مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 14-08-2002, 11:14 AM
عبد السلام البراج عبد السلام البراج غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
المشاركات: 115
Arrow قصة قصيرة (يقظة)

يقظة

طرقات مطرقتي تضرب المنصة بعنف وصوتي يرتفع شامخاً بالحكم..وراح الحرس يجرون المتهم بينما كان يصرخ في وجهي بلا وجل من نهايته المحتومة، هذا لأني أحسست في عينيه حقيقة ما يقول: " أنا لست بريئاً، لكنك تقتل نفسك، أيها المتعنت! ضع نفسك مكاني، لا يحق لك..."
على الرغم من أنني كنت واثقاً من أن حكمي موافق للقانون، ومن أن الأدلة الموجودة كافية ومثبتة للجرم... فإنني لا أعرف ما النوع ذلك الشعور الذي انتابني، أهو شك؟ أهو انهيارناتج عن ضغوط الوظيفة والمسؤولية؟ أم هو تأنيب الضمير؟ لكن كل الأدلة كافية وثابتة!!
ما كان يحيرني هو قول الرجل واعترافه بعدم براءته ومع ذلك يقول إني أقتل نفسي! يا للحماقة! يقول إنه لا يحق لي!...
وصلت المنزل حاملاً ذلك الرداء الموشّح، الذي أعتز به وأفتخر، تنبه الكلب في بهو الدار، وانتصب هازا ذيله مرحبّاً بي، فداعبته، وكأنه شعر بالرضى والفخر فهزّ رأسه وأصدر صوتاً يشبه هدير الهر المدلل ثم عاد إلى نومه مسترخياً متمطياً...
صعدت الدرجات القليلة، كانت زوجتي قد فتحت الباب، وقد وقفت وهي تضع يدها على أحد جوانبه.. وداعبتني قائلة: "يا لك من زوج وفي تحيي الكلب قبل أهل بيتك.." قبلت وجنتها ودخلت... عندما أويت إلى الفراش كان كل شيء هادئاً، حت إنني أحسست بأجنحة الملائكة تداعب خديّ برفيفها الرهيف، استلقيت وكان حلم...
وجدت نفسي إنساناً آخرفي حيلة غير حياتي التي عهدت فصولها الزاهرة... وجدت نفسي أحيا حياة ملؤها الضجيج الوجودي: والدٌ غير مبال، وأم عصبية لسلنها سليط، وبيئة موبؤة: دخان مصانع، وأحجار متكوّمة هنا، وخردوات، ونفايات هناك...
القسوة كانت في ملامح الجميع، حتى الأطفال كانوا قساة،يتقاتلون بعنف، يتصارعون، يتحاجّون كما يصنع أهلهم، وجدت نفسي طفلاً جائعاً شرساً... عبقرياً. أجل عبقري! أليست العبقرية في هذه الحياة مرادفة لعمق الألم؟ أليس هناك ازدواجية ما بين المعرفة والجهل؟ بين العبقرية والجنون؟ بلى! كلنا متشابهون، لكننا لا نستعمل المفردات نفسها، نعم إن الاختلاف في المصطلحات لا في البشر! إنالحياة التي نعيش لا تهبنا إلا المصطلح، لكننا في نهاية الأمر من معدن واحد، وإن تمايزت القشور والمصطلحات !
كان والدي يعود آناء الليل الأخيرة، كنت أسمع وقع أقدامه السكرى، وصراخ والدتي، وقرقعة الأواني، كان ذلك يؤلمني! لكنه يدفع إلى المجهول، حتى إنني ألفته وأحسسته مع الأيام طبيعياً في الآباء لتشابههم، عللى الغالب، في تلك المنطقة من ضاحية المدينة.
... نشاتُ ذلك الفتى العنيد المتميز بصفات قيادية، دائماً كان أترابي يلتفون حولي، في المدرسة، في الحي، في اللعب... في المدرسة كنت الأول في الانتباه إلى شروح المعلمين، كنت الأول في المشاركة.. وكنت الأخير بترتيب العلامات! ولم يكن أحد ليستغرب ذلك، فإن لا مبالاتي كانت واضحة في كل ما أقوم به، شأني شأن من يحس بأن الطبيعة جحفته حقه، وضنّت عليه بما كان يجب أن تجود به، فراح يعاقبها إذ يعاقب نفسه! تلك هي صيحة الوجود الإنساني العميقة، الذي يحارب القدر، حتى ولو قرر الفرد إيلام النفس وجرح الجسد فإن في ذلك إثبات كيان ووجود بإرادة نابعة من ذاته وحدها.
ها أنا ذلك الشاب الفتي، وقد فتنتني إحدى الجارات، كانت عنيدة كوالدتي، شرسة كوالدي، متمردة مثلي، وفوق كل هذا كانت تتمتع بكامل الأنوثة البشرية... صوّبت جموحي، ووضعت قدميّ على جادة العمل المنتج فازداد مدخولي... طلبتها للزواج، ومن كان له أن يرفضني؟ ... وبسرعة ومن دون مبرر نقلتُ سكني وأعمالي إلى قلب المدينة، لماذا؟ لا أدري إذا كانت الإجابة منطقية, كان ذلك غامضاً إلى حد ما، ربما كانت رغبة الإنسان بالصعود، تلك الرغبة المشوبة بالخوف من الرفعة، لا! بل من زيف ما نظنه رفعة!
ها أنا أدخل المجتمع المالي من بابه الذي فُتحَ أمامي على مصراعيه، كانت علاقاتي جريئة, وخطواتي المالية كانت لا تعرف التردد، وكنت بارعاً باستعمال الأساليب الملتوية أكثر من أهل الصنعة بالوراثة! كما تيسرت لي ثقافة لا بأس بها فقد قرأت العديد من الكتب وتعلقت بذلك!... تفتّحت العلاقات أكثر فأكثر، وكنا أنا وزوجتي نشكل فريقاً متكاملاً مثالياً لعائلة برجوازية! نحن العصاميين، نحن من قمنا من اللاشيء، نحن الذين امتلكنا الحقيقة يوماً لأننا عشنا الند والنقيض، لكننا عزفنا عنها وصممنا آذاننا عن ذلك الصوت الجميل المؤلم! نحن من تراءت لنا حقائق كثيرة تجسّدها حياة الكائن البشري، وجلها يتجسّد فب أنه متعامٍ لا يرى إلاّ طفرة العصر، ولا يسير إلا كما ترغب الأكثرية، هذه الحياة الاجتماعية؟! هذه هي رغبات تلك الأرواح التي عاقبها الرب في اليوم الأول من خلقه لها! لله كم ننسى بسرعة! كم ننسى أصولنا وجذورنا كم ننسى أننا نعرف النهاية!فإن نساننا لبدايتنا يعمي أبصارنا، ويجعلنا نعتقد أننا نحيا من المجهول وإلى المجهول! نرى الحقيقة فنقول "أطياف الحقيقة"! نرى الخالق ونقول: " مستحيل أن نراه جلّ وعلا ، نحن ناقصون وهو كامل فكيف نراه؟ كيف لميزان الذهب أن يقيس أطناناً من الحديد؟ " لا أعرف كيف يحكم عقولنا هذا المنطق الكمي والنوعي حتى رحنا نفرضه قياساً واجباً في حق الخالق؟؟
ها أنا ذلك العائد ليلاً، وكنت قد أخبرت زوجتي عبر الهاتف أنني مسافر إلى مدينة بداعي العملمن أجل إتمام صفقة، لكن، ها أنا أعود فقد أُلغيت الصفقة... ها أنا أفتح الباب، أدخل ، أسمع آهاتٍ وهمسات، ظننتها تصدر عن التلفاز، دخلت غرفة الجلوس فوجدته مطفأ، عندها أدركت الحقيقة! ةإني لأتعجّب من نفسي لماذا لم أغضب؟ هل كنت أتوقع من رفيقة الدرب مثل هذه الخيانة؟ هل كنت أتوقع ذلك من التي أتقنت كل فصول اللعبة؟ حقاً أتقنتها!! كيف لي أن أنسىالآن في هذه اللحظة أن خيانتها لي تتويج للعبة التي لعبناها بملء إرادتنا؟ هذه هي حياة الصفقات في جانب من جوانبها! تمشقت مسدسي، دخلت غرفة النوم، لم أرد أن أعرف من هو، رأيته ولم أره، قلت له أن ينهض ويخرج بسرعة، فخرج غير مصدق أنه نجا, وأشرت إليها بالمسدس، راحت ترتعد، راحت تذكرني، رحت أسخر منها قائلاً لها: " وكيف نسيت ما تذكرينني به؟ " .
يا لغرابة الأمر بوسعي أن لا أقتلها، لكنني أردت ذلك، لا غضباً، ولا حميّة، ولا إنقاذاً لشرف، بل لأني رفضت واقعي... لأنني ـ أن نفسي ـ سمحت بحدوث هذا عندما قمت بأول خطوة على هذه الأرض، هذه الأرض التي تملؤها الرياحين والسنادس، ولكنها من زاوية أولى للرؤيةترى أنها ملأى بالعوسج والقندول، وفي الحالين ذلك غير مهم، لأننا ـ نحن البشر ـ عندما نعتاد رؤية شيء ما يصبح غير محسوس مع التكرار، وأكبر خسارة جرّتها علينا هذه العادة أننا بتنا لا نرى أنفسنا لكثرة ما اعتدنا عليها في تفاصيل هذه الحياة!
ها أنا أقف أمام القاضي قائلاً: " أنا لست بريئاً، لكنك تقتل نفسك، أيها المتعنت! ضع نفسك مكاني، لا يحق لك..."
... وانتهى الحلم! ها أنا ذلك القاضي من جديد أقف في وزارة العدل أقدّم استقالتي!
قابلت أثناء ذلك أحد الزملاء ففاجأه الأمر، وقال لي: " ما الذي دفع بك إلى هكذا قرار؟
إنك ـ والله أشهد ـ من خيرة القضاة! " ، قلت: " حقاً إنني من خيرة القضاة.. حقاً إنني من خيرة القضاة"!!
لقد تجسّدت صورتي عارية أمامي وبانت سوأتي لكنني لم أجد شيئاً لأواريَها، ليس عن أنظار الناس بل عن ناظري!
ـ تمت ـ
برجا /1999/
__________________
بالدم أوقّع

آخر تعديل بواسطة عبد السلام البراج ، 14-08-2002 الساعة 11:18 AM.
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 17-08-2002, 11:21 AM
عبد السلام البراج عبد السلام البراج غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
المشاركات: 115
إفتراضي

ألا تقرأون القصص ربما لم تعجبكم
__________________
بالدم أوقّع
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 17-08-2002, 01:00 PM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

أنا أحييك يا عبد السلام على كتابة القصة.
وأنا هنا أدعو لصرف الانتباه للنثر لأن الشباب يهتمون بالشعر فحسب.
وأعيدك إلى الموضوع:
http://hewar.khayma.com/showthread.p...threadid=25108
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 18-08-2002, 03:18 PM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
إفتراضي

أخي عبدالسلام،

لقد استمتعت بهذه القصة، هي حقة شيقة، ولديك أسلوب جذاب شدني إلى القراءة حتى انتهت القصة، اسمح لي أن أشكرك، وأن أفتتح بقصيدتك هذه بابا جديدا للأدب في خيمتنا، وهذا واجب عليك أنت وأخي بوفاتح أن تعلمونا كيف تكتب القصص.... استجابة لدعوة الأستاذ محمد ب، فنحن واللهِ عن ذلك بعيدون.

أتمنى أن أعرف ماذا سيفعل القاضي عندما يعود إلى البيت؟ كيف سيعامل زوجته وماذا سيفعل بحياته ليتجنب الخطأ الذي رآه أمام عينيه فقاده إلى التوقف ومراجعة نفسه. لكنك أنهيت القصة وسمحت لأخيلتنا بالتجوال في (ماذا تراه يفعل).

شكرا لك.
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 19-08-2002, 10:40 AM
عبد السلام البراج عبد السلام البراج غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
المشاركات: 115
Post

شكرا للمشرف على التحية وحقا هذا الضرب من الكتابة يحتاج إلى التشجيع لا في الخيمة فحسب بل في كل العالم العربي........
وشكرا للعزيز عمر مطر على استمتاعه بالقصة ، وأقول لك يا عزيزي لقد أقيت على كاهلنا حملا عصيا فمثلا القصة القصيرة يختلف في تسميتها بين الأقصوصة والقصة القصيرة حتى البعض أسماها بالمشهدية وكل محق
وبخصوص ( يقظة) أود تذكيرك أن جدليتها الأساسية ترتكز على الواقع والحلم من جهة وعلى العدل والظلم من جهة أخرى ولا يكون الهم في هذا النوع سرد القصة وإيصال الخبر إنما همها في حعل الذهن يتمادى أمام مشهديتها ( اعتمدت هنا ما يتفق النقاد على تسميته ب"الفلاش باك" لكن ميزته عن ما جرت عليه العادة فجعلته في الحلم ) لاحظ يا عزيزي كيف أن الماضي كان حلما وكيف أن القاضي والمتهم كانا شخصا واحدا ، وأن العدل وفقا لمجرى القصة ( وهذا رأي خاص ) كامن في الرضى التام للحكم ( القاضي ) عن نفسه........ ومن زاوية أخرى تعالج القصة موضوع حكم الإعدام....... وموضوع الجريمة الهادئة والقتل للرضى لا للانتقام ......... ربما كانت هذه القصة محاولة للبحث عن الذات بين ركام الحلم وصلابة الواقع ...... ناهيك عن جوانب كثيرة فالقصة القصيرة كغيرها من الضروب الأدبية الحديثة تأثرت كثيراً بما يعرف بالتكثيفية وهذا ما يجعل فيها بعضا من الشاعرية .......... وحفاظاً مني أن لا أشط كثيرا عن الموضوع قد أتكلم عن الموضوع لاحقا أم الآن فلكم مني السلام
__________________
بالدم أوقّع
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 27-08-2002, 02:59 PM
xXx xXx غير متصل
ارهابي
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 90
إفتراضي

سلامات


اخي قلت قصة قصيرة



طويلة كتير



xXx
__________________
!!!! .we watch ur begining

وقعت بحبك على الدرج
من اقوال الشاعر الكبير

الصديق كالحذاء عندما يعتق نرميه ونبحث عن جديد
من اقوال الفيلسوف والاستاذ الكبير
Argun

!! You are Welcome my Friends


الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م