ما هي مصلحة الكويت في غزو العراق؟

[تمساح بري]

السبب بكل تأكيد هو الهاجس الأمني و ليس اقامة نظام ديمقراطي أو حقوق الانسان كما يدعي المسئولين الكويتيين لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

فالبعبع الذي ظل يلاحق الكويتيين في منامهم و يؤرق مضاجعهم ألا و هو الجيش العراقي اصبح الآن أضعف من قوة دفاع البحرين.

و اذا ما انشأ جيش عراقي في المستقبل فان أمريكا بالتأكيد ستحرص على أن يكون جيشاً ضعيفاً هزيلاً كالجيش الياباني أو الألماني بعد الحرب العالمية الثانية لكي يظل العراقيين في حاجة دائمة للأمريكان فيما اذا فكر أحد الجيران كالجارة القوية حالياً (اللقمة السائغة سابقاً) الكويت في الاعتداء على العراق.

زوال الهاجس الأمني المقلق سيساعد الكويت على الانتعاش اقتصادياً و يزيل من عاتقها المصاريف الضخمة التي تصرف على تأمين الكويت من الخطر العراقي و التي تذهب أكثرها الى واشنطن.

لكن في الجانب الآخر أعتقد أن زوال هذا الهاجس و زوال النظام المعادي في العراق سيشعل الجبهة السياسية الداخلية في الكويت بشكل غير مسبوق نظراً لغياب الخطر المشترك الذي كان يشغل الكويتيين و يوحدهم بشتى أطيافهم السياسية. أعتقد أن الأمر سينتج عنه في القريب العاجل اما اقصاء الأسرة الحاكمة هناك أو تقنين صلاحيتها بشكل كبير على أقل تقدير نظراً لعدم الحاجة الى رمز سياسي (كالأسرة الحاكمة) يتوحد حوله الكويتيين بعد غياب الخطر المشترك.

ربما في ذلك الوقت يحتاج الكويتيين الى الأمريكان ليحرروهم من هذه الأسرة و سيكون العراق المكان الأفضل لانطلاق قوات التحرير و التي لا حاجة لأن تكون أكثر من سرية ممرضات ببنادق ماركة (منقاش) الأصيلة.