(البدون )

[عويضة الـعقلا]

(البدون )


من هم البدون ..؟
وماذا تعني كلمة البدون ..؟
ألكلمه ثقيلة ومقيتة لأنها تعني أن ما أطلق عليها هو لاشيء أي لا أصل لوجود
هكذا هي في اللغة .!!!
وهي كلمه شامله لكل سيء ليس الإنسان فقط وإذا سألنا من المقصود بهذه ألكلمه ..؟
نقول إنهم فئه عزيزه عربيه هي منار ونحن منهم حكم عليهم القدر يأن تكون بدون أي لا هوية لها :
والهويه تعني ألانتماء النوعي والقبلي الاجتماعي والتأهيل الذاتي والنفسي والأسري الاجتماعي أيظآ وأما الوطني والقومي فهما أشمل وأكمل لأنهما لايعنيان فئه بعينها إنما العموم فكل من دخل وأثبت وطنيته وقوميته حتى بالولاء فكيف بهؤلاء الذين لهم أصول وثوابت غير قابله لمناقشه فلو جئنا لمناقشة هذه ألكلمه فإن صاحبها يصبح متجرد من كل هذه الأهليات وعند إذ يصير غريبا مطاردآ مرتزقآ متمرد يحق له أن يعمل عمل غير قانوني لأنه منبوذ غير معترف به وهنا نعود إلى صلب الموضوع الذي شغل الساحه الخليجيه مدة ثلاثين عاما تقريبآ حتى عرفه مالم يعرفه أو يسمع به من قبل غير أهل الخليج :
والسؤال لماذا هذه المطارده .؟؟؟
والقبائل التي أطلق عليها الكويت بدون هم قبائل عربيه أصله قدم الأصول من الخليج نفسه لكن الزمن حكم عليهم بأن يكونون مهجرين تارتآ مغربه وتارتآ مشرقه بحكم مهنتهم ألأصليه الرعويه القديمه قبل أن تكون هناك حظاره في الخليج أو بترول فلم يعترفوا بالتحضر أو التمدن الذي فرض نفسه على ألمنطقه بعد ظهور البترول

فسيرة هذه القبائل ألهلاليه بدأت هجرتها قبل ثلاثمائة وسبعين عاما بالضبط أي في الصدر الأول من القرن السابع عشر الميلادي عندما كان الفقر والجهل يأخذ نصيبه الوافر في الجزيرة العربية بكاملها ويفتك بالمجتمعات العربيه في نجد والحجاز والخليج فاضطرت هذه القبائل للنزوح إلى بلاد الشام أرض الهلال الخصيب والعراق أرض الرافدين دجله والفرات ذكر هذا التوثيق عدد كبير من المؤرخين العرب مثل محمود كحاله

والمستشرقين الأجانب مثل عبد الله فلبي ومحمد أسد وشذرات في تاريخ أل سعود وقصة الأنتداب البريطاني على جزيرة العرب لهم صولات وجولات مثل لورانس ما تشل مور وقلوب باشا كون مسألة التثبيت غير قابله للأخذ والرد :
أما مسألة العوده فلا نعتقد إنها تخفي على أحد من أهل الشام والعراق والخليج عامتآ
وأما كيفية التأهيل فتلك تحتاج إلى ما يبررها مثل الانتماء العرقي والاجتماعي وقد حصل لهم ذلك الشرف منذ مده زمنيه قديمه أما الانتماء الوطني فلا يحتاج إليها لأن ذلك أمر شامل لكل أحد وغير قاصر على أحد دون أحد :
أما الأمر الثالث هو التأهيل الثابت بالولاء القبلي المركزي وهذه القبائل هي لا زالت أكثر أرتباطآ في هذا المعنى
ونحن نقول إن هؤلاء الناس قد عادو إلى موطنهم ألأصلي بداية الستينيات على شكل موجات متلاحقه بشكل غير رسمي إلا أنها أخذت الطابع الرسمي بداية السبعينيات
من القرن الماضي فلم يبقى منهم أحد في البلاد التي يقيمون فيها سابقآ إلا ماهو مغلوب على أمره هناك
وأما ما يتعلق بالداخليه مع هؤلاء فنقول أيظآ من البديهي الذي لاينكره أحد أن كل مجتمع لديه خصوصياته الأجتماعيه بالنسبه للأختلاط بالنوع المماثل وهذا يعطي أهميه لتلك القبائل وأصولها الثابته وشرفها الذي يحاول كل من له علاقه بهم أن يكون منهم وليس عيب ولا غرابه في هذا إلا أن العيب جاء من قبل حكومات الخليج
التي لم تعترف بهذه القبائل رغم ولائها الشديد وموالاتها للحكومات وتضحيتها
من أجلهم في جميع الميادين العامه والخاصه إلا أنهم لم يعبؤه بهم منذ ولم يعطوهم
أدنى أهتمام بأفعالهم وحقوقهم التي يطالبون بها منذ ثلاثين عاما وهي المطالبه بمنح ألجنسيه وألأعتراف بالهويه
وثانيآ : رفع المعاناه عن هذه القبائل التي لم يعترف بها أحد من الدول التي كانت تستوطن فيها سابقآ رفضتهم لأن الخليج رفض الأعتراف بهم فأين يذهبون .؟

إلا أن المملكة العربيه السعوديه فتحت الباب لهذه القبائل وكونت لجان لتجنيسها قبل عشر سنوات ولم يصدر شيء يذكر إلا قليل جدآ وهو خمسه بالمائة في كل عام من بداية الأمر تقريبآ وهذه القبائل تعاني من الفقر والحرمان من الحقوق الخاصه

وهنا وقفه تأمل في حال هذه القبائل وحال هذه الدول التي يعيشون فيها بعكس دول العالم الأخر التي تستقبل كل من يفر إليها ويمضي على إقامته عشر سنوات تقريبآ
فتمنحه ألجنسيه بإثبات ولائه فقط دون أن تعرف له مصدر هويه لأنه لايوجد أحد على وجه الأرض مجهول يعيش في عالم أخر لا يعرفه جنسه مختلف اللون واللغه والشكل على الكره الأرضيه :
فكيف بالذي يعيش بينهم منذ مده طويله ويعتبرونه عميل ولاجئآ غير شرعي وغير مرغوب فيه ولماذا يحصل كل هذا النبذ والجفاء فكل من عمل عمل هو مسئول عنه فلا يعاقب أحد غيره عنه ولا تعاقب الجماعه بذنب فرد من أفرادها إذا أذنب فلم هذا التأخير والتأجيل في حقوقهم والتنكر لهم واعتبارهم مقيمين دخلاء

وقول أخطر وأكبر لا يلومهم أحد عندما يقومون بعمل مخالف للفطره والنظام الأجتماعي لأنهم دفعو له من قبل ألأنظمه
وشكرآ لكم