوذه ونفوذ سوريا و ايران و خوفه من ان يكون اي صفقة في المنطقة على حسابه.

الكل يتهم الكل بالخيانة و الكل يتهم الكل بالغدر و الكل يتهم الكل بالتراجع وفي نفس الوقت عينهم على ميشال عون. لم يكن وليد جنبلاط يتكلم عن فراغ لما قال ان عودة ميشال عون مثل تسونامي و تعرفون من اي باب يشبهه حيث ان التسونامي مدمرة. جنبلاط بعد ان كان مطمئنا على وضعه الانتخابي في جبل لبنان الجنوبي صار اليوم خائفا من ميشال عون حيث ان النصارى في لبنان الجنوبي اذا تحالفوا مع اعداء جنبلاط من الدروز يستطيعون توجيه ضربة قاصمة له هناك و يجعلونه فقط محشورا في منطقة الشوف ويبيدون نفوذه الى حد بعيد في المتن الجنوبي و عاليه.

الذي خطط و نفذ عملية قتل الحريري رجل (او رجال) شديد الدهاء. فقد اخرج سوريا وورط الحزب باللعبة السياسية الداخلية التي تحرقه و تجعله يخسر كثيرا من رصيده الشعبي و كذلك فتحت ملفاته على اوسع الابواب و الهت الجميع في لبنان و ابتعدت العيون عن العراق و فلسطين. وحدها المقاومة في العراق اذا عرفت كيف تستمر في المواجهة قادرة على قلب الموازين و تغيير الخطط الامريكية او افشالها.

هذا باختصار لليوم و اعدكم باذن المولى ان اعود اليكم غدا او بعد غد.

اسال الله ان يلطف بالمسلمين.