مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > خيمة الأسرة والمجتمع
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 28-05-2005, 06:24 AM
أمينة نور أمينة نور غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2005
الإقامة: المغرب
المشاركات: 161
إفتراضي نساء ذكرهن القرءان

نساء تحدث عنهن القرآن
جريدة الأهرام 28/04/2005
بقلم : فضيلة الإمام الأكبر د‏.‏ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف
السيدة صفية هي ابنة حيي بن أخطب‏..‏ زعيم يهود بني النضير‏,‏ وأمها تسمي برة بنت السموءل من بني قريظة‏.‏كانت ولادة السيدة صفية رضي الله عنها ـ بعد بعثة الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ بثلاث سنين تقريبا‏,‏ ونشأت بين قومها من يهود بني النضير الذين يتزعمهم أبوها‏.‏

عندما هاجر النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ إلي المدينة المنورة بأمر ربه ـ عز وجل ـ ونزل بمحلة قباء وتسامع أهل المدينة بقدومه‏,‏ ووفدوا اليه مرحبين‏..‏ كان من بين الوافدين اليه أبوها حيي وعمها أبوياسر‏,‏ وتقص السيدة صفية ما دار بين أبيها وعمها من حديث بعد رؤيتهما للنبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ فتقول‏:‏ كنت أحب أولاد ابي اليه وإلي عمي أبي ياسر‏..‏ فلما قدم رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ إلي المدينة‏,‏ ونزل بقباء في منزل عمرو بن النجار‏,‏ وغدا عليه أبي وعمي مغلسين ـ أي‏:‏ مبكرين قبل غروب الشمس ـ فلم يرجعا حتي كان غروب الشمس‏,‏ فأتيا كالين كسلانين ساقطين يمشيان الهويني‏.‏

فتقول‏:‏ فهششت اليهما كما كنت اصنع‏,‏ فو الله ما التفت إلي واحد منهما مع ما بهما من الغم‏.‏ وسمعت عمي ابا ياسر وهو يقول لأبي‏:‏ أهو هو؟ ـ أي‏:‏ أهذا هو النبي الذي بشرت به التوراة ـ ؟ فقال له أبي نعم‏,‏ هو هو والله‏.‏

فقال له عمي‏:‏ أتعرفه وتثبته؟ فقال له أبي‏:‏ نعم‏.‏ فقال له عمي‏:‏ فماذا في نفسك منه؟ فقال له أبي‏:‏ عداوته والله ما بقيت‏.‏ شاهدت السيدة صفية الأحداث والمصائب التي نزلت بقومها من بني إسرائيل‏,‏ بسبب حربهم للرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ شاهدت في مطلع عمرها جلاء بني قينقاع‏,‏ ثم جلاء عشيرتها من بني النضير‏,‏ ثم ما نزل ببني قريظة من عقوبات عادلة بسبب نقضهم لعهودهم‏.‏ وشاهدت كيف ان أباها حيي بن أخطب كيف قاد اليهود في حربهم للنبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ ولأصحابه‏,‏ وكيف انه ذهب إلي مشركي قريش وإلي غيرهم ليحرضهم علي محاربة المسلمين‏,‏ وكيف أن عاقبته كانت القتل بسبب اصراره علي عداوة المسلمين إلي آخر لحظة من حياته‏,‏ وكان مقتله في أعقاب غزوة بني قريظة‏..‏ وتزوجت السيدة صفية وهي دون الخامسة عشرة من عمرها بواحد من زعماء قومها وهو سلام بن مشكم القرظي ثم انفصل عنها‏,‏ فتزوجت بزعيم آخر من زعماء قومها هو كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق النضري‏,‏ وقد قتل في غزوة خيبر‏.‏

وغزوة خيبر كانت في شهر المحرم من السنة السابعة للهجرة‏,‏ وفيها تم النصر للمسلمين بقيادة النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ علي يهود خيبر بعد معارك شديدة‏,‏ وبلغ عدد الذين استشهدوا فيها من المسلمين خمسة عشر شهيدا‏,‏ بينما قتل من يهود خيبر أكثر من تسعين قتيلا‏.‏

وكان من بين السبايا من نساء اليهود السيدة صفية ومعها ابنة عم لها‏,‏ وقد سار بهما بلال ـ رضي الله عنه ـ فمر بها علي بعض القتلي من يهود خيبر‏,‏ ومن أقارب صفية وابنة عمها‏.‏ استطاعت السيدة صفية أن تكتم حزنها وآلامها‏,‏ أما ابنة عمها فقد رفعت صوتها بالعويل والنحيب‏..‏ جيء بها إلي الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ وهما علي تلك الحال من الحزن‏,‏ فقال ـ صلي الله عليه وسلم ـ لبلال معاتبا‏:‏ يا بلال أنزعت من قلبك الرحمة‏,‏ حين تمر بامرأتين علي قتلي رجالهما؟‏!!‏

قال ـ صلي الله عليه وسلم ـ للسيدة صفية‏:‏ اختاري‏,‏ فإن اخترت الإسلام اخترتك لنفسي‏,‏ وإن اخترت اليهودية فعسي ان اعتقك فتلحقي بأهلك‏.‏

قالت‏:‏ يا رسول الله‏,‏ لقد اخترت الإسلام‏,‏ وآمنت بك قبل أن تدعوني‏,‏ حيث صرت إلي رحلك‏,‏ وما لي في اليهودية من مأرب‏,‏ ولقد خيرتني الكفر والإسلام‏,‏ فالله ورسوله أحب إلي من العتق‏,‏ وأن أرجع إلي قومي‏,‏ فأمسكها رسول الله صلي الله عليه وسلم لنفسه‏.‏

بعد ان انتهت عدتها‏,‏ تزوجها رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ ودخل بها صلي الله عليه وسلم في مكان يقال له الصهباء وهو في طريقه من خيبر إلي المدينة المنورة‏.‏

عاشت السيدة صفية ـ رضي الله عنها ـ في بيت النبوة‏,‏ وازدادت ايمانا علي ايمانها‏,‏ واخلاصا علي اخلاصها‏,‏ وكانت تحسن صناعة الأطعمة التي يحبها النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ‏.‏

تقول السيدة عائشة ـ رضي الله عنها‏:‏ ما رأيت صانعة طعام مثل صفية‏,‏ صنعت لرسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ طعاما وهو في بيتي‏,‏ ارتعدت من شدة الغيرة‏,‏ فكسرت الاناء‏,‏ ثم ندمت فقلت يا رسول الله‏:‏ ما كفارة ما صنعت؟ قال ـ صلي الله عليه وسلم‏:‏ كفارة ذلك‏:‏ إناء مثل الاناء‏,‏ وطعام مثل الطعام‏.‏ كانت ـ رضي الله عنها ـ رقيقة العاطفة‏,‏ تتألم عندما تشعر بالتعريض بها‏,‏ سمعت مرة من تتباهي عليها وتنسبها إلي اليهودية‏,‏ فذهبت إلي النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ وهي تبكي‏,‏ وشكت اليه ما سمعت‏,‏ فقال لها ـ صلي الله عليه وسلم ـ علي سبيل التسلية لها والترويح عنها‏:‏ هلا قلت لمن يفتخر عليك‏:‏ زوجي محمد‏,‏ وأبي هارون‏,‏ وعمي موسي؟‏.‏ نزل كلام النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ علي قلبها بردا وسلاما‏.‏ كانت رضي الله عنها تمتاز بالحلم والأناه والسماحة‏,‏ ومن الأدلة علي ذلك أن جارية لها قالت لعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يا أمير المؤمنين إن سيدتي صفية تحب يوم السبت‏,‏ وتصل رحمها من اليهود‏.‏
فبعث عمر ـ رضي الله عنه ـ إلي السيدة صفية يسألها عن ذلك فقالت‏:‏ أما السبت فإني لا أحبه منذ أن ابدلني الله به يوم الجمعة‏.‏ أما اليهود فإن لي فيهم رحما فأنا أصلها‏.‏
ثم قالت لجاريتها‏:‏ ما الذي حملك علي أن تقولي ذلك لأمير المؤمنين؟ فقالت الجارية الشيطان هو الذي حملني علي ذلك فكان رد أم المؤمنين صفية علي جاريتها‏:‏ اذهبي فأنت حرة لوجه الله‏.‏
عاشت السيدة صفية ـ رضي الله عنها ـ وفية لدينها‏,‏ مؤدية لحقوق خالقها ـ عز وجل ـ إلي أن توفيت سنة خمسين أو اثنتين وخمسين من الهجرة‏,‏ وقد جاوزت الستين من عمرها‏,‏ ودفنت مع أمهات المؤمين بالبقيع ـ رضي الله عنهن جميعا‏.‏
__________________
اللهم احفظنا واحفظ المسلمين أجمعين يا رب العالمين
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م