مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #31  
قديم 26-04-2002, 03:33 PM
RRRRR RRRRR غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 213
إفتراضي

ما زلت بانتظار الرد يا قوم,
  #32  
قديم 26-04-2002, 03:50 PM
RRRRR RRRRR غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 213
إفتراضي

رزية الخميس

كلام لإبن حجر في هذا المقام في شرح هذا الحديث وفيه مقدمة لإعذار عمر
4078 (فتح الباري)‏حدثنا ‏ ‏قتيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏سليمان الأحول ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن جبير ‏ ‏قال قال ‏ ‏ابن عباس ‏
‏يوم الخميس وما يوم الخميس اشتد برسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وجعه فقال ‏ ‏ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا ما شأنه أهجر استفهموه فذهبوا يردون عليه فقال دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه وأوصاهم بثلاث قال أخرجوا المشركين من ‏ ‏جزيرة ‏ ‏العرب ‏ ‏وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم وسكت عن الثالثة أو قال فنسيتها

فقال
((ما شأنه أهجر ))
. وقيل : قال ذلك لإرادة سكوت الذين لغطوا ورفعوا أصواتهم عنده , فكأنه قال : إن ذلك يؤذيه ويفضي في العادة إلى ما ذكر

ويظهر لي ترجيح ثالث الاحتمالات التي ذكرها القرطبي ويكون قائل ذلك بعض من قرب دخوله في الإسلام وكان يعهد أن من اشتد عليه الوجع قد يشتغل به عن تحرير ما يريد أن يقوله لجواز وقوع ذلك , ولهذا وقع في الرواية الثانية " فقال بعضهم إنه قد غلبه الوجع " ووقع عند الإسماعيلي من طريق محمد بن خلاد عن سفيان في هذا الحديث " فقالوا ما شأنه يهجر , استفهموه " وعن ابن سعد من طريق أخرى عن سعيد بن جبير " أن نبي الله ليهجر " , ويؤيده أنه بعد أن قال ذلك استفهموه بصيغة الأمر بالاستفهام أي اختبروا أمره بأن يستفهموه عن هذا الذي أراده وابحثوا معه في كونه الأولى أو لا

وقال النووي : اتفق قول العلماء على أن قول عمر " حسبنا كتاب الله " من قوة فقهه ودقيق نظره , لأنه خشي أن ‏(((‏ يكتب )))‏ أمورا ربما عجزوا عنها فاستحقوا العقوبة لكونها منصوصة , وأراد أن لا ينسد باب الاجتهاد على العلماء . ((((وفي تركه صلى الله عليه وسلم الإنكار على عمر إشارة إلى تصويبه رأيه)))) , وأشار بقوله : " حسبنا كتاب الله " إلى قوله تعالى : ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) . ويحتمل أن يكون قصد التخفيف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى ما هو فيه من شدة الكرب ,(((( وقامت عنده قرينة بأن الذي أراد كتابته ليس مما لا يستغنون عنه )))), إذ لو كان من هذا القبيل لم يتركه صلى الله عليه وسلم لأجل اختلافهم , ولا يعارض ذلك قول ابن عباس إن الرزية إلخ , ل(((أن عمر كان أفقه منه قطعا))) . وقال الخطابي : لم يتوهم عمر الغلط فيما كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد كتابته , بل امتناعه محمول على أنه لما رأى ما هو فيه من الكرب وحضور الموت (((خشي أن يجد المنافقون سبيلا إلى الطعن فيما يكتبه وإلى حمله على تلك الحالة التي جرت العادة فيها بوقوع بعض ما يخالف الاتفاق))) فكان ذلك سبب توقف عمر , لا أنه تعمد مخالفة قول النبي صلى الله عليه وسلم ولا جواز وقوع الغلط عليه حاشا وكلا .

وقال ابن تيمية

وأما قصة الكتاب الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يكتبه فقد جاء مبينا كما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه ادعى لي أباك وأخاك حتى أكتب كتابا فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل أنا أولى ويأبي الله والمؤمنون إلا أبا بكر
وفي صحيح البخاري عن القاسم بن محمد قال قالت عائشة وارأساه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان وأنا حي فاستغفر لك وأدعو لك قالت عائشة واثكلاه والله إني لأظنك تحب موتي فلو كان ذلك لظللت آخر يومك معرسا ببعض أزواجك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أنا وارأساه لقد همت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه وأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون ويدفع الله ويأبى المؤمنون
وفي صحيح مسلم عن ابن أبي مليكة قال سمعت عائشة وسئلت من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخلفا لو استخلف قالت أبو بكر فقيل لها ثم من بعد أبي بكر قالت عمر قيل لها ثم من بعد عمر قالت أبو عبيدة عامر بن الجراح ثم انتهت إلى هذا
وأما عمر فاشتبه عليه هل كان قول النبي صلى الله عليه وسلم من شدة المرض أو كان من أقواله المعروفة والمرض جائز على الأنبياء ولهذا قال ماله أهجر فشك في ذلك ولم يجزم بأنه هجر والشك جائز على عمر فإنه لا معصوم إلا النبي صلى الله عليه وسلم لا سيما وقد شك بشبهة فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان مريضا فلم يدر أكلامه كان من وهج المرض كما يعرض للمريض أو كان من كلامه المعروف الذي يجب قبوله وكذلك ظن أنه لم يمت حتى تبين أنه قد مات
والنبي صلى الله عليه وسلم قد عزم على أن يكتب الكتاب الذي ذكره لعائشة فلما رأى أن الشك قد وقع علم أن الكتاب لا يرفع الشك فلم يبق فيه فائدة وعلم أن الله يجمعهم على ما عزم عليه كما قال ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر
وقول ابن عباس إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب الكتاب يقتضي أن هذا الحائل كان رزية وهو رزية في حق من شك في خلافة الصديق أو اشتبه عليه الأمر فإنه لو كان هناك كتاب لزال هذا الشك فأما من علم أن خلافته حق فلا رزية في حقه ولله الحمد
ومن توهم أن هذا الكتاب كان بخلافة علي فهو ضال باتفاق عامة الناس من علماء السنة والشيعة أما أهل السنة فمتفقون على تفضيل أبي بكر وتقديمه وأما الشيعة القائلون بأن عليا كان هو المستحق للإمامة فيقولون إنه قد نص على إمامته قبل ذلك نصا جليا ظاهرا معروفا وحينئذ فلم يكن يحتاج إلى كتاب وإن قيل إن الأمة جحدت النص المعلوم المشهور فلأن تكتم كتابا حضره طائفة قليلة أولى وأحرى
وأيضا فلم يكن يجوز عندهم تأخير البيان إلى مرض موته ولا يجوز له ترك الكتاب لشك من شك فلو كان ما يكتبه في الكتاب مما يجب بيانه وكتابته لكان النبي صلى الله عليه وسلم يبينه ويكتبه ولا يلتفت إلى قول أحد فإنه أطوع الخلق له فعلم أنه لما ترك الكتاب لم يكن الكتاب واجبا ولا كان فيه من الدين ما تجب كتابته حينئذ إذ لو وجب لفعله ولو أن عمر رضي الله عنه اشتبه عليه أمر ثم تبين له أو شك في بعض الأمور فليس هو أعظم ممن يفتي ويقضي بأمور ويكون النبي صلى الله عليه وسلم قد حكم بخلافها مجتهدا في ذلك ولا يكون قد علم حكم النبي صلى الله عليه وسلم فإن الشك في الحق أخف من الجزم بنقيضه
وكل هذا إذا كان باجتهاد سائغ كان غايته أن يكون من الخطأ الذي رفع الله المؤاخذه به كما قضى على في الحامل المتوفى عنها زوجها أنها تعتد أبعد الأجلين مع ما ثبت في الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما قيل له إن أبا السنابل بن بعكك أفتى بذلك لسبيعة الأسلمية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذب أبو السنابل بل حللت فانكحى من شئت فقد كذب النبي صلى الله عليه وسلم هذا الذي أفتى بهذا وأبو السنابل لم يكن من أهل الاجتهاد وما كان له أن يفتي بهذا مع حضور النبي صلى الله عليه وسلم
وأما علي وابن عباس رضي الله عنهما وإن كانا أفتيا بذلك لكن كان ذلك عن اجتهاد وكان ذلك بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن بلغهما قصة سبيعة
وهكذا سائر أهل الاجتهاد من الصحابة رضي الله عنهم إذا اجتهدوا فأفتوا وقضوا وحكموا بأمر والسنة بخلافه ولم تبلغهم السنة كانوا مثابين على اجتهادهم مطيعين لله ورسوله فيما فعلوه من الاجتهاد بحسب استطاعتهم ولهم أجر على ذلك ومن اجتهد منهم وأصاب فله أجران.
  #33  
قديم 26-04-2002, 04:02 PM
RRRRR RRRRR غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 213
إفتراضي

يرجى قراة هذا الحوار

http://www.khayma.com/fnoor/fn0348.htm
  #34  
قديم 27-04-2002, 12:04 PM
shaltiail shaltiail غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 342
إفتراضي

السلام عليكم

أخي الكريم RRRRR

لن ينفعك هروبك من سؤالي السابق ... فبياناتك ناقصة ومختلة إختلال شديد ونموذجك مهلهل البناء ... وسأوضح لك ذلك لاحقا...

والسلام .
  #35  
قديم 27-04-2002, 12:49 PM
shaltiail shaltiail غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 342
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

=======
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((يا أيها الناس اني تركت فيكم من إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي)) سنن الترمذي..
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ائتوني بالكتف والدواة (أو اللوح والدواة) أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا) فقالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يهجر
=======

السيد المحترم RRRRR الأخوة الأفاضل.... أسعد الله أوقاتكم

ما قمت به أنت أخي الكريم هو عرض بيانات ( معطيات ) ناقصة ومختلة ثم تحليلها بشكل مغلوط ... ومن ثم الخروج بنتيجة خاطئة... وسيأتيك البيان.

=======

البيانات :

الشيعة قالوا:
أن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم (أراد عند وفاته أن يكتب لهم كتابا لا يضلون بعده أبدا و أن عمر بن الخطاب كان سبب منعه من ذلك و سبب ضلال من ضل من أمته ..... )

التحليل ( الملاحظات هنا ):

1- الهذه الدرجة بلغلت فيهم الجرأة ان يقولوا ان الرسول مات وفي نفسه امنية لم يستطع ان يحققها ومنعه انسان اخر عن ذلك
2- الهذه الدرجة بلغلت فيهم الجرأة ان يستخفوا بقدرة الرسول على فرض ما يريده بوجه اي كان.
3- ....
...

النتيجة :

(اخيرا اقول بان نتيجة لافكاركم المنحرفة جعلتم قدرة عمر اكبر والعياذ بالله من قدرة الله عندما زعمتم بانه منع الرسول من تبليغ امر اوحي اليه من الله.)

=========

أولاً :
سأبين أولا الخلل في مرحلة التحليل ( ملاحظاتك ) ومن ثم أعود إلى البيانات لاحقا.
في هذه المرحلة (الثانية) بنيت ملاحظاتك على بيانات عرضتها بشكل منقوص وموجهة توجيها غير سليما كما لا يخفى على مطلع.
ومن الطريف أن تنقد ناقل الكلام وتترك صاحبه ... فما نقلته من قول الشيعة هو إحالات لما تحويه كتب أهل السنة والجماعة حول تلك القصة ... وإليك بعض مما جئتنا به:

(( و من أعظم طرائف المسلمين أنهم شهدوا جميعا أن نبيهم أراد عند وفاته أن يكتب لهم كتابا لا يضلون بعده أبدا و أن عمر بن الخطاب كان سبب منعه من ذلك ...))

((فمن روايتهم في ذلك ما ذكره الحميدي في الجمع بين الصحيحين في الحديث الرابع من المتفق عليه في صحته من مسند عبد الله بن عباس قال لما احتضر النبي ... ))

((و في رواية ابن عمر من غير كتاب الحميدي قال عمر إن الرجل ليهجر و في كتاب الحميدي قالوا ما شأنه هجر و في المجلد الثاني من صحيح مسلم فقال إن رسول الله ص يهجر ...))

((ما رواه الحميدي في كتاب الجمع بين الصحيحين أيضا في الحديث السادس و التسعين من إفراد مسلم من مسند جابر بن عبد الله قال فدعا رسول الله ...))

((و ذكر ابن أثير في تاريخه عن ابن عباس أنه قال يوم الخميس و ما يوم الخميس...))

بالتالي تكون ملاحظاتك قد وجهت نحو الجهة الخاطئة.

وأحب أن أنبه هنا أنك حتى لو بنيت هذه الملاحظات على أساس قويم فإنها لا تستقيم....

فأنت تستنكر مجرد عدم حصول المستحسن إلهيا... وهذا غريب .. لأن إنتصار المسلمين مثلا أمر مرغوب ولكن عدم حصوله لا يعني خلل الحكمة الإلهية. بالتالي تحليلك هذا لا يستقيم ولو إستقام لهدم الدين الإسلامي برمته ....

إذن النموذجك عندك مختل إختلالا كبيرا في مرحلة التحليل. ولكي تتضح الصورة .. دعنا نطبق نفس النموذج على بيانات جديدة لنرى كيف يعمل.... ولتكن قصة نبي الله يحيى عليه السلام هي البيانات لنرى النتيجة.

البيانات :

(( كان أحد ملوك ذلك الزمان طاغية ضيق العقل غبي القلب يستبد برأيه، وكان الفساد منتشرا في بلاطه.. وكان يسمع أنباء متفرقة عن يحيي فيدهش لأن الناس يحبون أحدا بهذا القدر، وهو ملك ورغم ذلك لا يحبه أحد.
وكان الملك يريد الزواج من ابنة أخيه، حيث أعجبه جمالها، وهي أيضا طمعت بالملك، وشجعتها أمها على ذلك. وكانوا يعلمون أن هذا حرام في دينهم. فأراد الملك أن يأخذ الإذن من يحيى عليه السلام. فذهبوا يستفتون يحيى ويغرونه بالأموال ليستثني الملك.
لم يكن لدى الفتاة أي حرج من الزواج بالحرام، فلقد كانت بغيّ فاجرة. لكن يحيى عليه السلام أعلن أمام الناس تحريم زواج البنت من عمّها. حتى يعلم الناس –إن فعلها الملك- أن هذا انحراف. فغضب الملك وأسقط في يده، فامتنع عن الزواج.
لكن الفتاة كانت لا تزال طامعة في الملك. وفي إحدى الليالي الفاجرة أخذت البنت تغني وترقص فأرادها الملك لنفسه فأبت وقالت: إلا أن تتزوجني. قال: كيف أتزوجك وقد نهانا يحيى. قالت: ائتني برأس يحيى مهرا لي. وأغرته إغراء شديدا فأمر في حينه بإحضار رأس يحيى له.
فذهب الجنود ودخلوا على يحيى وهو يصلي في المحراب. وقتلوه، وقدموا رأسه على صحن للملك، فقدّم الصحن إلى هذه البغيّ وتزوجها بالحرام. ))

التحليل ( الملاحظات ) :
1- الهذه الدرجة بلغلت فيهم الجرأة ان يقولوا ان نبي الله يحيى عليه السلام قتله الملك ولم يستطع أن يمنعه عن الحرام.

2- الهذه الدرجة بلغلت فيهم الجرأة ان يستخفوا بقدرة النبي يحيى عليه السلام على فرض ما يريده بوجه اي كان ويمنع هذا الزواج الحرام.

3- الم يكن باستطاعة نبي الله يحيى عليه السلام وهو نبي الله والذي يمتلك قدرة الاهية بالوقوف بوجه أيا كان لان الله معه.اليس هذا طعنا بقدرة الله (اعوذ بالله من هكذا امر)

4- إذا كان النبي يحيى عليه السلام نبيا حقا ، أيقف الملك وجنوده في وجهه ويقتلوه ثم يقدموا رأسه على صحن للملك.

النتيجة:
اخيرا اقول بان نتيجة لافكاركم المنحرفة جعلتم قدرة الملك اكبر والعياذ بالله من قدرة الله عندما زعمتم بانه قتل النبي يحيى عليه السلام.

=============

أقول هذه النتيجة لا يقبل بها أحد من المسلمين ولا حتى أهل الكتاب .. فطريقة تحليلك للبيانات هنا خاطئة تماما ... هذا مع فرض أن الأساس سليم كقصة نبي الله يحيى عليه السلام فكيف إذا كانت البيانات خاطئة كما هو حال بياناتك هنا.
فملاحظاتك إذن ..... لا تشكل.

(يتبع)

آخر تعديل بواسطة shaltiail ، 27-04-2002 الساعة 01:03 PM.
  #36  
قديم 27-04-2002, 12:52 PM
shaltiail shaltiail غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 342
إفتراضي

ثانياً :

أعود هنا إلى مرحلة البيانات الموجهة توجيها خاطئا وقد نبهتك إليها سابقا ولكنك تهربت منها قائلا (لن احاول ان افسر الحديث والذي هو صحيح لان اهل العلم جازاهم الله خيرا قاموا بذلك واوضحوا معناه. ) ... ولهذا كان سؤالي السابق لتوضيح الخلل في جمع البيانات ولكنك تهرب منه أيضا زاعما أني أهرب نحو الأمام وهو حالك لا حالي كما لا يخفى على حاذق...لأنك تريد أن تقفز إلى مرحلة التحليل دون أن تدقق في المعطيات ...
فقد حاولت أنت أن (( تبرز )) القصة وكأنها من كيس الشيعة متهما إياهم بإساءة الفهم، مع أن القصة واردة بشكل واضح وبين في الصحاح وكتب أهل السنة ... وإليك بعض النصوص الواردة في كتب إخواننا أهل السنة لنرى كم هي واضحة:

‏ ‏صحيح البخاري :
2997 - حدثنا محمد: حدثنا ابن عيينة، عن سليمان الأحول: سمع سعيد ابن جبير: سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول:
يوم الخميس وما يوم الخميس، ثم بكى حتى بل دمعه الحصى، قلت يا أبا عباس: ما يوم الخميس؟ قال: اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه، فقال: (ائتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا). فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: ما له أهجر استفهموه؟ فقال: (ذروني، فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه). فأمرهم بثلاث، قال: (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم). والثالثة خير، إما أن سكتن عنها، وإما أن قالها فنسيتها. قال سفيان: هذا من قول سليمان.


‏صحيح البخاري :
2888 - حدثنا قبيصة: حدثنا ابن عيينة، عن سليمان الأحول، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه قال: يوم الخميس وما يوم الخميس، ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء، فقال:
اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه يوم الخميس، فقال: (ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا). فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: (دعوني، فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه). وأوصى عند موته بثلاث: (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم). ونسيت الثالثة.
وقال يعقوب بن محمد: سألت المغيرة بن عبد الرحمن، عن جزيرة العرب، فقال: مكة والمدينة واليمامة واليمن. وقال يعقوب: والعرج أول تهامة.

صحيح البخاري :
4169 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس رضي
الله عنهما قال:
لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده ). فقال بعضهم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم كتابا لا تضلون بعده، ومنهم من يقول غير ذلك، فلما أكثروا اللغو والاختلاف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قوموا). قال عبيد الله: فكان ابن عباس: إن الرزية كل الرزية، ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، لاختلافهم ولغطهم.

(( (بعضهم) هو عمر بن الخطاب ))


صحيح البخاري :
4168 - حدثنا قتيبة: حدثنا سفيان، عن سليمان الأحول، عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس:
يوم الخميس، وما يوم الخميس؟! اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه، فقال: (ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا). فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: ما شأنه، أهجر، استفهموه؟ فذهبوا يردون عليه، فقال: (دعوني، فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه). وأوصاهم بثلاث، قال: (أخرجوا المشركين من الجزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم). وسكت عن الثالثة، أو قال: فنسيتها.


صحيح البخاري
5345 - حدثنا إبراهيم بن موسى: حدثنا هشام، عن معمر. وحدثني عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
لما حُضِرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال، فيهم عمر بن الخطاب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (هَلُمَّ أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده). فقال عمر: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت فاختصموا، منهم من يقول: قرِّبوا يكتب لكم النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قوموا).
قال عبيد الله: فكان ابن عباس يقول: إن الرَّزيَّة كل الرَّزيَّة ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، من اختلافهم ولغطهم.


‏صحيح البخاري
6932 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام، عن معمر، عن الزُهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال:
لما حُضِرَ النبي صلى الله عليه وسلم قال، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال: (هلمَّ أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده). قال عمر: إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع، وعندكم القرآن. فحسبنا كتاب الله. واختلف أهل البيت، اختصموا: فمنهم من يقول: قرِّبوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قوموا عني).
قال عبيد الله: فكان ابن عباس يقول: إن الرَّزيَّة كل الرَّزيَّة ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، من اختلافهم ولغطهم.



‏صحيح البخاري :
114 - حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال:
لما اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه قال: (اتئوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا من بعده). قال عمر: إن النبي صلى الله عليه وسلم غلبه الوجع، وعندنا كناب الله حسبنا. فاختلفوا وكثر اللغط، قال: (قوموا عني، ولا ينبغي عندي التنازع). فخرج ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كتابه.
_______

صحيح مسلم.
22 - (1637) وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد (قال عبد: أخبرنا. وقال ابن رافع: حدثنا عبدالرزاق). أخبرنا معمر عن الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، عن ابن عباس، قال:
لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر ابن الخطاب. فقال النبي صلى الله عليه وسلم (هلم أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده). فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع. وعندكم القرآن. حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت. فاختصموا. فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر. فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قوموا).
قال عبيدالله: فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، من اختلافهم ولغطهم.


صحيح مسلم. :
20 - (1637) حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد (واللفظ لسعيد). قالوا: حدثنا سفيان عن سليمان الأحول، عن سعيد بن جبير. قال:
قال ابن عباس: يوم الخميس! وما يوم الخميس! ثم بكى حتى بل دمعه الحصى. فقلت: يا ابن عباس! وما يوم الخميس؟ قال: اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه. فقال (ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدي) فتنازعوا. وما ينبغي عند نبي تنازع. وقالوا: ما شأنه؟ أهجر؟ استفهموه. قال (دعوني. فالذي أنا فيه خير. أوصيكم ثلاث: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب. وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم). قال: وسكت عن الثالثة. أو قال فأنسيتها.
قال أبو إسحاق إبراهيم: حدثنا الحسن بن بشر قال: حدثنا سفيان، بهذا الحديث.

‏صحيح مسلم :
21 - (1637) حدثنا إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا وكيع عن مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ أنه قال:
يوم الخميس! وما يوم الخميس! ثم جعل تسيل دموعه. حتى رأيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ائتوني بالكتف والدواة (أو اللوح والدواة) أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا) فقالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يهجر.
__________

‏مسند الإمام أحمد.
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثني وهب بن جرير حدثنا أبي قال: سمعت يونس يحدث عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال:
-لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم الوفاة قال: هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله قال: فاختلف أهل البيت فاختصموا فمنهم من يقول يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغط والاختلاف وغم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قوموا عني فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم.‏

‏مسند الإمام أحمد:
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال:
-لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي البيت رجال وفيهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع وعندنا القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت فاختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده وفيهم ما قال عمر فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوموا قال عبد الله: وكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم.‏

‏مسند الإمام أحمد:
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا وكيع حدثنا مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
-يوم الخميس وما يوم الخميس ثم نظرت الى دموعه على خديه تحدر كأنها نظام اللؤلؤ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ائتوني باللوح والدواة أو الكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا فقالوا: رسول الله صلى الله عليه وسلم يهجر.‏

‏مسند الإمام أحمد :
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا سفيان عن سليمان بن أبي مسلم خال ابن أبي نجيح سمع سعيد بن جبير يقول: قال ابن عباس:
-يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه وقال مرة: دموعه الحصى قلنا: يا أبا العباس وما يوم الخميس قال: اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال: ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا: ما شأنه اهجر قال سفيان: يعني هذي استفهموه فذهبوا يعيدون عليه فقال: دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني اليه وأمر بثلاث وقال سفيان مرة: أوصي بثلاث قال: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم وسكت سعيد عن الثالثة فلا أدري أسكت عنها عمدا وقال مرة أو نسيها وقال سفيان مرة: وإما أن يكون تركها أو نسيها.‏

( يتبع )

آخر تعديل بواسطة shaltiail ، 27-04-2002 الساعة 01:23 PM.
  #37  
قديم 27-04-2002, 12:56 PM
shaltiail shaltiail غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 342
إفتراضي


معجم الطبراني الكبير :
حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا يحيى بن زكريا بن إبراهيم بن سويد النخعي ثنا هلال بن مقلاص عن ليث عن طاوس عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتوني بكتف ودواة أكتب لكم كتابا لا يختلف فيه رجلان قال فأبطأوا بالكتف والدواة فقبضه الله
__________

كنز العمال :
18771- عن عمر بن الخطاب قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم وبيننا وبين النساء حجاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اغسلوني بسبع قرب، وأتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا، فقالت النسوة: ائتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحاجته، قال عمر فقلت: اسكتن فإنكن صواحبه إذا مرض عصرتن أعينكن، وإذا صح أخذتن بعنقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هن خير منكم.
(ابن سعد) (أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى [2/243] ص).‏

‏كنز العمال :
14133- عن عمر قال: لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم قال: ادعوا لي بصحيفة ودواة أكتب كتابا لا تضلوا بعده أبدا فقال النسوة من وراء الستر: ألا تسمعون ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: إنكن صواحبات يوسف إذا مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عصرتن أعينكن، وإذا صح ركبتن عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوهن فإنهن خير منكم.
=========
( الأرقام هنا بحسب وضع مكتبة المحدث الإلكترونية )

هذه النصوص وغيرها تدل دلالة واضحة على ما حدث في تلك القصة وتؤكد ما يقوله الشيعة حولها وهي لا تحتاج إلى أكثر من عقل طفل حتى يفهم أن عمر حال دون أن يكتب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ذلك الكتاب ... وما قولك (لن احاول ان افسر الحديث والذي هو صحيح لان اهل العلم جازاهم الله خيرا قاموا بذلك واوضحوا معناه) إلا هروب من الواقع المؤلم الذي جعل علماء أهل السنة يتخبطون في تفسيرهم لهذه الرزية أيما تخبط. مما جعلهم يتهمون النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم من حيث يدرون أو لا يدرون من أجل تبرئة ساحة الخليفة الثاني.
ولكي تتضح الصورة .. سنرى كيف حاول علكمائكم تفسير الحدث :

((
رزية يوم الخميس!!
وسماها ابن عباس رزية وبالغ فيها فقال : كل الرزية وبكى حتى بل دمعه الحصى في رواية صحيح مسلم وفي أخرى بسنده أيضاً ثم جعل تسيل دموعه حتى رأيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ(صحيح مسلم بشرح النووي ، ج11 ص89 وص94 ) .
وحيّرت دموع ابن عباس الحافظ ابن حجر فراح يستخرج الاحتمالات قائلاً :
يحتمل لكونه تذكر وفاة رسول الله فتجدد له الحزن عليه ويحتمل أن يكون انضاف إلى ذلك ما فات في معتقده من الخير الذي كان يحصل لو كتب ذلك الكتاب ولهذا اطلق في الرواية الثانية أنّ ذلك رزية ثم بالغ فيها فقال : كل الرزية(فتح الباري ، ج7 ص739 ) .
أجل أنها لرزية عظمى وفاجعة كبرى ومصيبة لا تعدلها مصيبة وهي التي أدت إلى ضلال الأمة بعد نبيّها وانقلابها على أعقابلها فقتلت نفسها وخرّبت ديارها وازهقت نفوسها واحربت أموالها وصيّرتها شيعاً وأحزاباً وقسمتها إلى ثلاث وسبعين فرقة بعد نبيّها كل فرقة تلعن اختها وتتبرء منها وقد حذرهم النبي من ذلك .
وصار المسلم يستبيح دم المسلم ويصون دم الذمي والمعاهد بل يعتبر قتل الخنزير افساداً في الأرض ودم المسلم جائزاً سفكه مباحاً إهراقه .
وهدمت الكعبة ورميت بالعذرة وابيحت المدينة ثلاثة أيام لغربان الشام فجرى ما جرى من القتل والنهب والفساد مما يطول شرحه .
ألا يحق لابن عباس أن يبلّ بدموعه الحصى وقد شاهد بام عينيه شطراً من هذه المآسي وماله لا يعدها رزية ويبالغ فيها وقد اعربت عن التدبير المبيّت للأنقضاض على حق أهل البيت كما افصحت عن النوايا وكشفت عن خطة الإنقلاب التي كان القوم قد بيّنوها .
وكان الكتاب اجراءاً مضاداً لما يضمرون ولكن حيل بينه وبين كتابته وتولّى كبر ذلك عمر .
وليته اكتفى بالمنع ولم ينسب إلى ساحة قدس النبي الهذيان والهجر . فأحدث بذلك صدعاً لا يراب في الصف الإسلامي إلى اليوم .
ويعتبر موقفه هذا ردّاً على رسول الله وجرأة على مقامه الشريف حين جعل من نفسه وصياً على الاُمة ادعاءاً وتبرعاً .
وفتح عمر بهذه الكلمة الباب على مصراعيه لهم فاقتحموا مقام النبوة المنيع فجوزوا على النبي الخطأ والهذيان والهجر والإجتهاد قال الخطابي : ومعلوم أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) وإن كان قد رفع درجته فوق الخلق كلهم فلم ينزّه عن العوارض البشرية(بدر الدين العيني ، عمدة القارئ ، ج2 ص171 ) ، وهذا عين ما قاله عمر ولكن باسلوب اقرب إلى التهذيب ولابد لنا قبل بيان واقع الحال من ذكر أحدى سياقات الرواية مع ذكر الكتب التي وردت فيها واخترنا من بين هذه السياقات أحديها بلفظ مسلم فقد أخرجها مسلم في كتابه بثلاث طرق الثالث منها أكثر تفصيلاً قال : حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد قال عبد أخبرنا وقال ابن رافع حدثنا عبدالرزاق معمر عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة عن ابن عباس قال : لما حضر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : هلمّ اكتب لكم كتاباً لا تضلّون بعده فقال عمر : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت فاختصموا فمنهم من يقول قرّبوا يكتب لكم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كتاباً لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوموا قال عبيد فكان ابن عباس يقول : ان الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم .
ولم يذكر في هذه بكاء ابن عباس وفي الأولى : ثم بكى حتى بل دمعه الحصى وفي الثانية : ثم جعل تسيل دموعه حتى رأيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ ... ولم يصرح فيهما باسم عمر بل ابهمه واسند القول إلى جماعة الحاضرين عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكنه صرح بلفظ : ما شأنه أهجر ؟ في الاُولى ، وبلفظ : فقالوا : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يهجر .
وفي الثالثة صرّح باسم عمر ولكنه بدل لفظ يهجر بآخر من سنخه وهو غلبه الوجع صيانة لماء وجه عمر ولا أرى فرقاً بين اللفظين إلاّ مابين اللازم والملزوم فقد اكتفى بالاول عن الثاني(صحيح مسلم ، بشرح النووي ، ج11 ص89 وص94 وص95 ) .
أمّا البخاري فقد أخرجها في صحيحه في كتاب العلم بطريق واحد عن الزهري عن عبيدالله عن ابن عباس : وفي كتاب المغازي بطريقين الأول منهما عن ابن عينية عن الأحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، والثاني عن عبدالرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيدالله عن ابن عباس وأخرجه في كتاب المرضى بطريق واحد مثله . كما أخرجه في كتاب الاعتصام بنفس السند أيضاً فيكون مجموع رواياته خمس روايات .
أما الاُولى فقد صرح فيها باسم عمر القائل ولكنه حرّف كلمة يهجر إلى غلبه الوجع ولم يذكره في الثانية وصرح بكلمة يهجر ولكن جعلها جملة استفهامية وفي الثالثة لم يصرح باسمه كذلك وسماه بعضهم ونقل نفس العبارة «غلبة الوجع» وصرّح باسم عمر في الرابعة والخامسة إلى جانب الكلمة المحرفة(راجع ابن حجر : فتح الباري ، ج1 و7 و10 و13 ص251 وص738 وص131 وص347 ) .
وظهر من هذا أنّهم متى صرّحوا باسم عمر لم يذكروا لقط يهجر أو أهجر ومتى ابهموا اسمه ذكروا هذا اللفظ صيانة له وحرصاً على مركزيته في الإسلام ومقامه عندهم .
وتحاشى البخاري أن يذكر في رواياته الخمسة بكاء ابن عباس مع أن سنده مع مسلم واحد ، وهذا يدلّ على أن البخاري تصرّف بالنص كما يحلو له .
وأخرجها سوى صاحبي الصحيح أحمد بن حنبل في مسنده(المسند ، ج1 ص222 ) وسلك ذات الطريق في إبهام اسم عمر وجعل الكلمة الخبيثة استفهاماً وزاد على ذلك قول سفيان بن عينيه بعد قوله : فقالوا : ما شأنه أهجر ؟ قال سفيان : يعني هذى استفهموه فذهبوا يعيدون عليه .
إذن هي محاولة لتخفيف أجواء الكلمة القاسية بنسبتها إلى الجميع «قالوا» وجعلها استفهاماً وليست خبراً والقاء التبعة في ترك الكتاب على النبي لأنهم ذهبوا يعيدون عليه ليحصل عندهم تمييز حالتيه من الهجر أو الصحة فطردهم بقوله دعوني بعد أن أغراهم بالكتاب وفائدته .
وأخرجها البيهقي في سننه الكبرى ولكنه تجنّى على الحق بعلم حين ابهم اسم عمر واثبت التنازع وحذف كلمة يهجر أو غلبه الوجع من رأس ولم يشر إلى طبيعة هذا التنازع فقال : فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع(1) على أن الرجل في كتاب دلائل النبوة وافق أصحابه فأخرج الرواية مصرحاً فيها تارة بلفظ هجر بهمزة الاستفهام واُخرى باسم عمر مع تحريف اللفظ إلى غلبه الوجع ثم شرع في الاعتذار عن عمر بما هو قريب من الهجر والهذيان(2) .
وقد اتّفق القوم على لون الاعتذار عن عمر فأخذ اللاحق عن السابق بببغائيّة غريبة ولم يكلف أحدهم نفسه نقداً لهذه الأفكار البائسة فمن هؤلاء الى جانب البيهقي ولعله السابق إلى هذه الأعذار الباردة لتقدمه عليهم في الحياة الكرماني في شرحه على صحيح البخاري والعيني في عمدة القارئ وابن حجر العسقلاني في فتح الباري والنووي في شرحه على مسلم والسيوطي والسندي في حاشيتيهما على سنن النسائي الذي أخرجها في كتابي العلم والطب من سننه .
ومن الذين أخرجوا الرواية أيضاً الزيلعي في نصب الراية وابهم اسم عمر ونسب القول إلى الحاضرين قائلاً فتنازعوا وقالوا ما شأنه أهجر ؟! استفهموه(نصب الراية ، ج3 ص455 ) .
وفعل عبدالرزاق الصنعاني فعل إخوانه فابهم اسم القائل وعزى القول إلى جماعة الحاضرين بنفس الجملة الاستفهامية(مصنف عبدالرزاق ، ج6 ص57 رقم الحديث 9992 ) .


( يتبع )
  #38  
قديم 27-04-2002, 12:58 PM
shaltiail shaltiail غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 342
إفتراضي

الاعتذار عن عمر:

لطف الله بنا وبالحق أن الرواية أخرجها الشيخان ولذا تكلف القوم المشاق والأهوال التي أخرجتهم احياناً إلى الهجر والسخافات في توجيهها وتأويلها وتحويرها وتحريف كلمها عن مواضعه وابدالهم كلمة بأخرى مثل كلمة يهجر بغلبه الوجع ولن تضلوا بلا تضلوا مع حذف النون وهكذا .
ولو كانت مروية في كتاب آخر لسارع القوم إلى تكذيبها وإن كانت ثابتة صحيحة بل متواترة كائناً ما كان ذلك الكتاب كما فعلوا مع روايات كثيرة من هذا النوع ...

قال النووي : خشي عمر أن يكتب أموراً فيعجزوا عنها فيستحقوا العقوبة عليها لأنها منصوصة لا مجال للإجتهاد فيها .
أقول : لو رزق الله النووي السلامة من هذا العذر لكان خيراً له لأنّه بناءاً عليه يكون عمر أرأف بالاُمة وأحنى عليها وانظر لها من نبيها فقد أراد لها نبيها العقوبة بكتابة ما تعجز عنه ولكنّ عمر تفضل فرفع عن الامة هذا التكليف وهذا ليس عذراً بل هو الكفر بعينه .
ولو ألقى النووي بالاً للرواية لوجد في قول النبي : لن تضلوا بعده قرينة صارفة عما توهم جنابه ، فكيف يعِدُهم بعدم الضلال بعد كتابته ثم يكون سبباً في عجزهم وعقوبتهم وهل هذا إلاّ عين الضلال والأضلال وهل قول النووي إلاّ تكذيب لقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) .....
وقال البيهقي : قصد عمر التخفيف على النبي عليه الصلاة والسلام حين غلبه الوجع ولوكان ما يريد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يكتب لهم شيئاً مفروضاً لا يستغنون عنه لم يتركه باختلافهم ولغطهم لقول الله عزوجل بلغ ما أنزل إليك من ربك كما لم يترك تبليغ غيره بمخالفة من خالفه ومعاداة من عاداه(البيهقي ، دلائل النبوة ، ج7 ص181) .
أقول له : هذا عذر مضحك فأين التخفيف عنه من رميه بالهجر والهذيان والحيلولة بينه وبين نفاذ أمره واحداث صدع في صفوف المجتمعين . ظهرت آثاره على حياتهم إلى اليوم .
وآثارة الفتنة والخصومة يبنهم بحيث ارتفعت أصواتهم عند من أمروا بان لا يرفعوا أصواتهم فوق صوته وسماه بعضهم لغطاً .
فآلم النبي ذلك وهو في السياق حتى طردهم من حضرته غاضباً عليهم آيساً من صلاحهم .
وأما قوله الثاني فنجيبه عليه : بأن هذا ليس أمراً جديداً ولا حكماً حادثاً ليبلغه على كل حال بل هو تأكيد لحكم وتحقيق لأمر متقدم سبق وأن أعلنه وبيّنه على رؤوس الأشهاد في أكثر من مناسبة وآخرها يوم غدير خم حين قال لهم : من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه .
ومع هذا فإنّ النبي لم يسكت عن تبليغه آنئذ حين أوصاهم بثلاث ذكروا اثنين وزعموا نسيان الثالثة ولو عقل البيهقي الدين عقل رعاية لا عقل رواية لعرف هذه الثالثة أنها ولاية علي وعرف لماذا طرحت ونسيت من حياة المسلمين .
وفي البخاري : وأوصاهم بثلاث قال : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب واجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم وسكت عن الثالثة أو قال : فنسيتها(عمدة القاري ، ج2 ص171 ) وفي أكثر الروايات ذكر هذه الثلاث .


اعتذار الخطابي

أما اعتذاره الثاني عن عمر فهو الطامة الكبرى والمصيبة العظمى ولقد أصابه الهوى العمري وهو كالهوى العذري بحيث أخّر عقله وقدّم هواه ، فراح يعتذر باعذار مهلهلة لا تستر عورة ولا تصون جسماً والقصد من ذلك توجيه عمل الشيخ وتبرئة ساحته .......
تسائل العيني في العمدة قائلاً : فإن قيل : كيف جاز لعمر أن يعترض على ما أمر به النبي عليه الصلاة والسلام قيل له : قال الخطابي(عمدة القاري ، ج2 ص171 ) : لا يجوز أن يحمل قوله أنه توهم الغلط عليه أو ظن به غير ذلك مما لا يليق به بحاله لكنه رأى ما غلب عليه من الوجع وقرب الوفاة خاف أن يكون ذلك القول مما يقوله المريض مما لا عزيمة له فيه فيجد المنافقون بذلك سبيلاً إلى الكلام في الدين ....
ونقول له : برّئها من العيوب وعقر ولو لا جلال العلم واحترامنا لمن تزيّا بزيّه لقلنا في حقه من الكلام ما هو أهل له واسمع واعلم وافهم يا خطابي وانت يا من لف لفه لا توجد كلمة في العربية أوقع في الهجو وأجمع للذم من كلمة « يهجر » فإن معناها يهذي فكيف يعتقد في عمر أنّه لم يتوهّم الغلط وليته توهمه وأحسن القول لأن الإنسان قد يغلط من غير قصد ثم يتلافاه ولا غضاضة عليه به أما الهذيان ففيه ذهاب العقل وغياب حسّ الإدراك . وكيف يحسن الخطابي الظن في عمر بأنّه لم يظن في النبي ما لا يليق وهل عند الشيخ أن الهجر والهذيان مما يليق به (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا يليق في عمر .
واسئل لو انني قلت اليوم في مسجد من مساجد الرياض أو جده أو مكة ، أن عمر يهجر فما كنت ألاقي من شيعته ؟!

وأمّا قوله عن عمر : لما رأى ما غلب عليه من الوجع الخ فهذا تكرار لما قاله عمر ولكن بصيغة ادنى الى التهذيب . فالخطابي كسيده الصحابي يعتقد بالنبي الهجر فإنّا لله وإنّا إليه راجعون .
وأما قوله عن المنافقين فمتى كانت لهم كلمة مرهوبة بين المسلمين ألم يكن نفاقهم دليلاً على ضعفهم وخذلانهم .
ولئن صحت كلمة الخطابي هذه فإن قول المنافقين بعد رد عمر للكتاب وقوله عن النبي أنّه يهجر أكثر من أي مناسبة اخرى .
بل أعطاهم عمر الذريعة بعد رميه النبي الكريم بالهجر أن يتطاولوا على قدس النبي بمثله وبأكثر منه وهل بإمكان المنافق أن يقول باعظم مما قاله عمر أو فعله وهل وجد المنافق الجرأة في يوم من الأيام ليقول عن النبي أنّه يهذي .......
وقال الخطابي : وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يراجعون النبي عليه الصلاة والسلام في بعضى الاُمور قبل أن يحزم فيها كما راجعوه يوم الحديبية في الخلاف وفي الصلح بينه وبين قريش فإذا أمر بالشيء أمر عزيمة فلا يراجعه أحد....( العيني ، عمدة القارئ ، ج2 ص171 ) .
أقول : أما المراجعة التي هي الاستفهام والاستيضاح كما فعل الحباب بن المنذر بن الجموح حين خرج رسول الله يريد بدراً فنزل أدنى ماء من بدر فقال له الحباب : يا رسول الله أرأيت هذا المنزل ، أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه ، أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ قال : بل هو الرأي والحرب والمكيدة فقال : يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله ثمّ نغوّر ما ورائه من القلب ثمّ نبني عليه حوضاً فنملأه ماءاً ثمّ تقاتل القوم فنشرب ولا يشربون فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : لقد اشرت بالرأي(الروض الأنف ، ج3 ص26 ) هذه هي المراجعة المقبولة المرضي عنها وعن صاحبها أما مراجعة الرد والعصيان والبذائة التي أغضبت النبي فطردهم من أجلها فهي مرفوضة من الاُمة قاطبة وهي مذمومة ... وإن تأوّل له المتأوّلون ونحتوا له الأعذار كائناً من كان ، ونسئل الخطابي عن هذه المراجعة التي قاس عليها مَن مِن صحابة النبي فعلها غير عمر ... ؟؟!
أليس هو صاحب صلح الحديبية ، حين أنكره على النبي ؟
أليس هو الشاك وقد أخبر عن نفسه وما نزل به مما سمّاه أمراً عظيماً ؟ ولقد قال صاحبه له حين بدى الشك في نبوة رسول الله منه : الزم غرزه أنه لرسول الله حقاً .
أليس هو المنكر للفتح الوارد في الآية ؟ فما كان يسميه فتحاً ردّاً على الله ورسوله ؟
.....والعجب قوله : فإذا أمر بالشيء أمر عزيمه فلا يراجعه أحد : فاسئله أما كان صلح الحديبية أمر عزيمه لما اعترض عليه الفاروق واعلن شكه ؟! ثمّ إن عدم تنزيه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن العوارض البشرية من أجل عمر حاك عن ضحالة الدين وتفضيل عمر على سيد المرسلين واتخاذ سنة عمر مثالاً تقاس عليها النبوة والشريعة والدين .
ومضافاً إلى كون الخطابي الذي اجتمع القوم على نقل اعتذاره كالعيني وابن حجر والكرماني في شروحهم على البخاري والنووي في شرحه لمسلم أقول : مضافاً إلى كونه يرسل القول على عواهنه فقد أساء إلى قدسية المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) حين أقر عمر على ما تجرأ به على هذه القدسية المصونة وأكدّ قوله للنبي «يهجر» فقال : ومعلوم أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) وإن كان قد رفع درجته فوق الخلق كلهم فلم ينزّه عن العوارض البشرية .. الخ(العيني ، عمدة القارئ ، ج2 ص171 وانظر فتح الباري وشرح الكرماني والنووي على مسلم .) .
وهذا عين ما قاله عمرو لكن بصيغة أخرى ويقول الخطابي : يجوز عليه الخطأ فيما لم ينزل عليه فيه الوحي واجمعوا كلهم أنّه لا يقر عليه .
أقول من أين علم هذا العاشق المتبول أن الوحي لم ينزل على النبي ساعة طلب الكتاب .
وإذا جاز عليه الخطأ فأين العصمة إذن وما الفرق بين النبي وبين من عداه بل يحمل هذا القول ضمناً تفضيل عمر عليه لأنهم اعتبروا النبي مخطئاً حين طلب الكتاب كما دلّ على ذلك فحوى اعتذارهم كما اعتبروا عمر مصيباً وهذا من مصائب الدهر وهو حاك عن رقة الدين عند هؤلاء القوم وإن ما عندهم مما يسمّى ايماناً بالله ورسوله لا يصب في مجرى الإسلام بل هو تعصب للباطل ودفاع عن الضلال وتيهٌ في مهاوي الزيغ . وهاهم يستدلون على صواب إمامهم بقضية مزعومة تصوروها بعقولهم ثم استنطبوا منها قضية أخرى وذلك أنّهم زعموا أن عمر لو لم يكن مصيباً لماترك النبي الإنكار عليه ونقول لهم ببساطة وهل يكون انكار أكبر من الغضب والطرد إنّ طردهم من حضرته دليل على غضبه عليهم وإنكاره .
ونقول للمازري ـ وهذا طامة اخرى ـ كما قلنا لصاحبه الخطابي : اخفقت يا شيخ في ترجيك بلعلّ فلو كانت هناك قرينة لما جرى من امامك ... ما جرى ولما انقسم الصحابة بين مؤيد ومفنّد ولو كانت قرينة لا تحد موقفهم أزاءها .
وقال القرطبي : «أئتوني» أمر وكان حق المأمور أن يبادر للأمتثال لكن ظهر لعمر وطائفة أنّه ليس على الوجوب وأنّه من باب الارشاد إلى الاصلح فكرهوا أن يكلفوه من ذلك ما يشق عليه في تلك الحالة مع استحضارهم قوله تعالى «ما فرطنا في الكتاب من شيء» وقوله تعالى : «تبياناً لكل شيء» ولهذا قال عمر عنه : حسبنا كتاب ربنا وظهر لطائفة أخرى أنّ الأولى أن يكتب لما فيه من امتثال أمره ....( العيني ، ج2 ص171 وص172 ) .
أقول للقرطبي : لا يبقى محل لهذا الكلام بعد قول عمر : «يهجر» أو قول مرادفها «غلبه الوجع» فكلاهما من سنخ واحد .
والدليل على أنّه للوجوب ولم يكن ذلك ملحوظاً لعمر ... قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لن تضلوا بعده ولقد جمع النبي بهذه الكلمة جوهر رسالته وهل ارسله الله إلاّ لنفي الضلال ولهداية الناس وإرشادهم .
ولو نظر عمر في مصلحة الاُمة ... لسارع بالإجابة ولم يحل بين النبي وبين الكتابة وتولّى كبر الرد على النبي وناء بثقل العصيان وتحمل كل ضلالة وفتنة ترتبت على ترك الكتابة فهي في عنقه وعنق من أعانه إلى يوم القيامة كما شاركه من اعتذر عنه .

( يتبع )
  #39  
قديم 27-04-2002, 12:59 PM
shaltiail shaltiail غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 342
إفتراضي

وقفة قصيرة مع الحافظ بن حجر !!:

حشد احبار المسلمين كل طاقاتهم العلمية للدفاع عن عمر فما وفقوا والحمد لله وجاء اعتذارهم اقبح من فعل عمر واستبان لنا مما سلف أن اعتذارهم أدّى إلى تخطئة النبي وإثبات العوارض البشرية أي يهجر عليه وتفضيل عمر عليه بالنقاط التالية :

أولاً : اخطأ في طلب الكتاب ـ وحاشاه من قول الجاهلين ـ وأصاب عمر .

ثانياً : أراد النبي أن يكلفهم ما يعجزون عن حمله فبادر عمر إلى رده فكان له الفضل على المسلمين حين حماهم من هذا التكليف الباهض .

ثالثاً : صار النبي في طلب الكتاب سبباً لتقول المنافقين على الإسلام ولكن عمر حماه منهم في رد الكتاب .

رابعاً : فضلوا عمر بالفقه على ابن عباس حين اكتفى بالقرآن ولم يكتف به ابن عباس ولازم هذا أن يكون عمر أفقه من رسول الله أيضاً لأنه لم يكتف بالقرآن وطلب منهم الكتاب .

ولا تكون نتيجة الاعتذار بالباطل أحط من هذه النتيجة وجاء دور ابن حجر العسقلاني فصب اهتمامه على قول عمر «يهجر» ولم يكن البادئ بذلك بل سبقه الرواة إليها حين اعيتهم الحيلة ولم يجدوا مخرجاً من هذا المازق وسدّت في وجوههم المسالك إلاّ مسلكين :

الأول : خسارة الفاروق وهي خسارة جسيمة بخاصة إذا عرفنا أنّه ثالث الدعائم الحاملة لمذاهبهم تاريخاً ومعتقداً وفقهاً .

الثاني : اللعب بالنص روحاً ولفظاً وتحريف الكلم عن مواضعها وتبديل لفظة ثقيلة بأخرى أخف منها وإن كان المؤدى واحداً . وحمل جريرة الواحد على الجميع وهكذا .

وفعلاً فقد اختاروا الثاني كما اتّضح لك مما سلف وأهم ما في الرواية امور ثلاثة النبي وفاروقهم ولفظ يهجر أمّا النبي فقد جوزوا عليه ما لا يجوز بل ما نقاه القرآن عنه من أجل الاحتفاظ بالثاني فاروقاً ومحدّثاً وسراجاً للجنة ويثيب الله على حبه كما يثيب على التوحيد أو أكثر .
وأمّا عمر فنحتوا له الأعذار وقلبوا القضيّة لصالحه فاصبح العجيبة ( الثامنة أو ) التاسعة في الدنيا وصارت القضية التي يكفّر بها غيره لو قالها أو فعلها تستنبط له منها المقامات السامية فهو الفقيه وهو المشفق على الإسلام وعلى النبي وهو حامي حمى الفضيلة والإجتهاد وهو عون العلماء ونصيرهم لأن النبي لو كتب الكتاب لبطل الاجتهاد وتضاءل دور العلماء أرأيت من هاهنا دهينا(البيهقي ، دلائل النبوة ، ج7 ص184 ) .
وأمّا لفظ «يهجر» فصيّروه هكذا : ما شأنه ؟ أهجر ؟ ونسبوا قول ذلك إلى جماعة الأصحاب الموجودين ساعتئذ بحضرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) .
وأنت تعلم أنّه من المستحيل طبعاً أن يقولها الجميع دفعة واحدة دونما سابق تقدم ولاحق اقتفى آثره وهذا واضح لمن تدبره لا مرية فيه فالسابق إليها عمر واديرت دفة الكلمة صوب غيره لتخف الوطأة عليه وهذا الإهتمام بالرواية إلى هذا الحد كان من أجله كما هو واضح . ثمّ شرعوا في ترقيص كلمة يهجر لتكون بمثابة الزئبق لا تستقر على حالة .
قال الحافظ : بهمزة بجميع رواة البخاري ، وفي الرواية التي في الجهاد بلفظ «فقالو هجر» بغير همزة ووقع للكشميهني هناك فقالوا : هجر هجر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أعادوا هجر مرّتين .
قال عيّاض معنى أهجر افحش يقال : هجر الرجل إذا هذى واهجر إذا أفحش الغرض من تغيير الفعل إلى الرباعي المهموز هو تغيير معناه إلى أفحش ونسبته إلى النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) أخف وطأة على عمر من نسبة الهجر .
ثم قال الحافظ بعد قبوله لتلخيص القرطبي وتقديمه على غيره وتسميته حسناً :
وحاصله أن قول هجر الراجح فيه إثبات همزة الاستفهام وبفتحات على أنّه فعل ماضي .
وبهذا التزويق للكلمة تبرد اللوعة على الحبيب إذا كان بنحو الاستفهام لا بنحو الخبر مع كونه منسوباً إلى الحاضرين جميعاً ومع حصول الشك بأن عمر ليس في القائلين ثمّ شرع الحافظ في تفسير الهجر بعد ضبطه بالضم ثم السكون قال والمراد به هنا : ما يقع من كلام المريض الذي لا يتنظم ولا يعتدّ به لعدم فائدته ووقوع ذلك من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مستحيل لأنّه معصوم في صحته ومرضه لقوله تعالى : «وما ينطق عن الهوى» ولقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إني لا أقول في الغضب والرضا إلاّ حقاً وإذا عرف ذلك فانما قاله من قاله منكراً على من توقف في امتثال أمره بإحضار الكتف والدواة فكأنه قال : كيف تتوقف أتظن أنّه كغيره يقول الهذيان في مرضه ؟ امتثل أمره واُحضره ما طلب فإنّه لا يقول إلاّ الحق قال : هذا أحسن الاجوبة(ابن حجر ، فتح الباري ، ج7 ص739 وص740) .
وقال الحافظ أيضاً ملخصاً قول القرطبي : ويحتمل أن بعضهم قال ذلك عن شك عرض له ولكن يبعده أن لا ينكره الباقون عليه مع كونهم من كبار الصحابة ولو أنكروه عليه لنقل .
ويحتمل أن يكون الذي قال ذلك صدر عن دهش وحيرة كما أصاب كثيراً منهم عند موته وقال غيره ويحتمل أن يكون قائل ذلك أراد أنّه اشتدّ وجعه فاطلق اللازم وأراد الملزوم لأن الهذيان الذي يقع للمريض ينشأ عن شدّة وجعه(فتح الباري ، ج7 ص740 ) .

ونقول له :
أولاً تمطيط العبارة إلى هذا الحد وتحميلها هذه الجمل الطويلة يرده قول عمر : غلبة الوجع وهي العبارة الملطفة بل المحرقة عن «يهجر» وقد جعل القرطبي أو غيره ذلك أحد الاحتمالات ولكنه عكس فقد استنبط أن القائل نطق باللازم وهو الهذيان وأراد الملزوم وهو غلبة الوجع .
والعبارة المنسوبة إلى عمر هي الملزوم وأرادة اللازم . وعلى أية حال فالمؤدّى واحد والمحذور حاصل وما فر منه الحافظ وأصحابه وقعوا فيه . ولا يجدي التطويل فتيلاً .

وثانياً : كيف لم ينكره الصحابة وقد اختلفوا إلى درجة الخصومة راجع رواية 7366 من فتح الباري وفيها : واختلف أهل البيت واختصموا(فتح الباري ، ج13 ص347 ) .
وفيم هذه الخصومة ليت شعري إن لم تكن في الإنكار على القائل . وأما قوله : لو أنكروا لنقل إلينا .
أقول الدواعي آنئذ متوفرة لكتمان كل شيء بخاصة والقائل هو الفاروق وقد أوتي وجماعته ... الحكم بعد رسول الله فكيف يبقون على أثر للحادثة وهل يظن عاقل أنهم يتركون ذيولهاعالقة بهم وهي حجة عليهم وواحدة من أسباب ادانتهم .
وأنت تعلم أن عمر حارب السنة واحرقها ونهى عنها وبعد هذا لا يبقى شك بأنّهم قضوا على كل أثر للحادثة . وهناك احتمالات باردة ركيكة اطلقها الحافظ ليس من داع لتحريرها هنا .
والواقع أن عمر هو قائل الكلمة ... وحده وساندته ... ( جماعته ) وقالوا : القول ما قاله عمر .
وكان هدفه من منع الكتاب أن لا ينص على علي (عليه السلام) ولو كتبه لردّه وحجّته أنه كتبه وهو يهجر فلا يعقل . وهذا الذي جعل النبي يعرض عن الكتابة لأنّ اختلافهم بعد طلبه أهون من اختلافهم بعد كتابته بل هو اختلاف لا يكاد يذكر بالقياس إلى ما يحدث من الشقاق العظيم والانقسام الشديد . وحينئذ تكفر الاُمة برمتها حال كتابة الكتاب وردّه .

(يتبع)
  #40  
قديم 27-04-2002, 01:01 PM
shaltiail shaltiail غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 342
إفتراضي

ماذا أراد النبي أن يكتب !

لا يخالج ذا مسكة ريب أنّ موقف عمر الصلب وتحمسه الشديد لدفع الكتاب ليس عفو الخاطر أو هو وليد الارتجال أو الاندفاع الذي أملاه الدهش في تلك الساعة العصيبة والآونة الرهيبة من توديع نعمه واستقبال مصيبة ، بل دلّت قرائن الحال أن الرجل ومعه أصحابه ومراكز القوى القرشية كانوا يعلمون بما ينوي النبي كتابته من النص المكتوب على صاحب الأمر بعده وحينئذ تردم في وجوههم المسالك وتخفق الخطة التي اجمعوا على تنفيذها بعد وفاة النبي ، بخاصة وإن الكاتب للكتاب هو أميرالمؤمنين (عليه السلام)( عمدة القارئ ، ج2 ص171 ) . من هنا قامت قيامتهم وضحّوا بالدين من أجل دنياً يصطادونها وفعلاً عُجّلت لهم هذه اللذة وأجّل عنهم ما سوف يحاسبهم الله عليه .
وقد أشار المأرخون إلى طرف من ذلك ، قال الخطابي في الكتاب الذي هم النبي بكتابته يحتمل وجهين :
أحدهما أنّه أراد أن ينص على الإمامة بعده فترتفع تلك الفتن العظيمة كحرب الجمل وصفين وقيل أراد أن يبيّن كتاباً فيه مهمات الأحكام ، ليحصل الاتفاق على المنصوص عليه ثم ظهر للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إن المصلحة تركه أو أوحي إليه به(عمدة القاري ، ج2 ص171) . ورجح هذا القول ابن حجر(فتح الباري ، ج1 ص252 ) .
وأنت إن جانبتك العصبيّة وأَصخت السمع لصوت العقل لتعلمن علم اليقين إن الصحيح هو الإحتمال الأول ولذا ثارت ثائرة الثاني ... وإلاّ فما يضيره من كتابة الأحكام ولو ملأ بذلك رسول الله ألف طرس وطرس وهناك قول مضحك ذكره سفيان بن عينية وهو يدلّ على تخبط القوم في تيه بني السقيفة وهو كتيه بني اسرائيل .
وقال سفيان بن عينية : أراد أن ينص على اسامي الخلفاء بعده حتى لا يقع منهم اختلاف ويؤيده أنّه (عليه السلام) قال في أوائل مرضه وهو عند عائشة أدعي لي أباك وأخاك حتى اكتب كتاباً فإني أخاف أن يتمنّى متمنّ ويقول قائل ويأبى الله والمؤمنون إلاّ أبابكر(عمدة القارئ ، ج1 ص171 ، فتح الباري ، ج1 ص252 ، والقول الأول حذفه ابن حجر لأن فيه تأييداً لما تذهب إليه الشيعة ) .
وحرّف النووي قول سفيان فلم يذكر النص على الخلفاء بعده بل اقتصر على استخلاف أبي بكر فقال : وقد حكى سفيان بن عينية عن أهل العلم قبله أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم)أراد أن يكتب استخلاف أبي بكر ثمّ ترك ذلك اعتماداً على ما علمه من تقدير الله تعالى ....( النووي على مسلم ، ج11 ص90 ).
ونقول لهؤلاء المساكين : لو صحّ هذا أكان عمر يصاب بتلك اللوثة ؟ أليس ذلك مراداً له ولجماعته وهل يريد عمر أكثر من النص على صاحبه وعليه من بعده ؟ ولو علم ذلك لطار إليه مسرعاً ولم يتلكأ كيف وهو يستدلّ على تقديم أبي بكر بما يقال من تقديمه للصلاة ويبني من هذه الحبة قبة .
أكان يتراجع عن الكتاب لو علم بما فيه من تحقيق حلمه الذهبي بتولية صاحبه وبالنص عليه ؟! أجل استندوا إلى هذا القول الخائب بما روته عائشة من أنّ النبي قال لها : ادعي لي أباك وأخاك حتّى أكتب كتاباً فإني أخاف أن يتمنّى متمن ويقول قائل ويأبى الله والمؤمنون إلاّ أبابكر أخرجه مسلم وللبخاري معناه(راجع ! العيني عمدة القارئ ، ج2 ص171 ) .
وهذه الرواية موضوعه في مقابل رواية الكتاب ولولا أنها مروية في كتابي الشيخين لما ألقى أحد إليها بالاً لأنّها نحمل عناصر زيفها ويدلّ سياقها على وضعها .
ولو أنّ النبي أعدّ الصديق والد الصديقة لعروس الخلافة لما أخرجه مع أسامة بن زيد !!
ولو علم أبوبكر أو صاحبه بالكتاب لاحتج على أهل السقيفة به ولو صح الكتاب لما جاز له أن يقدم للبيعة عمر أو أبا عبيدة لأن ذلك يعتبر ردّاً لوصية النبي له ونصّه عليه .
ولو صحّ الكتاب لبطلت نظرية الاختيار والشورى ولكان شيعة علي وشيعة عتيق متساويين في ادعاء النص وترى القوم وفيهم الصديقة أشد الناس انكاراً للنص .
ولو صحّ الكتاب لما أنكر عبدالله بن أبي أوفى الوصية فقال لمن سأله : هل أوصى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال : لا فقلت فلم كتب على المسلمين الوصية أو فلم أمروا بالوصية قال : أوصى بكتاب الله عزوجل(رواه البخاري في الوصايا والمغازي وفضائل القرآن ورواه مسلم في الوصايا والترمذي في الوصايا ، والنسائي في الوصايا وابن ماجة في الوصايا . راجع تحفة الاشراف ، ج4 ص284) .
ولما أنكرت عائشة الوصية فقالت : ما ترك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ديناراً ولا درهماً ولا شاة ولا بعيراً ولا أوص بشيء(أخرجه مسلم في الوصايا وأبو داود في سننه كتاب الوصايا والنسائي في الوصايا الكبرى وابن ماجة في الوصايا راجع تحفة الاشراف ، ج12 ص308 ) .


خاتمة المطاف

علمت مما تقدم حقيقة هذا الكتاب المبتلى ولماذا ردّه عمر وجماعته وعارضوه .
وكان هذا الكتاب مسرحاً لاستنباطات كثيرة ، منها ما قاله النووي عن اتفاق العلماء المتكلمين على أنّه من دلائل فقه عمر وفضائله ودقيق نظره !!!( النووي على مسلم ، ج11 ص90 )
ومنها ما قاله ابن بطال : وفيه شاهدٌ على بطلان ما يدعيه الشيعة من وصاية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالإمامة لأنه لو كان عند علي (رضي الله عنه) عنه عهد من الرسول صلعم أو وصيه لأحال عليها ...( الكرماني على صحيح البخاري ، ج2 ص128 )
ونقول لهذا ... المتحيّر : إنّ الشيعة لا تدّعي بأن الوصية عبارة عن صك كتبه النبي واعطاه بيد الإمام (عليه السلام) وإنما هي أحاديث متواترة صرّح بها النبي بوصايته ووراثته وخلافته من بعده ... كحديث يوم الدار وحديث الغدير والثقلين وما إلى ذلك .
والآن أراد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يقرن القول بالعمل لأن الحديث المسموع عرضة للزيادة والنقصان وهو معرض أيضاً للنسيان .
من ثم طلب الكتاب لينص عليه تحريراً كما نص عليه شفهياً وعلم عمر بذلك فمنعه واحدث فتنة أعانه عليها ( أتباعه ) ولو كتبه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لكانت المصيبة أكبر والرزية أعظم لأن القوم مجمعون على الخلاف ولو كتب ألف كتاب وكتاب وهم قد عارضوه في تأمير أسامة على سرية حتى لعنهم فكيف يرضون بتأمير علي على الاُمة واستخلافه .
وحينئذ ما الذي يحول بين عمر وبين أن يقول إنّ الكتاب كتب والنبي مشف على الموت وهو في حالة ..... فلا تقبله . وحينئذ تكفر الامة قاطبة برده والنبي إن ترك تبليغ ما أمره الله به تحريراً فما تركه قولاً حيث أوصاهم بثلاث وهذا تمام الحديث :
أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم وسكت عن الثالثة أو قال فنسيتها .
وهذه الثالثة هي التي أراد النبي أن يكتبها وهي وصية الإمام أميرالمؤمنين (عليه السلام)وخلافته ولهذا نسيت فلم تذكر . وأخيراً نقول : إن جميع الفتن والمصائب والحروب والاقتتال وما جرى في خلافة عثمان وبعده من حروب الجمل وصفين والنهروان وحرب كربلاء وما كان بين بني امية وبني العباس وفتن الخلافة ومخالفات الأحكام والدماء التي سفكت والأموال التي نهبت والأعراض التي هتكت في حرب الحرة وغيرها . وكل ضلال اصيبت به الأمة الاسلامية امس واليوم في عنق اولئك الذين منعوا كتابة الكتاب وقد أخبرهم نبيهم (صلى الله عليه وآله وسلم) : لن تضلوا بعده .
فقل لعشاق أبي حفص : قولوا ما تشائون واعتذروا عنه بما ترون وأوّلوا وغيّروا وبدّلوا فإن الحق أقوى من كل قوة والباطل زاهق والحمد لله .
.... ومن دقق نظره فيه عرف ما بيّته القوم لأهل البيت (عليهم السلام) بعد وفات النبي الأعظم . وكانت المواقف من الصحابة بداية تلك المصائب التي حلت بأهل البيت .
... يعد الاجراء الذي اتخذه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل وفاته من تسريح جيش اسامة وطلب الكتاب فرصة نادرة لم يمكن اهتبالها حتى سقط الحكم بأيد أقل ما يقال فيها إنها ليست معدة من الله لممارسته بل تم لها الانتزاء على دسته بمعونة ظروف خاصة ذكرها أكثر المؤرخين ليس هنا موضع ذكرها ونرشد بالرجوع إلى كتاب «السقيفة» للعلامة المظفر فقد أشبع الموضوع بحثاً دونما تطويل ممل رحمه الله رحمة واسعة . وبدأت من يومئذ معالم المجتمع الاسلامي بالتغير وتبدل وجهه الناصع بأشراقة الإسلام وتربية النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى وجه مظلمة سحناته عابسة قسماته كسته حروب ما يسمّى بالرده بلون داكن من البؤس .... والارهاق ....)) (الحكم والأخلاق في منطق الثورة الحسينية(مع تعديلات طفيفة))

خلاصة النقطة الثانية أنك أسأت توجية البيانات أو المعطيات وبالتالي تكون إستنتاجاتك ( المرحلة الثالثة ) خطأ في خطأ حتى لو أحسنت التحليل في المرحلة الثانية ... فلو أردنا أن نضع بعض ملاحظاتك ( مع غض الطرف عن خللها ) في موضعها الصحيح فسوف تكون بالشكل التالي :
((
1- الهذه الدرجة بلغلت في كتب أهل السنة وصحاحها الجرأة ان يقولوا ان الرسول مات وفي نفسه امنية لم يستطع ان يحققها ومنعه انسان اخر عن ذلك.
2- الهذه الدرجة بلغلت في تلك الكتب الجرأة ان يستخفوا بقدرة الرسول على فرض ما يريده بوجه اي كان.
3- الم يكن باستطاعة الرسول وهو رسول الله والذي بمتلك قدرة الاهية بتبليغ وتنفيذ اي شئ لان الله معه من ان يكتب هكذا كتاب.اليس هذا طعنا بقدرة الله (اعوذ بالله من هكذا امر(
4- اذا كان الامر الذي اراد الرسول ان يكتبه امرا اوحي اليه به لابلاغه,ايقف عمر ومن معه دون ان يتم التبليغ؟
))
هذه هي ملاحظاتك على الأساس الصحيح وقد إنعكست ضدك كما قلت لك في مشاركاتي السابقة... والخلل هنا الآن هو في آلية المعالجة والتي تقدم ذكرها في النقطة الأولى وليس في البيانات الصحيحة ..
وسأضع هنا مجموعة من الملاحظات المبنية على الأساس السليم والتحليل الجيد بما يتناسب والموقف (وهو قول صاحب أصل الشيعة وأصولها) :
لنتجنَب ما أمكننا الخوض في غمار الشجون والتاسُف جهدنا ، ولنتسائل لعل في التساؤل والبحث عن الجواب تتحقق غاية مبتغي المعرفة ، وهو ما يريده المنصفون خلاصة لجهدهم :

1 ـ ما كان ذلك الكتاب الذي أغاض رسول الله صلى الله عليه وآله اعراض بعض أصحابه عنه ، وجهدهم في منعه عن كتابته ، رغم ما صرَّح به من أنَّ الأمَّة لن تضل بعده أبداً ؟ هل كان أحكاماً شرعية ، وقد ثبت أنَ الرسول صلى الله عليه وآله لم يدخر جهداً في توضيح كل تلك الأحكام للمسلمين طيلة حياته ، ثم ما كان يمكن لتلك الصحيفة المحدودة أنْ تحويه من أحكام ، وفي تلك الساعات الأخيرة من حياة رسول الله صلى الله عليه وآله ! ! وكيف غفل هو صلى الله عليه وآله عنها ـ طالما هي من الأهمية بهذا الشكل ـ طيلة حياته ليتذكرها في هذه اللحظات الأخيرة؟

2 ـ لِمَ نبرى بعض الصحابة وعلى رأ سهم عمر بن الخطاب ـ كما تذكر ذلك المراجع المختلفة ـ إلى اتهام رسول الله صلى الله عليه وآله بالهجر والهذيان مباشرة بعد مطالبته صلى الله عليه وآله بتلك الصحيفة ؟ أما كان يجب عليهم أنْ يستجيبوا للرسول الذي أمرهم الله تعالى بوجوب الانقياد إلى أوامره دون مراجعة ومعارضة ، أو على أدنى الاستجابة مسائلته بماهية ذلك الكتاب أمام الملأ الحاضرين ؟

3 ـ هل تأمَّل البعض مبلغ التوهين الذي مُنيَ به رسول الله صلى الله عليه وآله من قِبل اولئك الصحابة ، حيث نبذوه ـ وهو المبلِّغ عن الله تعالى ، ومن لا ينطق عن الهوى ـ بالهجر وأمام الحاضرين المفجوعين به ، حتى سرت مقولتهم سريان النار في الهشيم ، وتلقَّفها اليهود والمنافقون وغيرهم من أعداء الدين فطفقوا يطبِّلوا لها ويزمِّروا ؟

4 ـ وأخيراً ، أما يحق لنا ان نتساءل ويتساءل معنا الجميعِ : لِمَ لم ينبس أحدٌ من اولئك الصحابة ببنتَ شفة رداً على ابي بكر ، واعتراضاَ عليه ، واتهاماً اياه بالهجر ، رغم انه اوصى بعمر خليفة من بعده حين غلبه الوجع وانشبت المنية فيه اظفارها ؟! بل هلّل ذلك البعض وكبرَّ خلاف ما بدا عليه حين اراد رسول الله صلّى الله عليه وآله كتابة عهده باستخلاف علي عليه السلام.
فاي الاثنين أملك لعقله دون الآخر ، بل وايهما رسول لله تعالى دون الثاني ؟! انه مجرد تساؤل لا غير.

نعم وأقول بوضوح كما هو ينبغي أنْ لا يخفى على الجميع : إنِّها الوصاية بعلي عليه السلام لا غير ، وكان المتصدِّين لمنع اثباتها أدرى بها من غيرهم ، وذلك ليس بخاف على المتتبعين المتفِّحصين لأبعاد هذه الواقعة وما تلاها .

(يتبع)
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م