رب ثمانية نافعة بمناسبة هزيمة المنتخب السعودي يوماً من الأيام

[مستبشر الساحات]

ذكرتني الأخت الفاضلة على رسلك بهزيمة المنتخب السعودي قبل سنوات أمام الألمان بثمانية أهداف مقابل لاشي في موضوع عن أفضل بلد عربي في الرياضة فتذكرت أني يومها انزلت في الساحات هذا الموضوع من كتابة الدكتور بدر بن حمود البد في صحيفة الرياض فأترككم مع المقال /


رب ثمانية نافعة
أخيراً ظهر الحق.. أعلنت الإدارة الأمريكية على لسان المتحدث الرسمي أن الولايات المتحدة تأكدت بشكل نهائي وقاطع أن المتهمين السعوديين بريئون تماماً من تهمة التخطيط والمشاركة في أحداث 11سبتمبر. وتوصلت الحكومة الأمريكية إلى تلك النتيجة من مباراة كأس العالم أمام ألمانيا التي أثبتت انعدام مهارات التخطيط، والحماس في التنفيذ في السعوديين مما يعني عدم إمكانية القيام بعمل معقد ودقيق مثل تلك الهجمات.
أورد هذه الطرفة التي انتشرت في أعقاب الهزيمة التاريخية ليس شماتة فينا ولكن دعوة لإعادة النظر في أولوياتنا. فمن خلال الحديث مع أفراد من أوساط متعددة في المجتمع (والذين اعترف أنهم في الجملة ليسوا من المتعصبين لكرة القدم) وجدت مع الشعور العام بالخيبة وجدت أيضاً إحساساً بالأمل من أن تكون هذه الصدمة سبباً في ايقاظنا من غفلتنا عن المنافسة الحقيقية مع شعوب العالم ألا وهي المنافسة في التفوق الاقتصادي لا الكروي. فالتفوق الاقتصادي هو الذي يسهم في زيادة دخل الفرد والرفاه الاقتصادي العام للدولة.
ففي سلم الاقتصاد الإلكتروني والمعلوماتي نجد أنفسنا في ذيل القائمة عالمياً. فلا توجد لدينا صناعة معلوماتية يعتد بها وتسبقنا بمراحل في هذا المجال الأردن ومصر والهند وهي دول أضعف منا اقتصادياً. وفي مجال التأهيل نجد أن المواءمة ضعيفة بين طلب سوق العمل ومؤهلات شبابنا المتخرجين الذين لا يجدون أعمالاً.
أجزم أنه لو ركزنا على التميز في صناعة المعلومات وسخرنا لهذا الهدف نفس التركيز الذي وضعناه للتأهل لكأس العالم، ووفرنا له المبالغ التي تصرف على المنتخب بأجهزته المتعددة لوصلنا إلى نتيجة باهرة كما وصلت دول أقل منا مقدرات.
ولست بأي حال ضد الرياضة، فإن للرياضة دوراً مهماً ولكن لا عندما يكون الشعب كله مشجعاً وإنما عندما يكون ممارساً، حيث في التشجيع ينال فائدة الرياضة أحد عشر فرداً بينما الآلاف في المدرجات أو مسمرون أمام التلفاز لا ينالهم إلا التوتر النفسي من القلق على النتيجة. إنه لأولى بالملايين التي تصرف على المنتخب أن توزع على الشباب في صورة نوادِ لممارسة الرياضة برسوم معقولة في كل حي وفي كل مدينة وقرية. وهنا تصبح رعاية الشباب فعلاً رعاية لكل الشباب، لا رعاية لفئة محدودة جداً من الشباب وإشغال وإضاعة وقت البقية الباقية من الشباب.
هناك شعور عام من أنه في هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها أن الأولية هي الاستثمار في تحسين وضع الشباب من خلال توفير فرص عمل لهم من جهة وتوفير نواد رياضية للشباب لاستثمار وقت فراغهم فيما يفيدهم صحياً. الكثيرون يشعرون بالألم من الهزيمة ولكن رب هزيمة أورثت نجاحاً كما نجحت كل من ألمانيا واليابان اقتصادياً بعد دمارهم تماماً في الحرب العالمية الثانية .