مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 12-01-2006, 02:53 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

شبه الجزيرة العربية :

تعتبر شبه الجزيرة العربية أكبر شبه جزيرة في الكرة الأرضية ، وهي تمتد من البحر الأحمر غربا الى الخليج العربي شرقا .. ومن بحر العرب جنوبا ، الى خط وهمي يصل مابين خليج العقبة في شمال البحر الأحمر الى مصب شط العرب شرقا .

الجهة الشرقية ( الخليج العربي) كان العراقيون القدماء يسموه البحر التحتاني ، أو البحر الأسفل أو البحر الجنوبي ، واليونان كانوا يطلقون عليه الخليج الفارسي ، ولا يزالوا بأوروبا و العالم يطلقون عليه تلك التسمية .

أما الجزء الجنوبي الممتد بين الخليج العربي والساحل الإفريقي من المحيط الهندي ، فكان اليونانيون يطلقون عليه ( بحر سخاليته ) أو ( البحر الأريتيري ) .. وهو المتصل بالجزء الآخر الذي يسمى الآن البحر الأحمر .

أما البحر الأحمر ، فقد كان اليونانيون يطلقون عليه اسم ( الخليج العربي) والعبرانيون يطلقون عليه ( ها ـ يم ) أي اليم ، والرومان يطلقون عليه اسم (بحر ربرب )أو ربرم ، أما العرب فكانوا يطلقون عليه (بحر القلزم ) .

ويعتقد بعض المؤرخون أن خسف و سخط قد تم للبحر الأحمر ، فجعل شكله بالوضع الذي هو عليه ، حيث أصبح على شكل ثعبان له قرنان هما خليج العقبة وخليج السويس .. وجسمه يستند أو يتصل ببحر العرب ، في المحيط الهندي .

كما أن هناك من يعتقد أن البحر الأحمر كان بحيرة لا تتصل بالمحيط الهندي ، بل بحيرة تتوسط شعبا متصل ببعض من شرق النيل الى شبه جزيرة العرب ، وقد حدث هذا الفعل في تشكيله في العهد الجيولوجي الثالث الذي تشكل به في نفس الوقت البحر الميت و غور الأردن ، وتشكلت به سلاسل الجبال المسماة ب (السراة ) .. وهي التي تعيق الاتصال به ، وتجعل من المتعذر إنشاء مواني عليه .

وتصل ارتفاع الجبال في بعض المناطق الى نحو اثني عشر ألف قدم ، وتنحدر بقوة نحو البحر ، دون ان تكون ساحلا قابل للتحرك فوقه بسهوله . لذلك ولوعورة السواحل كانت السفن التائهة أو المرتطمة بصخوره ، غنيمة لمن يعثر عليها و من عليها من مسافرين .


أما الخط الوهمي الذي يربط مصب شط العرب ، بخليج العقبة التي تسمى أيضا خليج أيلة أو ايلات أو مدينة الأيلونيون عند العبرانيين ، حيث كانت مدينة هامة في عهد الأدوميين ..

ان هذا الخط الوهمي وهو وهمي بالفعل ، حيث كانت القبائل العربية تتنقل من جانبيه دون أي اعتبار لا جغرافي ، ولا سكاني ، وقد ذهب كثير من المؤرخين اليونانيين والرومان الى اعتبار أرض العرب الممتدة من جبال تركيا الجنوبية الى جنوب سيناء ، و المحيط الهندي ، وعند البعض الى ما شرق النيل غربا و الخليج العربي شرقا ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 21-01-2006, 01:13 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

وصف أرض العرب :

أولا : الحرار : الأرض البركانية :

ويشاهد منها نوعان ، هما الأول : فوهات البراكين ، والثاني : الحمم السائلة منها الى أطراف بعيدة ، تكون أحيانا سميكة ، و أحيانا تكون رقيقة بسماكة سنتمترات قليلة ، يظهر من خلالها التربة التي تحتها ، وهذا آت بفعل ( اللابة Lava) التي سالت وغطت تلك الأراضي .

وقد ذكرها الجغرافيون العرب القدماء ، بأنها كتل براكين كأنها حرقت بنار فأصبحت هشة حادة في بعض المناطق لا يسهل السير فوقها ، وقد وجدت تلك الحرار في مناطق جنوب شرق دمشق وتواصلت مع تلك الموجودة في العراق والأردن وشمال نجد ، وكذلك وجدت قريبة من باب المندب .

وقد وردت في الشعر الجاهلي ذكر لتلك ( الحرار) .. وكانت ( حرة النار) قد ثارت في عهد الخليفة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ، و شوهدت في أيام الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ولعدة أسابيع مظاهر صعود الدخان من بعض الجبال المحيطة بالمدينة المنورة .

وكان آخر انفجار لبراكين الجزيرة قد ظهر في عام 1256م ، حيث ثار بركان قرب المدينة المنورة ، سالت حممه لعدة كيلومترات ، وكانت النجاة منه بأعجوبة . كما كان القرن الثالث عشر قرن ثورة البراكين في كل أرض العرب ، في غرب آسيا ، ومنذ ذلك التاريخ حتى اليوم لم يسجل أثر لذلك .

وكان العرب ينظرون الى البراكين نظرة خوف ورعب وريبة ، فقد كان البرق الذي يخرج من حرة ( القوس) .. والأصوات التي كانت تسمع من حرة (لبن) تترك أثرا مرعبا في نفوس العرب قبل الإسلام .

كما أن النار التي كانت تخرج من حرة (ضروان ) في اليمن والحمم التي تسيل منها هي ما دفع أهل اليمن لعبادتها ، والاحتكام لديها ، ظنا منهم أن الظالم والكاذب ستأتي الحمم على ما يملك و تعاقبه ، وقد عاشت تلك الحرة زمنا طويلا حيث أن الهمذاني قد ذكرها بأنها لا تزال مشتعلة حتى أيامه .

وقد وجد كثير من السواح أن الأرض في جزيرة العرب قد غمرت سكانا في الحمم التي سالت في الأزمنة الغابرة ، وقضت عليهم ، ويرد هذا الى التقلبات العسيرة التي كانت تحصل في باطن الأرض ، فيما يرجعها البعض لغضب إلهي على شعوب قديمة .

و قد كانت بعض الحمم تفجر ينابيع حارة تعتبر مشافي صحية ، أو تترك سهولا خصبة كسهل ( حرة خيبر ) .
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 25-01-2006, 06:47 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

ثانيا -الدهناء


وهي مساحات من الأرضين تعلوها رمال حمر في الغالب، تمتد من النفود في الشمال إلى حضرموت ومهرة في الجنوب، واليمن في الغرب، وعمان في الشرق. وفيها سلاسل من التلال الرملية ذات ارتفاعات مختلفة، تنتقل في الغالب مع الرياح، وتغطي مساحات واسعة من الأرض. ويمكن العثور على المياه في قيعانها اذا حفرت فيها الآبار.

وقد أشير إلى الدهناء في بيت شعر للاعشى هذا نصه:

يمرون بالدهناء خفافاً عيابهم.....ويرجعن من دارينُ بجر الحقائبْ

وقد تصل الأمطار الموسمية إلى بعض أجزاء "الدهناء" فتنبت فيها الأعشاب، ولكن عمرها فيها قصير اذ سرعان ما تجف وتموت. وقد هجر الناس السكنى في أكثر أقسام الدهناء، لجفاف أكثر أقسام هذه المنطقة الصحراوية الواسعة، وخلوها من الماء والمراعي، ولكثرة هبوب العواصف الرملية فيها، ولشدة حرارتها التي يصعب احتمالها في أثناء النهار، وأقاموا في الأمكنة المرتفعة منها، التي تتوافر فيها المياه، وتتساقط عليها الأمطار، فتنبت الأعشاب، وينتجعها الأعراب. اما الأقسام الجنوبية من الدهناء فيسميها الجغرافيون المحدثون "الربع الخالي" "The Empty Quarter"، لخلوها من الناس، وكانت تعرف ب "مفازة صيهد".

وقد تمكن السائح الإنكليزي "برترام توماس Bertram Thomas "" من اجتيازها في "58" يوماً، وهو عمل مجهد شاق، فكان أول أوروبي جرُؤ على اجتياز هذه الأرض.

ويطلق على القسم الغربي من الدهناء اسم "الأحقاف" وهو منطقة واسعة من الرمال بها كثبان اقترن اسمها باسم "عاد". "واذكر أخا عاد، إذْ أنذر قومه بالأحقاف".

وكشف "برترام توماس" في الربع الخالي بحيرة من المياه الملحة، وبقايا حيوانات مبعثرة، وتبين لدى العلماء إن هذه البحيرة كانت من متفرعات الخليج العربي، وأن من المحتمل إن هذه الأرضين التي تكثر فيها رواسب قيعان البحر، قد كانت في عهدها من المناطق البحرية التي تغمرها مياه المحيط، كما عثر فيه على آثار جاهلية لم يعرف من أمرها شيء حتى الآن، يظهر أنها لأقوام كانت تستوطن هذه المناطق أيام كانت فاتا مياه صالحة للإنبات والخصب. وما زالت حتى اليوم تعد أرضاً مجهولة، وإن تحسنت معارفنا عنها كثيراً، بفضل بعض موظفي شركات البترول والباحثين عن المعادن في مختلف أنحاء الجزيرة. وستأتي الاكتشافات الجديدة لها بمعارف قيمة عن تاريخ العرب قبل الإسلام من غير شك.

وتكون "وبار" قسماً من الدهناء، وكانت من الأرضين المشهورة بالخصب والنماء، وهي اليوم من المناطق الصحراوية، وبها آثار القرى القديمة التي كانت كثيرة قبل الإسلام. والظاهر أنها كانت مواطن الرباريين، وهم الذين دعاهم "بطلميوس" "Jobariai" وفي الجهة الشمالية الشرقية منُ بار، رمال "يرين": وكانت من المناطق المأهولة كذلك، ثم دخلها الحراب
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 16-05-2006, 07:10 AM
Orkida Orkida غير متصل
رنـا
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 4,254
إفتراضي

رائع أخي الفاضل إبن حوران،
بارك الله فيك، وزادك علما
دمت بخير أخي
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 20-05-2006, 07:11 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

أشكركم جزيل الشكر أختي الفاضلة

احترامي وتقديري
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 25-05-2006, 03:01 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

اليمامة :

و أما اليمامة ، فكانت تعرف ب "جو" أيضا ً، وقد عدّها "ياقوت الحموي" من نجد ، وقاعدتها "حجر". وكانت عامرة ذات قرى ومدن عند ظهور الإسلام ، منها "منفوحة" ، وبها قبر كان ينسب إلى الشاعر "الأعشى" . و "سدوس" من المدن القديمة ، وبها الآن آثار كثيرة ، وقد عثر فيها على تمثال يبلغ قطره ثلاث أقدام ، وارتفاعه 22 قدماً . و "القرية" ، وعلى مقربة منها بئر ، قال الهمداني -وهو يتحدث عنها-: "فإن تيامنت شربت ماءً عادياً ، يسمى قرية ، إلى جنبه آبار عادية وكنيسة منحوتة في الصخر ، ثم ترد ثجر" . والظاهر إن هذا الموضع كان من المواضع الكبيرة المعروفة . وذكر ياقوت وغيره إن اليمامة "كانت تسمى جوا والقرية" . ولا يعقل تسمية اليمامة بالقرية لو لم يكن هذا الموضع شهرة .

وقد نشر "فلبي" وبعض رجال شركة النفط العربية السعودية صوراً فوتوغرافية لكتابات ونقوش عثروا عليها في موضع يقال له "قرية الفأو" على الطريق الموصلة إلى نجران ويقع على مسافة سبعين كيلومتراً من جنوب ملتقى وادي الدواسر بجبل الطويق ، وعلى مسافة "120" كيلومتراً من شرقي "نجران" ، وعلى ثلاثين ميلاً من جنوب غربي "السليل" في وادي الدواسر .

كما وجدوا آثار أبنية ضخمة، يظهر أنها بقايا قصور كبيرة، ووجدوا كهفاً منحوتاً في الصخر مزداناً بالكتابات والتصاوير واسعاً ، يقول له الناس هناك "سردباً" أو "سرداباً" . وعند هذا الموضع عين ماء وآبار قديمة ، وقد كتب اسم الصنم "ود" بحروف بارزة . وتدل كل الدلائل على إن الموضع الذي تتغلب عليه الطبيعة الصحراوية في الزمن الحاضر، كان مدينة ذات شأن .


وقد أشار الألوسي في كتابه "تاريخ نجد" إلى سدوس وآثارها فقال : "وفي قربها أبنية قديمة يظن أنها من آثار حمير وأبنية التبابعة . "نقل لي بعض الأصحاب الثقات من أهل نجد : إن من جملة هذه الأبنية شاخصاً كالمنارة ، وعليها كتابات كثيرة منحوتة في الحجر ومنقوشة في جدرانها . فلما رأى أهل قرية سدوس اختلاف بعض السياحيين من الإفرنج إليها، هدموها ملاحظة التدخل معهم" . وفي هذا الوصف دلالة على إن الخرائب التي ذكرها "ياقوت الحموي" بقيت، وأن المنبر الذي أشار إليه ، قد يكون هذا الشاخص الذي شبه بالمنارة والذي أزيل على نحو ما ذكره الألوسي .


والكتابات التي عثر عليها في "قرية الفأو" ذات أهمية كبيرة ، لأنها أول كتابة باللهجات العربية الجنوبية عثر عليها في هذه المواضع، وتعود إلى ما قبل الميلاد . وعثر فيها على مقابر، وعلى أدوات وقطع فخارية ظهر من فحصها أنها تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد . ويرى من فحص هذه الآثار أنها تعود إلى السبئيين . والظاهر إن هذا الموضع هو بقايا مدينة قديمة كانت تتحكم في الطريق التجارية التي تخترقها القوافل إلى تقصد الخليج العربي والعراق من اليمن عن طريق نجران . وفي هذه المنطقة بصورة عامة بقايا مدن تخربت قبل الإسلام . ورأى "برترام توماس" "Bertram" إن آبار "العويفرة" القريبة من القرية هي موضع "أوفير" "Ophir" الوارد ذكره في التوراة والذي اشتهر بالذهب ، والطواويس ، وان الاسم العربي القديم هو "عفر" "Ofar" ، وقد تحرف بالنقل إلى العبرانية واليونانية، فصار "Ophir". وهذا الموضع قريب من مناجم الذهب .

ويظهر إن هنالك جملة عوامل أثرت في اليمامة وفي أواسط جزيرة العرب ، فحولت أراضيها إلى مناطق صحراوية ، على حين أننا نجد في الكتب أنها كانت غزيرة المياه ، ذات عيون وآبار ومزارع ومراع .


ومن أودية اليمامة "العرض" "العارض" الذي يخترق اليمامة من أعلاها إلى أسفلها . ولما كان من الأودية الخصبة ، كثرت فيها القرى والزرع . وهو واد طويل ، لعله من بقايا مجرى ماء قديم ، و "الفقي" ، في طرف عارض اليمامة ، تحيط به قرى عامرة ، تسمى "الوشم" . و "وادي حنيفة" و "عرض شمام" . وفي اليمامة مرتفعات مثل "جبل شهوان" ، تخرج منه العيون والمياه ، و "عارض اليمامة"، ويبلغ طوله مسيرة أيام ، وتكون عند سفوحه الآبار .

و تعد "الافلاج" من المناطق التي تكثر فيها المياه ، و تصب فيها أودية العارض ، و فيها السيوح الجارية و الجداول التي تمدها العيون . وقد شاهدت بتلفزيون عمان عن الأفلاج وهم يطلقون عليها (الفلايج ) .. فتوقعت أن يكون هذا الاهتمام قديما جدا حيث يعتبر نظام ري تتم صيانته الى يومنا هذا .

و قد ذكر "الهمداني" من سيوحة "الرقادى" و "الأطلس" و "نهر محلّم" . قال: و يقال انه في أرض العرب بمنزلة نهر بلخ في أرض العجم . وطبيعي إن يكثر فيها وجود الخرائب العادية التي إلى ما قبل الإسلام . وقد وصف الهمداني بعض التحصينات القوية ، فقال عنها أنها من عاديات طسم و جديس ، مثل "حصن مرغم و "القصر العادي" بالأثل . و يرجع "فلبي" الخراب الذي حل باليمامة إلى العوامل الطبيعية ، و منها فيضان وادي حنيفة .
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 12-06-2006, 05:45 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

نجد


نجد في الكتب العربية "اسم للأرض العريقة التي اعلاها تهامة و اليمن ، و أسفلها العراق و الشام". وحدها ذات عرق من ناحية الحجاز ، و ما ارتفع عن بطن الرمة ، فهو نجد إلى أطراف العراق و بادية السماوة . و ليست لنجد في هذه الكتب حدود واضحة دقيقة ، وهي بصورة عامة الهضبة التي تكون قلب الجزيرة ، وقد قيل لها في الإنكليزية: "The Heart of Arabia". و تتخلل الهضبة أودية و تلال ترتفع عن سطح هذه الهضبة بضع مئات من الأقدام ، و تتألف حجارتها في الغالب من صخور كلسية ومن صخور رملية غرانيتية في بعض المواضع . و أعلى أراضيها هي أرض نجد الغربية المحاذية للحجاز ، ثم تأخذ في الانحدار كلما اتجهت نحو الشرق حتى تتصل بالعروض .

و تتألف نجد من الوجهة الطبيعية من مناطق ثلاث :

1 - منطقة وادي الرمة ، و تتألف أرضها من طبقات طباشيرية في الشمال وحجارة رملية في الجنوب ، وتغطي وجه الأرض في بعض أقسامها طبقات مختلفة السمك من الرمال ، وتتخللها أرض خصبة تتوافر فيها المياه على أعماق مختلفة ، ولكنها ليست بعيدة عن سطح الأرض ، وتتسرب إليها المياه من المرتفعات التي تشرف عليها وخاصة من جبل شمر ، ومن الحرار الغربية التي تجود على الوادي بالمياه . ويختلف عرض وادي الرمة ، فيبلغ زهاء ميلين في بعض الأماكن ، وقد يضيق فيبلغ عرضه زهاء "500" ياردة ، وتصل مياه السيول إلى ارتفاع تسع أقدام في بعض الأوقات .

2ـ المنطقة الوسطى ، وهي هضبة تتألف من تربة طباشرية ، متموجة ، تتخللها أودية تتجه من الشمال إلى الجنوب . وبها "جبل طويق"، والأرض عنده مؤلفة من حجارة كلسية،وحجارة رملية، ويرتفع زهاء "650" قدم عن مستوى الهضبة . وتتفرع من جبل طويق عدة أودية تسيل فيها المياه في مواسم الأمطار، فتصل إلى الربع الخالي فتغور في رماله . ويمكن إصلاح قسم كبير من هذه المنطقة ، خصوصا تلك الأقسام الواقعة عند حافات وادي حنيفة .

3 ـ المنطقة الجنوبية ، وتتكون من المنحدرات الممتدة بالتسريح من جبل طويق ومرتفعات المنطقة الوسطى إلى الصحارى في اتجاه الجنوب . وفيها مناطق معشبة ذات عيون وآبار ، مثل "الحريق" و "الخرج" . ويرى الخبراء إن مصدر مياه هذه المنطقة من جبل طويق ومن وادي حنيفة . ومن مناطقها المشهورة "الأفلاج ." و "السليل" و "الدواسر" ، وفي جنوب هذه المنطقة تقل المياه ، وتظهر الرمال حيث تتصل عندئذ بالأحقاف .


ويقسم علماء العرب نجداً إلى قسمين : نجد العالية ، ونجد السفلى . أما العالية فما ولي الحجاز وتهامة . و أما السفلى ، فما اتجه منها نحو العراق . وكانت نجد حتى القرن السادس للميلاد ذات أشجار وغابات ، ولا سيما في "الشربة" جنوب "وادي الرمة" و في "وجر ة ".

وفي جزيرة العرب وبادية الشام أرض يمكن إن تكون مورداً عظيماً للماشية بل وللحبوب أيضاً ، لو مسها وابل وهطلت عليها أمطار ، وتوفرت فيها مياه ، فإن أرضها الكلسية تساعد كثيراً على تربية الماشية بجميع أنواعها . كما تساعد على الاستيطان فيها ، ولهذا يتحول بعضها إلى جنان تخلط الألباب وتسحر النفوس عند هبوط الأمطار عليها ، فتجلب إليها الإنسان يسوق معه إبله لتشبع منها . ولكن هذه الجنان لا تعمر .


خلاصة للوصف الجغرافي :

يمكن للقارئ الكريم بعد أن تعرف بعض الشيء على طبيعة الجزيرة العربية ، أن يجد تفسيرا لقلة السكان ، وعدم وجود حكومات مركزية قوية قبل الإسلام ، وطبيعة التوجس و الحذر ، عند سكانها ، وهي صفة تختلف عن صفات الشعوب التي تعيش في أماكن وفيرة المياه ، سواء في المنطقة أو في العالم ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #8  
قديم 28-06-2006, 03:56 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

ثروات وسكان جزيرة العرب

( 1 )



تتكون أراضي جزيرة العرب في معظمها من الصخور الرسوبية ، وكما بينا سابقا في موضوع (الحرار ) فان العرب كانوا يستخرجون من تلك (الحرار) ، الكبريت ، وكان قسم من اليمنيين القدماء يستخدمون بعض الصخور الرسوبية المتصلبة بديلا ( للزجاج ) لوضعها على النوافذ ، ولا زالت تلك العادة موجودة حتى الآن ..

ومن يعود الى وصف جزيرة العرب في بداية القرن التاسع عشر ، لوجد أن وضعها قد تخلف عشرات المرات عما كانت عليه قبل آلاف السنين ، فقد هجرت قرى وخربت ، وبقيت آثارا لخرائب قديمة ، وقد نفخ اكتشاف البترول في أجزاء كثيرة من جزيرة العرب الحياة من جديد ..

وكانت البحرين من أكثر مناطق جزيرة العرب ملائمة للحياة ، فترى كثافة السكان ووفرة المياه ، وفرص الحياة من استخراج اللؤلؤ الى صيد الأسماك ، الى الاتصال بالعالم من خلال البحر ..

وكان ( ولا يزال ) في جزيرة العرب ، الكثير من المعادن والخامات نذكر منها:

1 ـ الذهب : ذكر المؤرخون الأجانب ، والعرب ، أن ( التبر ) كان موجودا في مناطق (العتود ) و ( ديار بني سليم ) و ( بيشة ) والمنطقة التي بين ( قتفذة) و (مرسى حلج) .. ومنطقة اسمها ( أوفير ) .. وقد وردت الأخيرة باللسان العبري بالتوراة .. حيث أصبح الذهب يحمل اسما مشابها لاسم المنطقة ، باللسان العبري . كما يوجد منطقة يستخرج منها الذهب اسمها ( مهد الذهب ) .. ويعتقد الكثير من الجغرافيين أنها هي نفسها ( ديار بني سليم ) .

2 ـ البارايت و الجالين : يعتقد بعض الخبراء أنه من الممكن استخراج عشرة آلاف طن سنويا من (البارايت ) من منطقة (راج ) .. كما معدن ( الجالين ) النفيس ، يمكن أن يكون له منجما قديما في منطقة (رابغ ) ..

3 ـ الحديد : اشتهرت اليمن بسيوفها ( اليمانية ) .. مما يدل أنها كانت تستخرج الحديد بتقنيات متفوقة في وقتها على غيرها .. وقد ذكر (الهمذاني ) ذلك وقال أن مناجم الحديد كانت في ( نقم ) و (غمدان ) و (فصوص السعوانية ) و جبل (أنس) ..

وفي أرض جزيرة العرب معادن كثيرة منها النحاس و الكوبلت والفضة و أملاح كثيرة ، ويتواجد في صخورها الرسوبية ، الكثير من النفط وغيره ..

وقد حاولنا تكثيف و اختصار ذلك الموضوع للتدليل ، على معرفة تلك المعادن في العصور القديمة ، لربط الموضوع من كل جوانبه ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #9  
قديم 16-07-2006, 04:47 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الحيوانات في جزيرة العرب ما قبل الإسلام

الجمل :

يعود استخدام الجمل في جزيرة العرب الى منتصف الألف الثاني قبل الميلاد ، وقد ورد ذلك في نصوص أهل العراق القديم عن استخدام أهل جزيرة العرب له وكان الآشوريون يطلقون عليه ( حمار البحر ) ..

وقد مكن الجمل لسكان الجزيرة أن يتوسعوا في اكتشافهم أعماق الصحراء ، وإن لم يكونوا قد عرفوها كلها ، وذلك لما لهذا الحيوان من قدرة على تحمل العطش ، حيث يستطيع الصبر أكثر من أسبوع على العطش ، كما أن له خصائص ليست موجودة عند الحيوانات الأخرى ، والجمل العربي له سنام واحد ، يختلف عن الجمل ذي السنامين الذي يصغره حجما و لكنه يتفوق عليه بالسرعة .

لقد وجد للجمل عند العرب مئات الأسماء ، في حين وجد له القليل من الأسماء عند جيرانهم ، وكان المديانيون ( وهم عرب آل مدين الذي يرده المؤرخون الى أنه أحد أبناء ابراهيم عليه السلام من أم عربية اسمها قنطورة ) يعتنون بالجمال ، حتى أنه ذكر أنه كان لأيوب عليه السلام ألفان من الإبل .

وقد سمي الجمل جملا ، لتجمله بالصبر ، و سرعته على الإنتقام ..

الحصان :

لم يعرف عرب الجزيرة الخيل إلا قبل الميلاد بمائتي عام ، وقيل أنها انتقلت إليهم من العراق أو مصر ، والمعروف أن موطن الخيول القديمة التي انتشرت قبل التاريخ ، كان من منطقة بحر قزوين ..

والخيل أسرع من الإبل ، لكنها لم تتحمل أجواء الجزيرة و تضاريسها ، وكانت تستخدم للزينة عند الميسورين من الناس .. وحتى في المعارك الإسلامية الأولى لم تكن أعداد الخيول بالكثرة التي تذكر .. وقد ورد بالقرآن الكريم ، اقتران الخيل بالقوة ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ) .

البغال :

البغال معروفة بقوة تحملها الكبرى في مناطق مختلفة من العالم ، وهي هجين بين أنثى الخيل و ذكر الحمار .. وقد حرم العبرانيون على أنفسهم استخدام أو اقتناء البغال ، حتى أحل استخدامها النبي (داوود ) .. وهم جيران العرب .

أما المسلمين ، فقد ذكر أن أول بغلة رئيت في الإسلام هي ( دلدل ) وهي بغلة أهداها ( المقوقس ) للرسول صلى الله عليه و سلم ، هي وحمار اسمه (عفير) .

الحمير :

يعتقد الباحثون أن استخدام الحمار في جزيرة العرب هو أقدم من استخدام الجمل ، و قد اتصف بسهولة انقياده و تحمله ، ووصف بالبلادة لذلك ، ليس عند العرب وحدهم بل عند كل شعوب الأرض ، و أنثى الحمار عند العرب (أتان) وعند العبرانيين ( أتون ) ..

الأبقار و الأغنام :

عرفت التجمعات السكانية الريفية الأبقار ، وكانوا يستفيدون من حليبها و استخدامها للحرث ، أما البادية فلم تقتنيها لارتفاع كلفة تربيتها و عدم ملائمتها لجوهم ، بل حتى كان من يقتنيها يقابل بنظرة احتقار من لدن أهل البادية .

حيوانات أخرى :

لقد عرف العرب الأسد ، وقد قل ظهوره مع ظهور الإسلام ، وقد وجد له العديد من الأسماء ، وكانت المناطق التي يكثر بها الأسد تسمى مآسد وواحدتها مأسدة .. كما عرفوا النمر والفهد و الضبع و الضب و الثعلب و البازي و العقاب و ابن آوى و السمك و الذباب و البعوض و الأفاعي و العقارب والنعام والقرود و الخنازير و الغراب و البوم والهدهد ..

ــــــ
المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام / د جواد علي / دار العلم للملايين 1964
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #10  
قديم 28-06-2006, 09:43 AM
moataz moataz غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
المشاركات: 528
إفتراضي

مشكور اخى ابو حوران على الكثير من المعلومات عن عرب ما قبل الاسلام
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
__________________
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م