طوال العمر.....

[فالح الشمري]

طوال العمر.....

أتحفنا وزير خارجية آل سعود الأمير سعود الفيصل بتصريح جديد لصحيفة "عكاظ" قال فيه "إن النفط ليس سلاحاً إنه ثروة"! ناسفاً بهذه الجملة القصيرة ما أثبتته الأمة العربية ذات يوم ومنها والده الملك فيصل بن عبد العزيز عندما استعملت النفط سلاحاً في ردّها على العدوان الإسرائيلي عام 1967 ودعم الغرب له!
في حوار مع برنامج "اليوم السابع" الذي بثته فضائية Mbc مساء يوم الجمعة 12/1/2007، وصف عبد الحميد جمال عبد الناصر، الابن الأصغر للزعيم الراحل جانباً من قناعات والده وشخصيته، وأورد أمثلة على الكيفية التي كان يتصرف بها مع أبنائه، كإنزعاجه المفرط من أي تصّرف يمكن أن يصدر عن أحد منهم يُوحي للآخرين بأنه ابن الرئيس، أو أنه خارج إطار المسؤولية والمحاسبة لأي سبب كان، أو ظهوره في وضع لا يوازي وضع زملائه الآخرين في المدرسة، سواء من حيث الملبس والمأكل أو المصروف الجيبي، أو التصرف اليومي البسيط.
معظم ما قاله عبد الحميد من تفاصيل لا يعرفها الجميع، لكن أحداً لا يمكن أن يستغربها، نظراً لمعرفتنا جميعاً بشخصية عبد الناصر ومنطلقاته ومع ذلك، لم يتورع مسؤول حكومي سابق – أشهر من أن يُعرّف- هو وزير النفط أحمد زكي اليماني في مقال كتبه خصيصاً لموقع الكتروني محلي – أميركي، في ذكرى ميلاد عبد الناصر، حاول من خلاله إعطاء انطباع آخر مناقضٍ له يمس الرجل ويُسيء إليه من طرف خفي، رغم علمه أن كل "طوال العمر" الذين عاصروا المملكة منذ إنشائها إلى يوم الدين لن يتمكنوا من الإساءة إلى ظفر الزعيم الراحل مهما حاولوا وتخابثوا ومارسوا الباطنية علناً وردّدوا من أقاويل، كما حاول في الوقت نفسه الإساءة للرئيس صدام في نفس المقال، والى جانب عبد الناصر و"تواطئه" أيضا!
في بداية مقاله استنكر اليماني بأسلوب يتقصّد إظهار الموضوعية عملية إعدام الرئيس صدام وتوقيتها بشكل خاص ثم انتقل إلى سرد حدث قرأه في كتاب محدود التوزيع أرسله إليه أحد الأصدقاء القدامى- كما قال-، جاء فيه على لسان خالد عبد الناصر، الابن الأكبر للزعيم الراحل إنه جاء لزيارة والده ذات يوم في أوائل الستينيات، فأمهله مدير مكتبه قائلاً "هناك زائران عند الريّس". ولما خرج الزائران سأل خالد والده عنهما فقال له عبد الناصر- على ذمة اليماني-: "الرجل الأبيض مدير المخابرات الأميركية جورج بوش أما الأسمر فهو مناضل عراقي سيكون له مستقبل في بلده، يدعى صدام حسين"!
.. ويُنهي اليماني مقاله بالقول إن سرده لهذه الحادثة لم يأتِ لتحقيق أي هدف غير لفت انتباه العرب إلى أنه لا يمكن الثقة بالأميركان.
إذا كانت الجملة الأخيرة صحيحة ودقيقة في كلام الوزير السابق، فقد جاءت لإخفاء جريمة ما سبقها من "معلومات" لا أساس لها حتى في الخيال، ولا يمكن أن يشهد على حقيقتها أحد من الأعداء فكيف الأصدقاء، وهي بين القصيد مما أراد قوله!
.. لقد أراد اليماني أن يقول بأن عبد الناصر في عزّ زعامته لمصر والأمة العربية كان "وكيلاً" للمخابرات الأميركية، يعبّئ لهم المناضلين وينسّق بينهم. أما الرئيس الشهيد فقد كان هو الآخر، ومنذ أيام دراسته الحقوق في القاهرة، إثر لجوئه السياسي إلى مصر، على صلة بالمخابرات الأميركية ومعرفة شخصية برئيسها عن طريق عبد الناصر شخصياً!
هذا اليماني أراد بمقالته المنتقاة الألفاظ، المدسوسة الأفكار، والملغومة الأهداف أن يضرب عدة عصافير بحجر أميركي واحد، مستغلاً غياب القائدين عبد الناصر وصدّام، وبقاء بوش – الأب- الذي أصبح في آخر أيامه غائب الإدراك عن الوعي الكامل بما يجري حوله، أو ما جرى في الماضي.
إنه أسلوب "طوال العمر"، الكبار منهم والصغار الذينّ عقّدهم الزعيم الراحل وأمثاله، وكشف صَغَارتهم منذ تآمرهم على الوحدة، وحتى ترديدهم أغنية "الاشتراكيون أنت إمامهم" في سهراتهم وطعنها بممارساتهم.

[على رسلك]

يا أخي كثيرون من هم يقولون طوال العمر

وأنت هنا تكتب عن سعادة البيه الريس ،فماذا فرقت عنهم فيه ؟؟؟