أريد أن أعف نفسي ولم يتقدم لي أحد!!!

[يتيم الشعر]

سؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا فتاة جامعية وعندي 21 سنة وأنا والحمد لله جميلة جداً جدا وبكل تواضع، ولكن أنا أعاني من فراغ عاطفي، حيث إنه إلى الآن لم يتقدم لي أحد وأنا أعاني من معاكسات الشباب في الشارع لأني جميلة وأعاني من نظرات الرجال لي وإعجابهم، حيث أعجب بشخص ويعجب بي ويلمح لي بالزواج ولا يأتي لخطبتي بعد أن أكون قد حدثت عائلتي به، وهذا أمر متكرر، إلى أن أصبت بإحباط، وأنا دوماً حبي يكون من طرف واحد، فماذا أفعل بعد أن أصبحت محط سخرية عند عائلتي مما أعانيه لدرجة أني أرغب بالزواج من أي شخص بعدما أصبح حتى الجيران وأصدقائي يقولون إنهم يشفقون علي لأنه لا أحد تقدم لي إلى الآن سيئاً كان أم جيداً، ويقولون إن نصيبي في الجنة، فماذا أفعل وأنا والحمد لله لا أعاني من عيب في، متى سأعف نفسي وأتزوج وماذا أفعل من نظرات الرجال بي التي تجعلني أتعلق بهم..

---

المشورة

أختي الغالية تيما..
أقرّ الله عينها بما تحب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحباً وأهلاً بالشام وأهله، فقد مدحكم رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم في حديثه.. وأرجو يا أخت الإسلام أن أنفعك بما ضاق بك، فالمسلم لا يطيب له نفس وله أخ مكروب!! ولا يأس وله نفس حبيب مجروحة..
ابدأ مستعينة بالله: هناك محاور عديدة في سؤالك يا تيما:
الأول: مشكلة الفراغ العاطفي.
الثاني: معاناة الإعجاب العقيمة.
الثالث: مواجهة السخرية الاجتماعية.
وليتسع صدرك يا غالية لنناقش المحاور كلمة.. كلمة.. حرفاً.. حرفاً، حتى تطيب نفسك وتأنس روحك ـ وما ذلك على الله بعزيز ـ بل إنه قريب قريب بإذن الله.
الأول: مشكلة الفراغ العاطفي:
هل سببها عدم خطبتك حتى الآن؟ فإذا كان هذا السبب: فلتطمئني يا أخية، فربّك لا يقدر لعبده إلا خيراً، ولا زلت في مقتبل العمر ولم يفتك عمر الزواج الذي يرغب به الرجال عادة، فلا تستعجلي، وأكثري من سؤالك الرب القريب سبحانه: \"ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً\". وثقي أن الخير قادم، بتيسير اللطيف بعباده، وما أدراك لعلك لو تزوجت الآن بئست حياتك ولم تطيبي عيشاً.
والله أرجو أن يرزقك العفاف عاجلاً غير آجل، ويقرّ عينك بزوج يؤنسك، ويكرمك، ويخشى الله فيك.
الثاني: معاناة الإعجاب العقيمة:
أسميتها كذلك لأن الشر لا يأتي إلا بمثله، ولذا فما وصلك من إعجاب عن طريق غير الحق والفطرة لن تجدي من ورائه إلا الشقاء..
واحمدي الله الجليل الحكيم أن عصمك من زواج بمثل هذا الطريق؛ لأنك تحتاجين حياة بر وسعادة، وهذه لا تتأتي ولن تكون كذلك وبدايتها إعجاب من معاكسات!!
واسمحي لي أن أهمس بقلبك همسة أخ: (تيما):
ربنا جلّ علاه حين أمر بغض البصر، جعله موجهاً للنساء والرجال، فقال جلّ من قائل: \"قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم\" و\"قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن..\".
كل هذا من أجل ماذا؟؟! من أجل أن لا تشقى قلوبهم، ولا تحبط نفوسهم، كما حدث لك عزيزتي.. لذا حين أطلقت النظرة والنظرة؛ تعلق القلب؛ وأحب، ولأنه أخطأ في إطلاق بصره وارتباط قلبه ذاق الألم والعذاب.
فإنه من \"من تعلق شيئاً وكل إليه\" فلا تتعلقي بأمثال أولئك، وحاشاك أن توكلي إليهم، بل أنت العفيفة التي يأتيها من يريدها ويظفر بها كدرة مصونة محفوظة..
وماذا تريدين من إعجاب شاب قد أعجب بغيرك.. ولن تكوني الأخيرة!! بل الهناءة أن يعجب بك وزوجك ويقر إعجابك بك.
الثالث: مواجهة السخرية الاجتماعية:
إذا وثقنا بأن مسارنا في الحياة بقدر الله، وهو الخير ولم يمنعنا ربنا شيئاً هو خيرنا!! حينها لن يغير قلبك الرقيق ما يقوله الجيران والأصدقاء أبداً..
واجهي السخرية بقلب الواثق أن الله سيرزقه وسيروه قريبا بإذن الله.. وستنالين مناك: الزوج البار في الدنيا وفي الجنة بإذن واحد أحد، فرد صمد.. سبحانه فلا تقلقي..
استعيني بمن خلق الخلق كلهم، ودبر الأمر كله، وبيده ملكوت كل شيء، ولا يضيرك قول قائل ولا نظرة ناظر.. واحفظي قلبك وبصرك عن كل فاجر.. حفظك الرب جلّ علاه مباركة حينما كنت، بارة، كريمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..