رســــــــــــالة اليهـــــــــــــا ؟؟؟

[نوفان العجارمة]

هذه الخاطرة،لكاتبة صحفية أردنية هي الأستاذ لانا مامكغ بعنوان رسالة من صديق إلى صديقته انقلها ليكم ببعض التصرف :
حيث يقول:
كتب أليها يقول: لا أخفيك أيتها العزيزة أنى تنحنحت مطولا قبل أن امسك القلم ،كنت أود أن اسمع نفسي ،أن اسمع صوت رجولتي ..فالكتابة إليك ضعف لا احبه ،ولم تضطريني أليه يوما ..وهذا ما يزيد من غضبي عليك ..
لماذا انسحبت من حياتي هكذا ؟؟ وبهذه الصفاقة ..عفوا ، ها أنا افقد أعصابي مرة أخرى ..
باختصار أيتها الصديقة ،لقد اشتقت لصحبتك ،لصوتك ،لحماقاتك ،لعصبيتك غير المبررة ،تلك التي أوصلتني ألي هذه المرحلة التي امقت ،إلى هذا المصير الذي اكره .. الكتابة إليك .

لقد أدمنت عاداتك الصغيرة ،أدمنت صورة الطفلة التي تحاول ببسالة أن تبدو امرأة.. وتعلقت بالمرأة التي تفضحها طفولتها في احلك الظروف .. أحببتك وأنت أمامي عاقلة رزينة حكيمة .. ولما عرفت انك تستمتعين بممارسة البلاهة أحيانا ..أحببتك اكثر ..
اعتراف طريف ، أليس كذلك ؟ فأنا لم انطق أمامك يوما بكلمة حب، فقد بدوت عصية على الكلام المستهلك الذي يصدع به المحبون رؤوس حبيباتهم منذ بدء التاريخ …..

لهذا كله أيتها الغالية ، اتخذتك صديقا ..ولن أقول صديقة ،أرحت نفسي من كل طقوس الحب والمحبين ، فأنا ما حفظت قط تاريخ ميلادك ، وزلا تاريخ لقائنا الأول ، ولا تاريخ أية مناسبة تهمك،ولم يحث أن أهديتك بطاقة أو وردة ..وفرحت شخصيا بذلك ،فأنا لا أخفيك أنى اخجل أصلا من التعامل مع تلك الأشياء لأنني – ببساطة- مثل بقية الرجال في هذه البقيعة من الأرض ،ضالع بالخشونة ،ضالع في البلادة ..خبير في فن نفي المرأة من عالمي ..باختصار(لوح)..
ولانك (صديقي) الوحيد والأقرب،حدثت أشياء منذ فارقتني ، أشياء أتحرق للحديث عنها معك،فلا أحد سواك سيهتم أو يندهش أو حتى يصبر على الاستماع لما سأقول ،هل تعلمين أنى ابتعت – بما تبقى من راتبي – شالا ربيعيا لعمتي الظريفة من اللون الذي تفضلين ؟
وتشاجرت أمس الأول مع جارنا الكئيب حين صادر كرة الأولاد الذين يلعبون في شارعنا؟ لقد أغضبني تصرفه فاندفعت للاشتباك معه في خناقة حامية الوطيس ..
وحضرت أمس اجتماعا مع مديري العتيد فتذكرت تحذيراتك ،بالا اعبث بربطة عنقي طوال الوقت ،علما باني كنت قد بخبرتك بإحساسي بالاختناق خلال اللقاءات الرسمية المملة رغم ذلك احترمت رغبتك ولم أمسها طيلة الاجتماع الذي استغرق أربع ساعات كاملة…

هل فهمت الآن، إخبار تافهة مثل هذه ،ليس على الأرض من يمكن أن ابلغه إياها إلا أنت ..

لهذا أعود فأقول:
عودي أيتها الصديقة ،عودي ..فليس ثمة من اضحك معه وله وعليه إلا أنت ..واحسب أن حالك مثل حالي..
ولا أخفيك مرة أخري أني حاولت اعتصار أفكاري لا استحضار ذكريات حلوة لنا معا حتى أوثر فيك فلم أجد، إذ بدا أن الجزر في علاقتنا اكثر من المد ..ولكننا سوية بحر واسع زرقة وعمق وغضب ونزق وكنوز وأسرار وأمواج عالية مهيمنة طاغية ،كالتي تجرفني الآن..

وتوقف عن الكتابة هنا ولم يكمل ،ثم شرع يقرا الرسالة من أولها ،ويعيد القراءة ..حتى قرر تمزيقها أخيرا وهو يتمتم لنفسه:
( .. هذه الخرقاء المتعالية الباردة ..تبا لها ،لن اسر خاطرها بكلماتي ، فلتمضي بعيد إلى حيث تشاء……..) وكان يقول هذا وينظر نحو الهاتف بغضب حينا ..وبتوسل حينا آخر…..
ــــــــــــــــــــــــ

ماذا تتوقعون لو وصلت هذه الرسالة اليها ؟؟ وما هو الرد