مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > خيمة الأسرة والمجتمع
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #41  
قديم 03-12-2005, 12:44 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

ثالثاً - واجبات المشرف التربوي :

لكي يحقق المشرف التربوي الغاية التي يهدف إليها في عمله ينبغي له التركيز على ما يلي :
أولاً : ما يخص المعلم والتلميذ : وفي هذا المجال يحتاج إلى :
1 ـ الإحاطة التامة بالمناهج المدرسية ، كي يتمكن من التعرف على سير العملية التعليمية ، والمستوى الذي وصل إليه التلاميذ ، ومدى إحاطة المعلم بالمادة التي يدرسها .

2 ـ التتبع والدراسة التي تمكنه من التعرف على آخر التطورات في الأساليب التربوية والتعليمية ، بغية إيصالها بدوره إلى المعلمين للاستفادة منها .

3 ـ الزيارات المتكررة للمدارس ، وفي بداية السنة الدراسية بصورة خاصة أمر ضروري لكي يكون المشرف التربوي على علم بما يلي :

أ ـ مَلاك المدرسة ، والنواقص الموجودة فيها ، والعمل على تلافيها .
ب ـ الكيفية التي تم بموجبها توزيع الدروس على المعلمين ، وهل روعيت فيها الرغبة والاختصاص والخبرة لدى المعلمين على قدر الإمكان .
ج ـ حاجة المدرسة لمختلف وسائل الإيضاح ، والأثاث ، واللوازم الضرورية .
د ـ التعرف على مشاكل المدرسة ، ودراستها بالاشتراك مع أعضاء الهيئة التعليمية ، ووضع الحلول الصائبة لها .

4 ـ مسك سجل خاص بالمعلمين المسؤول عنهم ، وتدوين كافة المعلومات المتعلقة بهم ، والملاحظات التي تخصهم . ويستطيع المشرف التربوي بواسطة هذا السجل التعرف على المعلمين من جميع النواحي ، مما يسهل عليه مهمته .

5 ـ تنظيم جدول بأساليب اختبار التلاميذ ، يتمكن بواسطته حين زيارته للصفوف من التوصل إلى أفضل النتائج وأدقها .
لقد وجدت خلال مدة خدمتي في التعليم نوعين من المشرفين التربويين يختلفان كل الاختلاف في أساليب اختبارهم للتلاميذ ، واهتمامهم بالواجب المنوط بهم .
وجدت مشرفاً تربوياً يدخل الصف ، ويستمع للدرس مدة لا تزيد على الخمس دقائق ، ومن دون أن يوجه سوألا واحداً ، أو ينطق بكلمة واحدة ، ثم يغادر الصف ليكتب تقريره عن المعلم ، ومع الأسف فإن هذا النموذج من المشرفين كان يمثل الجانب الأكبر منهم .
كما وجدت بعض المشرفين التربويين قد برمجوا عملهم مقدماً ، وقاموا بواجبهم على خير ما يرام ، وحصلوا على أدق النتائج لعمل المعلم ، ومستوى تلاميذه ، وعن أوضاعهم ومشاكلهم ، ولا زلت أذكر على سبيل المثال في السنة الأولى من تخرجي ، وكان ذلك عام 1953 ، وكنت حديث عهد بهذه المهنة ، عند ما زارني أحد المشرفين التربويين ، وكنت في قرية نائية تبعد عن مركز المدينة أكثر من أربع ساعات بالسيارة ، وكان الوقت على ما أذكر شهر نيسان . وصل المشرف إلى المدرسة في تمام الساعة السابعة والنصف ، أي ساعة دخول التلاميذ إلى صفوفهم لتلقي الدرس الأول ، وكانت المدرسة ذات صف واحد للأول فقط ، حيث كنت قد قمت بافتتاحها حديثاً .
دخل المشرف معي إلى الصف ، وأخذ يسأل التلاميذ بعض الأسئلة المتعلقة بحياتهم في هذه المنطقة النائية ، وأوضاعهم ، وانطباعاتهم عن المدرسة ، ومدى حبهم لها ، وفائدتها لهم . ثم أخرج من حقيبته أوراقاً ووزعها عليهم ، وطلب منهم كتابة بعض الكلمات من كتاب القراءة ،ثم طلب منهم بعد ذلك قلب الأوراق ، وأعطاهم بعض المسائل الحسابية طالباً حلها ، وبعد انتهاء التلاميذ من عملهم جمع الأوراق ووضعها في حقيبته ، ثم أخذ يلقي عليهم أسئلة في الحساب الذهني ، وأخيراً طلب منهم فتح كتاب القراءة ، وتناول قطعة من الورق المقوى ، وقص في وسطها مستطيلاً صغيراً بحجم الكلمة ، وطلب منهم واحداً بعد الآخر قراءة الكلمات التي يختارها هو بغية التأكد من فهم التلاميذ للقراءة ، وليس الاستظهار عن ظهر قلب . وأخيراً انتهى الدرس ، وخرجنا معا إلى غرفة الإدارة ، حيث قام المشرف بتصحيح الأوراق ، وتصنيفها حسب الدرجات ، ليتعرف بواسطتها على مستوى التلاميذ ، فخرج بنتيجة دقيقة عن مستواهم ، ومدى الجهد الذي بُذل في سبيل إيصالهم إلى هذا المستوى .
إن هذا المشرف التربوي ، وإن كان قد بذل جهداً كبيراً ، وصرف وقتاً أطول ، إلا أنه أتم تحقيق الهدف الذي من أجله جاء إلى المدرسة ، وهو يشعر براحة الضمير .

6 ـ رسم صورة واضحة ودقيقة للمعلم حين زيارته ، من حيث هندامه ، ومظهره الخارجي ، وشخصيته ، وضبطه للصف ، وأسلوب هذا الضبط ، ومادته ، وطريقة تدريسه ، وأسلوبه في المناقشة ، ومدى تأثر التلاميذ به وتأثره بهم ، ومدى اهتمامه بالفروق الفردية للتلاميذ .

7 ـ الإطلاع على دفاتر التلاميذ وواجباتهم ، والتعرف على مدى اهتمام المعلم بتصحيحها ، وتناسبها مع مستواهم ووقتهم .

8 ـ الاجتماع بالمعلم بعد انتهاء الدرس بصورة منفردة ، ومناقشة الجوانب الإيجابية والسلبية شرط أن يكون نقد الجوانب السلبية نقداً بناءاً ، بعيداً عن روح التسلط والتحكم ، لأن هذا الأسلوب يشجع المعلم ، ويدفعه إلى ملاقاة النواقص والأخطاء .

9 ـ عقد اجتماع للهيئة التعليمية بعد انتهائه من زيارة كافة المعلمين لعرض ومناقشة الجوانب السلبية والإيجابية التي وجدها خلال زيارته للمدرسة ، ووضع الحلول الصائبة للمشاكل والأخطاء ، وتقديم خلاصة خبرته وتجاربه التي حصل عليها خلال عمله ، وما وجده من أساليب مفيدة ، ونماذج المشاكل التي حصلت في المدارس الأخرى ، وكيف أمكن التغلب على تلك المشاكل ، بغية إفادة المعلمين منها .
إن تبادل الخبرات والتجارب بين معلمي المدارس المختلفة أمرٌ هام جداً ، وعلى المشرف التربوي أن يلعب دوراً فعّالاً في هذا المجال .

10 ـ الإطلاع على النشاط المدرسي اللاصفي ،ومدى اهتمام المعلمين به ، والعقبات التي يجابهونها في إتمام هذا النشاط .
إن النشاط اللاصفي له أهمية قصوى ، وهو هدف أساسي من أهداف المدرسة ، بالنظر لتأثيره البالغ على التلاميذ في نواحي نموهم المختلفة ، العقلية ، والجسمية ، والاجتماعية .

11 ـ الإطلاع على مكتبة المدرسة ، وما تحتويه من كتب ، ونوعيتها ، ومدى فائدتها للتلاميذ والمعلمين ، ومدى اهتمام المعلمين والتلاميذ بها ، وحركة الاستعارة منها ، والتأكيد على الاهتمام بها ، وتغذيتها بما يستجد من الكتب المفيدة .

12 ـ الإطلاع على محاضر اجتماعات الهيئة التعليمية ، ومدى تطبيق ما ورد فيها من قرارات ، وما لم يتحقق ، والوقوف على الأسباب التي حالت دون تنفيذها ، وتذليل الصعوبات إن وجدت

ثانياً : ما يخص مدير المدرسة :

وفي هذا المجال يحتاج المشرف التربوي إلى ما يأتي :

1 ـ التعرف على شخصية مدير المدرسة ، وفاعليته ، وقدراته ، ومدى الاهتمام بواجباته الإدارية والتربوية ، والإطلاع على سجلات المدرسة وفحصها وتدقيقها ، وتدقيق حساباتها وأوجه الصرف فيها .

2 ـ التعرف عن كثب على علاقة مدير المدرسة بالمعلمين ، ومدى احترامه لهم ، ومدى احترامهم له ، والعمل على تعزيز هذه العلاقات وتوطيدها .

3 ـ التعرف على علاقة مدير المدرسة بأولياء أمور التلاميذ ، ومدى اهتمامه بهذه العلاقة ، فهذا واجب أساسي لمدير المدرسة ينبغي القيام به إذا ما أيراد النجاح لمدرسته .

4 ـ التعرف على مدى اهتمام مدير المدرسة بزيارات الصفوف ، والإطلاع على سجل الزيارات ، وما دون فيها من ملاحظات عن سير العملية التربوية والتعليمية ، وطبيعي إن لهذا الأمر فائدة كبرى للمشرف التربوي خلال قيامه بمهامه ، لأنه يستطيع الحصول على معلومات دقيقة عن المعلمين ، وعن العملية التربوية والتعليمية .

إن مدير المدرسة بحكم وجوده الدائم في المدرسة تتاح له الفرصة أكثر من المشرف التربوي في الإشراف على المعلمين والتلاميذ معاً ، وهو يسهل بدوره مهمة المشرف التربوي إلى حد بعيد .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس
  #42  
قديم 03-12-2005, 12:45 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

رابعا - كيف ننهض بجهاز الإشراف التربوي ؟

إن الأهمية البالغة للإشراف التربوي تتطلب من المشرف أن يخصص الوقت المناسب للقيام بهذه المهمة ، وأن زيارة المدرسة لمرة واحدة ، أو مرتين خلال السنة الدراسية ، وخاصة في مدارس القرى والأرياف ، يقوم خلالها المشرف بالإشراف على سير العملية التربوية والتعليمية خلال ساعات معينة محدودة ، لابُدّ وأن تكون العملية شكلية ، وبالتالي لا يستطيع المشرف التربوي تقييم أعمال المعلمين ، والإدارة ، والتعرف على المستوى الحقيقي للتلاميذ ، وأحوال المدرسة ، والمشاكل التي تجابهها ، والمساهمة في حلها . كما لا تسنح له الفرصة للتعرف على أولياء أمور التلاميذ ، وسماع آرائهم في أوضاع المدرسة ، وبالتالي تغدو عملية الإشراف شكلية محضة .

إن عملية الإشراف ، إذا أريد لها أن تُؤدى على الوجه الأكمل ، تحتم على المسؤولين أن يضعوا نصب أعينهم المسائل التالية :

1 ـ توسيع ملاك الإشراف التربوي ، بما يتناسب والمهام التي يجب أن يؤديها . وفي اعتقادي أن المشرف التربوي ينبغي أن لا يكون مسؤولاً عن أكثر من خمسين معلماً لكي يستطيع التفرغ لهم تفرغاً تاماً .

2 ـ اختيار المشرفين التربويين من بين الذين مارسوا التعليم والإدارة مدة لا تقل عن عشر سنوات ، بعد أن يجتازوا دورات خاصة معدة لهذا الغرض بتفوق ، على أن تُدرسْ أضابيرهم ، ويجري التعرف على أوضاعهم داخل المدرسة وخارجها ، وعلى مستواهم الثقافي ، والاجتماعي ، والعلمي .

3 ـ إعداد دورات سنوية للمشرفين التربويين لغرض الإطلاع على أحدث الأساليب التربوية من جهة ، ولتبادل الخبرات والتجارب التي حصلوا عليها خلال عملهم .

4 ـ تنظيم زيارات للمشرفين التربويين لمختلف البلدان الأخرى ، بغية الإطلاع على الأساليب التربوية المتبعة في تلك البلدان ، والاستفادة منها في تطوير أساليبنا التربوية .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس
  #43  
قديم 17-12-2005, 04:10 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

الفصل التاسع

نظام الامتحانات

أولاً ـ الامتحانات وأهدافها .
ثانياً ـ امتحانات التحصيل الدراسي .
  • 1 ـ الامتحانات الشفوية .
  • 2 ـ الامتحانات التحريرية .
  • 3 ـ الامتحانات الموضوعية .

ثالثاً ـ شروط الأسئلة الامتحانية الجيدة .
رابعاً ـ العوامل المؤثرة على إجابات التلاميذ .


*********

أولاً : الامتحانات وأهدافها :

الامتحانات ، أو الاختبارات حسب المفهوم العلمي الحديث ، ليست مجرد قياس ما وصل إليه مستوى التلميذ في المواد التي يدرسها ، وإنما تعدت ذلك بمراحل بعيدة ، إنها اليوم يمكنها أن تعطينا إضافة إلى المدى الذي وصل إليه التلميذ ، مدى ما يمكن أن يصل إليه إذا ما نال الفرصة المناسبة والإعداد اللازمين .

إن بإمكاننا اليوم ، بفضل التطور الهام في أساليب التربية وعلم النفس ، أن نكشف مكنونات العقل الإنساني ، وقدراته المختلفة ، ومستوى الذكاء ، والمزاج ، والميول ، وكل ما يتعلق بحياة الإنسان ، لا مجرد اختبار لمعرفة مدى التحصيل الدراسي ، وما حصل عليه التلاميذ من معلومات ، من المواد التي درسوها خلال السنة الدراسية .

إن معرفة ما يمكن أن يصل إليه التلميذ في حقل ما ، يمكّننا من توجيهه في المجال الذي يمكن أن يكون موفقاً فيه ،وبالتالي يستفيد ويفيد ، وهكذا تكون أعمالنا في مجال تطوير بلدنا وشعبنا أعمالاً مبرمجة ، واضحة ، لا تدع مجالاً للارتباك والأخطاء ، وتلك حقيقة هامة جداً ينبغي أن نضعها نصب أعيننا ، إن أردنا النهوض بشعبنا ووطننا ، وإيصاله إلى مصاف الدول التي أدركت هذه الحقيقة ، وطبقتها بنجاح ، فنالت أعلى درجات التقدم والرقي .

إن ما نشاهده من فشل كثير من التلاميذ في الدراسات العليا إنما يرجع إلى عدم إجراء مثل هذه الاختبارات ، وتحديد إمكانية نجاح التلميذ بهذا الفرع أو ذاك ، فلا ينبغي لتلميذ له القابلية والرغبة في فرع الميكانيك مثلاً ، أن يدرس الطب ، بل يجب أن يُوجه الوجهة التي يمكنه النجاح فيها بتفوق فلا تضيع الجهود والإمكانيات .

وعلى هذا الأساس يجب أن نستعرض هذه الاختبارات ، ونتفهم أهميتها ، وفوائدها ، ففي ذلك وحده طريق التقدم والرقي ، ويمكننا تحديد هذه الاختبارات بما يلي :

1 ـ اختبارات التحصيل الدراسي .
2 ـ اختبارات التكيف الشخصي والاجتماعي .
3 ـ اختبارات القدرات .
4 ـ اختبارات الذكاء .

وسأتناول كل نوع من هذه الاختبارات بالتفصيل .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس
  #44  
قديم 17-12-2005, 04:13 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

ثانياً : أنواع الامتحانات :

1 ـ اختبارات التحصيل الدراسي :

وتهدف هذه الاختبارات إلى التعرف على مدى ما حصل عليه التلميذ من معارف في دروسه المختلفة ، ويقسم هذا النوع من الاختبارات إلى ما يأتي :

الاختبارات التحريرية :

وتقوم هذه الاختبارات على أساس إعطاء التلاميذ أسئلة معنية ، ويُطلب منهم الإجابة عليها تحريرياً ، ولهذه الطريقة مناقبها ، ومثالبها .ويمكننا أن نوردها هنا بما يأتي :

المناقب :

1 ـ إن هذه الطريقة تمكّن التلاميذ من التفكير في الأسئلة ، والإجابة عليها بدقة .
2 ـ إن هذه الطريقة تمكّن التلاميذ من حسن التعبير أثناء الإجابة بشكل لغوي صحيح .
3 ـ إن هذه الطريقة لا تدع مجالاً للارتباك لدى التلاميذ ، وبذلك يستطيعون التعبير عما يريدون
4 ـ إن كون الأسئلة معينة وثابتة ، وموحدة بالنسبة لكافة التلاميذ ، تمكّن المعلم من التعرف على مستوى التلاميذ بشكل دقيق .

المثالب :

1 ـ إن هذه الطريقة تتطلب من المعلم وقتاً طويلاً لتصحيح الإجابات.
2 ـ إن التمكن من اللغة ، وأسلوب التلميذ في التعبير ذو تأثير بالغ على نتيجة الإجابة ، فالطالب الذي يمتاز بخط جيد ، وقوة التعبير ، ينال درجات غير التي ينالها التلميذ ذو الخط الرديء ، والتعبير الضعيف حتى ولو تساوى التلميذان في مستوى فهمهما للمادة .
3 ـ إن الامتحانات غير سرية الأسماء يلعب فيها اسم التلميذ دوراً في تقدير المعلم لنتائج إجابته ، ذلك أن المعلم يتأثر حتماً بمدى نشاط التلميذ خلال السنة الدراسية ، وكذلك بسلوكه وتصرفاته .
4 ـ قد يتمكن بعض التلاميذ من الغش أثناء الامتحان ، وقد يمكن اكتشافه ، وقد لا يمكن ، مما لا يعطي النتائج الحقيقية التي يستحقها التلميذ الغاش .
ومع كل ما ذكرناه من مثالب ، إلا أن هذه الطريقة ذات أهمية كبيرة لتقييم مدى ما وصل إليه مستوى التلميذ .


الاختبارات الشفهية :

تقوم هذه الاختبارات على أساس توجيه أسئلة فردية للتلاميذ ، ويطلب منهم الإجابة عليها ، ولهذه الطريقة كذلك مناقبها ومثالبها ، ندرجها فيما يأتي .

المناقب :

1 ـ إن هذه الطريقة تجعل تقدير الدرجة من جانب المعلم آنياً .
2 ـ إن هذه الطريقة من شأنها تمكين المعلم من تصحيح أخطاء التلاميذ أمامهم جميعاً ، فتكون الفائدة اعمّ واشمل .
3 ـ إن هذه الطريقة من شانها خلق الشجاعة الأدبية لدى التلاميذ .

المثالب :

1 ـ إن المعلم لا يستطيع أن يوجه أكثر من سوأل واحد ، أو سوألين لكل تلميذ ، بسبب ضيق الوقت ، وكثرة عدد التلاميذ ، وهذا طبعاً غير كفيل بمعرفة مدى فهم التلميذ ، والمستوى الذي وصل إليه.
2 ـ إن الاختبارات الشفهية لا تفسح المجال للتلميذ أن يفكر ، وإنما تعتمد إجابته على الحفظ فقط .
3 ـ الاختبارات الشفهية لا تمكن المعلم من توزيع الأسئلة على التلاميذ توزيعاً عادلاً ، فيكون من نصيب بعضهم أسئلة صعبة والبعض الآخر أسئلة سهلة .
4 ـ الاختبارات الشفهية لا تدع المجال الكافي للمعلم لتقدير درجة التلميذ بشكل دقيق ، وذلك لضيق الوقت .
5 ـ ضعف التلاميذ في اللغة ، وضعف التعبير يؤثران تأثيراً بالغاً على درجة الإجابة .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس
  #45  
قديم 17-12-2005, 04:15 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

ثالثاً : الاختبارات الموضوعية :

لقد وجد علماء النفس أن الأسئلة التي تتطلب إجابات طويلة تؤثر على مسألة تقيمها [ذاتية المعلم] الذي يصححها ، فلجأوا إلى إيجاد طريقة جديدة من الاختبارات دعوها [ الاختبارات الموضوعية]

وتشمل هذه الاختبارات على ما يلي :

1 ـ أسئلة تعتمد على الخطأ والصواب ، كان تبدأ السوأل هكذا :
أجب بكلمة نعم أو لا [ تقع مدينة بغداد على نهر دجلة ]........
2 ـ أسئلة تتطلب أجوبة تكميلية ، كأن يبدأ السوأل كما يلي :
إن أعلى قمة جبل في العالم هملايا التي تقع في .........
3 ـ أسئلة تعتمد على الاختيار ، مثل :
هل نهر النيل يجري من الشمال إلى الجنوب ، أم من الجنوب إلى الشمال .
4 ـ أسئلة تعتمد على التناسب حيث تعطى مجموعة من الأسئلة ، ومجموعة من الأجوبة مساوية لها ، ويطلب من التلاميذ وضع الجواب الصحيح أمام كل سوأل .
إن لهذه النوع من الأسئلة أيضاً مناقبها ومثالبها ، ندرجها فيما يلي :

المناقب :

1 ـ تّمكن المعلم من إعطاء الدرجة بدقة .
2 ـ تمّكن المعلم من تصحيح الدفاتر الامتحانية بسرعة ، وجهد أقل .
3 ـ تجعل الأسئلة عامة وشاملة للمنهج .

المثالب :

1 ـ هذا النوع من الأسئلة لا تسمح للتلاميذ بالتعبير عن أفكارهم في الموضوع ، فهي تمتاز بالتحديد والجمود .
2 ـ إن عامل الصدفة يلعب دوراً هاما في الإجابة .
إن المعلم الناجح هو الذي يستطيع استغلال أنواع الامتحانات الثلاثة ، دون الاعتماد على نوع معين ، وترك النوعين الآخرين ، لكي يستطيع الحصول على أدق تقيم لإجابات التلاميذ .
ولا بُدَّ للمعلم أن يدرك أن المناقشات مع التلاميذ التي يستطيع إجرائها داخل الصف ، وكذلك دراسة ملف التلميذ يمكن أن يحصل بواسطتها على ما يعينه على فهم مستواه ، وتقيمه بدقة .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس
  #46  
قديم 17-12-2005, 04:16 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

شـروط الأسئلة الجيدة :

1ـ يجب أن تكون الأسئلة دقيقة وثابتة .
2 ـ يجب أن لا تكون الأسئلة مزدوجة ، أي فيها أكثر من مطلب واحد .
3 ـ يجب أن تكون منوعة وشاملة للمنهج ، وتتطلب إجابات قصيرة قدر الإمكان .
4 ـ يجب أن لا يشير السوأل أية إشارة إلى الجواب .
5 ـ يجب أن تكون الأسئلة متناسبة مع الوقت المخصص لها .


رابعاً :العوامل المؤثرة على الإجابات :

1 ـ ينبغي للمعلم أن يدرك أن المقاييس النفسية لدى التلاميذ لا تكون ثابتة دائما ، حيث يؤثر عليها المرض ، والتعب ، والدوافع ، والتوتر الانفعالي تأثيراً بالغاً .
2 ـ إن ظروف المكان الذي يجري فيه الاختبار ذات تأثير هام على الإجابة ، مثال ذلك التهوية ، والإضاءة ،والهدوء أو الضوضاء ...الخ .
3 ـ بالإضافة للعوامل النفسية ، وعامل المكان ، فإن عامل الصدفة يلعب دوراً في الإجابة .
4 ـ إن تكرار الاختبارات والإجابات سيكسب التلاميذ خبرة ودراية كبيرة .
5 ـ تلعب عوامل البيئة ، وظروف التلميذ الاجتماعية ، ومستواه الثقافي دوراً هاماً في الإجابة .


ملاحظة هامة :

على المعلم أن يدرك أن التلاميذ يكونون دائماً بشوق إلى معرفة نتائج الاختبار ، لذلك ينبغي له أن يصححها ويعيدها لهم بالسرعة الممكنة ، ومن الأجدر أن يوزعها داخل الصف ، ويناقش كل تلميذ في أجوبته ، والأخطاء التي وقع فيها ، للعمل على تلافيها في المستقبل .

وعلى المعلم أن يكون منتبها إلى الضرر البليغ الذي يسببه استخدامه للكلمات النابية والمهينة ضد التلميذ الفاشل في الاختبار ، فهو يكّون إساءة كبيرة له ، وإلى التربية والتعليم ، ويسبب حقد التلميذ على المعلم ودرسه معاً .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس
  #47  
قديم 18-01-2006, 06:45 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

الفصل العاشر

المناهج الدراسية والكتب


أولاً : المناهج الدراسية في المدرسة القديمة .
ثانياً : تطور المناهج الدراسية في العصر الحديث .


*******************

أولاً : المناهج الدراسية في المدرسة القديمة :


يشهد عصرنا الحاضر تطوراً كبيراً في أساليب التربية والتعليم قلب المفاهيم السائدة رأساً على عقب ،فبعد أن كان الكتاب والمعلم ، وهو لا يزال مع شديد الأسف في الكثير من البلدان النامية هما المحور الذي تدور حوله عملية التربية والتعليم ، وجلّ هم المدرسة حشو أدمغة التلاميذ بالمعلومات النظرية التي تتضمنها الكتب المقررة من قبل وزارات التربية والتعليم ، والتي ليس لها علاقة بواقع حياتهم ، ولا صلة تربطها بالمجتمع ، وإجبار التلاميذ على استيعابها بكل الوسائل ومنها بكل تأكيد القسرية ، بما فيها العقاب البدني ،لكي يتم حفظها عن ظهر قلب ، وتأدية الامتحانات فيها .
لكن تلك المعلومات التي اُجبر على حفظها لا تلبث أن تتبخر من أذهانهم لأن التلميذ ينسى بسرعة ما تعلمه ، لكنه يذكر دائماً ما وجده بنفسه ، وإن التعلم الحقيقي هو أن يقوم التلميذ نفسه بتجاربه فهو يفهم أكثر إذا عمل بدل أن يصغي و يقرأ ، وإن كل المعارف التي يتلقاها التلميذ عن طريق الترديد والتلقين لا تعتبر معارف حقيقية ، فقد تكون الخطورة في الترديد من دون الفهم ، وقد يكون الفهم خاطئاً وهو ما يعتبر اخطر من الجهل كما يقول أفلاطون .

إن من الضروري أن يتملك التلميذ المعرفة ، ويمتصها بكيانه كله ،وبفكره وتجربته ،لكنه يعجز عن ذلك إذا لم نتح له الوقت المناسب ليدرسها ، وليستعيدها لنفسه وحسابه الخاص ، ولا يشك أحد أن معرفة كهذه هي أبقى من معرفة تلقن تلقيناً ، لأنها تبقى أبداً في حالة

استعداد لمجابهة مواقف ومشاكل أخرى حتى ولو نسيتها الذاكرة لأنها تتيح للتلميذ فرصة توسيع إمكانياته .

لقد أهملت المدرسة القديمة ميول ورغبات وغرائز الأطفال ، وضرورة إشباعها وتشذيبها وصقلها وأهملت ضرورة فسح المجال لإظهار التلميذ لقدراته وقابليته في مختلف الفنون الموسيقية والغنائية والتمثيلية ، وأهملت ضرورة إعطائه المجال الواسع للعب وإظهار طاقاته البدنية المكبوتة، واعتُبرت مسائل ثانوية في نظر القائمين على التربية لا تستحق الاهتمام.

ولقد أجاد المربي الكبير [ جون ديوي ] في كتابه [ المدرسة والمجتمع ] في وصف واقع المدرسة القديمة قائلاً:

{ لكي أوضح النقاط الشائعة في التربية القديمة بسلبيتها في الاتجاه ،وميكانيكيتها في حشد الأطفال ، وتجانسها في المناهج والطريقة ، من الممكن أن يلخص كل ذلك بالقول بأن مركز الجاذبية واقع خارج نطاق الطفل ، إنه في المعلم وفي الكتاب المدرسي، بل قل في أي مكان تشاء عدى أن يكون في غرائز الطفل وفعالياته بصورة مباشرة ، وعلى تلك الأسس فليس هناك ما يقال عن حياة الطفل ، وقد يمكن ذكر الكثير عما يدرسه الطفل ، إلا أن المدرسة ليست المكان الذي يعيش فيه ، وفي الوقت الحاضر نرى أن التغيير المقبل في تربيتنا هو تحول مركز الجاذبية ، فهو تغير أو ثورة ليست غريبة عن تلك التي أحدثها كوبر نيكوس عندما تحول المركز الفلكي من الأرض إلى الشمس ، ففي هذه الحالة يصبح الطفل الشمس التي تدور حولها تطبيقات التربية ، وهو المركز الذي ننظمها حوله }.

أما العالم الشهير [ جان جاك رسو ] فقد دعا في عصره إلى إجراء التغيير الجذري في مناهج المدرسة قائلاً :

{ حولوا انتباه تلميذكم إلى ظواهر طبيعية ، فيصبح اشد فضولاً ، ولكن لا تتعجلوا في إرضاء هذا الفضول . ضعوا الأسئلة في متناوله، ودعوه يجيب عليها ، ليعلم ما يعلم ، ليس لأنكم قلتموه له ، بل لأنه فهمه بنفسه ، ليكشف العلم بدلاً من أن يحفظه ، فعندما يجبر على أن يتعلم بذاته فإنه يستعمل عقله بدلاً من أن يعتمد على عقل غيره . فمن هذا التمرين المتواصل يجب أن تنتج قوة عقلية تشابه القوة التي يعطيها العمل والتعب للجسم . إن الإنسان يتقدم بالنسبة لقواه ، وكذلك الفكر فإنه مثل الجسد لا يحمل إلا ما وسع من طاقته } .

وهكذا إذاً ،كانت الدعوات من قبل العلماء والمفكرين تتوالى لإعادة النظر في المناهج الدراسية والتربوية من أجل تحويل المدرسة إلى صورة مصغرة من المجتمع الكبير المشذب والمهذب ، لكي يمارس التلاميذ حياتهم الفعلية فيها ، ويستنبطوا الحقائق بأنفسهم ، وليصبح الكتاب والمعلم عاملين مساعدين في تحقيق ما نصبو إليه في تربية أجيالنا الصاعدة ، ولتصبح المدرسة هي الحياة بالنسبة لهم ، وليست إعداداً للحياة ، حيث يمارس التلاميذ داخل مدرستهم مختلف أنواع المهن الموجودة في المجتمع الكبير ، ويمارسون كل هواياتهم الفنية ،والرياضية، والموسيقية ،وغيرها من الهوايات الأخرى .وبكل ثقة نستطيع أن نقول أنهم بهذا الأسلوب سوف يطلقون قدراتهم الذاتية في الاستطلاع،

والفهم، والاستيعاب ،واستنباط الحقائق بأنفسهم ،خيراً ألف مرة من تلقينهم الدروس المحددة والجامدة والتي لا تغنيهم شيئاً ولا تلبث أن تطير من أذهانهم .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس
  #48  
قديم 18-01-2006, 06:48 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

ثانياً : تطور المناهج الدراسية في العصر الحديث :

شهد النصف الثاني من القرن العشرين تطورات علمية هائلة ، بل نستطيع القول ثورات علمية جبارة في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والصحية التي جاءت بوتائر سريعة قد يقف الإنسان مذهولاً أمامها على الرغم من أنه هو الذي أوجدها وطورها ، فنحن نرى ونعيش اليوم عصر الذرة والأقمار الصناعية ،وعصر الكومبيوتر والإنترنيت ، والاتصالات وأجهزة الاستقبال التي حولت العالم إلى قرية صغيرة ومكنت الإنسان من الحصول على كل ما يحلم به من المعلومات بدقائق معدودة .

ولم يقتصر التطور العلمي على الاختراعات و الصناعات المختلفة ، فقد كان لابد أن يحدث التطور في المجال التربوي والتعليمي جنباً إلى جنب ، لأن المجالين يكمل بعضه بعضاً ، ولأن التطور التقني يتطلب قدرات متطورة وعالية لدى العاملين لكي يستطيعوا مواكبة التطور التقني .

وهكذا ارتفعت أصوات المفكرين والعلماء العاملين في المجال التربوي لإجراء ثورة في أساليب التربية والتعليم في مدارسنا ، وإعادة النظر في المناهج والكتب المدرسية والوسائل التي تمكن المدرسة من أداء عملها على الوجه الأكمل .

فلقد دعى المفكر الكبير [ جون ديوي ] إلى أن تقوم المدرسة الحديثة على أسس أربعة حددها بما يأتي :

1 ـ ضرورة ربط المدرسة بالمجتمع ، حيث أكد على أن المدرسة جزء لا يتجزأ من المجتمع ، وأنها ينبغي أن تكون مجتمعاً مصغراً خالياً من الشوائب التي نجدها في المجتمع الكبير ، ودعا إلى بناء المدرسة لكي تلعب دورين أساسيين في خدمة المجتمع الذي تنشأ فيه ، أولهما نقل التراث بعد تخليصه من الشوائب ، وثانيهما إضافة ما ينبغي إضافته لكي يحافظ المجتمع على حياته .

2 ـ ضرورة اعتبار التربية المدرسية عملية حياتية وليست عملية إعداد للمستقبل ، فلقد اعتبرت المدرسة القديمة أن العملية التربوية التي تتم في المدرسة هي من أجل إعداد التلاميذ للمستقبل ، أي أنها ترتبط بالمستقبل أكثر مما ترتبط بالحاضر ، وأنه بناءً على هذه النظرة يهون عمل أي شيء في الحاضر إذا كان يضمن قيمة أو فائدة للمستقبل ، بما في ذلك العقاب البدني ، وأن مسايرة رغبات التلاميذ عمل غير مقبول ، بل وممنوع معتبرة ذلك عملاً لا يحقق هدفاً مفيداً للمستقبل ‍‍. ‍‍‍‍‍

3 ـ ضرورة الاهتمام بالموضوعات العملية والمهنية ، وبمبدأ الفعالية بصورة عامة ، ودعا إلى ضرورة الاهتمام بالأعمال اليدوية والمهنية في المنهج الدراسي ، وعدم الإقلال من شأنها ،مؤكداً على مبدأ الفعالية في الحصول على الخبرة والتعلم ما دامت التجربة هي التي تظهر الخطأ أو الصواب في فرضياتنا وآراءنا ، ودعا إلى النظر إلى الموضوعات النظرية والمهنية على قدم المساواة مؤكداً على ضرورة إدخال أنواع مختلفة من المهن إلى المدرسة حيث أن هذه المهن تجدد روح المدرسة وتربطها بالحياة ،وتجعل المدرسة بيئة صادقة للطفل يتعلم منها العيش المباشر بدلاً من أن تكون مجرد محل لتعليم دروس ذات صلة بعيدة ومجردة بحياة قد تقع في المستقبل ، وليكن معلوماً أن الهدف من إدخال المهن إلى المدرسة ليس من أجل القيمة الاقتصادية ، ولكن من أجل تنمية القوة الاجتماعية ، وبعد النظر ، فالمهنة تجهز التلميذ بدافع حقيقي ، وتعطيه خبرة مباشرة ، وتمنحه الفرصة للاتصال بالأمور الواقعية .

4 ـ ضرورة ربط العملية التربوية بالديمقراطية ، حيث أكد على ذلك في كتابه التربوي الأول [الديمقراطية والتربية ] معتبراً أن الديمقراطية أسلوب في الحياة ، وليست مجرد تطبيق سياسي لمفهوم قديم يرجع إلى عهد اليونان في العصور القديمة ووصف الديمقراطية التي عناها قائلاً :

{ فليست الديمقراطية مجرد شكل للحكومة ، وإنما هي في أساسها أسلوب من الحياة المجتمعة والخبرة المشتركة والمتبادلة }
وعلى هذا الأساس فإن الديمقراطية تعني المساواة بين الأفراد وتهيئة الفرص المتكافئة لهم دون تمييز ،وتعني التكافل الاجتماعي ، والعدالة الاجتماعية ، وحرية الاعتقاد ، والقول ، والنشر ، والاجتماع ، وهي تعني إقامة علاقات إنسانية تتسم بالأخذ والعطاء وتغليب العقل والخبرة في مجابهة وحل المشكلات التي تصادفنا .

إن المدرسة الديمقراطية التي نصبو إليها هي تلك المدرسة التي يعيش فيها التلاميذ والمعلمون وسائر العاملين فيها زملاءً متعاونين من أجل تحقيق الهدف المشترك الذي يخدم الجميع .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس
  #49  
قديم 18-01-2006, 06:51 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

وختاماً

لابد من الإشارة إلى ضرورة اهتمام المدرسة باللعب بالنسبة للتلاميذ كوسيلة لتنمية قدراتهم الجسمية والعقلية ، حيث أن اللعب يعتبر الفعالية الجدية في حياة الطفل ، والأكثر قابلية لإطلاق قواه الكامنة .

ومن المؤسف أن نرى الكثير من الآباء والأمهات يعتبرون اللعب نوع من السخف ، ومضيعة للوقت ولا يخدم أطفالهم ، وهم يحاولون الحد من نشاطات أبنائهم ، ويعزون ضعفهم في بعض الدروس راجع إلى اهتمامهم باللعب على حساب دروسهم ، دون أن يكلفوا أنفسهم التحري عن السبب الحقيقي لذلك ، ومعالجته .

إن اللعب ضروري جداً للأطفال ، ضرورة الطعام والشراب ، من أجل ضمان سلامة نموهم العقلي والجسدي بشكل طبيعي .

لقد أدرك علماء التربية وعلم النفس القيمة الحقيقية للعب ، حيث أكدوا أن اللعب لا يعني المتعة والسلوى فقط ، وإنما هو وسيلة قيّمة لنموه الجسمي والعقلي ، وإعداد غريزي لبعض الملكات التي تمكنه من العمل ، مسيطراً عل نفسه ، موجهاً انتباهه وجهده من أجل هدف معين ومحدد ، إنه ينبه المخيلة ، ويركز الإرادة ، ويعود الطفل بطريقة طبيعية على احترام النظام ، ويبلور المناقب الاجتماعية ، فيتعلم إطاعة القوانين ، ولإسهام في كافة النشاطات الاجتماعية .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس
  #50  
قديم 07-02-2006, 04:08 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

الفصل الحادي عشر

البيت والمدرسة ،وأهمية التعاون بينهما

أولاً : البيت أو الأسرة :
1 ـ البيت هو البيئة الاجتماعية الأولى للطفل .
2 ـ كيف تؤدي الأسرة واجباتها تجاه أطفالها ؟
3 ـ واقع الأسرة وتأثيره على تربية الأطفال .


ثانياً : المدرسة ودورها في تربية وإعداد النشء .
1 ـ كيف تستطيع المدرسة أداء مهامها ؟
2 ـ تعاون البيت والمدرسة .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أولاً : البيت أو الأسرة


أولاً : البيت هو البيئة الاجتماعية الأولى للطفل :

البيت هو البيئة الاجتماعية الأولى للطفل ، حيث يقضي السنوات الأولى من حياته ، منذُ الولادة وحتى انتقاله إلى المدرسة ، فالبيت إذاً هو المدرسة الأولى ،حيث تتولى الأسرة التي يعيش في كنفها رعايته وتنشئته النشأة القويمة ، ولذلك فأن الأسرة تلعب دوراً بالغ الأهمية في تربية وإعداد أطفالها [اجتماعياً ] و[ أخلاقياً ] و [ عاطفياً ] من خلال إحاطتهم بالحب ، والعاطفة ، والأمن ،وتدريبهم على السلوك الاجتماعي القويم ، وتوفير الرعاية الأساسية لهم ، وإشعارهم بأنهم موضع اهتمامهم وحمايتهم ، والاعتزاز بهم .

وتتولى الأسرة تعليمهم وتوجيههم في ممارسة السلوك المقبول اجتماعياً ، من خلال ممارسة الأعمال والأنشطة المفيدة ، والعمل على تجنيبهم كل سلوك ضار ومرفوض من قبل المجتمع بأسلوب تربوي بعيد عن أساليب القمع والإكراه ، وأن يكون الوالدان قدوة حسنة وصادقة في سلوكهم وممارستهم أمام أطفالهم ، حيث يقلد الأطفال ذويهم ويتعلمون منهم الشيء الكثير ، وعلى ذلك فإن الوالدين تقع عليهم مسؤولية تربوية كبرى يتوقف عليها مستقبل أطفالهم ، فالعائلة التي تغرس في نفوس أطفالها العادات الحميدة تكون قد بنت الأساس المكين لسلوكهم وأخلاقهم مستقبلاً ، وعلى العكس من ذلك فإن العادات السيئة والسلوك المنحرف الذي يتعلمه الأطفال في مقتبل حياتهم من أفراد أسرتهم يتحول إلى سلوك دائمي إذا ما استمروا عليه ، فمن الصعوبة بمكان أن نلغي لدى أطفالنا عادة ما ونحل محلها عادة أخرى ، وإن ذلك يتطلب منا الجهد الكبير والوقت الطويل .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م