بارانويا

[redhadjemai]

من خلال إطلاعي على العديد من الردود والمواضيع "السياسية كمثال" تلقفت ظاهرة لدى البعض يمكن مناقشتها وإثراء التكلم فيها ..لأنها ظاهرة إجتماعية نفسية ...
هي ظاهرة تشبه إلى حد بعيد مرض العظمة أو البارانويا لكن بشكل منغلق نوعا ما بقدر تعلق الأمر بافتراضية التعامل مع الأطراف الأخرى الذي لا يتم إلا من خلال أزرار الكيبورد والشاشة المؤذية للبصر والمؤذية للذوق والمزاج ببعض ردود أصحاب هذه الظاهرة.
طبعا لن نعطي الأمثلة ..يكفي أن يتدخل أحدهم "مهاجما" أو "مدافعا "أو "منتقدا" أو "مدعيا " ليكون معنيا ..فالموضوع للمناقشة والتحليل متوسمين الفهم السليم والعميق
وبعد تأمل وتفكير بسيط وجدت أنه لن تكون جدوى إلا من التحليل وإغناء الموضوع ..لكن يجب إعطاء مثال ليتضح المراد :

هناك من يسوق موضوعا أو خبرا ونحس من خلاله القناعة بصحة مايأتي به ..ويعتبر الرأي النقيض متواطئا أو خانعا راكعا ..وأنا شخصيا أرى أن الإنتفاضة والنهوض أعمق وأكبر من الضغط بأطراف الأصابع على الكيبورد فهما أبعد من ذلك ...
هناك من يكتب ولا تخلو كتابته من الأخطاء اللغوية العظيمة موضوعا ويكون مصرا على رأيه ونظرته "القاصرة طبعا " طوال الموضوع خلال ردوده ..ويبلس ثوبا من التأدب والتواضع الخاص بالعلماء ...
المهم :
أنتظر ردودكم ومناقشاتكم " الثرية طبعا " والجادة
ويستثنى من لم يفهم مقصدي إلا بعد السؤال للتوضيح أو أختيار لغة أخرى أوضح

ننتظركم

حفظكم الله

[شوقي فياض]

تحياتي الشوقية

كلام جميل و فيه الكثير من الواقعية

و لكن بأي لغة سيكلمونك يا رضا ؟

إنهم سيخافون من تحليلك السيكولوجي




و بدون غضب : كيف تصنف أنت نفسك من ضمن تلك المجموعة التي وصفتها ؟!!!

إن أحرجك سؤالي ، فاضرب به عرض الحائط .

و إن راق لك ،

فلا تهاجمني فإني رقيق و لا أقدر عليك

و إن أردت غير ذلك




فلك كذلك ذلك

[Orkida]

أخي الغالي رضا..
( البارانويا ) من الأمراض النفسية الـ( invisible ) - سامحني خانتني لغتي ونسيت معنى هذه الكلمة باللغة العربية -..
معالجة هؤلاء ليس بالصعب، ولكن المأساة تكمن في إقناعهم أنهم مرضى بهذا المرض البسيط الذي يتأزم يوما بعد يوم.. تعرف أن فرعون هو أول من مرض بهذا المرض مرض العظمة أو حب الظهور..
وبما أنك طرحت زاوية لمحتها في الخيمة من بعض الأعضاء فسأبدأ من نفس رؤيتك عزيزي،
مع أنه ليس من المهم أن نبدأ من هنا، وما الخيمة سوى مجتمع صغير يضم عينات متغيرة ومتشعبة مما يحتويه أي مجتمع بيئي يضم أفرادا..
تبدأ المشكلة بقناعاتنا التربوية التي نشأنها عليها،

1- الذكر له طاقة فهم تفوق الفتيات كثيرا.
وهنا تربى العربي على التفرقة بين إدراك الذكر وإدراك الفتاة.. الشاب إما يستغرب أو ينصدم حين يرى من تُناقشه وحتى أنه يعتبرها منحطة.. فهو معتاد على الفتاة الهادئة الراضخة التي تربى معها ( أخته ) ومن هنا يعتبر نفسه الأقوى والأعظم وله الحق مهما فعل حتى لو كان هو الحلقة الأضعف.

2- للذكر الحق بالتعبير عكس الأنثى.
أفكار تربى عليها العرب.. الولد يُعبر عما يريد والفتاة لامن مجال.. ومن هنا بدأت مأساة الكبر بحب الذات.. فالذكر تعود أنه كل شيئ

3- الذكر ذكرا والأنثى أنثى.
في هذه الخطوة الذكر له كل حقوقه وكل حقوق الآخرين.. فالأب والأم يبيتون جياعا وأطفالهم شبعانين.. الأهل يملكون قناعة ولكن علمو أولادهم بدون إدراك أن القناعة كنز يُفنى.. ويكبر الذكر أو الفتاة وحيدة أهلها أو إن كن شقيقات ولامن ذكور على أن كل شيئ لي وأنا الأفهم وأنا الصح وفقط.. التربية هنا هي السبب بأنني أنا الأقوى ولا أحد غيري.

4- من حقي التعبير والجميع ينصت لي.
كل فرد في أسرة تتكون من أفراد عاديين يتربى على أن التعبير من حقه وعلى الجميع أن يُنصت.. وينسى الفرد هنا أن التعبير من حق الجميع، ولكي تسمعني يجب أن أسمعك، ولتحترمني يجب أن أحترمك وعامل كما تُحب أن تُعامل.. هنا التربية على هذا المنهج جعلت من الفرد ليس فقط أنانيا وإنما الشعور بالعظمة والثقة بالنفس الزائفة فاقت الخيال..

وينسى الجميع عند الكبر أن العظمة لله تعالى.. ولكن يستطيع كل فرد إنتقاد الآخر بدون الإنتباه أنه يحمل كل قاذورات الكون.. فمن منا يستطيع إنتقاد نفسه؟؟ أنا الأفضل ولا أحد مثلي.. أنا دائما على صواب ولو كان الكل مثلي شريف لكانت الدنيا بخير..
هذا يتكلم وماهو سوى عميل فهو مخالف لرأي.. ولابد لي من إظهار حقيقته للجميع..
وتدور الحلقة الفارغة حول نفسها وتبدأ كلما قربت من الإنتهاء..
المرض متشبث فينا، ولايستطيع مُغادرتنا لأنه خُلق لنا من الأساس..
نقول الله ونقول الرسول وننسى أن نفعل مايقولون ونعتقد أننا نفعل الصواب ( فكله دين ).. ونعتقد ذلك لأننا أنانيين وجافين وقساة القلوب والعقول وعظماء بذاتنا وثقتنا بنفسنا كبيرة جدا جدا.. وننسى أن الثقة يجب أن تكون بقدراتنا والعظمة والشكر لك ربي..

أرأيت أن البارانويا مُتأصلة في تربيتنا من الجذور ..؟؟؟؟


عزيزي رضا هيدي مجرد لمحة والموضوع طويل جدا جدا وأنا تحدثت عن نقطة واحدة في هذا المضمار ( البارانويا )

دمت بخير وعافية وللموضوع تتمة إن شاء الله ..

[redhadjemai]

رنا شكرا لتدخلك الثري
لكن أنا توسمت الدقة حين قلت : مرض يشبه إلى حد بعيد مرض البارانويا وما العنوان إلا لجذب النظر

لكن من زاوية نظري أن البارانويا مرض لكنه ليس بالضرورة أن يكون متأصلا فينا بل هو زيادة في نزعة حب الظهور والغستبداد بالرأي ..ولا أظن عاقلا يناقضني لو قلت :
أن أغلب الصفات السيئة هي في الأصل صفات بشرية لكنها بقدر أكبر من الطبيعي وأكثر مما نحتاجه في حياتنا الفعلية الذاتية والتفاعلية مع المجتمع .

أخي الكريم شوقي فياض :
شكرا جزيلا لكلامك الجميل لكن انا لست عالم سيكولوجيا حتى أحلل أردت فقط إثراء الكلام عن ظاهرة مرضية متواجدة ومتفحلة في مجتمعاتنا خاصة مدعيي المعرفة والثقافة
أما عن سؤالك في أي مجموعة أصنف نفسي فهو ليس من الإحراج في شيء بل أنا أيضا يتملكني هذا الداء أحيانا ..أنتمي لهذا المجتمع وأعرف أمراضي وأحاول التخلص منها بمعونة الله ..وفي كل حال نزعة الإنتماء تشبعنا حتى ولو كنا ننتمي لوطن كبير تكثر فيه القمامة ..
شكرا !!

حفظكم الله

[Orkida]

عزيزي رضا،

أغلب الصفات السيئة هي في الأصل صفات بشرية لكنها بقدر أكبر من الطبيعي وأكثر مما نحتاجه في حياتنا الفعلية الذاتية والتفاعلية مع المجتمع .

أكيد بلاشك.. أي شيئ مهما كان جميل ولكن بكميات محدودة.. إن زادت عن حدها الطبيعي إنقلبت لضدها،
فحتى أجسامنا تحتوي على ( سموم ) ولكن بكمية محدودة إن زادت تؤدي لفشل كلوي أو أمراض في الكبد وووو.. ولمن يعيش مع الثعابين يتم إعطائهم تلقيح من سم تلك الأفاعي ولكن بكمية معينة إن زادت قتلته..

كلنا نملك أنانية ( حب الذات ) وكلنا يريد من يسمعه وكلنا نحب الظهور والكلام والهدوء ووو لأنها أصلا أفعال إنسانية بالدرجة الأولى.. ولكن أي شيئ من هذه الأمور إن زاد عن حده أصبح لايُطاق.. ولكل شخص رأيه الخاص عن الشخص الآخر وكلنا لنا من يفهمنا ولنا من لايفقه من أنفسنا شيئا ولنا من ينتقدنا فقط من أجل الإنتقاد وهؤلاء عندهم زيادة ( حب الظهور ) وهناك من لايتقبل رأي أي كان مُخالف له وهؤلاء عندهم مايُسمى ( أنتستريزما ) أي العظمة الذاتية وتخليد الروح عبر شيئ ما.. هذه الفئة تعتقد أنها عظيمة وهي المثقف الوحيد ووو ولذا لاتتقبل رأي الآخرين المُخالفين لها.. وهناك يرى نفسه كاملا من حيث لايشعر وبالتالي ينتقد وينتقد الآخرين ووو
رضا عني، عندما أذهب لحفلة ما أحب الذهاب متأخرة على الأقل ربع ساعة، وذلك لكي تلتفت كل الأنظار لي..أوكي هيدا ربما يُفسره البعض على أنه غرور، وربما يُفسره البعض على أنه عدم ثقة بالنفس وربما يُفسره البعض على أنه حب الظهور وربما يفسره البعض على أنه ثقة عمياء بالنفس.. والحقيقة أنه حسب الشخص نفسه فكل ماذكرت صحيح وسبب نفسي قوي للحضور متأخرة،، ، فأما عني فأذهب متأخرة لأنني لا أبقى أكثر من نصف ساعة بالكتير، ولكي يشعر الآخرين أنني مكثت لفترة أطول فأذهب للحفل متأخرة يلتفت الجميع لي أحدث أكبر عدد ممكن ومن ثم أعود أدراجي.. هذا مثل بسيط درس أكثر من وضعية..

لكن يبقى هناك سؤال بسيط وهو، لماذا لايستطيع شخص ما مُتملق من إستيعاب أنه لاشيئ مثلا وأنه لايسوى شيئا إلا عند مُحبيه ..؟؟؟

[redhadjemai]

لكن يبقى هناك سؤال بسيط وهو، لماذا لايستطيع شخص ما مُتملق من إستيعاب أنه لاشيئ مثلا وأنه لايسوى شيئا إلا عند مُحبيه ..؟؟؟


ببساطة لأنه متملق والمتملق عقله صغير لأنه يرى أن من يخدعهم لم يكتشفوه بعد ولن يكتشفوا تملقه ..وصاحب العقل الصغير بعيد عن الإستيعاب والفهم

للإشارة فقط الأمر مختلف من حيث تعلقه بجانب الواقع الفعلي وجانب الواقع الإفتراضي ..

حفظكم الله

[Orkida]

للإشارة فقط الأمر مختلف من حيث تعلقه بجانب الواقع الفعلي وجانب الواقع الإفتراضي ..

لماذا ..؟؟؟ هو لن يُميز بين الأمرين أكيد، لأنه لن يُفكر أصلا..
ولكن فعليا هو متملق ويظن بنفسه أنه كل شيئ.. هيدا من ناحيته وفعليا من ناحية رؤيت الآخرين له فهو لاشيئ..
وإفتراضيا هو لاشيئ .. ورؤية البعض له أنه ممتاز والمقصود بالبعض ( أولاده التعيسين وزوجته المسكينة)

تركيبة مُعقدة جدا وبها عدة تشعبات

دمت بخير عزيزي ..

[redhadjemai]

لا ليست معقدة ههههههههههههههههههه
الواقع الإفتراضي أقصد به الخيمة وبشكل عام الانترنت

[Orkida]

ولكن هناك واقع إفتراضي حقا للشخصية... سأشرح الموضوع غدا لأنني نعست والتركيز إنعدم عندي..
وكل واحد فينا عنده شخصية إفتراضية يتقمصها من آن لآخر.. غدا أكمل هذه النقط مع الشرح إن شاء الله... سوري لم أنتبه جيدا لما تقصد لأنني غير مركزة بشكل جيد الآن..

دمت بخير وعافية عزيزي ..

[redhadjemai]

رنا حينما نقول واقع افتراضي فإننا نلج باللغة في حقل ينشأ فيه المعنى على حساب التضاد في الكلمات ، ذلك أن كلمة واقع دائما نشير بها إلى ماهوحولنا من الأمور الملموسة والمحسوسة ..وكلمة إفتراضي ( virtual_virtuel ) فنعني بها مانحدسه ومانستدعيه إلى الإحساس والذهن بشكل نتمثله وكأننا نلمسه أن نراه أو نيقن من وجوده .. avoir l'intuition d'une chose irreelle quie se transfigure par des actes et des reactions tangibles

لذلك فإن المقصود والمراد هو :
السلوك ذو النزعة الذاتية الذي يحقق إشباعا معينا لصاحبه بمجرد ورود المجاملة خلال "رد أو رسالة خاصة ..على سبيل المثال" ..وبالسخط والإتهام بمجرد ايراد رأي نقيض ..وهذا طبعا ذو ارتباط وثيق بمشكلة الحكم المسبق دون علم ..
المتملق هو من يلبس ماهو أكثر وأوسع منه ...طبعا من خلال اللغة أو اختيار موضوع يسيطر على الساحة أو الواقع الفعلي ليستدعي به سيطرة على واقع افتراضي ..
الصدق في القول والحكم صعب ...لأننا و-نحن نكتب أو نكلم أحدا - تكون المهمة صعبة في أن نراعي كلامنا وجدواه وصدقه وهل وصل أم لم يصل ونحن في نفس الوقت منشغلين بانتقاء الكلمة دون تملق ودون مجاملة ودون استدعاء لمصلحة معينة ..هذا كله صعب ولا نستطيع أن نقوم به مالم نتدرب عليه ...هناك من هو موهوب من عند الله بهذا وذلك فضل كبير ..هناك مثلا من يتكلم أو يسأل وهو يستمع الإجابة أو التعليق يكون قد حضر سؤالا أو جوابا أو تعليقا لكلام يرد بعد دقائق أو مدة معينة ولا يخيب بعون الله في ذلك ...تلك رجاحة عقل وما هي من مسألة علم الغيب بشيء ، بل الأمر استنتاج مترابط يتم دون معالجة أو مراجعة فهو جزء من صفات هذا العقل ومن شخصية صاحبه ..
وحتى لا تسحبني الأفكار إلى خارج الموضوع أقول ..

صحيح أننا نتعامل أحيانا بشكل متقمص لشخصية افتراضية بالنسبة لواقعنا الفعلي والمعني في حياتنا وحياة من حولنا ..لكن رنا هل تعلمين من السعيد ؟؟ طبعا سيكون متعبا لكن هو سعيد والسعادة الروحية ثمنها التعب ..فالورد به شوك والعسل حوله إبر النحل ..
السعيد من يستدرك نفسه بشكل سريع جدا ..يراقب فيه كلامه وحكمه بشكل لا يوجد له تفسير غير أنه هبة من الله ..فيتجنب السقط والسقوط في المشاكل و الفتن ، ولربما جمع في أصدقائه بين شخصيتين متناقضتين لكن طيبتين فالطيبة هي محور الموضوع كله ..والمتملق أبعد مايكون عن الطيبة لأنه يتقمصها ويلبس ثوبها ..

محاولة للوقوف على أطراف القضية ننتظر متابعتكم وأرجو أن لا يتشعب الموضوع لأن حقله حرج وهلامي وبوسعنا أن نتدحرج بالكلمات والمصطلحات إلى مايبتعد عن صلبه ..

حفظكم الله