الشيب والقلب
هذه القصيدة أشارك بها اليوم تلبية لرغبة الأخ عمر مطر في المزيد
.......................الشيب والقلب........................
وأضاءتِ الشمسُ الظلامَ بمفرقي
............................ شيبـاً تلألأ في الصبــاح المشرقِ
لا تجزعي يا نفسُ مِنْ هذا الذي
........................... كالفجــرِ يبزغُ بعد ليــلٍ مغـدقِ
فالعمرُ يبـدأُ حين يكتمـلُ الفــتى
........................... عقلاً وجســـماً أو يُزان بمنطـــقِ
والشـيبُ بســتانُ الوقار ورمــــزهُ
.......................... فيــه القلـوبُ على الغصونِ تُشقشقِ
فيه المشـاعرُ والعواطفُ والصِبـــا
........................... فيــه الشـبابُ مغلفٌ في رونـــقِ
يا ربَّــــةَ الحسـنِ البهـيِّ ترفَّقـي
........................... لا تعذلي هــذا الفـؤاد وأشــفقي
لاتظلمي بالشـيبِ قلـبَ معـــذَّبٍ
........................... يُخفيــه في كلِّ الوقـار فيُخفـــقِ
مازال هذا القلبُ ينبضُ بالهــــوى
......................... إنْ طالمــا تجري الدمــاءُ وتخفــقِ
لـولا التعفُّفُ والترفُّـــــعُ والهـــدى
..........................لرأيتِ منه هـــوى الشـباب المغـرقِ
لكنَّـما الدنيـــــا بضاعـــةُ خاســـرٍ
.......................... مالـــم يُهــذِّبُهـــا الحليـمُ المتـّــقي
نبكي على سـاعات لهـوٍ ضائـــعٍ
......................... والعمــرُ يـومٌ في الســراب يحملـقِ
هي ساعتانِ فســــاعةٌ تمشي بنا
........................ نحـو الغـــروبِ وســـاعةٌ للمشـــرقِ
تطوي بنـــا الأيَّـامُ رحلـــةَ عابــــرٍ
......................... يســــعى حثيثـاً للمنـونِ المحــدقِ
بالأمـسِ كانت للطفـولةِ ســـاحةٌ
......................... واليــوم يُســرعُ بالشـبابِ ويمحــقِ
وغـداً لنـــا عنـد الكهولةِ موعـــــدٌ
........................ هي خاتـمُ الدربِ القصــيرالمطبــــقِ
ياراكبـاً بحــــرَ الظنـــونِ مســافراً
........................ بســــفينةِ الخِضــر ِالتي لم تغــرقِ
اللـــــه أنقـذها وألهــمَ أهلهــــــا
....................... أنْ لا يخافـــوا من منــــونٍ محـــدقِ
وكليمُ ربـِّـــكَ خـائفٌ متســــــائلٌ
....................... أيمـــوتُ مَنْ فيهــا بفعــلٍ أخــــرقِ
ويخـاف رغـم المعجـزات بعلمــــهِ
....................... والخِضــرُ أهـــدأُ منْ مُناجاة التَّــقي
ويقــولُ لا تفـزعْ فعلمُــــكَ ناقـص
....................... حتى ترى أين الســعيدَ من الشـــــقي
اللـــهُ أنقـــذها وأغـرقَ غيرهـــــا
........................ كي تستبين بهــا العقــولُ وترتــقي
فانظـر لنفسـكَ هل تراك مغـــيراً
....................... نامـــوسَ ربِّـكَ في الأنام بمنطـــــقِ
لا والذي سمكَ السـموات العُلى
....................... وقضى بهـــنَّ الرزق كيـف يُفـَــــرَّقِ
كـلٌّ لـــهُ فضـــلٌ وكـلٌّ ســــــابقٌ
...................... ولربَّمـــــا بعضُ الفضائـــلِ تُلحَــــقِ
ولربَّمــــا تأتـي ليـومٍ مُظلــــــــمٍ
...................... ولربَّمـــا تأتـــي لليـــــلٍ مُشــــــرقِ
ولربَّمـــا السـفهاءُ تجتـاحُ الــذُرى
..................... ولربَّمــــا أربـــاب فضــــلٍ تُخفِــــقِ
وذوي جهودٍ رزقهــمْ في جدبــــهِ
..................... وذوي خمــــولٍ رزقهــــــمْ يترقــــرقِ
هذا هو المكتـــوبُ منْ ربِّ الورى
.................... لا فضــــلَ فيـــــه لغيــرِ ثوبِ المُتَّـقي
فانظرْ لنفســـكَ كرتينِ وقـلْ لهـا
.................... إنَّ الفضائـــلَ لا تُنـــــــال بمنطـــــــقِ
|