مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 24-11-2001, 05:39 AM
osama-mostafa osama-mostafa غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2001
المشاركات: 10
إفتراضي الوعد الحق

الوعد الحق
انقضى الشك واقترب اليقين
الآن..
ترتفع عن العيون الغشاوة.. وينقشع الوهم.. ويقترب اليقين..
الآن..
ينكشف كذب الكذابين .. وينقطع وهم الموهومين.. وينفضح خداع الخداعين ويبطل انخداع المخدوعين..
الآن.. يخلع الشيطان كل أرديته ويتعرى .. بلا – حتى – ورقة توت تستر عورته القبيحة..
الآن .. يعترفون أنهم يشنون حملتهم الصليبية علينا..
أقول : يعترفون..
لأنهم لم يكفوا عن شنها علينا يوما واحدا منذ عشرات القرون.. منذ مؤتة..
الآن.. نخوض حربا نكرهها لكنها مفروضة علينا.. نخوضها وجل حكامنا وجيوشنا يقفون في صف الأعداء ضد الأمة .. نخوضها وقد نكص ولاة أمورنا عن القيام بالحد الأدنى الذي يبيح لولى الأمر أن يكون ولي أمر: أن يحصن بلاده ضد الأعداء ويحميها منهم.. أما ولاة أمورنا فقد فتحوا بلادنا للأعداء ويحمونهم منا..
الآن نخوض الحرب الصليبية التي أعلنوها علينا ونحن في أقل درجات الاستعداد لها.. فحكام لاهون متواطئون مع الأعداء و أمة غائبة بالجهل أو مغيبة بالقهر ونخبة مثقفة أشد سوءا من الحكام ومن الأعداء جميعا.. نخبة مثقفة ضالة مضلة جعلت أكبر همها أن تبعد الأمة عن دين الله و أن تشوه كل نبيل و أن تدنس كل شريف و أن تقدس الخائن والعميل.. فكانت في حد ذاتها علامة من علامات الساعة الصغرى كما أنبأنا سيد الخلق صلى الله عليه وسلم : " ترتفع التحوت وتوضع الوعول : ( أي: يُكرم الفسقة ويٌهان الكرام).. هذه الفئة التي تحتفي أيما احتفاء بنبوءات الدجال اليهودي نوستراداموس لكنها تزورّ معرضة إذا واجهناهم بنبوءات سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.
***
الآن تبدأ المعركة وينقضي الشك ويقترب اليقين وتسقط كل الدعاوى التي طالما خدعونا بها.. نعم.. كل الدعاوى وكل الفلسفات تسقط..
فهاهي ذي الديموقراطية التي طالما قدسوها تسفر عن طغيان بربري دموي مجرم يهدر حتى القيم الأخلاقية لأكثر الإمبراطوريات وحشية في التاريخ.. ولقد حصرت خمسة ملايين قتيل ( أرجو أن يتقبلهم الله شهداء) بسبب إجرام الحضارة الأمريكية التي تقودها أمريكا.. هذه الملايين الخمسة تم قتلها خلال العقود القليلة الأخيرة.. ولو وسعنا نطاق البحث ليشمل العالم الإسلامي.. ثم لو وسعناه أكثر ليشمل العالم.. ولو وسعنا النطاق الزمني من خمسين عاما إلى خمسمائة عام لبدت لنا بشاعة الصورة كاملة.. بشاعة محتوي رمز الديموقراطية التي يحاولون بمساعدة ولاة أمورنا وبعض مثقفينا أن يقدموها لنا كبديل أفضل من الإسلام.. بل لقد بلغ الأمر بمثقفينا ( أقصد العملاء الذين اصطفتهم واجتبتهم حكومات جاهلة أو عميلة ) أن يضعوا الديموقراطية كعنصر حاكم على الإسلام فإن وافق الديموقراطية فلا بأس و إن لم يوافقها فإنه لا يصلح.
سقط النموذج الذي يقدمونه للديموقراطية إذن.
وهاهي ذي حقوق الإنسان أيضا تسفر عن عنصرية همجية وحشية مسعورة..
كما أن لواء المساواة يسفر عن عكسه تماما.. و إذا بهذه الكائنات البيضاء المتقدمة على مستوي التكنولوجيا والمنحطة علي مستوى الروح تتصرف كحيوانات الغابة.. بل أضل سبيلا..
إنهم يستمتعون بقهرنا و إذلالنا..
والحكاية طويلة ومريرة..
***
في إيجاز معجز يختصر "العلامة محمود شاكر" الأمر لنا في كتابه البالغ الأهمية "رسالة في الطريق إلى ثقافتنا" حين سقطت أوروبا في حمأة القرون الوسطى المظلمة منذ سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية سنة 476 أي قبل الهجرة بنحو من مائة وخمسين سنة، والحقيقة أن أوروبا كانت ساقطة فيما هو أسوأ من القرون الوسطى قبل ذلك بقرون طويلة. كانوا في جاهلية جهلاء، أهلها همج هامج، لا دين يجمعهم، وعند مجيء الإسلام لم يكن سلطان الكنائس المسيحية مبسوطا علي معظم أوربا المعروفة الآن، كانت روما قد سقطت والشمال كله وثنيون برابرة ، و كان سلطانهم مبسوطا على الشام ومصر وشمال أفريقية منذ قرون طويلة سبقت، وفى طرفة عين، في أقل من ثمانين سنة، تقوض فجأة سلطان الرومان على هذه الرقعة الواسعة، وتقوض أيضا سلطانها على نفوس الجماهير الغفيرة من رعاياها ، الذين دخلوا الإسلام طوعا، بل و أعجب من ذلك، صاروا هم جند الإسلام وحماة ثغوره وعواصمه، وحصروا الروم في الشمال، وجاهدت الدولة البيزنطية في الشمال أن تسترد ما ضاع، وظلت أربعة قرون تحاول أن تعود فتخترق هذا العالم الإسلامي من طرفه الشمالي عند الشام، وذهب جهدها هدرا، ولم يغن عنهم السلاح شيئا، وكل يوم يمر، يزداد رعايا الرهبان والملوك انبهارا بالإسلام وخلقه وثقافته وحضارته، وظل الصراع مشتعلا مدة أربعة قرون بين الروم المحصورين في الشمال وبين المسلمين الذين يتاخمونهم جنوبا، وتدبر الأمر قادتهم، وداخلتهم الخشية أن يفضي الأمر إلى زوال سلطانهم عن جنوب أوروبا، وخيم اليأس فانطلق الرهبان يجوبون شمال أوروبا ليدخلوا أهلها من الهمج الهامج الذي لا دين له في النصرانية، ليكونوا بعد قليل مددا لجيوش جرارة تطبق على ثغور الإسلام ، ويعدوهم لخوض المعركة العظمى ، ثم جاء ما يبدد هذا اليأس، هذه هي الجيوش الجرارة من النورمنديين والصقالبة والسكسون بقيادة الرهبان وملوك الإقطاع التي جيشت من الهمج الهامج جيوشا تتدفق من قلب أوروبة، تريد مرة أخرى اختراق العالم الإسلامي من شماله في الشام، ونشبت الحروب الصليبية التي استمرت قرنين كاملين (489-690 هجرية/ 1096- 1291 ميلادية) ، وفى خلالها استولوا على جزء من أرض الشام، و أقام به بعضهم إقامة دائمة، و أنشأوا ممالك، وخالطوا المسلمين مخالطة طويلة، كانت فرحة رائعة لهم لكنها انتهت بالإخفاق واليأس من حرب السلاح، وخمدت الحروب تقريبا بين الإسلام والصليبية نحو قرن ونصف قرن، ثم وقعت الواقعة، اكتسحت الأرض الرومية في آسيا، في شمال الشام، ودخلت برمتها في الإسلام، وفى يوم الثلاثاء 20 من جمادى الأولى سنة857/ 29 مايو سنة 1453 ميلادية، سقطت القسطنطينية، ودخلها محمد الفاتح بالتكبير والتهليل، إذن فقد وقعت الواقعة، واهتز العالم الأوروبي كله هزة عنيفة ممزوجة بالخزى والخوف والرعب والغضب والحقد، ولكن قارن ذلك إصرار مستميت على دفع هذا الخزى، و إماطة هذا الخوف والرعب، وإشعال نيران الغضب والحقد، ومن يومئذ بدأت أوروبا تتغير ، لتخرج من هذا المأزق الضنك، وبهمة لا تفتر ولا تعرف الكلل، بدأ الرهبان معركة أخرى أقسى من معارك الحرب، معركة المعرفة والعلم….. فقد أدركوا أنها الوسيلة للانتصار علينا…
***
في كتاب "محمد" تأليف كارين آرمسترونج أن بعض الأوروبيين أصبحوا يعتقدون آنذاك أن الإسلام قد يكتسح الممالك المسيحية اكتساحا شاملا، وفى سنة 1453، بعيد الفتح التركي لإمبراطورية بيزنطة الذي أتى بالإسلام إلى عتبة أوروبا، بدأ الأوروبيون يفكرون في ضرورة العثور على أسلوب جديد لمواجهة الخطر الإسلامي، قائلين أنه من المحال أن يلقى الهزيمة في ميدان القتال أو عن طريق أنشطة التبشير التقليدية، ثم جاء عصر النهضة الأوروبية، واكتسب الغرب الثقة في ذاته، ولم يعد الأوربيون يجفلون فرقا من الخطر الإسلامي، بل أصبحوا ينظرون إلى الدين الإسلامي نظرة المترفع الذي يجد فيه بعض التسلية والترفيه..
***
ونترك كارين آرمسترونج لنكمل الحكاية الدامية مع الدكتور محمد عمارة الذي يستحثنا أن ننظر إلى مآسينا كحلقات من حلقات الصراع بين المشروع الاستعماري الغربي وبين الإسلام و أمته وعالمه وحضارته، إنهم لا ينسون أبدا ونحن لا نتعلم أبدا ، لقد أقاموا الدورة الأوليمبية في أسبانيا سنة 1992 ميلادية احتفالا بمرور خمسمائة عام على اقتلاع الإسلام من غرب أوروبا عندما سقطت غرناطة ( 897 هـ/ 1492م) ، وفى ذلك الوقت كان الصرب يقومون باقتلاع الإسلام من وسط أوروبا( وكنا نحن نشاركهم احتفالهم الدامي بتسليم بغداد وفلسطين في مدريد).. وكان وزير الإعلام الصربي يصرح أن ما يحدث هو " طليعة الحروب الصليبية الجدية ضد الإسلام"…
وكنا نشاركهم ونتحالف معهم على أنفسنا…
يقول الدكتور محمد عمارة: إن هذه القرون الخمسة التي مرت على سقوط غرناطة واقتلاع الإسلام – بالإبادة ومحاكم التفتيش- من غرب أوروبا لم تكن هدنة من الغرب تجاه الإسلام، بل لقد مثلت في حقيقة الأمر غزوة صليبية دائمة، ومتعددة الحلقات، والجهات ، على امتداد هذه القرون.. لقد بدأت الصليبية الغربية منذ اللحظة التي سقطت فيها غرناطة حتى مشروعها الاستعماري الكبير الذي بدأ بتطويق عالم الإسلام تمهيدا لغزو قلبه وذلك حتى يتحقق نهب الثروة واحتلال الأرض وتغريب العقل وكسر شوكة الإسلام، وفى إطار هذا المشروع وعلى جبهاته توالت الوقائع والأحداث والمعارك البارزة في صراع الغرب ضد الإسلام وأمته وعالمه، فتحقيقا لمخطط تطويق العالم الإسلامي جهز الأسبان بعد شهر من سقوط غرناطة أسطول كولومبس للذهاب إلى جزر الهند الشرقية الإسلامية، دورانا حول إفريقيا لاكتشاف طريق تطويق عالم الإسلام، فلما ضل كولومبس الطريق وذهب إلى أمريكا نهض البرتغاليون بذات المهمة بعد خمسة سنوات فوصل فاسكو دى جاما إلى رأس الرجاء الصالح مكتشفا طريق الالتفاف الأوروبي حول عالم الإسلام وليواصل رحلة الالتفاف والتطويق إلى المحيط الهندي، وبعد سنوات قليلة حقق البرتغاليون أول انتصاراتهم فوق الساحل الهندي ضد جيش المماليك الذي خرج من مصر لمجابهة هذا التطويق، وما هي إلا سنوات حتى كان البرتغاليون بقيادة ماجلان – الذي تمجده كتبنا المدرسية يٌقتل وهو يحارب المسلمين في الفليبين، ويبدأ عصر الاستعمار الغربي الصليبي للفليبين التي تحولت إلى النصرانية بعد الإسلام وأصبح اسم عاصمتها : "مانيلا" بعد أن كانت تُنطق : " أمان الله" …. وبعد مرحلة التطويق لعالم الإسلام بدأت مرحلة الغزو لقلبه: حملة بونابارت على مصر( 1798) تلتها بعد فشلها حملة فريزر (1807) ثم غزو الفرنسيين للجزائر ثم هيمنة البريطانيين على الخليج العربي وعدن ثم احتلال الفرنسيين لتونس والإنجليز لمصر والإيطاليين لليبيا وفرنسا للمغرب ثم كان عموم البلوى عندما وزع الغرب بقايا العالم العربي بين قواه الاستعمارية في معاهدة سايكس بيكو التي تبعها وعد بلفور ليأتى بعد ذلك إلغاء رمز الوحدة الإسلامية وتحطيم وعائها بإسقاط الخلافة الإسلامية عام 1924 وطى صفحتها من الوجود للمرة الأولى في تاريخ الإسلام. وعندما حقق الغرب هذا الانتصار في تطويق العالم الإسلامي وغزو قلبه واحتلال أوطانه لم يُخف قادته أن ذلك جميعه قد تم ومنذ سقوط غرناطة في إطار حملة صليبية شنها الغرب على ديار الإسلام وواصل معاركها طوال هذه القرون، فالجنرال الفرنسى جورو يقتحم قبر صلاح الدين الأيوبى بعد احتلاله لدمشق ويركله بقدمه ويقول : " ها قد عدنا ياصلاح الدين" والجنرال الإنجليزى اللنبى يقول عندما احتل القدس – بمساعدة عربية!!- : الآن انتهت الحروب الصليبية…
***
ننتهى من حديث محمد عمارة لننتقل إلى "محمد حسنين هيكل" في كتابه حرب الخليج- آخر حرب صليبية ما تزال – حيث يلخص الأمر كله بقوله" … وعندما بدأ الغرب المسيحى (القرن الخامس عشر) يلتف حول القلب العربي الإسلامي، كان الخليج بعيدا يواجه مصيره دون أن يلتفت إليه بالقدر الكافى أحد، كان القلب العربي الإسلامي (مصر وسوريا) يقف حاجزا دون الغرب(…) مرتكزا في الشرق على الدولة المغولية الإسلامية في الهند، ومستندا في الغرب على الدولة أو الدول الإسلامية في الأندلس. وحاول الغرب المسيحى في الحروب الصليبية كسر الحاجز عند القلب، ولكنه فشل واستدار إلى الأطراف، فإذا سقطت في يده أمكن تطويق القلب وكسر الحاجز و إزالته تماما … وتحقق النجاح………….." ..
***
في القرن الماضى ظنوا أنهم قد أوشكوا على بلوغ غايتهم …
يقول الدكتور "مراد هوفمان" في كتابه : "الإسلام عام 2000" : "تنبأ الكثير من السياسيين والمستشرقين باختفاء الإسلام تماما، وفى غضون حياتهم!، فدرسوا الإسلام كحضارة على وشك الاندثار، عليهم أن يسجلوها لأجيال المستقبل"
كما يسجل تدهور حالة الأماكن المقدسة :" القذارة، انعدام الأمن، انتشار الخرافات، وصدق أو لا تصدق: شرب الخمر والدعارة حول الحرم.. بل وفى داخله أحيانا. لم تقم الصلاة بانتظام حتى بين الحجاج الذين هبط عددهم إلى 70000 عام 1814 ثم إلى 30000 عام 1860…
***
يا قراء : هل هذا تاريخنا أم هو أساطير الأولين … هل هذا هو تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا أم عبث يجب أن ننصرف عنه إلى ما تبثه في وعينا أجهزة تعليمنا و إعلامنا وتثقيفنا وأمننا كى تخدرنا وتخدعنا عن حقيقة أمرنا كى نساق إلى حتفنا كقطيع يساق إلى المجزرة وهو فرح بها نشوان …
لا …
ليست أساطير الأولين …
لست أدرى كيف يحاول بعض ولاة أمورنا أن يخدعونا عن كل ذلك، وكيف تطاوعهم قلوبهم وعقولهم وضمائرهم ودينهم كى يخدعوا أممهم بأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان..
إن أعداءنا لا يبذلون جهدا في إخفاء نواياهم.. إنهم يعترفون.. لا عن نبل في النفس ولا صدق في القلب بل عن نفس الاستهانة التي يبديها القصاب وهو يذبح الشاة مدركا أنه قد فاتها الأوان الذي يمكن فيه أن تقاوم مهما عرفت ما سيحدث لها …
يقول يوجين روستو مستشار جونسون ورئيس قسم التخطيط بالخارجية الأمريكية : لا تستطيع أمريكا إلا أن تقف في الصف المعادى للإسلام،أي إلى جانب العالم الغربي والدولة الصهيونية ، إن هدف العالم الغربي في الشرق الأوسط هو تدمير الحضارة الإسلامية، و إن قيام إسرائيل جزء من هذا المخطط، وليس إلا استمرارا للحرب الصليبية..
ويقول جارنر : إن الحروب الصليبية لم تكن لإنقاذ القدس ..إنها كانت لتدمير الإسلام…
ويقول راندولف تشرشل : لقد كان إخراج القدس من سيطرة الإسلام حلم المسيحيين واليهود على السواء، إن سرور المسيحيين لا يقل عن سرور اليهود، إن القدس قد خرجت من أيدى المسلمين، ولن تعود إليهم في أي مفاوضات مقبلة ..
ويقول محمد حسنين هيكل : إننى مندهش من روح العداء الصليبي التي تنتشر في الغرب الآن…
ليست الآن يا محمد حسنين هيكل بل منذ ألف و أربعمائة عام ..
ليست أساطير الأولين فحتى لطفى الخولى اضطر بعد أن برح كل خفاء أن يصرخ: إن روحا صليبية واضحة تحرك السلوك الغربي نحو العرب ..
ليسوا العرب بل المسلمين …
و ليست أساطير الأولين …
فما أكثر العبر وما أقل الاعتبار…
***
"ما أكثر العبر وما أقل الاعتبار" : يصرخ بها عادل المعلم في تقديمه لكتاب زفرات البوسنة لخليل بوشكار.. حين يلاحظ ملاحظة مرعبة … إن المسلمين من شعوب البلقان أوربيون من أصل لاتينية ومع ذلك يذبحون لأنهم مسلمون … فإذا حدث هذا لشعب أوروبي لأنه مسلم ! فماذا يمكن أن يحدث للمسلمين العرب أو الأفارقة أو الآسيويين… أولئك الملونين … إذا جاء دورهم ووقعوا في يد الغرب الوقوع النهائي…
***
لم يكن ما صرح به بوش إذن من أنه يقود حربا صليبية مجرد زلة لسان كما يحاول من خدعوا الأمة أن يدّعوا.
بل كانت كل الحروب السابقة حروب صليبية..
***
والآن .. تفرض الحرب علينا..
لا مناص من الهرب.. ولا مجال لعدم المواجهة..
الحقيقة تسقط سرابيلها و أقنعة الكذب المزيفة..
إنها حرب صليبية.. حرب ضد الإسلام وليست ضد الإرهاب..
***
سوف نتجاوز عن التفاصيل التي تعج بها الصحف والقنوات الفضائية.. سوف نتجاوز عن تصريح بوش عن الحرب الصليبية.. وسوف نتجاوز عن التهافت المخزي في الأدلة الأمريكية ضد طالبان و المجاهد أسامة بن لادن. وسوف نتجاوز عن الشبهات القوية التي تضع إسرائيل ومنظمات أمريكية في بؤرة الاتهام.. سوف نتجاوز أيضا أن كل دول العالم تقريبا لها ضحايا في مركز التجارة ما عدا إسرائيل.. و أن أربعة آلاف يهودي يعملون في مركز التجارة هذا لم يذهب منهم إلى العمل يوم الحادث أحد..!!..
سوف نتجاوز عن كل هذا، وعن تصريح جورج بوش أن المستهدف ليس أفغانستان فقط بل ستين بلدا ( عدد الدول الإسلامية).. وعن الصلف والتعالى والازدراء نحو المسلمين ( أحد الاقتراحات كان خلط القنابل التي يضربون بها بدهن الخنازير).. لأننا لو لم نتجاوز عنه لكان المعنى أننا نصدق الادعاءات الأمريكية.
***
نعم..
كل ما تقوله أمريكا مجرد ذرائع.. أما ضرب طالبان فهو خطة محددة سلفا ( صرح بذلك وكيل الخارجية الباكستانية السابق عن علم واتصالات تمت معه شخصيا بصفته الرسمية وليس عن استنتاجات) والموعد الذي كان محددا للضربة منذ عام كان هو منتصف أكتوبر القادم!!.
كانت ذريعة الكويت من أجل احتلال منابع البترول في الخليج والسعودية..
وذريعة أفغانستان اليوم استمرار لخطة الشيطان في تمزيق العالم الإسلامي والاستيلاء على ثرواته. فالمستهدف ليس أفغانستان ولا طالبان ولا أسامة بن لادن.. المستهدف آسيا الوسطى بكل ما فيها من مسلمين وبترول.. والمستهدف تمزيق الباكستان وحصار إيران.. وبث مزيد من الشلل والرعب في العالم العربي والإسلامي..
أما أفغانستان وطالبان فليست سوى ذريعة ..
كل ما تقوله أمريكا ذريعة ..
نعم.. فبريطانيا لم تحتل مصر سبعين عاما من أجل الحمّار المالطي، ولا إسرائيل غزت لبنان من أجل جرح سفيرها في لندن.. ولا أمريكا احتلت الخليج ودمرت العراق ومزقت الصف العربي من أجل تحرير الكويت.. على الأقل.. كان يمكن تحرير الكويت دونما تدمير العالم العربي.
ضرب طالبان ليس سوى ذريعة..
وطلب تسليم أسامة بن لادن ليس سوي ذريعة..
فإن استجابت طالبان وسلمته فقد كسروا الرمز الوحيد في العقود الأخيرة للنخوة والكرامة العربية فضلا عن أنه يمثل الآن المثل الأعلى في الأمة الإسلامية كلها.. ومع ذلك إن سلموه فسوف يتبعون ذلك بمطالب لا أول لها ولا آخر.. ومهما فعلت أفغانستان فسوف تضربها أمريكا.. لأسباب عديدة.. منها أن التشويه الذي حاولوا طول الوقت إلحاقه بها قد بدأ ينكشف.. ومنها أن أمريكا تهدف ضمن ما تهدف إلى تمزيق باكستان.. وهو ما سوف يحدث إن خانت حكومتها الله ورسوله والمؤمنين وتحالفت مع أمريكا ضد أفغانستان.. وفى ظل الإدارة القاصرة لحكومة علمانية تحول السلاح النووي الباكستاني – لأول مرة في التاريخ – إلى أداة لابتزاز الدولة التي تملكه.. فقد هددتها أمريكا بتدميره إذا رفضت التحالف معها.. والخطأ الفادح الذي وقع فيه برويز مشرف أنه قاس الأمور بمقاييس دنيوية .. بمقاييس المصالح الآنية.. وليس بمقاييس الحلال والحرام..
***
في القرنين الأخيرين على الأقل كان الحكام يخونون الله والدين، لكن الأمة لم يكن لديها فتوى شرعية صحيحة مجمع عليها بالخروج عليهم..
الآن يختلف الأمر.. فمع الحملة الصليبية التي توعدنا بها بوش، سوف يكون تعاون أي حاكم مسلم معها يخضع لفتوى صريحة توجب الخروج عليه وعزله.. و إزاء التضخم الأسطوري لقوات الأمن في العالم الإسلامي.. وهو تضخم ساعدت عليه وتشجعه الولايات المتحدة.. وفى ظل الأعمال الاستشهادية في فلسطين.. التي ضربت للعالم كله وللعالم الإسلامي على وجه الخصوص أروع مثال على فاعلية العمليات الاستشهادية.. في ظل هذا كله سوف تنتقل هذه العمليات الاستشهادية إلى العالم الإسلامي كله ضد الحكام المتعاونين مع أمريكا لضرب أفغانستان، حيث لا توجد هنا شبهة مهما كان ضعفها.. كتلك الشبهة التي أحاطت بالموقف مع العراق..
الحكم الشرعي الآن واضح.. الحاكم الذي يتعاون مع أمريكا ضد أفغانستان خارج على الإسلام ويجب خلعه..
***
إننى لا أتصور – على سبيل المثال – أن تتحالف دولة كالمملكة العربية السعودية مع أمريكا لضرب بلد إسلامى لتكون فى نفس الصف مع إسرائيل..
كما لا أتصور أن تستطيع أمريكا أن تفعل الكثير ضد أى بلد إسلامى دون مساعدة بلد إسلامى آخر..
ولا أتصور أن توافق بعض الحكومات الإسلامية على مسايرة أمريكا فى اعتبار المجاهد العظيم أسامة بن لادن – دون المجرم شارون - إرهابيا ..
والحكم الآن واضح..
مع العراق.. تمتع حكام الدول الإسلامية بشبهة تمنع خروج الأمة عليهم.. شبهة كتلك الشبهات التى تدرأ الحدود..كالشبهة التى تمنع إقامة حد الزنا على زواج المتعة رغم إجماع الأمة على تحريمه..
الآن لا شبهة تدرأ الحدود..
والحاكم الذى يتحالف مع أمريكا لضرب أفغانستان هو حاكم فاسق يجب خلعه..
***
نخوض الحرب المفروضة علينا .. وهى حرب علينا أن ندفع فيها ما كان يجب علينا أن ندفعه فلم ندفعه في كل معاركنا السابقة..
وربما.. بالمقاييس الدنيوية يبدو موقفنا بائسا..
لكننا نتحرك في اتجاه وعد الله..
وفى اتجاهات نبوءات المصطفى صلى الله عليه وسلم..
فمن هذه النبوءات حصار العراق ثم حصار الشام (سوريا-لبنان-الأردن-فلسطين) فيمنع عنها الطعام والمساعدات. وهاتان العلامتان السابقتان من أعجب ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيكون في آخر الزمان، فقد وقع هذا قريباً جداً حوصرت العراق ثم حوصرت فلسطين وتحقق قول نبينا المعصوم صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إذ قال صلى الله عليه وسلم: "يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم قلنا: من أين ذاك، قال: من قبل العجم يمنعون ذلك. ثم قال: يوشك أهل الشام ألا يجبى إليهم دينار ولا مدى. قلنا من أين ذلك، قال: من قبل الروم…" (رواه مسلم وأحمد).
نعم.. نتحرك في اتجاه وعد الله..
في اتجاه المبشرات والوعد الحق أنه ستعود خلافة على منهاج النبوة، ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك نبوة ثم خلافة على منهاج النبوة وتبقى ما شاء الله ثم ترفع ثم تأتي ملك عاض كأن له أنياب تعض من العسف والظلم الذي يقع منه، ثم يأتي ملك جبرية ـ جبروت ـ أشبه بالحكم العسكري الطاغي المستبد ثم تأتي خلافة على منهاج النبوة فهذه كلها من المبشرات، ومن المبشرات المهمة الانتصار على اليهود، النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر: يا عبد الله يا مسلم هذا يهودي ورائي فتعال فاقتله" ..
***
الحضارة الغربية هشة وخسيسة.. وهى لم تعاملنا بكل هذا الصلف والازدراء إلا لأننا نكصنا عن الجهاد فى سبيل الله وأن تكون مرجعيتنا هى الإسلام لا الأمم المتحدة.. وهى الحلال والحرام وليس المصلحة..
ولو لمس الغرب الصليبي من عالمنا الإسلامي استعدادا حقيقيا للمقاومة والحرب الحقيقية لتبدل الصلف إلى تزلف والازدراء إلى نفاق.. ولتسترجعوا ما حدث بعد حرب 73..
***
المعركة قادمة لا محالة..
لأنهم لا يقصدون الإرهاب بل الإسلام..
يقصدون القرآن..
ولن يرضوا عنا أبدا إلا إذا اتبعنا ملتهم..
نعم.. ليس تسليم أسامة بن لادن ولا ضرب طالبان بل المقصود ضرب الإسلام..
بل إن القرآن نفسه بالنسبة لهم كتاب إرهابي..
لا مناص.. ولا حل وسط..
هى حرب الصليب منهم وحرب القرآن منا..
وهو وضع سيجد كل مسلم نفسه فيه مستعدا للاستشهاد.. وهذه بالضبط هى الحمية التى ظل الغرب ألف عام يقتلها فينا .. حتى جاء الأحمق بوش ليوقطها فينا من جديد..
***
نعم..
الوعد الحق قادم..
وليشن بوش حملته الصليبية علينا ..
سوف نقاوم تحت راية القرآن..
وسوف ننتصر.. إن شاء الله..
***
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م