مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 13-09-2000, 09:41 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post كل السيناريوهات المقترحة تؤدي إلى خسارة (القدس)

لم ينتظر الإسرائيليون اللحظة الأخيرة في استحقاقات القدس ليدرسوا السيناريوهات التي تحقق لهم حلمهم التاريخي في السيطرة على المدينة المقدسة وفرض أساطيرهم في قضية (قدس الأقداس) أو الهيكل المزعوم وكأنها حقائق غير قابلة للجدال، بالرغم من يقينهم التام بأن أي أثر مادي لا يؤيد أياً من ادعاءاتهم في مدينة السلام (أروشاليم) التي استمدت اسمها من اليبوسيين العرب ومن جاء بعدهم من الأمم خلا الإسرائيليين الذين لم يكونوا في يوم من الأيام أكثر من ضيوف ثقلاء في هذه البقعة المباركة، وقدر لهم لأسباب موضوعية تتعلق بضعف العرب وانقسامهم أن يكونوا في النصف الثاني من القرن الماضي محتلين للأرض التي طالما تغنوا بها وتمنوا أن يدوسوا ترابها.

فحفريات القدس منذ الاحتلال الكريه في يونيو 1967م لم تقدم أي دليل مادي، لا للسياسيين ولا لقادة المؤسسة الدينية الإسرائيلية على وجود هيكل أول أو ثان، أو على سلطان لملوك الإسرائيليين كما تراها التوراة والتلمود وكما هم في قصص الحاخامات وفي تصورات عامة المنتمين إلى حركات الهوس الديني العاملين ليل نهار على دراسة طقوس كهنة الهيكل من لبس المسوح ونفخ البوق وإعداد الذبائح وترديد الترانيم التي تستدعي (مسيا) المخلص، مع التشديد على لعن كل من تسبب في تشريد الشعب المختار (خراف يهوه) بالعمل المباشر أو بالتواطؤ مع العدو أو بالسكوت عن الجرائم المرتكبة ضده، بما في ذلك المسيح الناصري الذي طالب أتباعه بأن يحبوا مبغضيهم وأن يسامحوا أعداءهم لأنه بذلك استبدل كل القواعد التي تقوم عليها نظرية الانتقام اليهودية وعزز نقيض خزين الحقد الإسرائيلي كما يتراءى من تعاليم التلمود خاصة، الذي يأمر بتدمير الخصوم ورفض المخالفين ومعاملتهم معاملة الحيوان المسخّر لخدمة أسباط يعقوب وورثتهم المعاصرين(!)

والصهيونية أقامت حركتها التعبوية داخل الصف اليهودي على الموروث الديني والشعبي تجاه القدس خاصة، وعززت الشعارات المتطرفة التي تجعل من القدس قضية سياسية ودينية عند العلمانين والمتدينين الإسرائيليين، وعملت من زاوية إعلامية على ترويج التصور الصهيوني للقدس داخل الشعب اليهودي وخارجه، ورأت أن تكرار الرواية الإسرائيلية في مختلف ميادين المعرفة، ابتداء من كتب الأطفال وانتهاء بالمواقع المتقدمة على شبكة الانترنت العالمية، مروراً بالموسوعات التي يفترض فيها الحياد العلمي، رأت الحركة الصهيونية أن التكرار سيثبت الصورة كما تراها هي لا كما هي في الحقيقة.

وما يطرحه الطرف الإسرائيلي اليوم من سيناريوهات الحل النهائي للقدس اليوم، يدل على أزمة الإسرائيليين في إثبات ادعاءاتهم ولكنه في نفس الوقت يبرز مدى الضعف العربي، أسير زاوية الدفاع عن النفس، وبسبب ذلك يخسر أوراقه القوية الواحدة تلو الأخرى لتتحول إلى قيود تكبله أمام واقع التفكك والانصراف إلى الحلول الجزئية وترك القضايا الاستراتيجية ذات الأولوية في أي صراع عسكري أو حضاري، حتى صارت (القدس) مكاناً وأرضاً تدخل في بازار المفاوضات السياسية دون أي اعتبار لما تشكله على مستوى الرمز.

لقد نجح الإسرائيليون في تغيير قضية القدس من أرض محتلة تفرض القرارات الدولية إعادتها إلى أهلها الشرعيين، إلى أرض متنازع عليها تخضع لقواعد لعبة التفاوض بين خصمين، هذا في ظاهر الأمر كما تطرحة الدبلوماسية الإسرائيلية من خلال مؤسساتها المختلفة من رئاسة مجلس الوزراء وحتى رموز المعارضة. أما في الجانب العملي فإن الإجراءات المتخذة على الأرض تعمل بشكل متواصل، ليل نهار، على فرض الأمر الواقع في وجود إسرائيلي دائم ومستمر وبدون شريك يأتي العنصر البشري في مقدمته، بينما يتم بالمقابل تفريغ القدس من أهلها العرب، مسلمين ومسيحيين، بأساليب متعددة تؤدي كلها إلى التضييق حتى تناقص عدد السكان العرب وارتفع عدد المحتلين اليهود القادمين من وراء البحار دون أن يكون لهم أية علاقة بالمكان سوى رواية التكرار التي لا تفسح للعقل مجالاً في التفكير الموضوعي وتجعل الأسطورة إحدى حقائق الواقع المختلق الذي يعيش فيه مكررها في عملية غسيل مخ مستمرة تخضع لشروط عالم الافتراض لا عالم الواقع.

يتحرك الإسرائيليون في قضية القدس ضمن مربع تشكل روايتهم التاريخية الزاوية الأولى فيه، ويشكل احتلالهم وقدرتهم على الحركة الحرة في اتخاذ القرارات وفرض تنفيذها الزاوية الثانية، ويشكل الضعف العربي الزاوية الثالثة بينما يشكل الدعم الغربي لاسيما من الكنائس الأمريكية المستجدة الزاوية الرابعة. وكل الحلول المقترحة لا تخرج عن استغلال الضعف العربي وتكريس الاحتلال الإسرائيلي بحيث يتم بناء أعلى ربح إسرائيلي مقابل أعلى خسارة عربية، وتتحول قضية القدس من حقوق طبيعية وقانونية إلى مجرد تصدق إسرائيلي بالسماح للمسلمين والمسيحيين بأداء عبادتهم في الأماكن المقدسة تماماً كما تتكرم بلدية لندن أو برلين على إجازة استخدام الجاليات المهاجرة لمكان ما مسجداً أو مركزاً تجتمع فيه وتؤدي شعائرها ضمن قواعد الالتزام بقوانين البلد المستضيف.

في المنظور الإسرائيلي (لا معنى لإسرائيل بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون الهيكل)، وفي منظور المفاوض العربي الفلسطيني أن معركة القدس هي معركة المكان لا معركة الإنسان، ولا معركة الوجود الحضاري حيث تجتمع القيم الروحية مع الوجود البشري دون تمييز أو افتراق. والجميع يلاحظ نجاح الإسرائيليين في تفكيك قضية اللاجئين عن قضية القدس عن قضية المياه. وهو تفكيك لا يخرج في إطاره العام عن استفراد الإسرائيليين لكل موضوع على حدة تماماً كاستفرادهم لعالم عربي كبير تم تفكيكه وتعبئته في دول إقليمية عاجزة.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م