من بطن الأم الى بطن الأرض مسافة قد تطول وقد تقصر
هي مسافة العمر ومساحة الحياة
وما بين الحضن الأول .. والحضن الثاني يتحرك الجنين
تارةً عاقلاً .. وتارةً مجنوناً
وهو مع عقله .. وهو مع جنونه يتداعى ثم يودع تاركاً لغيره المساحة والمسافة
وقصة الدخول للحياة والخروج منها قصة متجددة مع كل ثانية
كالزرع الذي ينبت ثم يُحصد .. ليخلفه نبات جديد وحصاد جديد
وبين ميلاد الانسان وموته .. تتدافع آماله وطموحه تارة .. وجريحةً تارة .. وطريحة أخرى
مع الأولى ترتسم ابتسامته ويتسامى حبه
ومع الثانية تتدافع دموعه .. ويتعرى قلبه
ومع الثالثة تشده لحظة الانتظار الطويل القاتل
فلا هو مع أمله .. ولا هو مع ألمه
هو في قلق .. لأنه ضحية انتظار مجهول النتيجة .. وغامض النهاية
وبين ميلاده وموته .. تكون البسمة والدمعة .. ولحظة الانتظار القاتل
وتطل شريحة العمر ذات الألوان الثلاثة
الأبيض بصبحه .. والأحمر بجرحه .. والأسود بغموضه
تطل هذه الشريحة في زمن ٍ قد يطول وقد يقصر
ثم تختفي كما يختفي شهاب عبر الأفق الواسع
ليعقبه ميلاد شهاب جديد لا يلبث أن يلحق بصاحبه في سباق أزلي طويل لانهاية له
والى ما شاء الله
والسؤال
I
I
I
7