http://www.palestinianforum.net/foru...d.php?t=101768
د. محمد الريفي
نذالتنا جرأت الشيعة والأميركان على إعدام الشهيد صدام -
--------------------------------------------------------------------------------
نذالة شعوبنا وصمتها وسكونها تواطؤ مع أعداء أمتنا ومباركة لهم، ولولا هذه النذالة والصمت لما استطاع أحد أن يعدم الشهيد صدام في أعظم أيام المسلمين حيث عيد الأضحى المبارك.
هذه النذالة لها جذورها الضاربة في ثقافة شعوبنا المبنية على اللامبالاة والصمت والسكون والسلبية، لقد ذُبحت فلسطين وذُبح شعبها على أعين الشعوب العربية والمسلمة وسمعها ولم تحرك ساكنا، بل أخذت تزداد بلادة وحماقة وذالة، لقد احتل التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة العراق ودمروها وخربوها ومكنوا أعداء أمتنا الحاقدين على ديننا من النيل من الشعب العربي العراقي المسلم والاستهزاء بكل الشعوب العربية والإسلامية، ولا تجد من يبالي إلا القليل الذين لا يملكون تحريك ساكن، فأصبح حالنا في تعاملنا مع مصائق الأمة ومآسي شعوبنا كمن يحضر فيلما سينمائيا تراجيديا لا يملك حيال أحداثه غير الانفعال العاطفي وربما البكاء...
إن اعدام الشهيد صدام جاء تدشينا لنوع جديد من السياسة الأمريكية الخاصة بالشرق الأوسط، وجاء هذا الإعدام ثمرة لتحالف ما يسمى "المحور العربي المعتدل" مع الأمريكيين، وجاء بعد أن رفض الشهيد صدام حسين المساومة على البلاد والمقاومة، واشترط على الأمريكيين الانسحاب من العراق قبل أن يسمح لهم بالتفاض معه على أي شيء، وجاء عقابا غربيا ظالما لكل من يقول "فلسطين عربية حرة" ويدعم شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة.
إن إعدام الشهيد صدام بهذه الطريقة وفي هذا الوقت وبمحاكمة باطلة ينسجم مع المعايير المقلوبة للمجتمع الدولي الظالم، فقتلة الشعب العراقي يصولون ويحولون إفسادا وفسادا دون أن يجدوا من يردعهم، وكذلك قتلة شعبنا الفلسطيني ينالون احترام المجتمع الدولي وينعمون بحمايته ويفوزون بجوائز نوبل للسلام... هكذا كل شي أصبح الآن مقلوبا رأسا على عقب... ولكن شعوبنا لا تزال مخدوعة مضللة لا تستطيع أن تميز بين الأشياء.
إن شعوبنا آثمة بسكوتها كل هذه السنين على جرائم الأمريكيين واليهود الصهاينة والبريطانيين وغيرهم من الغربيين المعتدين... إن شعوبنا آثمة لأنها لا تملك سوى الصمت ولا يعنيها غير الحصول على قوت يومها حتى لو باعت أوطانها ودينها وكرامتها... إن شعوبنا آثمة لأنها منقسمة على نفسها بين علماني يكره الإسلام وليبرالي يعمل على إلغاء الإسلام من الوجود وبين طابور خامس ... وهكذا، شعوبنا آثمة لأن لديها القابلية للخداع والتضليل والترويض... شعوبنا آثمة لأنها لم تتسلح بالإيمان والوعي فأصابها مرض الوهن... إن شعوبنا آثمة لأنها لم تقل "لا" لحكامها الظلمة المتواطئين مع أعداء أمتنا وديننا... إن شعوبنا آثمة لأنها قبلت أن تعطي الدينية في ديننا وعروبتنا وإنسانيتنا... ألا لا نامت أعين الجبناء.
أما الحكام فقد انتقلوا من التحالف السري مع أعداء شعوبنا وأمتنا إلى الجهر بعدائهم للإسلام وتوطئهم وخيانتهم... فحسبنا الله ونعم الوكيل.
حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، ولينصرن الله من ينصره، وكتب الله لأغلبن أنا ورسلي، وإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا، ونسأل الله أن يتقبل صدام حسين عنده شهيدا، ونسأل العزة لأمتنا والنصر والتمكين، ونقول لمن اختار هذا اليوم العظيم ليقترف جريمته بأننا نحن المسلمين فرحنا بالعيد عبادة وتقربا إلى الله تعالى وتضحية في سبيله، فلن نلطم الخدود ولن نشق الجيوب ولن نكوي أجسادنا ونبقر صدورنا لأننا نؤمن بالله تعالى ونثق بنصره ونتوكل عليه ونصبر على البلاء ونستعذب التضحية في سبيل الله.