مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة الساخرة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 30-12-2001, 05:57 PM
بيص بيص غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 26
إفتراضي انصحك بعدم قراءة هذا الموضوع لطولة وتفاهته

عريضة احتجاج

فخامة الوالي…
في القرون الأخيرة من حياة الرعية تبدلت حالهم وتنغص عيشهم في معظم أرجاء القبيلة، أغلب من وليتهم أمورنا ما بين النهر والبحر تولونا لنفع أنفسهم ومن لف لفهم ضاربين بعرض وطول الحائط كل مقدسات السكان من عاربين ومستعربين وشعوبيين وضيوف مقيمين ومهاجرين من قبائل أخرى، نعرض لك في كتابنا هذا راهن ما آلت إليه الأمور راجين أخذ القضية بنظر الاعتبار وأن يرتأي سيادتكم حلاً لهذا العار، وإلا سنضطر لمغادرة الدار ونلوذ بالفرار من بطش عاملوك على هذه الأمصار. اعلموا يا سيدي وفقكم الله لما فيه خيرنا وصلاح ولايتكم لنا وقد أُعذر من أنذر. وإن لم يلق طلبنا هذا أذناً صاغية فنحيل شكوانا لله يقتص منكم لنا ولكم الصبر والسلوان بفقدنا. وعليه نطلب:
إقالة عاملكم على الجزر الغربية من القبيلة كونه اعتبر حريات الناس ملكاً له فصار يوزعها كأوسمة استحقاق لمن يشاء ويحبسها عمن يشاء، ولما اخترنا بديلاً عنه ارتضيناه ليرعى أمورنا أنكر عاملكم علينا وعليه حقنا بأن يكون أمرنا شورى بيننا وفرض نفسه والياً علينا بما لم ينزل الله به من سلطان، قاتلناه فقاتلنا فغرقت جزائرنا بدمائنا مات منا من مات، وفر بجلده من تمكن من الفرار لاجئاً لدى قبائل وشعوب أخرى فقلّ تعدادنا وشقت عصانا.
عاملكم على ولاية ملتقى المرجين أعلن الحرب علينا بنا فمات معظم رجالنا فترملت النساء وثكلت الأمهات. فرض على السكان ضرائب ليس بوسع خزائن سليمان بدفعها ويربت بالسياط على رؤوس الممتنعين عنها لقلة ذات اليد حتى تورمت أذهاننا وانتفخت بطوننا وعجزنا عن ملاقاة ما لا قوى لنا بهم من الخصوم الذين امتطوا مقدساتنا وشردونا ولا نزال عراة مشتتين منبطحين على بطوننا بين كثبان الرمال الكاوية.
عاملكم على ولاية الزيتونة العتيقة أغلق المعابد وأفتتح في مبانيها صالونات حلاقة وملاهي وبارات. واليكم على دار الزبّاء فطيم لا يميز التمرة من الجمرة يتدحرج بين الرجال ثم ضل السبيل بين النعال، منع الشورى وأفشى الزور. أما واليكم على منطقة الجبال فقد آذى الذميين، تنكر للقوانين، حطم نصب صلاح الدين، فتأخرنا عن العالمين بألف سنة مما تعدون. بينما عاملكم على ولاية التماسيح اتخذ صحباً مماسيخ، هدموا مأرب فجرفنا الطوفان.
الولاية حق والطاعة حق والحق حق، أما إن كانت الشورى حق فلما يخلف الوالي فطيم الوالي…! كل ولاتك على رقابنا يورثون العروش لبنيهم ويتنازعون عليها مع ذويهم، فيرثون معها سخطنا، يعمقون جراحنا فنلعق جراحنا. تتجدد ولاية مختار كل ولايات القبيلة ما مدّ الله بعمره، يستوي على عرش المخترة ويده الحجاجية على قبضة المهند، يهشون علينا كما لو كانت القبيلة حظيرة حملان يملكونها بالتناسخ الوراثي، فصارت أسماء الألقاب مشتقة من المهن لا سبيل إلى تبديلها: يوسف النجار، موسى الجزار، نزار الشاعر، سليمان الحكيم، محمد القاضي، توفيق التراكتور، غسان الحفار قبور، منذر المختار، عادل الوالي، علتان الـ… كل يرث عن أبيه الاسم والمهنة ويورثها لأبنائه. باسم الدين يقصعونا كما لو كنا نجاسات، باسم الأخلاق يسلخونا كما لو كنا أبناء مومسات، باسم ما يسنون من قوانين يكوونا كما لو كنا نحن الطغاة.

جلالة الوالي المفدى…
نحن لا نطلب منكم تحريم محلل ولا تحليل محرم، نبغي نيل الحد الأدنى مما يسمح لنا بتمييز أنفسنا عن دوابكم كي نتشبه ببني البشر من عباد الله القابعين خلف أسوار قبيلتنا المنيعة. هذه التجربة الكتعاء العرجاء الجدعاء بالولادة يتم تسويقها عنوة بكل ما تحمل من ظلم وجور وتجاوز لأبسط أعراف ما أنزل الله به من سلطان. فهل من مبدل للأحوال يا سيدي..!؟.
في الآونة الأخيرة علا صهيل البعض ونهيق آخرين من ولاتك، مخاطبين المهاجرين جاهدين لإقناعهم بشتى الوسائل والسبل من أجل عودتهم إلى حيث مربط خيلهم دون أن تسقط شعرة من لحاهم أو شواربهم. نعلم جميعاً بأن هؤلاء مواطنون فوق العادة، فتفرقنا عنهم بين مصدق ومكذب أو مهوّل للنبأ. بالغ جماعة فوق العادة الوصف فصوروا الجداول والسواقي مروراً بدجلة والنيل على أنها صارت تنزّ عسلاًً وتنضح خمراً، مما أثار الشك في قلوب بعضنا حول مصير الآلة التي تكتم الأنفاس وتبعج المؤق.
بلا شك واقع المغتربين يمثل انعكاس واضح للتباين والفوضى التي تعج به حظيرة القبيلة من نوق وحملان. تلك الزركشة والبرقعة والزعيق والصخب ممزوجة بعفونة القهوة المرة المطعمة بحب الهال ليس هي إلا ميزة ينفرد بها كل منا مع بعيره وصحراؤه. ربما يختلف مهجر أبو ماضي، جبران، أيوب، غنيم وأمثالهم عن مستنقع القبيلة الحالي. لا يمكن اعتبار المهاجرين فاقدي البصر والبصيرة ولا يرون ما تنجر وينجر من خوازيق حكومية رسمية مغطاة بستار قناع أملس ومدهونة بلعاب التنين، بل يحاول كل منا النجاة وعدم الجلوس على أي أداة منجورة مهما كلف الأمر. قد يتبادر للمواطن الذي لم يهاجر بعد والقابع في كوخه بين النهر والبحر على هضبة أو بين الكثبان الذهبية بأن المهاجر كسب حريته وخسر مسقط رأسه فحسب… ويجهل أننا في وضع لا تحسدنا عليه حتى حمـارة مختار قريتنا العرجاء. يحسبوننا نتنفس عبق الحرية في بلاد الفرنجة لا فساد فيها وتعج بالديمقراطية… لكن للأسف ليس الأمر كذلك… كباريهات الغربة مكتظة بكلاب وعسس الوالي، يسجلون بدقة حتى همسات المغتربين مع حسناوات وراقصات النوادي والملاهي الليلية.

سماحة الوالي المحترم…
لو وزعت حكومتكم الموقرة ما تصرف على مخبريها وعملائها الذين يرسلون بمهمات تتبع ترصد لقض مضاجع مهاجري القبيلة في الغربة على الثلة الفارّة بجلودها من السلخ لتصالحوا مع القبيلة. الغريب في الأمر أن سعادتكم إما أن يكون غبياً لدرجة البله ولا يمكن معها القبول بحكمكم شرعاً، وذلك لأنكم لا تميزون مسألة إشباع البطن الذي يكف اليد ويخجل العين ويربط اللسان من فرقعة المصارين الفارغة التي تحسبونها خطب الشتم والهجاء، أو أنه جشع بلا حدود وتنوون الاستيلاء على الأخضر واليابس. تعلم سيادتكم أن الديك الضعيف الذي يفطر سيادتكم لحمه كل صباح يقاوم حدّ السكين ما بوسعه المقاومة. قبلنا بأن تسلخوا جلودنا وتلبسوها لمن أحببتم، لكن سنقاوم ما بوسعنا مقاومة حد السكين الذي تسلطه حاشيتكم لتحويل دمائنا لقهوة مرّة يرتشفونها مع الضيفان على شرفات منازلهم الفخمة. نرفض أن تنهش أكبادنا بعد شيها لتقدم كمقبلات مفرومة مع السلطة الروسية على طاولات النبيذ المعتق. إذ لمجرد نفينا لواحد من الأسباب المذكورة آنفاً يرى مستشاروكم في رؤوسنا سنابلاً ناضجة ويباشرون حصادها. اعلموا يا سيدي إن كنتم لا تعلمون أننا لا نطمح بقلب كرسي ولا الاستحواذ على منصب أحد، كل منا يصل الليل بالنهار في المهجر ساعياً لكسب رغيف الخبز البائت، فما بالك بالساخن في الوطن، بشرط ألا يشوى على نار قلوبنا المحترقة يا سيدي. وقتذاك ستجدون فينا السمع والطاعة بالجملة والمفرق. لابد من التأكيد أيضاً أنه ليس مهنة ولا ترفاً فكرياً أو حضارياً أن يكون المرء متخاصماً مع أولي الأمر… ليس هناك مواطن واحد غادر أو سيغادر القبيلة بهدف التغرب أو التمتع بسادية الهجرة للتفسح. السبب الأساسي يا سيدي يكمن في طول باع الذين وكلتموهم على زرع رقابنا فصاروا يحصدونها وفقاً لأمزجتهم المتبدلة، يعاملون المواطنين في وطنهم كمهاجرين أو أجانب، بل قل كأسرى حرب وقسْ إلى ذلك. xxxxس هؤلاء عملية مصادرة الفكر والتفكير من الكباريهات والحانات الحكومية وصولاً لمقدسات القبيلة. يحلفون باسمكم ويتسترون خلف عباءتكم، يطالبونا بخلق صورة لمن لا صورة له أو تحسين صور الزبانية وزناديق الليل. هل يمكن رسم أيقونة ملاك للفزّاعة البشرية يا سيدي؟ إنهم يعبثون بنا كما لو خُلقنا ليُعبث بنا. هلا نظرتم بما آل إليه حال الرعية بلا وسطاء معتوهين… هلاّ نحيتم المفسدين الضالين الذين يزعمون أنهم يقيمون الليل والنهار مقابل زُق ورتق. لن يغادر المواطن مربضه طالما لم يجع، لن يكره المواطن ذاته إن شبع، لن يكفر المواطن إن عومل كمواطن..! ليعلم سعادته أنه في حال توفر الخبز والثريد للاجئي القبيلة سيخلعون جلباب التعارض مع سعادته، وينبحون السحاب في المناسبات والأعياد الرسمية. إن عدد جياع المهجر الذين تنكبوا مهنة الغضب والخصام لا يتجاوز عدد جواري سيادتكم. إما أن تعيدوهم كمواطنين ولن تضيق بهم أسوار القبيلة المنيعة، أو أن تخصصوا لهم عدد من العملاء والمخبرين المدربين ليقضوا مضاربهم أنى حلّوا أو رحلوا، وبذلك تتحسن سمعة القبيلة وواليها أمام الأجانب. بوسعكم تقليص عدد الحراس لتوفروا مالاً مهدوراً يكفي لإشباع المتلمظين لدى رؤية كرسي عالي، ولن يدعو الله لتفرغ من الجالسين عليها.
بدرت بعض الأصوات المثقفة للم شمل المهاجرين وذلك تحت ألوية نواد وتجمعات ثقافية يشارك فيها كل الذين اختاروا لسبب أو آخر الغربة موطناً لهم. يقوم على رعايتها المثقفين منهم ويؤمه الجميع، فتصير الأمكنة التي يلتقي فيه أبناء سام وأصدقاؤهم وجيرانهم. ما أن تناءى الخبر لأسماع سفراء القبائل حتى ظنوها تحمل نهاية بطشهم المرتقبة تراهم يبثون الرعب والفزع في أفئدة المهاجرين وسارعوا بتأسيس نواد ومؤسسات تنازع سفهاء القوم على امتطائها كما لو كانت منصب برلماني في مجلس شورى القبيلة. تعددت هذه الهيكليات تحت آباط السفارات الأمر الذي يجعل المرء الجافل منها أصلاً أن يبتعد أكثر عن هذه المساخر ويفضل مجالسة أي كان في خمارة البلد بدلاً من أن يؤم معابد الشياطين.
لمجرد تحوّل المواطن إلى مغترب يعتبره ولاة الأقاليم خصماً لدوداً، بينما المهاجر الفرنسي مثلاً، يعمل خارج وطنه وما أن ينهي سفره حتى يعود لوطنه دون أن يواجه هذا الكم الهائل من أدوات الاستفهام التي تجيدها دوريات حرس الحدود المرابضة حتى بين الولايات والقبائل العربية ذاتها. لذلك تجد عملية منح جواز السفر بحد ذاتها نتيجة لشق الأنفس. ممنوع من السفر! المواطن خلق في هذه الولاية وفيها تدفن رفاته… ربما يجهل الوالي معاناة المهاجر. لابد وأن الصورة تصل مشوهة لذوي القرار. قد لا يدري كيف تعض الذئاب المهاجرين.
ليس عيباً فيّ عندما أعترف بأني خائف على عظام رقبتي من غضب كلاب الوالي أو أن يعضوا أطفالي، ولا أخالني أصير بذلك جباناً يشار إليه بالبنان. إن قدر الله ما هو مقدر ليعلم القارئ أن جريرتي الوحيدة هي أني صاحب هذه السطور، طالما عشعشت في دماغي منذ أمد ولئلا تكثر أضغاث الأحلام ليكن ما هو كائن. صارت القبيلة تلتهم أبنائها، ولتعلم يا صديقي أنه في حال دهستك سيارة صدفة وأقلعت، أو أن يهاجم بيتك الغجر ويغتالوك لا يجوز أن تفسر الأمر بأن أحداً قد دفع لهم ثمن صمتك الأبدي. إن أغمضت عيناك وللأبد في دار لجوءك هذا لا يعني أن أحداً سممك بالزرنيخ. لابد وأنك تتعامل مع جهة محلية أو خارجية وعرفت الكثير فقرروا إبادتك والخلاص منك. ليس بوسعك ألا تخاف والموت يحيط بك من كل الجهات، تطاردك كلاب الوالي لتعاقب عنادك بعدم تقديم الطاعة والسمع مبكراً، سلطات القبائل الأخرى تستغل نزاعك مع حكومة الوالي من جانب واحد لتتعامل معها ضد سيادته. يموت فقط من عرف ما لا يعرفه الآخرون. إذن عليك أن تنسحب من اللعبة في الوقت الذي لم تنغمس فيه بعد بالكثير من الأسرار القاتلة. إن اختلط السمّ في الدسم أو أن يكن لله جند من عسل( )، أو أن تدهسك سيارة مسرعة (بالخطأ) إن انتقلت لرحمته تعالى في غير موعدك، لا ضرورة للاستدلال بالبعرة على البعير، وفي ذلك راحتك الأبدية وعلي وعليك الرحمة ولنا الغفران.

القارئ المهجري الكريم…
وأنت تقبع في حانة المهجر ترتشف القدح التالية من النبيذ المعتق، أو قهوة الصباح تبعث فيك الحيوية والنشاط وترقب عارضة الستريبتيز على البيلون من هامها حتى تحت أخمصها، يعج رأسك بشتى المشاكل الحياتية اليومية، في هذا الخضم لا بد وأنك نسيت ناقتنا العرجاء رمز القبيلة، قد تكون نسيت أو تناسيت حتى اسمك ما فوق الثلاثي، لكن لابد وأنك تعرف سر سبب قدومك للحياة حين تبادل أبوك وخالك أختيهما، ربما لا يزال مطبوع في ذاكرتك رسم الوالي حين كانت ولا تزال صوره تزين الحانات والخانات، بل تقبح جدران معابد الأديان المختلفة، طال غيابك عن الوطن ولم تعد تذكر أن xxxx المختار إقليم البلح وحده يخلف البغال، كبش الوالي وتيسه وحدهما يهزلان في عرس التسافد… هل خطر على بالك في يوم من الأيام وأنت في الملهى تراقص الحسناوات بحرية وكأنك وزير دفاع ولهان أن تعود بحياتك الجنسية لبضع سنوات خلت… هذا غيض من فيض، فما بالك بالممنوعات في قبيلتنا - الوطن… المجلات والكتب الجنسية، نزار، مظفر، أولاد أحمد، كلمة حق، عدل، مسواة… إلى آخر القائمة ممنوعة بذات الشكل والطريقة… إن عقوبة اقتناء المجلات والصور الخلاعية لا تتعدى تمسيد (مساج) وتدليك مجاني لخديك وعجزك ثم تغادر مخفر الشرطة. أما أن تقتن نزار..! لا، هذه لا… ولا أخالن أحداً نسيها. هناك بعض الممنوعات في قبيلتي، والتي يعاقب مقتنوها كما لو كانت حفنة مخدرات أو ربطة دولارات مزورة في أصقاع وبقاع أرض الله الأخرى. إنها من السهل الممنوع. يعرف القارئ بمفرده أسباب منعها من التصريف والتوزيع والعلنية، لكي لا أكلف نفسي عناء الإسهاب والإطناب. في عالم يعج بسباق التقنيات وسرعة الاتصالات البرقية والإلكترونية عبر الانترنيت والأقنية التلفزيونية الفضائية وما شابه تجد الكتاب في قبيلتي لا يزال ملاحق يحمل طابع الرعب والخوف للوالي وحاشيته، يرون فيه عدواً لدوداً كونه قد يفضي للقارئ المراد تجهيله بما يزعزع العروش ويدك الحصون، ويفرق القبائل تفريقاً.

أخي المواطن…
الأخ المواطن القانع القابع في جحره القبيلي بحضن ابنة عمه تحت اللحاف، يرسم وإياها الهلال بدراً ويعدان النجوم المتدلية من السماء، ثم يعيدان العد كلما مرت غيمة ضالة من جديد، ينامان مع الأحلام والآمال، يستيقظان ليعدا القطيع، ويستعدان ليوم عمل جديد ينتهي كسابقه. رؤية الشرطي في قبيلتي تربك قرية بأسرها، يكمن ذلك في لاوعي المواطن وبالوارثة، لا يرون فيه رمز الحفاظ على الأمن ومنع السرقات، بل لم الضرائب وجر المتعلمين لبعض أدوات النفي إلى حيث لا يعلم إلا الله. الشرطي رمز البطش، وبرؤيته تجهض الحوامل، يتصايح الأطفال ويفر الرجال نحو الجبال والحقول. الشرطي ذاته يعي تماماً أنه يمثل فزاعة فاستغل الموقف لصالحه وبالغ بالتطاول. شرطي كهذا لن يمنحك حقوقك هدية لوجه الله، ويتخلى عن الرشاوى التي تسوقها له فور ظهوره وتنحر لمقدمه أسمن وأنصح خرافك. المواطن في قبيلتنا في وضع كهذا لا يمكنه معرفة حقوقه، ولا يرغب بالتعرف على واجباته. يقول الوالي لا تسمعوا للغرب يريد تكبيلكم بعاهاته وأمراضه باسم التقدم، وبذلك تخرجون عن دينكم وتدخلون جهنم وبئس المصير، بينما هو يشوينا كل يوم في جحيمه وجهنمه الخاصة، فيها زبانية لا تعرف الرحمة، يأمرهم بتنفيذ فرماناته فحسب والتي يسميها قوانين. دائماً وأبداً باسم الدين والترهيب بالحديد والنار ينضون جلود أمهاتنا، وكل صوت قد يتعدى حدود دورة المياه يخرج عن دائرة احتمال الوالي ضيق النفس فيصم صاحبه بكل العاهات ثم يُكم ويُلجم. إن تكتب مقالة نقدية بناءة، جهاز التشويه الخلقي والأخلاقي لدى الوالي يسميها وعلى الفور: دعاية رجعية مغرضة… دسيسة معادية… مؤلفها مشكوك بأصله وفصله… من أزلام الماسونية العالمية، من معتنقي الزردشتية، ناج من حجرات الغاز الهتلرية وترهات من هذا القبيل، حتى الجلاد ذاته مل تكرارها ويفكر بشن حملة لتبديلها تمشياً مع العصرنة، بينما مواطني القبيلة بين مصدق ومشكك ومتجاهل لكل ما حوله. إن يصدر لك كتاب يتم مصادرة كل النسخ وحرقها بحجة حماية الدين والأخلاق…
طالما يُدبر خطف أرواح أولي الألباب وصناع مصائرنا، فما بالك بدويبات المهجر منا..!. أُدرك خوف الجلادين من وقع الكلمة وأثرها، أُدرك ما سيحل بي من غضبهم. لكن لن أموت على فراشي كما تموت العير. أبحث عن ميتة تغيظ العدى وتسر الصديق. إن بقيت لن أعلن التوبة على أقدام مماسيخ التاريخ وثعالبه البنية الداكنة. سيظل صرير سلاحي المشرع مصوباً نحو الوجوه العابسة قلماً أبيضاً يبصق حبراً. إن شاءوا جعلوا من رسالتي تلك وصيتي الأخيرة، وإلا فهي بداية متواضعة لموج متلاطم والعاصفة قادمة لا محالة مهما طال هدوء البحر.
يؤكد علم الطب النفسي، بأن الجريح لا يحس بأوجاعه أثناء حادث ما وبعده بقليل. هذه الحقيقة التي لا تدحض أعرفها حق المعرفة منذ الطفولة، وهكذا أفسر الحالة التي أقع فيها لما كان يعاقبني معلم المدرسة الريفية. لم أكن أصرخ ألماً، بل ما أن يفصح الأستاذ عن نيته بعقابي بشد أذني حتى يتعالى صراخي، وكأن الصائي صأى بحنجرتي. أسر لي صديق له عيادة طبية خاصة بالتوليد. إن آلام المخاض مبالغ فيها عند بعضهن، فتصرخ النفساء بعد الطلق. وقد تكون سنن ونواميس الكون موحدة، يزعم البحارة بأن السكون والهدوء على الدوام يسبقان العواصف. إن كانت هذه المعايير تنطبق على البشرية، فهذا يعني أن الصمت في قبيلتنا ليس إلا مخاضاً يسبق الطلق.
عندما أقول هذا لا أعني أنني سئمت تكاليف الحياة وأقدم على عملية انتحارية راضياً مرضياً، لا بل أريد أن أبقى حياً أتنفس الهواء الطلق، أوحد الله، أحب الجمال، أحب الحب، أحب الخير وأنادي به، لست مغرماً بزقزقة العصافير في أقفاصها الذهبية، لست داع لقلب حكم أية ولاية أو قبيلة في أصقاع الأرض، لست راغب بالتشرد بل مكرهاً عليه. أكره البرودة لتثلج جثث أخوتي الجياع، الذين قضوا نحبهم تعسفاً ومنهم من ينتظر. أكره أشياءً أخرى، وأحب غيرها، لكني أكره الضيم والقهر أكثر، وأحب الألبسة الدافئة شتاءً والطعام الشهي بكل الأوقات.
  #2  
قديم 01-01-2002, 04:24 AM
الشيخ أبو الأطفال الشيخ أبو الأطفال غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 1998
الإقامة: من بلاد الرجال الاحرار-الجزائر- رغم الداء و الاعداء
المشاركات: 3,900
إفتراضي

السلام عليكم
يظهر انني ساعمل بنصيحتكم....الان على الاقل
.
.
.
لكن فقط الامر ذكرني الموضوع بواحد كتب رسالة طويلة منمقة للسيد الوالي يطلب عطفه ووووو...ولاية من ولاياته
__________________
فعلم ما استطعت لعل جيلا . . . سيأتي يحدث العجب العجاب
إنهم أطفالنا إن شاء الله

Apprend a graver sur une pierre tout le bien qu’on te fait, et a écrire sur le sable tout le mal, car le vent du pardon l’efface
  #3  
قديم 01-06-2003, 11:18 AM
بيص بيص غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 26
إفتراضي

احتجوا إذ لم تحتجوا...
  #4  
قديم 01-06-2003, 12:58 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

إقتباس:
انصحك بعدم قراءة هذا الموضوع لطولة وتفاهته

لقد عملت بالنصيحة
وأردت أن أسجل هذا للتاريخ ...

تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #5  
قديم 01-06-2003, 05:28 PM
نهاية نهاية غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: فلسطين
المشاركات: 402
إفتراضي على الرحب والسعة!

وانا كمان رح اعمل بنصيحتك الثمينة وما رح اقرا الموضوع لاني بنت مؤدبة وامي ربتني على اني اسمع نصيحة غيري وانفذها.

تحياتي
__________________
"يا خير أمة أخرجت للناس"
  #6  
قديم 02-06-2003, 06:11 PM
كوكتيل كوكتيل غير متصل
ديـنـاصـور الـخـيـمـة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2001
الإقامة: فوق الثراء
المشاركات: 11,627
إفتراضي

تم ....
  #7  
قديم 02-06-2003, 10:32 PM
المبتسم المبتسم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
المشاركات: 63
إفتراضي

طلباتك اوامر
نفذناها بالحرف
__________________
نبض الكلمات اقوى من نبض القلوب
  #8  
قديم 03-06-2003, 06:51 AM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

بيص

ورد في كتابتك
إقتباس:
الأخ المواطن القانع القابع في جحره القبيلي بحضن ابنة عمه تحت اللحاف، يرسم وإياها الهلال بدراً ويعدان النجوم المتدلية من السماء، ثم يعيدان العد كلما مرت غيمة ضالة من جديد، ينامان مع الأحلام والآمال، يستيقظان ليعدا القطيع، ويستعدان ليوم عمل جديد ينتهي كسابقه
إن كنت لا ترى في ( القبيلي ) إلا هذا
فأنت للأسف لا تعرف عن القبائل شيئا أبدا
ثم
ألم يفتخر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه من قريش ..؟؟!!

تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #9  
قديم 05-06-2003, 07:45 AM
الصورة الرمزية لـ ARGUN
ARGUN ARGUN غير متصل
عضوية غير مفعلة
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2001
الإقامة: MAMA ALGERIA
المشاركات: 1,012
إفتراضي

قرأته و أعجبني فثبته
__________________

ميدالة للفرح كل يوم
اعطيني حبه VALIUM
غير باش افتح عينيَ
و الدنيا ترجع بلا هموم


ابن قنب الهندي- " هموم الزواليا"
  #10  
قديم 05-06-2003, 08:58 AM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

إقتباس:
كتب ARGUN
قرأته و أعجبني

وكيف استطعت إلى ذلك سبيلا

تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م