قول فاصل للنزاع: ونتيجته رد تدليس الشيوخ الذي اتهم به عطية والذي تمسك به من أراد تضعيف الحديث
نقول هل تدري يا من تتشبث بهذه المقالة من هو مصدر هذا الاتهام ؟
أقول وبالله التوفيق أن كل من ذكره لنا يعتمد على القصة التالية
وهي مروية بإسناد ينتهي إلى الكلبي الذي يقول كناني عطية بأبي سعيد
وراجع العلل 1/122 والجرح 6/383 وضعفاء العقيلي 3/359 والكامل 5/2007 والمجروحين 2/177
وقد أدخله ابن حبان في المجروحين بسبب هذه الحكاية ولم يذكر شيئا آخر يتكئ عليه غيرها ولم تفته المبالغة في الجرح كعادته رحمه الله تعالى
والإمام أحمد قد ضعف عطية ثم ذكر مستنده في تضعيفه وهي حكاية الكلبي وهي سبب كلام هشيم
كذا حكي الإمام أحمد تضعيف الثوري بعد أن أسند البلاغ من طريق الثوري فحكاية الكلبي هي أصل مستند الثوري أيضا
وأخيرا فأنت أيها القارئ المنصف إذا نظرت بعين الناقد البصير المتجرد للحق
هل تعتمد على اتهام الرجل بتدليس الشيوخ على ما يقوله الكلبي التالف
نعم هو يقول لنا عطية مدلس كذاب
فهل نصدقه؟
الجواب طبعا لا وألف لا
ولو نقلها لنا أحد غيره بإسناد متصل ينتهي إلى غير الكلبي لقبلنا ذلك بعد النظر والتمحيص
فالحاصل أن التهمة التي رمي بها عطية هو منها بريء وبقي الكلام على ما سوى ذلك
ولم نجد من نبه على ذلك إلا الحافظ البارع ابن رجب الحنبلي في شرح علل الترمذي ص 177 إذ قال بعد أن نقل الحكاية عن الإمام أحمد ما نصه:
ولكن الكلبي لا يعتمد على ما يرويه
اهـ
والثاني السيد أحمد بن الصديق الغماري في الهداية تخريج أحاديث البداية6/172 فقال
وقد تقعقع الالباني كعادته فشنع في توسله ص 94 على عطية بسبب هذه الرواية التالفة وشنع على من حسن الحديث وهو كلام لا يلتفت إليه ولا يشتغل برده لما علمت من حال هذه الرواية التي هي عمدة ورأس مال من اتهمه بالتدليس
والخلاصة أن عطية قد عدله يحيى بن سعيد وابن سعد وابن معين والترمذي والبزار وابن شاهين
ومن تكلم فيه فلأجل مارمي به من التدليس وهذا لم يصح البته أو التشيع أو روايته شيئا تكلم فيه وهذه الثلاثة الأخيرة ليست بقادحة
ولذا قال الحافظ ابن حجر هو في نفسه صدوق كما في الأمالي 1/217 والنكت 2/644
فإذا وجدت بعد هذا البيان تضعيفا لعطية فاعلم أنه مخالف للصواب*
وأقول وقد حسن الحديث
أمير المؤمنين في الحديث شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني في كتاب نتائج الأفكار ج1 ص 272
الحافظ العراقي في المغني عن حمل الأسفار 1/289
الحافظ الدمياطي في المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح ص 471/472
الحافظ أبو الحسن المقدسي كما في الترغيب والترهيب 2/273
الحافظ السيوطي في تحفة الأبرار بنكت الأذكار ص9.
فهل هؤلاء حسنوه مجازفة أم أنهم هم أولوا الصنعة وكلامهم يدل على سعة اطلاعهم رضي الله عنهم ونفعنا بعلومهم آمين
* نقلته باختصار من: القول المستوفي في الانتصار لعطية العوفي
[ 31-10-2001: المشاركة عدلت بواسطة: أبو صالح ]
|