مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 05-05-2006, 03:29 PM
الثأر الثأر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: بلاد الاسلام
المشاركات: 233
إفتراضي وعاد حكمتيار .... [حسين بن محمود] 6 ربيع الثاني 1427هـ

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على نعمه التي لا يحصيها غيره ، والصلاة والسلام على رسول الهدى ونور الدجى محمد بن عبد الله وعلى صحبه وآل بيته ومن والاه ، أما بعد ..


كم كنت أعجب - بعد قيام الدولة الإسلامية في أفغانستان - من تأخر القائد قلب الدين حكمتيار عن بيعة أمير المؤمنين الملا محمد عمر ، حفظ الله الجميع .. ولا أدري كم مرة مرت على ذهني تلك الرسالة اللطيفة الأخوية الخالدة التي كتبها الوليد بن الوليد لأخيه المقدام خالد بن الوليد في عمرة القضاء ، والتي فيها :

"بسم الله الرحمن الرحيم ، أما بعد : فاني لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الاسلام وعقلك عقلك ومثل الاسلام جهله أحد ! وقد سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم عنك وقال : أين خالد ! فقلت : يأتي الله به ، فقال : مثله جهل الاسلام ! ولو كان جعل نكايته وجده مع المسلمين كان خيرا له ولقدمناه على غيره . فاستدرك يا أخي ما قد فاتك من مواطن صالحة"

لقد كنت أحزن أشد الحزن لتأخره ،واسأل نفسي : أين حكمتيار مما يجري في أفغانستان !! وكنت أتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم "إن القلوب بين اصبعين من أصابع الله يقلبها" (صحيح : أحمد والترمذي) ، فكنت أدعو مقلّب القلوب أن يثبت قلب الرجل على دينه لما علمت منه من صدق وإخلاص في الجهاد وخدمة الدين ، وعزفت عن الكتابة عنه حتى يأتي الله بأمر من عنده ..

وكم كنت أستاء لإتهام بعض الإخوة له بالعمالة والخيانة وغيرها من الإتهامات التي دعوت الله أن يكذّب أصحابها .. فالحمد الله الذي لم يخيب ظننا في الرجل ، والحمد لله الذي أظهر الحق وأبطل الباطل ، سبحانه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ..

لم يكن حسن الظن بالرجل نابع من أماني أو جهل بالحال ، فقد تواترت الأخبار وتكلم الثقات عن مواقفه الجليلة وصدقه الذي يباري همته وعزيمته في إقامة الحكم الإسلامي على ربوع أفغانستان ، ومحاربة كل من تسول له نفسه المساس بعرين الدين ..

كانت دهشة المندهش مبررة ، إذ كيف يغيب عن ساحات الوغى من أوقد نارها وبدأ شرارتها وأطلق أول طلقة جهادية في زماننا دوى صداها مشارق الأرض ومغاربها لثلاثة عقود !!

قال الشيخ عبد الله عزام رحمه الله "ولقد استطاعت أجهزة البث والتوجيه في الخليج (القبس ، السياسة ، الوطن ، ...) أن تشكك الناس بهذا الجهاد الصادق وببواعثه وبأصالته وبإسلاميته ، حتى كاد الناس ينسون أن هذا الجهاد قام منذ اليوم الأول في أيام داود سنة (1975م) لتكون كلمة الله هي العليا ، ولإقامة دين الله في الأرض عندما أطلق حكمتيار رصاصته الأولى وصوبها نحو عرش داود ، ولم يكن في الساحة روس أبدا ، بل كان القتال بين الأفغان المسلمين والأفغان الكافرين الملحدين من الشيوعيين والعلمانيين واللادينيين" (انتهى كلامه رحمه الله وتقبله في الشهداء) ، وهذه السابقة ، وتلك اللحظة التاريخية ، وهذه الشهادة العزّامية لم يكنِ الله – وهو المنعن المتفضل الكريم اللطيف سبحانه – ليحرم أجرها هذا الرجل الذي أشعل وأحيا سنة الجهاد في الأمة بعد غياب طويل ، نسأل الله أن يغفر للرجل زلاته ويتجاوز عن خطاياه ويجعل هذا الجهاد المبارك في ميزان حسناته .

لقد كانت لهذا الرجل مواقف ثابتة ، وعقيدة راسخة شهد له من عاشره وعاصره وخبره ، ولا شاهد عندنا خير من موقد جذوة الجهاد الشيخ المجاهد عبد الله عزام رحمه الله ، فقد قال "ثم دخل حكمتيار بثقله العسكري ، وحزبه يشكل قوة ضخمة بالإضافة لانضباطه والتفافه حول قائده حكمتيار ، وهو إلى جانب كبير من الإلتزام الإسلامي والوضوح العقيدي ورؤية الهدف الذي لا لبس فيه ولا غموض" ..

فهذا الإلتزام الإسلامي ، والوضوح العقدي جعل من هذا الرجل الرجل أسطورة أقضت مضاجع الشرق والغرب لسنوات طويلة .. يقول الشيخ عبد الله عزام رحمه الله :

"الأمريكان حاولوا كثيرا كثيرا .. حاولوا أن يلتقوا بحكمتيار ، ريجان عرض نفسه على حكمتيار في دورة الأمم المتحدة (سنة 1985م) ، مكث السفير الباكستاني إحدى عشرة ساعة في نيويورك وحاول إقناع حكمتيار أن يلتقي بريجان .
قال [حكمتيار] : لن ألتقي بريجان [وكان ضياء الحق ينتظر حكمتيار مع ريجان] ،
فقال له السفير الباكستاني : أنت مجنون ؟ ستون ملكا ورئيسا على قائمة ريجان (دورة الأمم المتحدة) ويرفض مقابلتهم أو يؤخرها وهو بنفسه يطلب مقابلتك وترفض ،
قال له: نعم ، وإذا أصررتم سأغادر أمريكا الان ..
ريجان أرسل رسالة أخرى مع إبنته مورين ريجان ، حملت رسالة الى حكتيار ، "والدي ينتظرك هذه الليلة في البيت الابيض 29/اكتوبر / 1985م" ،
فقال: عندي موعد مسبق مع المهاجرين الأفغان في إنديانا ، ورفض أن يقابل ريجان ، طلب الكونغرس مقابلته قال : لا أقابلهم ، أنا [والكلام للشيخ عبد الله عزام] رأيت الرسالة التي وجهت لحكمتيار [وفيها] "وقد ضربتم المثل لتحرير الشعوب المستعبده من عبوديتها ولنا الشرف أن ندعوكم لحفلة شاي في الكنغرس الأمريكي" ،
قال [حكمتيار] : ريجان والكونغرس وجهان لعملة واحدة ، لا أقابلهم ، ريجان والكونغرس يريدون أن يتصوروا معي ، اللقاء مع غورباتشوف في الشهر الذي يليه إما في نوفمير أو ديسمبر سنة 1985م ، حتى يُري ريجان الناس أن المجاهدين الأفغان تحت إبطي وهذه هي صورة ممثلهم في الأمم المتحدة .. رفض ، عقد مؤتمرا صحفيا ، قالوا : كم قدمت لكم أمريكا ؟
قال [حكمتيار] : نرفض أن نستلم درهما واحدا من أمريكا، لم نستلم دولارا واحدا من أمريكا ، الأمريكان غضبوا غضبا شديدا

(انتهى كلام الشيخ رحمه الله)

وهذه العاطفة الدينية ليست عصبية قبلية أو إنتمائية قطرية أو جاهلية قومية كما ادعى الإعلام المنافق وأعداء الأمة آن ذاك ، بل هي سياسة رجل يحمل هم الأمة الإسلامية ويرى أن الجهاد لا يتوقف بتحرير أفغانستان ، ولذلك كانت الدول الكافرة تحاربه أشد المحاربة آن ذاك ، ولعبت وسائل الإعلام العربية دورا كبيرا في تشويه صورة الرجل ووصفه بكل شنيع كي لا يمسك بزمام الدولة ويقيم فيها حكما إسلاميا ودولة تكون نواة وقاعدة للجهاد وتحرير بلاد الإسلام ، فمكروا ومكر الله ، والله خير الماكرين

..

وانظر إلى هذا الموقف الجميل بين هذين الرجلين ، شهادة عملاق لعملاق ، قال الشيخ عبد الله عزام رحمه الله "حكمتيار قبل فترة قال لي : بم تفكر بعد الجهاد الأفغاني ؟ بعد انتصارنا ؟ قلت له : مهمتي وأملي الكبير أن أوصلكم إلى كابل منتصرين ثم نعود إلى بلادنا ، لعل الله يفتح علينا ثغرا نجاهد فيها ، قال [حكمتيار] : لا ، تبقى معنا سنتين حتى نقيم أركان الحكم الإسلامي ثم أذهب وإياك إلى فلسطين نقاتل في فلسطين ، ثم قال مازحا بعدها ، قال لي : أنت فاتح مكتب خدمات المجاهدين لخدمة الجهاد الأفغاني وأنا الان أمير ، فأنت في فلسطين تكون أمير وأنا أفتح مكتب خدمات الجهاد الفلسطيني.

(انتهى كلام عزام رحمه الله)

__________________



انا
الثأر

سأثأر ولـكن لرب وديــن *** وأمضي على سنتي في يقين


فإما إلى النصر فوق الأنام *** وإما إلى الله في الخالديـــن




  #2  
قديم 05-05-2006, 03:31 PM
الثأر الثأر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: بلاد الاسلام
المشاركات: 233
إفتراضي وعاد حكمتيار .... [حسين بن محمود] 6 ربيع الثاني 1427هـ

فالرجل يحمل هم الأمة ، وكانت سريرته تحكي واقعه وصدق علانيته ، وشهادة من عاصره دليل على تجرد الرجل وزهده في موائد الدنيا وعزوفه عن مغرياتها ، وهو الذي لو أرادها لأتته راغبة ، ولكنه يريد ما يريده أهل الصدق من المجاهدين (نحسبه كذلك والله حسيبه) :

قال الشيخ عبد الله عزام رحمه الله : طفل في بيت حكمتيار يتيم ، قلت له: من هذا ؟.. قال : هذا ما وجدنا له أحدا فجئت به أربيه في بيتي ، ماله أقارب ، ما عرفنا له أقارب..

وقال الشيخ عزام رحمه الله : وأما حكمتيار أمير الحزب الأسلامي فقد تطرق الى مسامعنا أن مصروف عائلته الشهري لايتعدى (1500روبية باكستانية ), واذا زاد على ذلك فانه يعاتب زوجته. (انتهى) ..

ومع هذا الزهد وتلك الرأفة إلا أن الرجل يحمل بين جنبيه قلب شديد قوي في الحق لا يعرف التنازلات ولا يفقه علم أنصاف الحلول ، قال الشيخ عزام رحمه الله "وكان حكمتيار يهدد باستمرار محذرا الملك من القدوم ، ويحذر أنه سيقتل الملك فيما لو وصل إلى باكستان ، وكانت آخر هذه التهديدات في مجلس الشورى الذي اجتمع في مدينة الحجاج في إسلام اباد والذي أسفر عن انتخاب حكومة المجاهدين الحالية ، فقال حكمتيار: كل من نطق باسم ظاهر شاه فلن أصوب الرصاص إلا إلى زعيم حزبه ، وليس إلى صدره هو" . (انتهى) ..

لم يكن الرجل زعيم قبيلة ، ولا ورث المجد عن أبيه أو جده ، بل بنى لنفسه مجداً من لبنات التعب والنصب والجهاد والإقدام والصرامة والعزم والهمة ، قال الشيخ عزام رحمه الله :
"لقد كان حكمتيار وهو يعد للمعركة ويعقد الجلسات مع قادته مستشيرا مقررا موجها ليمر عليه أحيانا الليلة بكاملها لا ينام فيها سوى دقائق معدودة ، وكنت أدعو الله له وقد شكى لي في بداية الرحلة من آلام يعاني منها في ظهره وجنبه ، ثم قال لي في نهاية الرحلة بعد أن قطعنا ما يقارب مائة كيلومتر على الأقدام أو يزيد : أنها بركة الجهاد ، ما كنت أظن أني أستطيع أن أمشي نصف ساعة على قدمي، وهذه المسافة معظمها على الأقدام ، مع أن الآلام أحيانا كانت تقض عليه مضجعه فلا يهجع سوى دقائق معدودات ، ثم قال أخيرا : لقد ذهبت معظم الآلام التي كانت تعتصرني إرهاقا.
وكنت [عزام] إبان هذه الرحلة مشفقا كثيرا عليه ، وكان أول سؤال أبادره به غالبا صبيحة اليوم : هل نمت هذه الليلة ؟ وكنت أدعو له بعد أن رقيته". (انتهى)

ويخالج هذا العلو وهذه الهمة تواضع عجيب وحسن عشرة وحفظ للجميل ، فأسامة وأيمن أصغر منه سنا ، وهما في بلاده وبين ناسه ، وبنو أفغان يعرفون قدره ويشهدون بسابقته ، وبالرغم من كل هذا يقر بقيادتهما ويعلن انضمامه تحت لوائهما وهو القائد المحنك الفذ الذي فتح الله على يديه البلاد ودانت له العباد ، وكم يذكرنا هذا بموقف سيف الله خالد بن الوليد لما أتى أمر عزله من عمر وتولية أمين الأمة قائدا عاما للجبهة الشامية ، كيف رضخ أبا سليمان وانصاع للأمر وهو من هو (رحم الله الجميع) ، وقد سجل التاريخ لسيف الله تلك الواقعة بحروف من ذهب ، وزاده الله بتواضعه رفعة ، وخالد من أعرف الناس بمآل النزاع في ساحات النزال ، فحري بمن خطى خطو أبا سليمان أن يعي خطورة الموقف ويقدر مصالح الجهاد ..

إن تواضع الأمير حكمتيار قديم ، قدم تاريخه الجهادي الطويل ، وهذا الشيخ عزام رحمه الله يرسم لنا هذه الصورة الجميلة ، قال رحمه الله "ولقد كانت الخيول ترافقنا الرحلة على طول الطريق ومع هذا كله فإن نفسه الكبيرة [حكمتيار] تأبى عليه أن يركب وأن أمشي ، فكنت أفطن أحيانا إلى هذا ، فأركب رغم عدم حاجتي للركوب رحمة به لعله يرفق بنفسه فيركب بعد أن بلغ به الإرهاق مبلغه" .. (انتهى).

بمثل هذا التواضع يرتفع أهل الرايات ، وبمثل هذه الهمة تسهل الصعاب ، وبمثل هذه الروح يرتقي الرجال سلم المجد ليبلغوا منه المنازل .. لقد كانت راية الرجل واضحة ، وهدفه مُعلن ، ونيته ظاهرة ، قال الشيخ عزام رحمه الله "وقد كتب الله لي مرافقة الأخ المهندس حكمتيار أسبوعا بكامله وهو يتجول في أرجاء ننجرهار (منطقة جلال آباد)، يستحث الخطى ، ويتفقد الجبهات ، ويشعل الحماس ، ويشحذ العزائم في النفوس ، ويأخذ العهود والمواثيق على الناس ، وكان يأخذ العهد على أربع [ربما سقطت الرابعة] قضايا :

__________________



انا
الثأر

سأثأر ولـكن لرب وديــن *** وأمضي على سنتي في يقين


فإما إلى النصر فوق الأنام *** وإما إلى الله في الخالديـــن




  #3  
قديم 05-05-2006, 03:33 PM
الثأر الثأر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: بلاد الاسلام
المشاركات: 233
إفتراضي وعاد حكمتيار .... [حسين بن محمود] 6 ربيع الثاني 1427هـ

الرابعة] قضايا :
1. استمرار الجهاد لإقامة حكم اسلامي في أفغانستان.
2. الوقوف في وجه التحديات العالمية والمؤامرات الدولية.
3. رفض الأدعياء الذين تحاول الأيادي الخفية دفعهم إلى السطح .
وكان الناس مندفعين بحماس عجيب على البيعة وإعطاء العهد والميثاق. (انتهى) ..

ولعل شهادة رجل واحد غير كافية ، إذ أن الشهادة لا بد لها من رجلين عدلين ، وإن كانت شهادة الشيخ عزام تكفي من عرفه ، ولكن لا بأس بأن ننقل شهادة رجل ذهب إلى أفغانستان وكان خبره العيان ، رجل طلب الحق فأصاب كبده ، ذلكم هو الشيخ "سليمان بن إبراهيم بن ثنيان" ، فقد كتب هذه الرسالة بعد عودته من أفغانستان سنة 1415 للهجرة .. قال حفظه الله :

"الحمد لله الحق المبين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد:

فإجابة لطلب كثير من الإخوة ، وأداء للأمانة ، وإبراء للذمة ونصحا لهذه الأمة المنكوبة ، قمت بزيارة المجاهدين في أفغانستان في الفترة ما بين 6-14/2/1415هجري والتقيت بعدد كبير من المجاهدين والقائمين على الجهاد الأفغاني وعلى رأس أولئك المهندس حكمتيار.
وهذه زيارتي الثانية لأفغانستان ، فقد كانت الأولى في رمضان عام 1412 هجري ، أي قبل دخول كابل مباشرة ، حيث خصصت تلك الزيارة لعبد رب الرسول سياف وحده دون غيره ، وذلك لشدة إعجابي به حينذاك ، فدارت بيني وبينه عدة لقاءات رجعت بعدها بخيبة أمل ، وأسف شديد ، حيث لم أجد لديه الأجوبة الواضحة لما سألته عنه ، ولا لما دعوته إليه ، ولا لما حسبته عليه.
وبدأت الثقوب في ستار الإعجاب حتى تمزق تماما بعد دخول كابل.
وفي زيارتي هذه لأفغانستان استحضرت في ذهني قبل أن ألقى بحكمتيار جميع ما يقوله عنه الإعلام الغربي ، وما يدعيه خصومه والمعادون لأهدافه ، وحصل اللقاء – الله أكبر – يا لدهشة هذا اللقاء ! لقد وجدت أن ما يصوره الإعلام الغربي ومن سار في ركبه شيء ، والمهندس حكمتيار شيء آخر تماما . وجدت لديه من الإيمان بالله والثقة به والطمأنينة إليه والإستسلام لأمره ما أعجز عن وصفه ، فهو لا يخشى إلا الله ، ولا يرضى بشيء قط دون حكم الله على أرض أفغانستان . لا يفرح بالإنتصارات ولا ييأس بالإنتكاسات . ملتفت عما عند الناس زاهد فيه ، مقبل على ما عند الله راغب فيه . واثق ثقة لا حدود لها في ظهور أمر الله واندحار أعداء الدين .
لا تزيده الحشود وتكالب الأعداء ضده إلا إصرارا وعزيمة وإمضاء . يقوم الليل ، يصوم الإثنين والخميس ، حافظ لكتاب الله ، لا يذكر أحد بسوء قط ولو جاءته منه المسبات تلو المسبات والشتائم والمؤامرات الدنيئة ، يفكر كثيرا ويتكلم قليلا . فيه تؤدة وصبرا وإصرارا على المضي فيما يعتقده ، إلا أن يموت دون ذلك ..
هذه الصفات والمعلومات التي أسطرها عن حكمتيار لم أقلها هكذا عفوا أو نتيجة ميل أو هوى في النفس ، فيعلم الله العلي العظيم ، ما ناصرت هذا الرجل ولا دعمته بشيء قط قبل أن يبلي هذا البلاء الحسن ، ويثبت صدق نياته وحسن مقاصده ، بينما دعمت غيره وناصرته سنوات طويلة بكل ما أستطيع ، حتى تكشفت الأمور وتبين الصادق من الكاذب حينما عُرضوا على الشهوات . فسقط من سقط وثبت الرجال.
أقول ، اكتسبت معلوماتي عن هذا القائد الأفغاني الذي يحمل هموم إقامة هذا الدين على أرض أفغانستان ، وهموم فرض احترام الأمة الإسلامية على أمم الأرض ، اكتسبتها من لقائي معه وطرح أسئلة دقيقة محددة صريحة عليه حول ما يتهمه به خصومه من اتهامات ، وما يروجه الإعلام العالمي عنه من ادعاءات ، سمعت إجابات عليها وافية شافية بأدق وأصرح وأوثق مما طرحتها عليه . ثم وثق هذه الإجابات بعد ذلك رجال لا أحسبهم – والله حسيبهم – إلا من خيار هذه الأمة ، رجال يحبون الله ورسوله ، ولا مطلب لهم إلا إقامة هذا الدين ونصرة المؤمنين ، ويسألون ربهم الشهادة في سبيل ذلك ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر . وعلاوة على هذا الإثبات والبيان ، فقد كان لمتابعتي الطويلة للجهاد الأفغاني والمجاهدين ، وتقويمي لقادتهم بما ثبت لدي من عقائدهم وانتماءاتهم الفكرية وتصرفاتهم ، وتصريحاتهم الخاصة والعامة ، وواقع حياتهم التي نقلها إلي الثقات ممن عاشوا بينهم سنوات طويلة ، كان لهذا أثر كبير في معرفة المحقين من المبطلين ، وإن خُدعت سنوات طويلة ببعض المبطلين لعدم فرصة التبين والإبتلاء.
وبناء على ما توصلت إليه من حقائق ناصعة حول القائد المجاهد (حكمتيار) وأهدافه في الجهاد ، وحول خصومه وأهدافهم من قتالهم لحكمتيار ، أقول إنه : على من يؤمن بالله واليوم الآخر ، ويخشى الوقوف بين يدي الله تعالى في يوم عصيب أن ينصر هذا الرجل في جهاده ضد المبطلين بكل ما يستطيع حتى يحق الحق ويبطل الباطل ، ولا يسمح لتخطيطات الإعلام العالمي المعادي لهذه الأمة أن تؤتي ثمارها على يديه.
ومن كان في قلبه شيء من ريبة أو شك أو التباس ، وخاصة من العلماء والدعاة ، فليتق الله ربه وليذهب بنفسه ليطلع على حقيقة هذا الرجل الذي فتح صدره ومواقعه لكل باحث عن الحقيقة من المخلصين الصادقين الذين لا يريدون إلا وجه الله تعالى والدار الآخرة . ومن لا يستطيع بنفسه فليرسل من يثق به من أهل الثقة والدين ليتثبت له من الأمور ، ومن لا يستطيع لا هذا ولا ذاك ، فلا أقل من أي يعمل فكره وعقله ليدرك حقيقة الأمر بمعرفة أهداف ونوايا من يناصر هذا الرجل ومن يعاديه ، ومعرفة الحق سهلة ميسرة لمن صدق وجدّ في الطلب واهتدى بهدى الله واستنار بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ففي كتاب الله وسنة رسوله خير البيان والهدى والنور لمعرفة المحقين من المبطلين . ومن أغلق عليه في هذا كله فعليه أن يكف عن الخوض فيما ليس له به علم.
أسأل الله العلي القدير أن يحق الحق ويبطل الباطل ، وأن يحفظ الصادقين المخلصين ، ويدمر أعداء هذا الدين وأن يول على إخواننا الأفغان خيارهم ويصرف عنهم شر شرارهم . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

سليمان بن إبراهيم بن ثنيان
(توقيع الشيخ)
عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة في القصيم
30/2/1415 هـ (انتهى ، والبيان عندي مصور وموقع عليه كاتبه ، احتفظت به كوثيقة تاريخية ، وقد آن أوان نشرها ثانية)

__________________



انا
الثأر

سأثأر ولـكن لرب وديــن *** وأمضي على سنتي في يقين


فإما إلى النصر فوق الأنام *** وإما إلى الله في الخالديـــن




  #4  
قديم 05-05-2006, 03:35 PM
الثأر الثأر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: بلاد الاسلام
المشاركات: 233
إفتراضي وعاد حكمتيار .... [حسين بن محمود] 6 ربيع الثاني 1427هـ

إن القائد "قلب الدين" - ومنذ بداية الأحداث - وعى حقيقة المؤامرة التي تدبرها أمريكا للإطاحة بالإسلام (وليس بالحكومة الإسلامية) في أفغانستان . وقد عرض عليه قادة "التخالف الشمالي" الإنضمام إليهم مقابل بعض الإمتيازات فرفض ، وها هو اليوم ينظم إلى إخوانه المجاهدين الصادقين في حربهم ضد قوى الكفر والنفاق.

أما عن موقفه بعد الحرب السابقة ضد السوفييت ومقاتلته للسيطرة على كابل ، فتلك من الفتن التي عصفت بهذه الأمة (نسأل الله أن لا يعيدها علينا) .. إن الفتن التي تأتي كقطع الليل وتدع الحليم حيراناً لم ينجُ منها حتى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكيف بمن لا يقارن بهم في وقتنا الحاضر ، وقد اجتهد الأمير حكمتيار ، ولعله كان مصيبا في بعض اجتهاداته ، إلا أن الأمر كان ملتبسا ومتشعبا ومتداخلاً ومسوّراً بمكر تزول منه الجبال ..

إن في سيرة هذا الرجل عبر وعظات كثيرة ، وهو في الحقيقة : تاريخ أمة يمشي على الأرض ، فهو دليل واقعي على أن الأمر بيد الله لا بيد أعداء الأمة ، وأن الموت والحياة بيد الله لا بيد أمريكا ولا أذنابها ، وأن النصر من عند الله ، وأن الله يقلب القلوب ويتصرف في ملكه كيف شاء فيعز من يشاء ويذل من يشاء ويستبدل من شاء بمن شاء سبحانه وتعالى ..

لقد تعلمنا من سيرة حكمتيار أنه لا ينبغي لنا الحكم على المسلمين بزلة أو تأويل أو اجتهاد ، فهذا ليس منهج أهل السنة والجماعة وليس من العدل والإنصاف ، وعلينا دائماً الدعاء للمسلمين بالثبات على الحق ، ولا نفرح بزيغ مسلم وحياده عن الجادة ، بل نكيل له النصح ونتضرع إلى الله بالدعاء له ، إلا أن نتبين ونعلم علم يقين سوء طويته وكيده للإسلام والمسلمين (وهذا العلم لا يتأتى لكل الناس) ، وعندها نبرأ إلى الله منه ونحاربه وندفعه بكل ما نستطيع.

إن الحديث عن الرجل ذو شجون ، ولطالما تضرع المسلمون ودعوا له من على منابر المساجد في سائر الأرض ولإخوانه بالنصر والثبات ، ولطالما ذكر الناس اسمه في المحافل والمنتديات ، ولطالما تغنى المسلمون ببطولاته وإنجازاته التي تحكي قصة الجهاد الإسلامي في القرن المنصرم ، ولإن كان ذكّرنا قبل ثلاثين سنة بخال رسول الله سعد بن أبي وقاص الذي رمى أول سهم في الإسلام ، فاليوم يذكرنا - بتواضعه وعلو همته ونظرته البعيدة وحرصه على وحدة الصف – بسيف الله خالد بن الوليد ، فرضي الله عن الجميع ..

إنه المهندس قلب الدين حكمتيار ، الذي لم يُكمل دراسته الهندسية في جامعة كابل ، ولكنه وضع اللبنة الأولى في صرح الجهاد الإسلامي ، وهندس المعارك والحروب ، وسطر بمداد الرصاص خطوط المجد في تاريخ الأمة لسنوات طويلة .. ولولا خوفي أن يبلغه كلامي هذا لأثنيت عليه بما يستحق ، وحسبه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "من سن في الإسلام سنة حسنة ، فله أجرها ، وأجر من عمل بها بعده . من غير أن ينقص من أجورهم شيء" (مسلم) ..

فلتبشر أمريكا بما يسوؤها ، ولتستعد لصيف في أفغانستان أحر من رمضاء مكة ، ولتعد العدة لسحب نعاجها فقد أتتها السباع الضارية مكشرة عن أنيابها ..

نسأل الله بمنه وكرمه أن يجعل عمل جميع المجاهدين والشهداء والعلماء العاملين وكل من انتدب لنصرة الدين من المجاهدين في الثغور والمرابطين في ميزان أعماله ما بقي ثابتا على الحق منافحا عن الدين متوليا المؤمنين معاديا الكفار والمنافقين حاكماً بما أنزل رب العالمين ..

ونسأل الله أن يجمع شمل قادة الجهاد ويعصمهم برايته ، وأن تكون لهم الدولة ، وأن يمكنهم من رقاب الكفار والمنافقين ، وأن يهدي بقية القادة الأمراء إلى الحق وينضووا تحت راية واحدة وقيادة واحدة تقودهم بإسم الله وبكتاب الله وسنة رسول الله إلى نصر الله ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..


والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..


كتبه
حسين بن محمود
6 ربيع الثاني 1427هـ


،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
__________________



انا
الثأر

سأثأر ولـكن لرب وديــن *** وأمضي على سنتي في يقين


فإما إلى النصر فوق الأنام *** وإما إلى الله في الخالديـــن




  #5  
قديم 05-05-2006, 04:17 PM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي


اللهم أعز الأسلام و أنصر المسلمين
اللهم دك فسطاط الكفار و المنافقين

بارك الله الكاتب و الناقل
  #6  
قديم 05-05-2006, 05:01 PM
الحقيقة. الحقيقة. غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 856
إفتراضي

عاد نجم حكمت يار يسطع مرة أخرى ...
هنيئن لكم حكمت يار ...زعيم الحزب الإسلامي ...

إقتباس:
سليمان بن إبراهيم بن ثنيان
(توقيع الشيخ)
عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة في القصيم
30/2/1415 هـ

موضوع قديم جداً ..أخلت خزائنكم إلا من هذه المواضيع القديمة ...


أتريد أن تعرف من هو حكمتيار ..على حقيقته ..و.بلسانه ...؟؟؟؟؟


إقتباس:
كم كنت أعجب - بعد قيام الدولة الإسلامية في أفغانستان - من تأخر القائد قلب الدين حكمتيار عن بيعة أمير المؤمنين الملا محمد عمر ، حفظ الله الجميع .. ولا أدري كم مرة مرت على ذهني تلك الرسالة اللطيفة الأخوية الخالدة التي كتبها الوليد بن الوليد لأخيه المقدام خالد بن الوليد في عمرة القضاء ، :

أعدتم مرة اخرى لتشبهوا زعمائكم بالصحابة -رضي الله عنهم -
رجاء شبهم بمن شئت ولكن الصحابة لا تقترب منهم ..فهناك بون شاسع ..
  #7  
قديم 05-05-2006, 06:39 PM
الثأر الثأر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: بلاد الاسلام
المشاركات: 233
إفتراضي

الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله

ارى الضربات تتوالى على رؤوس

الحمقى من اذناب الصليب كما توالت
على راس سيدهم وولي نعمتهم الاحمق
المطاع كلب الروم ، هذا بفضل الله و منه

نسال الله ان تكون الفنية القاضية عن قريب

لتسقطه وعبيده الى الابد في مزابل التاريخ
بارك الله فيك يا شيخنا المفضال
حسين بن محمود
تحليلاتك دائماً رائعة وتوفي حقها

من حيث التوثيق و الاحداث
اللهم عليك باعداءك واعداء الدين عربا وعجما
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
__________________



انا
الثأر

سأثأر ولـكن لرب وديــن *** وأمضي على سنتي في يقين


فإما إلى النصر فوق الأنام *** وإما إلى الله في الخالديـــن




  #8  
قديم 05-05-2006, 08:04 PM
قناص بغداد قناص بغداد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 740
إفتراضي

ويخالج هذا العلو وهذه الهمة تواضع عجيب وحسن عشرة وحفظ للجميل ، فأسامة وأيمن أصغر منه سنا ، وهما في بلاده وبين ناسه ، وبنو أفغان يعرفون قدره ويشهدون بسابقته ، وبالرغم من كل هذا يقر بقيادتهما ويعلن انضمامه تحت لوائهما وهو القائد المحنك الفذ الذي فتح الله على يديه البلاد ودانت له العباد ، وكم يذكرنا هذا بموقف سيف الله خالد بن الوليد لما أتى أمر عزله من عمر وتولية أمين الأمة قائدا عاما للجبهة الشامية ، كيف رضخ أبا سليمان وانصاع للأمر وهو من هو (رحم الله الجميع) ، وقد سجل التاريخ لسيف الله تلك الواقعة بحروف من ذهب ، وزاده الله بتواضعه رفعة ، وخالد من أعرف الناس بمآل النزاع في ساحات النزال ، فحري بمن خطى خطو أبا سليمان أن يعي خطورة الموقف ويقدر مصالح الجهاد ..

إن تواضع الأمير حكمتيار قديم ، قدم تاريخه الجهادي الطويل ، وهذا الشيخ عزام رحمه الله يرسم لنا هذه الصورة الجميلة ، قال رحمه الله "ولقد كانت الخيول ترافقنا الرحلة على طول الطريق ومع هذا كله فإن نفسه الكبيرة [حكمتيار] تأبى عليه أن يركب وأن أمشي ، فكنت أفطن أحيانا إلى هذا ، فأركب رغم عدم حاجتي للركوب رحمة به لعله يرفق بنفسه فيركب بعد أن بلغ به الإرهاق مبلغه" .. (انتهى).
لله درك ياشيخنا حسين بن محمود
ولله درك يااخي الثار
__________________




لله در الفضيل بن عياض حيث يقول : لا تستوحش من الحق لقلة السالكين ، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين . وأحسن منه قوله تعالى : ( ولقد صــدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً مـن المؤمنين)
  #9  
قديم 05-05-2006, 08:27 PM
صلاح الأول صلاح الأول غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
المشاركات: 43
إفتراضي

باختصار :
حكمتيار كان يطلا ...
فصار بصلا ..

ومع ذلك فقد أفادنى فائدة لن أنساها : لقد علمني أن لا أغتر بالمظاهر .
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م