مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #10  
قديم 01-12-2005, 01:30 AM
الغرباء الغرباء غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: دولة الخلافه الاسلاميه
المشاركات: 2,050
إفتراضي الكيان الأردني، محاولة للفهم (الحلقة الثانية)


توقفت بكم أيها الأخوة والأخوات في الحلقة الأولى عند مؤامرة مؤتمر أريحا، ذلك المؤتمر الذي خان به وجهاء الضفة الغربية قدسَهم طلباً للمقاعد النيابية التي أغراهم بها الماسوني عبدالله، وطلباً لذهب الوكالة اليهودية... توقفت قليلاً لأن مقالي قد طال وتعبت أناملي من الطباعة، وتعب القلب من إسترجاع عظم الخيانة... يا لحكمتك يا رب، فقد أنعمت علينا بنعمة النسيان، هذه النعمة التي لولاها لما تبسم مبتسم وما هنيء عيش، ولكننا رفضنا نعمتك هذه كما رفضنا غيرها، رفضناها واخترعنا الكتب والورق، اخترعهما إبن آدم ليسطر عليهما أحزانه، يأبى هذا المخلوق التعيس أن ينسى، يأبى نعمة الله، يأبى رحمة ربه ويقرأ، يقرأ ليحزن، وكلما قرأ كلما وعى، وكلما وعى كلما أزهقه ثقل الخيانات، خيانات ثقيلة كثقل الأمانة التي عُرضت على الجبال فأبين حملها... آه يا قراء، لكم أشعر بالثقل، ثقل يهدّ الجبال، قرأت كثيراً عن الأردن وكلما قرأت كلما ازداد الثقل... هل أحدثكم؟ هل أحدثكم لعلي أتخفف قليلاً مما أحمل؟:

دانت الضفة الغربية لعبدالله بن الحسين، وأقام جيشُه سياجاً منيعاً حال بين الفلسطينيين وحلم العودة، حلم العودة بقوة السلاح... كنت أنا كاتب هذا المقال جالساً في يوم من الأيام أستمع الى عجوز (رجل في القبر ورجل برّاته)، وقد كان ممن خدم في الجيش الأردني في حرب 1948 برتبة وضيعة وضاعة عبدالله الثاني، وجه مغضن بالتجاعيد، تشعرك قسماته بهول ما يتزاحم في فؤاده من ذكريات وذنوب، تحدثنا وقادنا الحديث الى القضية الفلسطينية، إسترسل الرجل العجور في حديثٍ يقطر ألماً فهمت بعضه ولم أفهم معظمه لإغراقه بالتفاصيل الدقيقة... سألته (عموه، طيب ليش هزمكم اليهود وأنتم خمسة جيوش عربيه؟)، نظر لي نظرة طال صمتها، تفحصني العجوز بألم، كان يعرفني حق المعرفة، يعرف أمي وأبي، ويعرف أنني أحمل طنّاً من الشهادات الجامعية...هل كان يتفحصني ليتأكد من شخصي؟ هل كان يتفحصني ليبصق على شهاداتي التي لم تستطع الإجابة على السؤال الأحمق؟ هل كان يتفحصني ليتأكد بأنني لست كلوب باشا أو محمد رسول الكيلاني؟ حقيقة لا أعلم لماذا طال تفحصه... أشار بيده الى الشمال (شمال الكرك)، وقال: (باعها جدّه!!!!!) كان يقصد بأن من باع فلسطين هو جد حسين بن طلال، لم أصدق ما سمعت، لم أصدق بأن يصدر من ذاك العجوز ما صدر، أمثاله يعبدون الإسرة المالكة، يعبدونها لطول خشيتهم منها، طال أمد الخوف عليهم فأصبح عباده، تماماً كعبادة الإنسان الأول للنار، تطور الخوف من وهج النار الى رعبٍ ثم عبادة... ماذا حدث يا عجوز؟ هل صبأت؟ أم أنك علمت بدنو الأجل فأردت أن تتخفف كما أتخفف أنا في مقالي هذا؟ تريد أن تزيح عن كاهلك المرهق ثقل الخيانات؟ أم حسبت يا عجوز بأنك بهذه تتوب الى الله!؟... صدمت بما قاله العجوز، صدمت ليس لعمق ما قاله بل لبساطته وإختصاره في كلمتين ما عجزت المجلدات والكتب عن لمسه... أدركت بأن العجوزَ كنزٌ ، أدركت بأنني يجب أن أعصره بإسئلتي، إسترسل متخففاً وقصّ عليّ حكاياته، قص عليّ أسراره وكأنه نصراني يعترف بذنوبه لكاهن كنيسته... قال لي بأنه كان يخدم بسلاح الفرسان، وسلاح الفرسان يا قراء هم خيالة جيش عبدالله الأول الذين روّعوا المواطنين على ضفتي النهر كما الجستابو والسافاك... قال لي بأنهم يوماً قبضوا على "متسلل"، والمتسلل يا قراء هو لقب كان يطلق على الفلسطيني الذي يقطع الخط الأخضر سواءً للقيام بعملية فدائية أو لإحضار بعض الحاجيات التي تركوها في بيوتهم في الوطن السليب، قال لي بأنه قبضوا على ذاك المتسلل يوماً من الأيام وأحضروه وقيدوه على شجرة اسبوعاً كاملاً، سبعة أيام بلياليها والفدائي المتسلل مربوط على شجرة تحت سياط الشمس ليكون عبرة لمن يحاول عبور الخط الأخضر وإزعاج أبناء العمومة الصهاينة... هل مات ذلك المصلوب، لم يقل لي ذلك العجوز أو لم يعد يتذكر... وقال لي أيضاً بأنهم قبضوا يوماً من الأيام على متسلل وعلى كتفه شوالين من الخيش، قبضوا عليه وأحضروه الى معسكر الفرسان، فتح شاويش المعسكر الشوال الأول ليكتشف بأنه مليء بالجرابات (جمع جورب) القطنية، كان تاجراً وعبر الحدود "لسرقة" دكانه التي إغتصبها بن غوريون، أما الشوال الثاني فكان فيه عظام بشرية، نعم عظام بشرية، قطع المتسلل الخط الأخضر ونبش قبر أبيه لإحضار عظامه الى الضفة الغربية، لم يهن عليه أن يطأ بنو قريظة على قبر أبيه فأحضر عظامه... وقال العجوز لي: (وكان ذلك أول يوم ألبس به الجرابات!!!)، لم يقل لي هل شفعت عظام الأب للإبن عند شاويش الفرسان، لم يقل لي ذلك لأنه كان مسترسلاً، كان مسترسلاً في حديثه ولم يتذكر من تلك الحكاية سوى أهم فصولها، تذكر فقط بأنه لبس الجرابات لأول مرة في ذلك اليوم عندما تقاسم الفرسان الشوال الأول...نظرت الى قدميّ العجوز، لم يكن يلبس جرابات، هل حرّم على نفسه الجرابات بعد التوبة؟ هل حرّم على نفسه الجرابات بعد أن عرف الله وعرف الطريق الى المسجد؟ أو لربما يجب أن يكون السؤال: هل تاب بعد أن تقاعد من سلاح الفرسان أم قبل التقاعد؟ ولماذا يتوب بنو قومي فقط عندما يتقاعدون؟ سؤال أترك إجابته لعشرات التائبين وعلى رأسهم دولة الرئيس أحمد عبيدات... مات العجوز رحمة الله عليه منذ سنوات، وهو الآن كومة من عظام، لربما يجب أن يحتاط إبنه بشوال لينقلها الى الحجاز عندما نؤكل يوم أكل الثور الأبيض.... معذرة يا قراء، فأنا أتشعب في حديثي وأتخبط كما المخمور، فالننتقل للحديث عن عظام عبدالله بن الحسين زلزلها الله، فأنا أعشق الحديث عنها:

يذهب عبدالله بن الحسين الى المسجد الأقصى ليصلي صلاة الجمعة، كما هي عادتهم الى الآن في إحياء يوم الجمعة، يحرصون الحرص الأكبر على حضور هذا اليوم والصلاة فيه كذباً ورياءً، يحضرون كاميرات التلفزيون الأردني لبث الحدث التاريخي للشعب الأردني لترسيخ صورتهم الكاذبة كأحفاد للمصطفى صلى الله عليه وسلم... والملاحظ بأن عبدالله الثاني خفف منه هذه العادة لأنه أزعر ومستضرطنا وما بهمه كثيراً رأينا فيه، أو لأنه مشغول في بارات بريطانيا... إقرأوا يا أخوتي، إقراوا كتاب محمد حسنين هيكل المعنون "مدافع آية الله" إقرأوه، لتعلموا بأن شاه إيران كان حريصاً على نفس العادة، إقرأوا التطابق الكامل في تصرفات العائلتين الملعونتين، إقرأوا لتكتشفوا بأنّ هذا الرياء ما هو إلا نصائح من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، نصائح لإبقاءهم عملاء خونة.... ويصلى عبدالله الأول في المسجد الأقصى وتنتقم منه يد الله، يقتله فتية آمنوا بربهم، يسفكون دمه النجس في ساحة الأقصى الشريف، تماماً كما سفك الله دم إبرهة الأشرم في مكة... وتتطهر الأمة من أعظم ذنوبها.

لم يتوقع الصليب ونجمة دواد هذه المصيبة، مات عبدهم المسمى عبدالله الأول، لا يطيلون التفكير وتقوم بريطانيا ببعث خيرة وحداتها العسكرية الى الأردن، تبعث بريطانيا بقوات تدخل سريع خشية من أن يغري هلاكُ عبدالله الأردنيين ويطيحون بالنظام الملكي طمعاً في تحف قصوره وذخائره، كانت الإنقلابات العسكرية في الوطن العربي في ذلك الحين مثل "شربة الميه"...آآآآخ على تلك الأيام ما أحلاها، كان سحل جثث الزعماء في الشوارع حدث إسبوعي في بعض الاقطار مثل سوريا... أما لماذا بعثت بريطانيا بقوات تدخل سريع والجيش الأردني بقيادة بريطانيا؟ سؤال تسهل الإجابة عليه لمن يعلم عظم الدور الذي يلعبه الأردن، لم تشأ بريطانيا ترك أي شيء للصدفة، لا يجوز ترك أي شيء في قضية خطيرة كهذه الى الإحتمالات، فالقضية تتعلق بالأردن بؤبؤ عين الصليب في المنطقة، فهل يثق الصليب بالجيش الأردني، أليس هذا الجيش مكون في غالبية إبناءه من الأعراب الذين قال فيهم القرآن "الأعراب أشد كفراً ونفاقا..."... أعلم بأنني أغيض بهذه الآية عبيد بسمان ودعاة الإقليمية و البداوة التي نهانا ديننا عنها، موتوا بغيضكم، موتوا بغيضكم... أنا أعلم بأنكم لم تسمعوا بهذه الآية من قبل لأنكم لا تقرأون القران، لذا إفتحوا القرآن الكريم على سورة التوبة، الآية 97...

يؤول عرش الطاووس الى طلال بن عبدالله، وسرعان ما يُنحّى عن المُلك... وهنا أعتذر من الأخوة القراء، أعتذر لعدم قدرتي على تفسير ما حدث، حاولت البحث عن وثائق حول الموضوع فلم تسعفني ما وقعت يداي عليه من هذه الوثائق في الوصول الى رأي قاطع، ويبدو لي بأن الأمور يمكن تعليلها بما يلي:

* كان طلال مجنوناً... ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما هو تعريفنا لمصطلح "مجنون"؟ لقد كان الرجل يخرج على الجميع ويرونه، ولم يلحظ أيّ من معاصريه علامات الجنون المعروفة ، بل كان متزن الحديث كأي كائن بشري، بل ويشتط البعض قائلين بأنه كان متزن القرار جديراً بالملك... لذا فإن قضية جنونه هي إحتمال ضعيف وإن روج لها بعض الكتّاب بإستحياء... وهذا التعليل هو التعليل التي تحاول العائلة الحاكمة الإيحاء به الى الناس.

* كان الرجل عاقلاً فرموه بالجنون، كان عاقلاً لدرجة يمثل فيه خطراً على دور الأردن المرسوم... تعليل أقوى من سابقه، مع إستبعادي له.

* كان الأمر عبارة عن إنقلاب عائلي بسيط كان لحريم القصر الدور الأكبر فيه (تماماً كما روج البعض لقضية إستبعاد الأمير حسن)... تعليل أرفضه ويرفضه كل قاريء متعمق للتاريخ فاهِمٌ لدور الأردن الخطير في المنطقة، فقضية ولاية العرش في الأردن ليست بهذه المهزلة والسخف، العرش الهاشمي أعظم وأجل في عيون الصليب من تركه لحريم الهاشميين... نعم كان هناك دور للنساء في هذه القضية، ولكنه دور تابع، دور تشكّلَ بعد إتخاذ قرار الإنقلاب أو التنحية، دور تبريري على الأصح.

* التعليل الأخير، غفلت بريطانيا عن طلال قبل هلاك والده، غفلت وجلّ من لا يغفل، وجاء هلاك عبدالله الأول مفاجأة قبل تدجين خليفته بالشكل الكامل، فاستلم طلال الحكم ولم تكن بريطانيا على قربٍ كاف منه، لم تمتنّ عليه قبل إستلامه للعرش، لم يكن طلال يحمل في سريرته أي أمتنان لبريطانيا في قضية إستلامه للعرش، ولما لا فهو إستلم العرش بالوراثة فلا منّة لأحد عليه... راقبته بريطانيا عن قرب واكتشفت بأنه لا يستشيرها أو يأخذ القرارت منها مباشرة فتقرر تنحيته بالحسنى، وتأتي بإبنه حسين الذي تشكل عقله وتتلمذ في المدارس البريطانية (والتقطته المخابرات الأمريكية هناك)، تأتي به وتنصبه مكان أبيه، تماماً كما يلعب اللاعب ببيادق رقعة الشطرنج... وهذا التعليل هو المرجح في رأيي، وهو الأقرب الى الصواب... أما ما يقال بالدور الذي لعبته الملكه زين في هذه القضية فهو قول مردود عقلاً ومنطقاً، وإن كان لها دور فهو دور لا يتعدى ردة الفعل وجاء بعد قرار التنحية وليس قبله.

ويأتي حسين بن طلال، وكان مجيئه أعظم مصيبة حلّت بالأمة بعد الثورة العربية الكبرى... آه منك يا كلمات، آه يا حروف اللغة العربية، ألا تنجديني، أه منك يا لغة الضاد وسعت كل شيء ولم تسع ما يجول في خاطري، تعجزين عن الإفصاح بمكنونات القلب وهديره... أأقول عنه كلب؟ والله إني لأظلم الكلاب بإلحاقه بها... أأقول كان خنزيراً؟ معذرة يا خنازير، لا تغضبين فلن ألحق حسين بجنسك... تعجز الكلمات، تعجز يا أخوتي، تعجز وأكاد أتفجر حنقاً ... اللهم ربي لا تحشرني مع حسين بن طلال حيثما كان يوم المشهد العظيم.... إلعنوه يا قراء، إلعنوه كما تلعنون يزيدا، إلعنوه، إلعنوه بالله عليكم، إلعنوه كما تلعنون إبليس، تالله لولا خوفي من رب العالمين لطلبت منكم لعنه بأشد مما يلعن به إبليس.
__________________
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م