[font=Arial][size=3][color=blue][b][b]
حديث حول ...ما جاء في و عن مناظرة الأخوة الهادي و فارس ترجَّلْ
1-أن ما سيأتي أدناه أعدَّ بغرض عرض رؤية وتبادل رأي مع من يــُود و يستطيــع أن يعيد النظر كرتين فيما ســأقوله ، مؤمنا كمــا أومن ،أن
أحادية التفكير تهين الذات والحريات ، وفي مضموننا هذا تختزل الواقع المعقد إلي صراع بين العرب و أمريكـــا أو بين المسيحــــية و الإســـلام
(كما يريد العدو تماما و بدون تحريف) عندما ترتكب – تلك الأحادية- القداسة وتصبح صنميه المنهج وتتجاهل الأخر ، متقوقعة علي الذات في عالم أنكمش إلى قرية ، الأمر الذى ينتج عنه تفكيرا منغلقا ، يوظف أفكارا مقولبة وسابقة التجهيز ، من أجل تأكيد صحة مقولاته.
========
بدايتا أود أن أسجل سرورى وشكري للأخوين الهادي وفارس ، ومن ناقشهما لما أفعموني به من افتخار لانتمائي لأمة تنجب أمثالهم لحماسهم للقضية العامة ، واعتز لاهتمامهم الحواري من أجل محاولة استبيان رأى أو توضيح حقيقة . وأتمنى عليهم أن لا يكون اختلافهم مفسدا للود قضية ، نعم أخوتي ، هكذا يجب أن نحترم رأى الآخر مهما كان مخالفا و أن نقْبله ونقلّّبه ، مدركين أن لكل وجهة نظره وزاوية ينظر منها تحكمها ثقافته و ما يتاح له من معلومات بل أحيانا ما يتمناه أن يكون ، والموضوعية الرصينة تدفعنا لاستكشاف زاوية الآخر، لنرقب ما يراه ، فقد نرى ما خفي علينا رؤيته من زاويتنا ، أو نستفيد من عيوب زاوية رؤيته ، بدون ضغينة أو محاولة البحث عمن أفحم الآخر ، بل يجب أن نستطلع مختلف الآراء ثم نكوِّن رأينا الخاص ، لنرتفع لمستوى استحقاقنا للديمقراطية . و مع اختلافي مع أحد الأخوين أو كلاهما أحيانا فيما دار بينهما من حوار ، فإني أود أن أسجل احترامي وتقديري لهما و أتحدث في الموضوع ، آملا أن أُوصِــل لكل منهما والأخوة أعضاء المنتدى رؤية متواضعة ، عبارة عن استنتاجات شخصية أو وجهة نظر خاصة بنيت علي بعض الإطلاع والمتابعة، أضعها أمامهم بمنتهى الهدوء ، قدر استطاعتي ، و بدون تشنج أو كلمــــات ذات صـــوت مرتفع مثل ( الانهزامية – الانبطاح – لا للقومية - الغزوة المباركة – الحقد الصهيوصليبيي – وما شابه ) لاعتقادي بأن صاحب الصوت العالــــي هو أحد أثنين ، ضعيف حجـــة أو طبل أجوف ، ولم ألمس في المتحاوران إلا إطلاع وافر وإيمان بحججهما . طالبا – بعد إذن القائمين مشكورين علي المنتدى - إبداء الرأي ، بدون إصرار منى علي أن ما أقوله هو الحقيقة الغير قابلة للتفــنــيـد ، ولكنها محاولة لتركيب أجزاء "البزل" المنثور فوق رؤوسنا ،( PUZZLE"البزل" هو - لمن لا يعرف- الصورة "اللغز" التى تعد للتسلية مجزاة إلى أشكال مختلفة يجب تركيبها بشكل معين منفرد لتكتمل وتملأ الفراغات) بذلت و ما زلت أبذل جهدا لمعرفة كيفية تجميعه لتتضح الصورة بأكبر قدر من الكمال ، فلم استكشف طريقة تقّربني من ذلك ، نظرا لتشابك الموضوع، إلا بما سيأتى من تأويل ووصف ، اضطراني للاستطراد الغير مرغوب ، محاولا التبسيط بتجزئة العناصر ثم إعادة ربطها للتوضيح.
تمهيد: موضوعنا شائك و يحمل فخاخه في داخلة ، فمن غير المجدي أن يقتصر الحديث عن الفوائد أو المضار فقط ، لأننا بذلك نقع في مطب التحديد الذى يدور بنا في متاهة البداية الغير صائبة للنقاش ، بل يُستحب أن يكون موضوع المناظرة أشمل و أعم مثل : كيف ومتى خرج مصطلح الإرهاب وإلي أين أخذنا ؟ أو لغز بن لادن أو دورنا وما يدور أو مصطلح الإرهاب والمؤامرة علي المقاومة، وغير ذلك كثير من رؤوس المواضيع التى لا يسمح الخوض فيها بالحيدة عن الهدف المُــبـْـتغى من النقاش ، مهما تشعب الحوار ، ويجيب في محصلته بشكل واف عن سؤال المناظرة من ضمن ما يجيب . فنحن أمام مؤامرة أعترف بها المتحاوران وأخذ كل منهما يصر علي توجيه مسار الحوار حسب رؤيته ، غير قادر علي التركيز في نقطة بدون أن يتشعب منها – مرغما - إلي غيرها . من هذا التمهيد أنطلق إلي القول بأن موضوعات : بن لادن /أفغانستان/العراق/إيران/فلسطين/الإسلام /الأمة العربية ، كلها مترابطة لا يمكنك محاولة حسم نقاش في أحدها بدون أن يتشعب إلي بقيتها.
مخطط المؤامرة: أربا بنفسي ، كما لا أتوقع أن ينتظر مني أحدكم شرح المؤامرة تفصيلا شاملا الأدلة، فلو أن دقائق المخطط التآمري يجوز قنص أدلتها من أمثالي غير المتخصصين و غير المطلعين علي خفايا ما يبدوا طافيا علي السطح من أسرار السياسة ، لما كان مخطط تآمري. وإنما هى إشارات أجمعها و أمثالي من المتعطشين للفهم . منتهى طموحنا الواقعي ، أن تقودنا القرائن المستنبطة إلي الاتجاه الأقرب لما يدور ليس إلا. المهم آنذاك أن نحتاط ناحية ذلك الاتجاه الأقرب بضع مرات وباقي الجهات مرتين . فلا جزم أكيد في الموضوع بناءا على قرائن متوفرة ، بدون أدلة قاطعة، قد تتضح بعد ربع قرن أو نصفه ، وإلا سرنا في طريق الحماس الغير مثابر و متعقل ، وهو مملؤ بالعثرات والفخاخ ، موسوم بالوهم .
وللحديث بقية فهذه بداية فقط
بنى غزى
benghaziliby@yahoo.ca rpt dot ca